العلاقات القائمة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تختلف عن سائر العلاقات التي تنشأ بين الدول الصديقة والحليفة وبينها وبين المنظمات والمؤسسات التابعة لها. هي علاقات مميّزة فعلاً. وتقوم على عرى لا تنفصم مهما تغيّرت الظروف فيها كل النقاط التي تقوم عليها علاقة ما من مصالح وتقاطع رؤى ومشاريع واستراتيجيات وتتجاوزها إلى أبعد من ذلك، إلى أبعد من كون الكيان الصهيوني إحدى الممالك البعيدة للإمبراطورية الأمريكية الجديدة، لأن هذه المملكة لها تأثير السحر على كلّ الأباطرة المتعاقبين.
وهي أقوى وأمتن وأشمل من كل العلاقة القائمة بين الولايات المتحدة وحلفائها الآخرين في الحلف الأطلسي وغيره.
وشغلت هذه العلاقة الكثير من الباحثين والمراقبين، فاعتبر البعض أن الكيان الصهيوني يمثّل حاملة طائرات أمريكية في منطقة الشرق الأوسط لا تغرق. واعتبره البعض الآخر الولاية الواحدة والخمسين، فيما أكّد آخرون أن الأمر أكثر من ذلك ما سرّ هذه العلاقة؟ وما هي الروابط التي تقوم عليها، وما هي جدلية المصالح والعقائد التي تربط بين الطرفين؟ وما هي الجذور التي نمت وأنبتت هذا النوع من التحالف؟
هذا العدد من "دراسات باحث" يحاول الإجابة على هذه التساؤلات عبر بحوث ودراسات متخصّصة بذل أصحابها الكثير من الجهود لكشف كل أنواع العلاقات التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني لتكون معطيات واضحة لفهم تلك العلاقة وتساعد في تحديد رؤية ومنهج دقيق. لجميع القوى التي تخوض الصراع ضدّ العدو الصهيوني المحتلّ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله ولي التوفيق
التحرير
