التصنيفات » ندوات

تطوّرات الأزمة السورية وأبعادها



حاضر الكاتب والصحافي سامي كليب، في مركز باحث للدراسات الفلسطينية في بيروت، بتاريخ 31/5/2012، حول "الأوضاع في سوريا- وتأثير السياسة الخارجية الفرنسية بعد الانتخابات عليها"، حضرها عدد كبير من المهتمّين والمختصّين بهذا الشأن.
كلمة تقديم من مدير مركز باحث الأستاذ وليد محمّد علي، ثمّ تحدث كليب شاكراً المركز على استضافته "خاصّة وأن قضية فلسطين هي دائماً في القلب". 
بدأ المحاضِر كلامه بإشارة لافتة بقوله: " لديّ علاقات خاصّة مع النظام ومع المعارضة؛ ليتحدّث عن تطوّرين حصلا في سوريا، يتعلّقان بنزوح أهل الريف بكثافة خلال السنوات الأخيرة باتجاه المدن؛ والتطوّر الثاني يتعلّق بملامح "ربيع سوري" لم ينجح، والذي اعتقِل على إثره عددٌ من المعارضين.
وتحدّث كليب عن تحسين الوضع الاقتصادي في سوريا خلال السنوات الماضية، وعن الاتفاقات الدولية والإقليمية التي عقدتها سوريا، مشيراً إلى مسألة توافر الخدمات الأساسية ، ممّا عكس صورة إيجابية للرئيس بشّار الأسد في الداخل السوري وفي الوطن العربي، بالرغم من الشعبية المرتفعة للسيّد حسن نصرالله حينها.
أضاف: الرئيس الأسد رسّخ هذه الصورة الإيجابية له، خاصّة في ظلّ الحربين الصهيونيّتين على لبنان وغزّة (2006-2009).
ولفت إلى "أن ما حصل في سوريا كان مفاجأة للجميع، مذكّراً بدخول شخصيات صهيونية في الإدارة الأمريكية على خطّ الأزمة السورية ، إضافة إلى دخول الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى برنار هنري ليفي، الذي رعى مؤتمراً للمعارضة السورية في باريس.
وأكّد الكاتب أن غالبيّة الدول العربية لا توجد فيها إصلاحات كالتي في سوريا، خاصّة في الدول التي لا دساتير فيها ولا حقوق للمرأة (مثل السعودية).



وتساءل: لماذا لم يتدخّل المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية لجمع النظام والمعارضة في سوريا للدفع نحو المزيد من الإصلاحات، في حين كان العكس يحصل، مؤكّداً أن الهدف الحقيقي منذ البداية من ضرب سوريا هو استهداف إيران، مشيراً إلى تحرّك جامعة الدول العربية وزيارة وفدها برئاسة نبيل العربي، ولقائه مع الرئيس الأسد، والذي كان صريحاً للغاية في هذا اللقاء.
وذكر أن أحمد بن حلّي "نسي" ورقة المبادرة التي جاء بها  مع العربي وحمد بن جاسم، وراح يتلو ورقة مختلفة وهنا، هزء الرئيس الأسد، مشكّكاً بنوايا العرب، ومتّهماً إيّاهم بتنفيذ إملاءات أمريكية. وقد أبدى بن جاسم انزعاجه من هذا الكلام!
أضاف كليب: لم يستطع الغرب ضرب المشروع الإيراني، ولا إيجاد حلٍ للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. من هنا جاءت المأساة السورية لكي تعزّز الاستهداف الجديد لهذه المنطقة: إشعال فتنة مذهبية ، تطويق إيران، وأن تستعيد تركيا دورها...!
ونقل الكاتب عن خالد مشعل قوله إنه عندما وصل "الأميركي" عام 2003 الى جوار سوريا (بغزوه العراق)، زرت الرئيس الأسد وقلت له: سأخفّف الضغوط عليك؛ ولذلك، سأغلق مكاتب حماس في دمشق؛ فرفض الرئيس الأسد العرض. وخلال الحرب الإسرائيلية على غزّة، التقى وفد من حماس اللواء عمر سليمان في القاهرة، الذي قال للوفد: هل ستربحون الحرب على أولمرت؟ هو سيضعكم في أقفاص للفرجة! فعاد الوفد إلى دمشق والتقى بالرئيس الأسد، الذي أبلغهم بوضع إمكانات سوريا العسكرية بتصرّفهم؛ وعاد كليب بالذاكرة إلى المشروع الغربي- العربي لقمع أو تصفية حركة حماس، عندما فازت في الانتخابات التشريعية الفلسطينية قبل سنوات.
ثمّ عرض الكاتب لواقع بعض الدول العربية، بدءاً من السودان الآخذة بالتفكّك، إلى اليمن الذي كان شعبه مؤيداً لحزب الله والمقاومة، وتأثير ذلك على تشيّع عدد من النخب اليمنية حباً بالمقاومة؛ إلى أزمات الجزائر والمغرب وتونس، مشيراً إلى أن إيران بدأت تتواجد بقوة في بعض الدول العربية، ممّا يقلِق الغرب والكيان الإسرائيلي.
وسأل المحاضِر: لماذا سارعت الدول العربية إلى إسقاط النظام السوري بعد مطالبة أميركا بذلك؟ وأضاف: الأمريكي لا يريد إيصال المعارضة السورية إلى السلطة، وينطبق هذا الهدف على دول الخليج؛ بل إن الهدف الحقيقي لأميركا هو إضعاف الدور الإيراني في المنطقة، من خلال إسقاط النظام السوري.



ورأى كليب أنه لو سقطت سوريا اليوم، لتهدّد العمق الاستراتيجي في مصر، منوّهاً  بالموقف الإيجابي من المجلس العسكري الحاكم تجاه الوضع السوري.
واستنتج أن خروج الأمريكي شبه مهزوم من العراق، وقلقه من واقع توازن الرعب القائم مع إسرائيل، دفعه لمحاولة ضمان مصالحه بمواجهة التقدّم الصيني والروسي أيضاً.لهذا، تحاول أميركا نسج علاقة جديدة مع الأخوان المسلمين في المنطقة، وعبر تجديد تحالفها مع دول الخليج...!
وتابع الكاتب: في هذه المناخات، جاء تأزّم الوضع السوري، خاصّة في ظلّ أخطاء تراكمت من قِبل الطرفين: النظام والمعارضة، واللذين هما اليوم أمام أفقٍ مسدود؛ فالغرب عاجز عن تنفيذ تدخل عسكري لصالح المعارضة في سوريا، حيث جاءت مبادرة أنان لتحفظ ماء الوجه، إلى حين تبيّن ما سينتج عن اللقاءات الأميركية – الروسية المرتقبة.
وأكّد أن الحلّ للأزمة السورية صار دولياً، مشدّداً على أن الاشتباك الحاصل هو حول تبنّي إزاحة الرئيس الأسد، كحلّ؛ لكن، الروسي يريد نظاماً قوياً في سوريا كي يفاوض مع الغرب لاحقا!
وتساءل المحاضِر أخيراً عمّا إذا كانت للمعارضة السورية حلول عملية وواقعية، مستبعداً ذلك، ومتحدّثاً عن كره شديد يتبادله أطراف هذه المعارضة فيما بينهم بشكلٍ لا يصدّق!
وقد ردّ الأستاذ كليب على بعض مداخلات من قِبل الحاضرين، الذين أثنوا على خبرة المحاضِر في شؤون المنطقة.

 


 

2012-06-02 12:59:28 | 2007 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية