التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد السادس - ربيع صيف 2004



تعيش القضية الفلسطينية إحدى أهم وأخطر مراحلها التاريخية على الصعد كافّة منذ احتلال فلسطين عام 1948. وتتركّز مكامن الخطورة بشكل خاص فيما يتعلّق بمستقبل فلسطين وهويّتها ومصير شعبها.
وإذا كانت الأحقاب التاريخية السابقة قد شهدت  احتلالاً مباشراً وقضماً مستمرّاً للأرض وتهجيراً منظّماً للسكان، إلاّ أنها تميّزت بموقف مقبول للمجتمع الدولي ووحدة الرأي العام العربي والموقف الفلسطيني من مستقبل الأرض وهويّتها وعودة من غادروها عنوة، إضافة إلى كفالة القوانين الدولية لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه وفي وطنه. 
لكن اليوم؛ وعلى الرغم من التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني في انتفاضته المستمرّة منذ أربع سنوات فإن الوجود الفلسطيني والحق التاريخي  لشعب فلسطين والحضارتين العربية والإسلامية فيها يشهدون خطر الإلغاء  التدريجي والممنج، في ظلّ دعم أمريكي مطلق وخضوع دولي أمام سلطة أمريكا المطلقة الداعمة للكيان الصهيوني  وانهيار عربي مريع، بحيث يقف العرب عاجزين عن بلورة موقف سياسي موحّد من قضاياهم المصيرية، كلّ هذا، إضافة إلى تفكّك  الموقف الفلسطيني الداخلي بين مؤيّد للتسوية وممانع، لها، وبين متمسّك بحق العودة ومتنازل عنه ومعترف بالكيان الصهيوني ورافض له، وتتباين وجهات نظر الأطراف الفلسطينية بشكل جوهري حول القضايا المصيرية والأساسية، على الرغم من أن الحكومة الصهيونية قد تنصلت من التسوية التي ما زال  البعض يلهث وراءها. وبدلت الولايات المتحدة الموقف إزاءها وباتت"خارطة الطريق" هي أفضل ما يمكن أن يطرح  أو يعطي للفلسطينيين مع العلم أن حكومة العدوّ ترفض تطبيقها. 
في ظلّ هذه الأجواء السياسية الضاغطة عُقد المؤتمر السنوي الثاني لمركز باحث للدراسات حاملاً في طيات أوراق المشاركين فيه ثقل الوضع القائمة آملاً في إمكانية بلورة رؤية للمستقبل على قاعدة ثانية مفادها أن التسوية انهارت ومآل كل المشاريع المشابهة في المستقبل الفشل ما لم تتم هزيمة المشروع الصهيونية وفكره أوّلاً والقضاء  على ازدواجية المعايير الدولية ثانياً وهذا أمر يحتاج إلى جهد وتعب وتصميم  وإرادة وعمل دؤوب واستغلال لطاقات الأمّة كل الأمّة في سبيل الوصول إلى هذه الغاية. 
من هناك كانت الركيزة الأساسية للمؤتمر  هي رؤية للمستقبل تحت عنوان "مشاريع التسوية ومستقبل فلسطين"، في حين أن الحلقة  الأهمّ كانت برأي المنظّمين والقيمين  هي الحلقة الأخيرة التي بحثت في سؤال متحرّك ديناميكي متطوّر باستمرار  وباختلاف المراحل والوسائل والوقائع والأماكن، هو "ما العمل؟"

2013-09-24 13:01:43 | 1592 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية