التصنيفات » دراسات

التطبيع يبدأ من الإعتراف بإسرائيل

 بقلم محمود فنون
12/6/2014م
الإعتراف بإسرائيل خيانة للوطن والقضية

الإعتراف بإسرائيل خلافا لكل أشكال الإعتراف بالدول والمؤسسات : هو عملية متصلة تبدأ من اللسان أو القلب (سيان) وتستمر وصولا إلى التطبيع ، وتستمر وصولا إلى الإنتماء والإخلاص للفكرة الصهيونية ، والإندراج في صف أصدقاء إسرائيل والمدافعين عن وجودها والداعمين لها والمدافعين عن سلوكها  وأمنها . هنا يصل هؤلاء إلى حمل بطاقة الهوية والتعريف.
ويندرج جميع المطبعون في جنبات هذا الهامش الواسع والمتنوع.
ذلك ان حدود التطبيع لا تقف عند التطبيع مع الوجود الصهيوني في فلسطين بل تتعداه إلى كل مظاهر الصهيونية في العالم ثم من وإلى وبالعكس مع الإمبريالية الغربية بكل تجلياتها .
هنا تكون العملية متصلة وتراكمية وقابلة للنماء وصولا إلى الأسياد الأصليين ، إن لم تكن البداية معكوسة أصلا  وكل هذا جائز .
إن بطاقة الهوية والتعريف صالحة نسبيا في كل هذه الأجواء ،وهذا لا يمنع أن يسعى كل  من هؤلاء ( إسرائيل والدول الغربية  والرجعيات العربية ) كل على حدة للتعامل مع المطبع على هواه وعلى طريقته وخدمة لمصالحه إلى جانب تعزيزه لفكرة التطبيع مع البقية  أي مبدأ الإختلاف ولكن على قاعدة ما هو مشترك.
لا تطبيع دون الإعتراف بإسرائيل :
يبدأ الإعتراف بإسرائيل من فكرة قبول الأمر الواقع ، واقع احتلالها لكل فلسطين ، على انه واقع لا يمكن زحزحته وانتهى الأمر.ويستمر حتى يصل إلى التضامن معها قولا وعملا وعلى حساب فلسطين والشعب الفلسطيني .
وقد يحصل هذا ابتداء نتيجة تفاوض ذاتي بين الفرد ونفسه في ظروف تدفعه لمثل هذا الحوار الداخلي .أو يتدرج عبر تفاعل حي من خلال عرابين ووسطاء ومبتزين وجرارين أو خضوع لمشغلي الجواسيس أو أي ظروف أخرى في فلسطين وخارجها  .
ولكن الأخطر هو ما حصل على المستوى المجتمعي  نتيجة حوارات ونقاشات وصراعات  بين القوى الفلسطينية ذاتها منذ عام 1974 وحتى يومنا هذا . إنه الحوار الأخطر على الإطلاق بل أن نتائجه كانت ولا زالت أخطر من نشاط العملاء وكل أشكال النشاط الأمني .
فقد انقسمت القوى الفلسطينية إلى ما عرف بتيار القبول وتيار الرفض الفلسطيني ، وقد خاض تيار القبول معارك وصراعات وأنشطة متعددة الأوجه والوسائل دفاعا عن قبوله وتعليلا له على انه الخير العميم . وهو كان في الواقع يدافع عن وجود اسرائيل في عقله ويحاول ان يفرضها على العقول عموما .
كان يعمل طوعا واختيارا وتحت عنوان العقلانية من ناحية واثبات حسن النية والقدرة على إعادة تأهيل نفسه بشكل مقبول . وكان يحصل في بعض الأحيان على " عفارم "
كان يقف على رأس هذا التيار قيادة فتح التي ينسب لها تفجير العمل الفدائي بوصفه أرقى وأعمق أشكال الرفض للوجود الصهيوني على أرض فلسطين وأفضل أداة لهدمه. أي انتقلت من الضد إلى الضد .
ومن باب الأمانة التاريخية فإن جزءا من هذه القيادة تنطّح لفكرة قبول إسرائيل في حدود أراضي عام 1948 بينما جزء آخر كان متناقض التعبير ويظهر تساوقا مع الفريق الأخر ولكنه عاد وأخذ يدافع ويشرح ويجتهد دفاعا عن الفكرة بعد أن أصبحت الموقف الرسمي لحركة فتح وأخذت الحركة تتنعم في علاقات جديدة وتلقى الإستحسان من الدول الرجعية العربية  وتلقى دعما ماليا مضاعفا ، وقد اعترفت الدول العربية على إثر ذلك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وأخذت تدمجها شيئا فشيئا في النظام العربي الرسمي وهي بقيادة فتح ومتفردة فيها مع تابعين باسم مشاركين .وساح أعضاء وكوادر من فتح في الساحات الفلسطينية معبرين بدهشة عن ذكاء وحكمة القيادة التي إتخذت مثل هذه المواقف والتي لا يرقى عقلهم إلى تفسير وتحليل أسباب إتخاذها ، وذلك على قاعدة ان هذه القيادة قيادة فدائيين وهي تعرف المصلحة الوطنية بحكمتها التي تعزّ على التحليل والوصف .( اليوم كوادر حماس يقولون بأن القيادة تحفظ القرآن في الصدور فيحميها  القرآن من الخطأ ومناضلة ولا يمكن أن تخطيء ،وذلك دفاعا عن الهبوط المتواصل لقيادة حماس ).
غير أن الجبهة الديمقراطية والتي شكلت العرّاب لهذا الموقف قد تنطحت بشراسة دفاعا عن ما تعتبره (فتحا ) جديدا في الموقف الفلسطيني وتدعي ان  لها الفضل الأكبر في طرحه . وتفخر ولا زالت تفخر ويفخر قادتها بأنهم هم الذين " كسروا تابوا التحرير الشامل لأرض فلسطين التاريخية بحدودها الإنتدابية "
إن برنامج النقاط العشرة هو الفاتح الرسمي لانتقال حركة فتح والجبهة الديموقراطية إلى فكرة الإعتراف بإسرائيل في حدود الأراضي التي احتلتها والتي تعرف بأراضي 1948م.
إن الإعتراف بأحقية إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين وإقامة دولة لليهود عليها كانت خطوة تمهيدية للإعتراف بإسرائيل كما أسست وكما أريد لها أن تكون . أما حصر الإعتراف بها وبوجودها على الأراضي التي  تعرف فلسطينيا بأراضي 1948م فهذه كانت مثل محطة أولى لا أكثر ، وكانت من أجل تمرير التضليل الذي طرحه البعض مثل القول ( أننا نقبل بإسرائيل على أراضي 1948م وتنسحب عن أراضي 1967 م ونقيم دولتنا حيث بعدها نقاتل إسرائيل وندحرها ). أي "نخدع "إسرائيل والغرب و"نتكتك" عليهم  بالبلدي ، وما أن يشربوا الخازوق حتى نهجم عليهم ونبيدهم . ويكون الدفاع عن هذا الضلال باتهام الرفض بأنه لا يريد تحرير فلسطين ما دام لا يقبل بهذه الخطة " السرية".
إن الأمور لم تبق هنا : لم تبق محصورة في نطاق القيادة السياسية للفصيلين ومعهما الحزب الشيوعي الفلسطيني  الذي كان سباقا . فالحزب الشيوعي الفلسطيني بمنظريه وكتبته وإعلامييه وصحفه وخطبائه كل هؤلاء تجندوا دفعة واحدة مسرورين بالمهمة التي انيطت بهم  مهمة التسوية السلمية على قاعدة الإعتراف بإسرائيل أولا ،وفخورين بحماسة النهوض بها . وقد عللوا ذلك على قاعدة انهم أصلا يعترفون بإسرائيل من زمان وأن الآخرين لحقوا بهم وبنهجهم الذي يحصر النضال تحت شعار أراضي 1967م والحل السلمي والتسوية . وأصبحوا  ينشطون من أجل أن تقبل بهم فتح والجبهة الديموقراطية ،ووقف الجميع- فتح والديموقراطية والحزب الشيوعي - في الأرض المحتلة صفا واحدا ضد الرفض بنشاط منقطع النظير ودخلوا في حملة لإقناع  الناس وتبرير النهج الجديد .أي أن عودا من الشجرة بدأ بقطعها ..
وفي الأرض المحتلة كان رجالات الأردن وبواقي عملاء الإنجليز ومن تعاون مع سلطات الإحتلال يبادرون لطرح البرامج والمبادرات التسووية التي تقبل بإسرائيل والتعايش إلى جانبها ( كان مفهوم إسرائيل جغرافيا يعني أراض 1948م في ذلك الوقت نهاية الستينات وسنوات السبعينات )
ملاحظة : كان الإتحاد السوفييتي يعترف بإسرائيل ويساهم مع جوقة طرح المشاريع والمبادرات على قاعدة الإعتراف بأحقية إسرائيل في العيش بسلام مع جيرانها العرب، ثم بدأ العرب في طرح مبادرات تقبل بوجود إسرائيل وحقها في العيش بسلام .
ملاحظة : الدول جميعها لا تعاني قط من مشكلة الاعتراف الرسمي بها ولكن اسرائيل تسعى للحصول على اعتراف الدول العربية ةالهيئات والمؤسسات في المجتمع العربي كما تسعى للحصول على اعتراف الأفراد.
هكذا تضافرت جهود الرسميين الفلسطينيين والعرب مع الشرق والغرب في الأعتراف بحق إسرائيل في العيش بسلام مع جيرانها العرب ( وكانت التعبيرات الدارجة أمام حدة الرفض العربي تأتي بصيغة " حق جميع دول المنطقة "في العيش بسلام والتي تعني حصريا حق إسرائيل في العيش بسلام  )
وعبارة حقها في العيش بسلام : تعني إدانة كل ما يمس هذا العيش بسلام بما في ذلك النضال الوطني الفلسطيني وكل أشكال المجابهة مع إسرائيل من الداخل أو من الخارج، فلسطينيا وعربيا .
أي أن العقلية العربية والفلسطينية الرسمية قد تشبعت بهذا الموقف وبادرت لطرحه وسعت لجعله الموقف العربي الرسمي  العلني ،صراحة ونشطت لجعله الموقف الشعبي العربي تاليا .
وبصراحة تمكنت القيادة الفلسطينية وقد أصبحت جزءا من النظام العربي الرسمي من ترسيخ فكرة التسوية وأسمتها بالبرنامج الوطني ومفرداته : حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي 1967م في الضفة والقطاع .
لقد كان الممثلين والناطقين العرب هم الجحش الذي بدأ قيادة قافلة الإعتراف بإسرائيل وتقبل وجودها الإحتلالي على الأراضي الفلسطينية ودحر شعار تحرير فلسطين من النهر إلى البحر وطرد اليهود منها وإتاحة العودة الفلسطينية إليها .
ماذا يعني الإعتراف بإسرائيل ؟
ليس هناك من شك أبدا في أن الذي يقرر مضمون وشكل الإعتراف بإسرائيل هو الطرف الأقوى في الصراع ( العربي - الإسرائيلي !)
وهو بدون شك في ظل المعادلة القائمة يعني ولا بد أن يعني في التحليل الأخير : حقها في الوجود على أرض فلسطين بسلام وحقها في الإستيطان وحقها في رفض عودة الشعب الفلسطيني إلى مدنه وقراه وحقها في قضم الأراضي ...إلخ
ففي عشرينات القرن الماضي قام المندوب السامي هربرت صموئيل بجمع القيادات والوجاهات والزعامات الفلسطينية وأبلغهم بحقيقة السياسة البريطانية التي يمثلها في فلسطين ثم أبلغهم بوعد بلفور الذي يقضي بتهويد فلسطين وبعد ذلك أبلغهم بنصوص صك الإنتداب التي تلزم السلطة الإنتدابية بتطبيق وتنفيذ وعد بلفور . إن التذكير بهذه المعلومة أمر شديد الأهمية :
إن إقامة إسرائيل تطبيقا لسياسة دولية بزعامة الإمبريالية العالمية وتوابعها .وإن الأمر ليس سرا على الزعماء الفلسطينيين ولا على القيادات التي نصبتها بريطانيا وفرنسا في البلاد العربية .
وعليه فإن الإعتراف بإسرائيل لا بد وأن يكون منسجما مع نصوص وعد بلفور ونصوص صك الإنتداب وما جرت عليه السياسة الإستعمارية منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا .
نضيف إلى ذلك بأن فكرة الإعتراف بإسرائيل من قبل الدعاة الموصوفين أعلاة لم تتحصل نتاجا للتذاكي أو التخطيط والدهاء بل حقا وفعلا تحققت نتيجة الضغوط والإستخذاء والتواطؤ ، ونتيجة الإحساس بالعجز والهوان  والهزيمة ، وتضافرت هذه العوامل مع الدعم المالي  الرجعي العربي لإفساد البيئة الفلسطينية في القيادة وما يحيط بها .
وجاء الإنقلاب الرجعي في مصر على الناصرية من قبل السادات عام 1971م وعقد مؤتمر جنيف عام 1974 وتوجهات السادات الجديدة وصولا إلى كامب ديفد عام 1978م وما تلاه ، ودخول المنطقة العربية في مرحلة الردة الرجعية وما سمي الحقبة السعودية وحقبة النفط .. هكذا توافق الأستعداد القيادي الفلسطيني مع مرحلة الإنحطاط  بعد أن تسلح السادات بعبور القنال شرقا وتسلحت القيادة الفلسطينية بالفدائي وتغطت بالنظام العربي الرسمي بقيادة مصر السادات والسعودية .
إن الإعتراف بإسرائيل مهما كانت بداياته وشكل التواطؤ الذي يقدم به لا بد وأن يتوج و يقود إلى حتمية الإعتراف بإسرائيل وفقا  لمشروع وقرارات تأسيها ، كما هي مشروع استيطاني إقتلاعي عنصري ، يقوم على جلب المهاجرين من الخارج والإستيلاء على أراضي فلسطين بالتدريج وإقامة المستوطنات عليها وتهويدها وحماية هذا البرنامج بالسلاح في وجه المقاومة الفلسطينية ..
وكما للنضال طلائعيين فكذلك للخيانة طلائعيين يشقون الطريق لغيرهم .
ليس كل من تعاطى بفكرة الدولة في الضفة والقطاع وصل بالضرورة إلى القناعة بأحقية اليهود في كل فلسطين . ولكن في سياق هذا التوجه يبرز الأكثر وضوحا والأكثر استعدادا من بين التلاوين المتفاوتة في قناعاتها أو المتفاوتة في حجم الأدوار المطروحة عليها أو درجة هبوطها .
من هنا تأتي أهمية الطلائعيين في الخيانة والتواطؤ والذين يتقدمون بوضوح في طرحهم واعترافهم بالعدو وحقه في وطننا بلبوس  تضليلي وطني أو على شكل تذاكي أو على شكل واقعية وإقرار بالأمر الواقع ..الخ .
هؤلاء يجهرون بالهجوم على ما يسمونه " العقلية القديمة " والمقصود العقلية الوطنية التحررية ، ويطالبون بالتغيير وأن يكون الطرح بلغة يفهمها الغرب والعالم !!ويتقدمون بالشعارات مثل "دولتين لشعبين " دولة لكل مواطنيها ""دولة واحدة للشعبين ""دولة ديمقراطية علمانية ".... ويمهدون لهذا الطرح بما يفيد ان فيه الخير العميم .
وقد بدأ بعضهم يطرح افكاره بعد عام 1967م مباشرة (حمدي التاجي الفاروقي والمحامي عزيز شحادة ثم دعوة الشيخ الجعبري )
ثم كان الفتح الكبير للصحفي محمد ابو شلباية الذي كان أول من بادر لطرح موقفه في كراسة بعنوان " نحو دولة فلسطينية مستقلة ".
وبرغم طلائعية هؤلاء إلا أن "الفدائي الفلسطيني " وقتها كان بالمرصاد فوأد هذه الدعوات ولم تلاقي صدى يذكر .
ولكن الدور الخطير والتأثير الخطير بدأ مفعوله حينما طرح " الفدائي الفلسطيني " مشروعه عام 1974 وما تلا ذلك عبر ما عرف بالبرنامج الوطني (حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة في الضفة والقطاع)والذي ظل يتدرج هبوطا إلى أن وصل إلى إلتزام القيادة الحالية بالتنسيق الأمني مئة بالمئة والإلتزام بالمفاوضات مئة بالمئة وتقزيم كل مظاهر الحركة الوطنية إلى درجة العجز التام عن أي جهد نضالي فعال وقيام السلطة بأجهزتها بدور الحارس الأمني لمصلحة العدو واستيطانه واحتلاله ،وتحول منظمة التحرير إلى مجرد قلم للتوقيع على الإعتراف بإسرائيل واتفاقات الإذعان معها .
هذا كله يشكل مناخا قويا لاستقطاب المستعدين للهبوط عن الموقف الوطني بأي درجة كانت ، ويخلق مناخات التيئيس من تحرير فلسطبن  ويعمق الإنحراف عن اتجاهات البوصلة الوطنية .. وكما يقال إذا كان رب البيت بالدف ضاربا ، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص .
إن دور القيادات المتساوقة بمختلف تلاوينها لم ينحصر في خلق المناخات الإحباطية وتشجيع التنازل عن فلسطين 1948 والإعتراف بإسرائيل ، بل تعداه إلى العمل المبرمج والممنهج والجاد لشراء الذمم وإغواء الكوادر وإبعاد الأكثر جذرية وتقديم وترقية الأكثر تبعية وولاء للقيادة ومنهجها الجديد .
إن هذا قد أوجد هيكلية متماسكة من الأنصار والمؤيدين والفاسدين والمفسدين والمفسدين لغيرهم وفي تراتبية واسعة وعريضة مهللة ومباركة لكل ما يصدر عن هذه القيادة من مواقف وسلوك .تراتبية شاملة ضمت الساسة والعسكريين وقيادات الأطر الجماهيرية وما تيسر من كتاب وصحفيين وشعراء وطيف المثقفين عموما في طابور واحد يعزف مناصرا لحكمة وذكاء القيادة كما قاموا بالتواصل مع كتاب ومثقفين وصحفيين من الضفة والقطاع ومع العديد من المؤسسات الوطنية والرجعية واستقطابها للخط القيادي تحت عنوان تأييد منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، بل منهم فاتحين بادروا للإتصال والتواصل مع الصهاينة ليقسموا أمامهم أغلظ الأيمان بحقيقة وصدقية النهج الجديد واعتدال القيادة .
ومن أجل أن تثبت نجاحها في عملية إعادة التأهيل والإنخراط العميق في صفوف النظام العربي الرجعي والتابع للغرب الأستعماري ، فإن هذه القيادة أيدت كل مشروع تسووي لحل القضية يقوم على الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين والعيش بأمن وسلام فوق ربوعها . فقد أيدت مشروع الملك فهد وبعد ذلك قراري 242 و338 الصادرين عن مجلس الأمن وكل مبادرة عربية أو أوروبية في هذا السياق .
وقامت إسرائيل من جانبها بتصفية العديد من الرؤوس القيادية لخلق حالة من الإرهاب من جهة وتمهيد الطريق لمزيد من وحدانية وتفرد القيادة من جهة أخرى. كما أن تعاونا عميقا قد تضافر من أجل تخريب وإنهاء إنتفاضة 1987 م وكان أبرز سلوك التخريب هو تشكيل ما عرف باللجنة السياسية وشراء الذمم وإفساد المناضلين بسيل من أموال النفط 
هذا مع العلم أن إسرائيل لم تتقدم خطوة واحدة باتجاه الإنسحاب من الضفة والقطاع بمعنى التخلي عنهما ونقلهما لسيادة أخرى  وحينما تمت الإتصالات الرسمية والعلنية بين المنظمة وحكومة إسرائيل ، ما زادت إسرائيل عن الإعتراف بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني للإستفادة من بصمتها على وثائق الإذعان ، كي تستمر في قيادة نهج الهبوط والخذلان .
ما بعد الإعتراف بإسرائيل
التطبيع كما قلنا هو منهج يعبر عن نفسه بصيرورة ، بعملية متصلة ، تبدأ بالإعتراف بحق إسرائيل في الوجود ، ولكنها لا تتوقف هنا بل لا بد من التعبير عن هذا الإعتراف بممارسات وعلاقات وشتى أشكال التعبير والتي من ضمن تتويجاتها تتمثل بضرورة الدفاع عن إسرائيل وممارساتها وما يسمى بحقوقها واستخدام لغة نافية للثقافة الوطنية وصولا إلى لغة التطبيع .. وفي السياق تقديم ما يمكن تقديمه من خدمات دفاعا عن هذه الإسرائيل ، واثبات حسن النية باستمرار وتجديد الإنتماء لفريق المطبعين  والولاء لدولة إسرائيل بل والتباهي بهذا الموقف كما يفعل رئيس سلطة الحكم الذاتي هذه الأيام حيث يعلن تأكيداته المتواصلة باستمرارية التنسيق الأمني لخدمة الأمن الإسرائيلي والدفاع عنها .
وكي نتعمق في المسألة ، نقسم المطبعون إلى أقسام لتسهيل إيصال الفكرة :
المطبعون الدول :  وهم مطبعون بشكل رسمي مثل مصر والأردن ، وبدرجة أقل قطر والإمارات وبدرجة أخرى السعودية .. وكانت المغرب أول دولة ما قبل المعاهدات تستقبل مسؤولين إسرائيليين علنا .. ثم جاءت فكرة زيارة الكنس اليهودية في المغرب وتونس ...
وهؤلاء يقدمون الإعتراف الرسمي ويسهلون أشكال العلاقات الأخرى الدوبلوماسية  والسياسية و الإقتصادية والثقافية وغيرها وغيرها . وكانت مصر السادات هي البادئة رسميا .
المطبعون المنظمات : هنا نتحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية  ومعها حركة فتح والجبهة الديموقراطية وحزب الشعب كما يسمى اليوم وفدا وجبهة النضال الشعبي .. ويتبع فتح أطرها الجماهيرية مثل حركة الشبيبة والمرأة  والشبيبة الطلابية وهيئات الأطر النقابية العمالية والمهنية كلها  وكل قياداتها حيث دخلت في عملية تطبيع منظمة منذ عام 1992م وظلت مستمرة حتى اليوم حيث فتحت اوسع العلاقات بين قواعدها وقواعد المنظمات الصهيونية وعقدوا اللقاءات والمؤتمرات وشربوا الأنخاب وتداولوا الأفكار السياسية ..
وكان حزب الكتائب اللبناني والقوات اللبنانية وكلتاهما على تواصل مع إسرائيل منذ البدايات ...
إن منظمة التحرير قد استخدمت لتكون أداة التنازل عن فلسطين بخلاف هدف التحرير  الذي أسست من أجله . لقد جرى في نهرها مياه كثيرة منذ أن تم تأسيسها عام 1964 بقرار القمة العربية ، حيث بعد حرب أيلول والقضاء على الفدائي الفلسطيني في الأردن بدأت عملية قلب للمنظمة و لرؤوس قادتها. فما أن جاء عام 1974 م حتى اتخذت قيادة المنظمة مسارا جديدا أوصلها إلى أوسلو ثم إلى تداعياته الحالية (2014).
ومنذ أن دخلت في عملية التفاوض الرسمية أدخلت حركة فتح كادراتها وأطرها الجماهيرية في عملية حوارا ونقاش وتفاوض مع مستويات متعددة في الحكم العسكري الإسرائيلي والمنظمات الصهيونية المختلفة وقادة الأحزاب الصهيونية .. وتوسعت اللقاءات لتشمل قادة من الداخل وقادة من الخارج ولتعقد اللقاءات هنا في فلسطين وفي العديد من فنادق الدول الأوروبية  ومنتجعاتها .
المطعبون الأفراد : ويهمنا هنا من منهم ذو صفة تمثيلية أو من قادة الفكر والثقافة  مثل الكتاب والشعراء والصحافيين وذوي المراكز الإجتماعية مثل نواب أو رؤساء هيئات وأساتذة جامعات .. الخ ومن بين هؤلاء يكون المثقفون هم الأخطر بل هم الأكثر خطورة على الإطلاق بعد القيادات السياسية بل هم من يسند القيادات السياسية ويعزز مواقفها السافلة.
حيث هؤلاء هم الذين شكلوا جوقة الدفاع عن قرارات ومواقف قيادات المنظمة ، كما انهم قادوا النقاشات والحوارات التي دارت في المجتمع الفلسطيني وساهموا  مع غيرهم من مختلف أشكال المنتفعين في تكريس شخصية الزعيم القائد ( الذي قاد الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها وخدمتها أمنيا )والنظر إليه بمعزل عن المواقف التي ينتهجها. فهو  القائد الرمز قبل أوسلو وهو القائد الرمز بعد أوسلو وهو القائد الرمز بعد وفاته أي بمعزل عن أي تقييم أو نقد لأي موقف من المواقف .وبهذا استعمل كغطاء وحماية للهبوط بل وتطبيع الهبوط وتمريره وتسويغه لكوادر فتح وكأنه الخير العميم ...

المطبعون المؤسسات : وهم كل مؤسسات ال ngos والأطر الجماهيرية والشعبية التي قادها مطبعون وحصلوا لها على الدعم المالي من الجهات المعادية لشعبنا . وهذه المنظمات شديدة الخطورة بل أن بعضها يضع الإقتراحات وتصورات الحلول للقيادات الرسمية بما هو هبوط عن الموقف الوطني وتعزيز للإعتراق بإسرائيل.
وكثير من هذه المؤسسات خدمية في مجالات الصحة والزراعة والمرأة والإقراض والثقافة والدراسات  وإدارات الجامعات والمعاهد أي على صلة بالمجتمع ولها جمهور وقاعدة .. وهي في خدمة مشروع التطبيع مع الكيان ومساعدته علينا وإدخال أفكار ومفاهيم تضليلية وتخريبية للثقافة الوطنية والمواقف الوطنية .
العرابون  وعملاء الإحتلال وعملاء النظم الغربية والعربية الرجعية : من الكومبرادور الفلسطيني في الداخل والخارج ومثقفون فلسطينيون وعرب توسطوا بين القيادة وكتاب ومثقفون وصحافيون أجانب وصهاينة من أجل كسر الجليد وشيئا فشيئا تدخلت المخابرات الدولية والصهيونية على الخط .
وعملاء حملوا رسائل بين القيادة الإسرائيلية والقيادة الفلسطينية وعملاء جندوا عملاء ...
وبنفس طريقة عملهم مع القيادة مارسوا هذا الدور مع أشخاص كتاب ومثقفون ورجال أعمال وصحافيون . وأبرز وسائلهم هي التهديد وإيصال الرسائل التي تفيد بخطورة هؤلاء وانهم ( مخربون ) أو يدعمون المخربين ،وأيضا الإغراءات والإمتيازات .
إن عددا من القادة قد ناضل من أجا أن يحصل على لقب معتدل من الصحافة الغربية .
قلنا أن التطبيع يبدأ من الإعتراف بإسرائيل . ولكنه لا يقف هنا .
إن المطبعون ينسجون علاقات مباشرة وغير مباشرة مع العدو الصهيوني وحلفائه ، كما أنهم سرعان ما يتواطئوا مع النظم العربية الرجعية التي كانوا بالأمس يقفون منها مواقف نقدية ويصفوها بالعمالة للأجنبي والتواطؤ مع الصهيونية . وتفتح لهم الدول الرجعية أبوابها  وفنادقها بتوصية من السيد الإستعماري حيث يعقدون المؤتمرات ويكتبون في الصحف ويقيموا ورشات العمل وما إلى ذلك .ويقومون بأنشطة تعبر عن ولائهم للعدو بطرق مختلفة مثل دس السم في الدسم أو حتى بشكل صريح ...
الفساد بيئة تولد الخيانة والتطبيع  :
سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الدول ، فإن التطبيع مرافق للفساد .. رشاوي سرقات عطايا ( يصرف له) وبالعكس فإن المطبعين فاسدون . وهذا بالطبع يخلق الولاء للمؤسسة الفاسدة والإدارة الفاسدة .
ومن الجدير ذكره ان تعميم الإعتراف بإسرائيل في إطار الفصائل قد تم من خلال الرشاوي والعطايا وشراء الذمم وزيادة الإمتيازات . بل إن اصطناع الإمتيازات وسياسة "يصرف له" قد شكلت بوتقة فعالة للفساد والإفساد والوصولية، وشراء الذمم وتخريب الروح الوطنية وحرف المناضلين عن تجربتهم الوطنية .. هذه هي الحقيقة . إن الإفساد وشراء الذمم وشراء الولاءات قد أحدث خللاعميقا في صفوف الفصائل التي انتهجت هذه السياسة  وخاصة قيادة منظمة التحرير .
أي أن هذه السياسة قد أخرجت المناضلين من تجربة الفدائي ونقلت الأكثرية من الكادرات إلى تجربة المنافع التي يمكن ان تتحقق من الوضع القائم . بل إن سياسة "يصرف له " قد جعلت مثل هذا الإنتقال ميسورا بل مأمولا لأعداد كبيرة منهم ، وجعلت تطلعاتهم مصاغة ضمن مثل هذه الآمال .
إن هذا أمر مهم بقد ما يؤدي انعكاسه على جمهور واسع من كوادر وعناصر الفصائل وبالتالي على كوادر وعناصر المجتمع . إن هذهة بوتقة خطرة إذن . وكان التجنيد وطي الآخر تحت الجناح واستخدام الأفراد ضد بعضهم في سياق خلق منافسة غير شريفة .
 تصرف الثورة تصرفات الدولة :
تهمنا هنا منظمة التحرير التي تم احتوائها من قبل النظم العربية وبتفرد القيادة والسيطرة على فتح . فقد كانت السيطرة على فتح مفتاحا للسيطرة والتفرد في المنظمة وبالعكس حيث كان التفرد في المنظمة يعمق التفرد والسيطرة على فتح وخاصة بعد ان تمت تصفية مراكز القوى في فتح .و كان كل  هذا بدعم واسناد النظم العربية الرجعية وخاصة السعودية التي عمقت سيطرتها على قيادة المنظمة  وتمكنت من احتوائها واحتواء قيادتها تماما  .
روى احدهم أن اجتماعات القيادة مع الملك السعودي كانت تستغرق مثلا ثلاث ساعات ، كان جل الوقت في التحريض على الفصائل اليسارية والقوى التقدمية العربية  والحديث عن الخدمات اللازمة والهبوط اللازم ، ثم في ربع الساعة الأخيرة من الإجتماع يجري البحث في الدعم المالي وتتم كتابة الشيكات باسم أبو عمار شخصيا وليس باسم الصندوق القومي الفلسطيني ، حيث بعد ذلك يقوم الرئيس بتمويل صندوق المنظمة وصندوق فتح .
وكانت الدفعات المالية متزايدة وبلغت مئات الملايين بما يفوق حاجة العملية النضالية مرات عديدة .اصبحت الدفعات  الشهرية  من صندوق الدول العربية مئة مليون شهريا  بقرار قمة عربية ومبالغ أخرى تتقدم بها دول النفط  علما ان الخارج الفلسطيني كف عن الإنخراط في النضال الوطني من الحدود الخارجية وانتهى دوره تماما بعد الخروج من لبنان عام 1982م.
هنا وبدلا من ان تقوم الجماهير باسناد الثورة أخذت القيادة تنفق الأموال هنا وهناك . فهي تساعد المحتاج وتدعم المؤسسات البرجوازية وتنفق على المرضى والطلبة .وفي إحدى السنوات وأثناء إنتفاضة 1987 م أنفقت على الحجاج العابرين من الضفة والقطاع بمبالغ متفاوتة تصل من 200 إلى 1000 دينار للمتقدم ، وتدفع تكلفة تصاريح الزيارة لكل من يتقدم وتساعد كل من حضر إلى الأردن وطلب المساعدة ، هكذا إنفاق بلا هدف وبلا حدود وبدون أي فائدة أو جدوى استثمارية.  وفقت لتعظيم القيادة وتحويلها إلى مركز اهتمام الجماهير .
كما فتحت بابا للمتضررين من الإحتلال من غير المناضلين بحيث تغطي لكل من تقدم بطلب تغطية أضرار مهما كانت ومن غير توثيق كافي وحسب وجه الشخص المتقدم أو وجه كادر المنظمة  الذي يتبنى الطلب .
وتصرفت المنظمة هكذا مع كادر المنظمة وأغدقت العطايا على من ترضى عنهم رتبا وأموالا وعطايا ومزايا .وهكذا فإن الكادرر الذي تسلم مراكز الإدارة والقيادة في سلطة أوسلو كان قد جلب معه الفساد وقد تدرب عليه ، بل وفسح له المجال ليمارس هو دور المفسد لكادرات المجتمع والكادرات الوطنية . وهذا ما يفسر فساد السلطة منذ ايامها الأولى .وهذا ما يفسر عدم التصدي للفساد والمفسدين في بنية السلطة . بل درج القول " بأن هذه جمعة مشمشية أي قصيرة وللواحد أن ينهب قدر ما يستطيع " ويزداد ولاؤه بقدر ما ينهب . وعندما قيل لأحد المسؤولين بأن فلانا ينهب ويرتشي ... الخ ،مطالبين بتغييره . قال المسؤول : هذا شبع فلا داعي لجلب غيره ليبدأ من جديد .
الأحساس بالهزيمة والعجز كذلك مدخلا للتطبيع والخيانة :
نقول مدخلا ولا نقول يؤدي حتما للتطبيع والخيانة لأن البعض بعد احساسه بالفشل والعجز يبدأ بالكفر بقيمه ومواقفه أو لديه الإستعداد لذلك ، وإذا ما تعرض لضغوط أو إغراءات فقد يبدأ مسار الإنحراف والإنتقال إلى مستنقع الردة والخيانة. 
ولكن هناك من يشتغل ليل نهار وبشكل صريح ليبرهن على العجز واستدخال الهزيمة ، وهناك من ينادي على الغير للحاق به إلى هذا المستنقع بشتى المغريات والضغوط وبوسائل التهوين والتخفيف من وطأة الإنتقال إلى المعسكر المعادي .
انتعاش التطبيع
إن مناخات التطبيع والإعتراف بإسرائيل هي مناخات الهبوط والإرتداد .
ففي الخمسينات والستينات حيث كان النهوض القومي والتحرري المعادي للإستعمار والإمبريالية ، كانت انظمة التواطؤ تفتح علاقات سرية وخجولة مع الإحتلال الصهيوني لفلسطين . وبعد ظهور العمل الفدائي كان طرح شعارات هابطة بمثابة حالة استثنائية وممجوجة ، بل تسارع حركة التحرر العربي والفلسطيني إلى التصدي لها تحت طائلة التخوين والنبذ وربما ما هو أكثر من ذلمك .ولكن بعد ردة حكم السادات واندراجه في حقبة النفط أخت الآراء الهابطة في الظهور ومن ثم الإنتعاش .
وأخذت كرة الثلج تتدحرج متزايدة فكانت المنظمة ثم جاء بعدها اتفاقات كامب ديفد ومرحلة كامب ديفد التي تم السعي بقوة من أجل تعميمها . وكان ظهور مبادرة الملك فهد التي أصبحت مبادرة القمة العربية ، وبعد ذلك جرت في النهر مياه كثيرة توجت باتفاق وادي عربة واتفاقات أوسلو المهينة لشعبنا والغادرة لقضيته .
نعم هذه هي المناخات التي ترعرع فيها التطبيع واشتد عوده وأخذ يمد مخالبه بقوة ودون استحياء وتزايد الأنصار في فلسطين والدول العربية وبين عرب المهاجر . وهو لا يمكن أن يكون وجهة نظر بل هو استخذاء وخضوع وارتباط مع معسكر الأعداء ، بل هو انتقال إلى معسكر الأعداء صراحة ودون خوف أو وجل . هذه حقيقة الحال، وهناك كتاب ومثقفون من كل الميول يسا ويمين وبرجوازين كانو معبرين عن ثقافة المقاومة  ثم تم خصيهم فانتقلو إلى معسكر الأعداء معسكر التطبيع  محملين بسمعة تاريخهم السابق  .إن تصريحات أبو مازن في السعودية هي خير دليل على صبغ المرحلة بصبغة الإنحطاط والهبوط والتراجع بما يلقي على المناضلين مهمة النهوض بالمرحلة فلسطينيا وعربيا وتحت لواء مشروع عربي نهضوي مقاوم ومعادي للإستعمار والإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية .
أن مقاومة التطبيع وفضح المطبعين هي مهمة ملحة وراهنة وهي في الأساس دفاعا عن الوطن وعن حق العودة ودفاعا عن الثقافة الوطنية والروح الوطنية والتحررية بما يعني أنها في هذه الحدود هي حالة مشاغلة مما يوجب أن تكون جزءا من النضال ضد العدو بالمعنى الواسع و ان تكون مقاومة التطبيع  محاطة بمقاومة تحررية ضد الإحتلال وأعوانه   مع كل معسكر الأعداء .
يتبع


2014-06-30 10:38:40 | 1839 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية