التصنيفات » دراسات

تقدير استراتيجي صهيوني عن حصيلة العام 2014 يستعرض المكاسب والخسائر سياسياً وعسكرياً

القناة الثانية
ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية



مواجهة مع حماس توشك أنّ تتجدد وحرب مع "حزب الله" قد تندلع وإيران يجب ألا تملك قدرات نووية
دعا تقدير استراتيجي صهيوني "إسرائيل" للاستعداد لجولة أخرى يمكن أن تحدث إذا فقدت حماس قدرة السيطرة على قطاع غزة، وعلى ضبط المنظمات الجهادية فيه، وعلى الجيش أن يحقق الانتصار بشكل واضح، وخلال وقت قصير، وأن يدمر الذراع العسكرية لحماس، ويخلق شروطاً لتسوية أفضل.
أما على المستوى السياسي، فلفت إلى أرجحية حصول مواجهة سياسية مهمة، وفي ضوء ذلك على الحكومة الجديدة بعد الانتخابات أن تقدم برنامجاً سياسياً لدفع المفاوضات قدماً مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين، وفي هذا المجال، ينبغي أن تستند "إسرائيل" لمبدأ الهجوم الأمني والاعتدال السياسي.
ورأى التقدير أن الحكومة لم تفلح في الحفاظ على الوضع الراهن على الساحة الفلسطينية، وعملياً حصل تراجع في جهود التوصل إلى سلام، وتصعيد في المناطق، وسُجل "تعادل استراتيجي" في المواجهة مع حماس في عملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، وتصعيد في الانتفاضة السياسية التي تقودها السلطة الفلسطينية ضد "إسرائيل".
واعتبر أن "إسرائيل" وجدت أن سلة الوسائل السياسية التي تمتلكها فارغة تماماً، بل إن الخطوات التي اتخذتها، لجهة تكثيف الاستيطان، ووقف تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، كانت هدفاً ذاتياً لأنها غير مقبولة في المجتمع الدولي.
ولجهة نتائج المعركة التي خاضتها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، أقر التقدير بأنها انتهت دون إنجازات استراتيجية واضحة، وعملياً مع العودة لنقطة البداية، وهي بقاء سلطة حماس في غزة التي بقيت محاصرة بما يزيد من عوامل الإحباط، ويشكل خلفية لانفجار جولة قتالية جديدة مع "إسرائيل"، ورغم 50 يوماً من القتال، انتهت الحرب دون تغيير فعلي في توازن القوى السياسي.
ووصف التقدير صعود "داعش" بالمفاجأة الكبرى في عام 2014، انطلاقاً من أن قليلين توقعوا مسبقاً حجم الظاهرة بأبعادها الجغرافية والإعلامية، ورغم أن التغييرات في الشرق الأوسط، أوجدت نافذة فرص، رأى التقدير أن "إسرائيل" لم تحصل على "بطاقة الدخول" للجبهة الإقليمية المتمثلة بالتقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين، والاعتراف بالمبادرة العربية كإطار للتحاور بين "إسرائيل" والعالم العربي البراغماتي.
خارجياً، طالب التقدير "إسرائيل" أن تكون ملزمة في الساحة الشمالية، بالاستعداد لمواجهة حزب الله، وأن تحدِّد جيداً أهداف هذه المواجهة، إذا حصلت، والسبل العسكرية والسياسية لتحقيق الهدف الاستراتيجي منها، لافتة في تقديرها السنوي أهمية التخطيط والتدرب على حرب يجري فيها إنزال ضربة قاسية جداً بالحزب وقدراته العسكرية، وإضعافه قدر الإمكان بعد رحيل النظام في سورية.
وشددت على ضرورة إعادة النظر في الفرضية التي ترى أن الاستقرار على الحدود السورية أفضل من إسقاط النظام، وسيطرة قوات المعارضة السنية على الدولة، حتى لو كان هذا التطور ينطوي على الكثير من انعدام اليقين، لأن إسقاط نظام الأسد، وتأسيس نظام سني مكانه يعني كسر الهلال الشيعي المتطرف، في إشارة للمحور الإيراني.
سقوط الأسد
السبب أن هذا المحور من دون سوريا سيكون ضعيفاً بشكل جوهري عما هو عليه اليوم، وبذلك يتقلص التهديد المتأتي منه على "إسرائيل"، ولتحقيق ذلك، دعت لتشخيص جهات سنية معتدلة، وأقليات درزية ومسيحية وكردية، والتعاون معها من أجل تنسيق اليوم الذي يلي الأسد.
وفيما يتعلق بالحرب على الساحة السورية، اعتبرت "إسرائيل" أنها تدخل في حالة تعادل استراتيجي بين النظام المدعوم من حزب الله وإيران، وبين منظمات المعارضة المختلفة، لكن الحدود بين مناطق سيطرة الطرفين ديناميكية، وتخضع للقتال، وعلى هذه الخلفية، حصل خلال عام 2014، تغيير في الوضع القائم في هضبة الجولان، حيث دخلت جبهة النصرة للفراغ السلطوي، وفي أعقاب الضعف الذي لحق بالجيش السوري، بقي حزب الله التهديد الأهم في الساحة الشمالية.
لكن حزب الله، بحسب التقدير، غارق منذ سنوات وبشكل مباشر في الحرب السورية، وعلى أساس ذلك، تحول لموضع انتقاد في العالم العربي السني، وخصوصاً داخل لبنان، وفقد الدعم الواسع الذي امتلكه في الشارع العربي السني، وفي المقابل، عندما حارب الحزب على الحدود الشرقية للبنان بهدف صدّ تقدم داعش والنصرة داخل لبنان، حظي بتعاون وثيق من الحكومة اللبنانية، وجرى التعامل معه، مبرراً ذلك بأنه الوحيد الذي يمكنه أن يوقف هذا الزحف إلى الداخل اللبناني.
على خط موازٍ، رأى التقدير أنه رغم الأزمة الاقتصادية في إيران، إلا أن الحزب يواصل تسلحه الذي يشكل تهديداً مباشراً على "إسرائيل"، ونتيجة ذلك، بعد 8 سنوات هادئة أعقبت حرب لبنان الثانية، لاحت عام 2014 بوادر أولى لضعف نظام الردع الصهيوني حيال الحزب، خصوصاً في أعقاب تقدير الحزب أن سورية تعمل على توسعة هامش الحركة لديها، وتغير قواعد اللعبة التي تشكلت في الأعوام الأخيرة، لذلك، تتعزز احتمالات المواجهة بين "إسرائيل" وحزب الله خلال عام 2015.
وفي ما يتعلق بإيران، دعا التقدير الاستراتيجي "إسرائيل" للتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة لضمان عدم توقيع اتفاق سيّئ مع إيران، أما في حال انهيار المحادثات، على "إسرائيل" مواصلة بناء خيار استراتيجي لمنع محاول قفز إيران نحو القدرة النووية العسكرية، وفي موازاة ذلك، على "إسرائيل" تحسين قدراتها، واستعداداتها لاحتمال التصعيد مع مبعوثي إيران في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله.
وخلص التقدير أنه فيما كان 2014 عام التعادل الاستراتيجي، في معظم ساحات المواجهة، ينبغي لـ"إسرائيل" أخذ المبادرة السياسية، واستغلال الفرص للتعاون الإقليمي والدولي لتعزيز مكانتها الدولية، وحصانتها الاجتماعية والاقتصادية.

2015-02-21 12:08:38 | 1800 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية