التصنيفات » المجلة الفصلية

العدد العاشر - ربيع 2005






{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (1) سورة الإسراء

أعادت التهديدات المتجددة لعصابات من المتطرفين الصهاينة ضد المسجد الأقصى والاعتداءات التي مورست من قبلهم خلال الأسابيع الفائتة، أعادت إحياء قضية القدس والأماكن المقدسة، ولو على مستويات إعلامية وشعبية محددة من دون أن تصل إلى الموقع الحقيقي لها، باعتبارها جوهر الصراع القائم بين الكيان الصهيوني من جهة، وبين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية من جهة أخرى، لأنها تختصر أبعاد ومعاني هذا الصراع كلها (الأرض- السيادة- الإيمان بقيم العدالة والحرية...). 
إن وقفة آلاف المسلمين الفلسطينيين ضد محاولات تدنيس المسجد الأقصى من قبل جماعات يهودية متعصبة تسعى لإقامة ما يسمى الهيكل الثالث مكان المسجد المبارك بعد هدمه (لا سمح الله)، هذه الوقفة التي تكررت مؤخراً رغم كل وسائل الحصار والتضييق من قبل قوات وشرطة العدو، تبشر بانطلاقة جديدة للانتفاضة الثانية التي بدأت في أيلول من العام 2000 على اسم المسجد الأقصى ودفاعاً عنه، حين دخله رئيس وزراء العدو أرييل شارون بحماية آلاف الجنود الصهاينة، وهو الذي يدّعي اليوم أنه يبذل جهوداً كبيرة لمنع المتطرفين الصهاينة من تدنيس المسجد الأقصى، لأنه يخاف من "ثورة إسلامية" عارمة قد تطيح ليس بحكومته فحسب، بل ربما بكيانه البغيض الذي أذلّته تضحيات الانتفاضة ومجاهديها ودفعته لتقرير انسحاب أحادي الطرف من قطاع غزة في منتصف شهر آب المقبل! 
في هذا العدد من دورية "دراسات باحث" محاولة لرفد الوقفة الشجاعة لأهلنا في فلسطين (كل فلسطين)، من خلال دراسات ومقالات وتقارير بحثت في جوانب متعددة من قضية القدس (والمسجد الأقصى)، والتي يسعى العدو لفرض وقائع تهويدية جديدة فيها، استباقاً لأي مفاوضات قد تجري في المستقبل حولها، وفي ذلك رسالة حاسمة للطرف الفلسطيني الرسمي ينبغي عليه قراءتها ملياً، إذ لا معنى لأي تنازلات تقدم له في قضايا الأسرى والانسحابات (على حساسيتها وأهميتها) إذا كرّس كيان العدو مقابلها احتلاله للقدس والمسجد الأقصى المبارك، ولمساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية، واستكمل تطويق المناطق الفلسطينية، فضلاً عن إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم! 
هذا العدد يشمل موقع القدس في مفاوضات ما يسمى الوضع النهائي، وأهداف سياسة الاستيطان القائمة في القدس وحولها (القدس الكبرى بحسب المشروع الصهيوني)، وأبعاد فرض قانون "أملاك الغائبين" على أملاك فلسطينيي الضفة الغربية في القدس، مع دراسة لأبعاد السياسة الأمريكية تجاه قضية القدس، والداعمة لمزاعم العدو تجاهها! 
وإضافة إلى بعض التقارير التي تتحدث عن تاريخ القدس وعن الأماكن الإسلامية والمسيحية فيها، يتضمن العدد مقابلات خاصة حول الخطر الصهيوني الذي يتهدد هذه الأماكن وفي أولها المسجد الأقصى، تسبقها مقالة تحلّل الأبعاد الفكرية والسياسية لليوم العالمي للقدس الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل، من أجل إحياء قضية القدس في أذهان وعقول مسلمي العالم أجمع، تمهيداً لإطلاق حركة فاعلة وشاملة للدفاع عنها، تتجاوز بؤس القرارات الدولية العديدة التي لم تنفع أهل القدس وكل فلسطين منذ أن بدأت بالصدور عن الهيئات الدولية الكبرى (الأمم المتحدة ومجلس الأمن) وحتى اليوم!
ويختتم العدد بتقرير شامل حول الاعتداءات الصهيونية ضد المسجد الأقصى منذ احتلال الصهاينة لشرقي القدس في العام 1967 وحتى أواسط العام الحالي (2005)، والذي نتمنى أن لا ينتهي بكارثة يهدد بها المتطرفون اليهود المسجد الأقصى والمرابطين فيه، على رجاء أن تكون أي محاولة لاستهداف هذا المسجد الذي بارك الله حوله نهاية المطاف ليس فقط بالنسبة لهؤلاء المتطرفين، بل لهذا الكيان الغاصب للأرض وللكرامة وللمقدسات. 

2013-09-25 08:19:44 | 1727 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية