التصنيفات » دراسات

خريطة الانقسامات الداخلية الإسرائيلية بقلم:جلال الدين عز الدين علي

 


 

 

تمهيد وملاحظات على التقسيم

يتكون النسيج الاجتماعي الإسرائيلي من مكونات غير متجانسة، تضم السكان الشرعيين من بقية الشعب الفلسطيني في أراضي 1948م، وأخلاطًا متنافرة من المستوطنين الذين هاجروا إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم. ورغم محاولة الدولة الصهيونية صهر هذه العناصر في بوتقة واحدة من خلال تعميم الأيديولوجية الصهيونية بتياراتها المختلفة: العلمانية (الاشتراكية والليبرالية)، والدينية، فقد كانت النتائج مخيبة للآمال. وبعد أكثر من خمسين عامًا من إنشاء إسرائيل، تبدو الروابط الصهيونية المفروضة في حالة اضمحلال، ليرتفع الصوت الإثني، والديني اللاصهيوني، والقومي العربي، والإسلامي، والتقليدي، وتتغير التوازنات داخل أنماط الصراع الإسرائيلي الداخلي المختلفة، منذرة بتحولات شاملة في البنية الإسرائيلية.

وتبدو العلاقة بين هذه المكونات اليوم - كما كانت منذ عقود طويلة - علاقة صراع وليست فقط تجاورًا وتنافسًا. سواء في ذلك حالة العلاقات العربية - اليهودية أم العلاقات بين المتدينين والعلمانيين، أم العلاقات بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين. فكلها صراعات ممتدة، تتضمن أبعادًا طبقية وثقافية - حضارية تضرب بجذورها في أسس البنيان الإسرائيلي. وإضافة إلى ذلك، فإن هذه الصراعات لا تدور حول أفكار وعموميات مجردة، ولكنها - وقد اتخذت أُطُرًا سياسية مؤسسية تعبر عنها وتكرسها - تنعكس بصورة مباشرة في صراع على الموارد؛ ولذا تسخن الصراع الداخلي، وتؤثر في الاستقرار السياسي للائتلافات الحاكمة.

وتُبرز دراسة هذه الانقسامات والصراعات الطبيعة المصطنعة للدولة الإسرائيلية، وتهافت فكرة الشعب اليهودي، والمشترك اليهودي الذي قامت عليه الصهيونية وإسرائيل. فبدلاً من أن يعمل إنشاء إسرائيل على تخليص اليهود من سمات "المنفى" السلبية، وتوفير الحياة الفاضلة لهم، كما ادعت الصهيونية، بدت "الدولة اليهودية" ساحة صراع بين هذه المكونات ذات الخلفيات المتباينة، بحيث يتجلى من تحليل هذه الصراعات، أن المكان الطبيعي لكل هذه المكونات ليس "إسرائيل"، ولكن الأماكن الأصلية التي شُتلت منها. فاليهود المغاربة، مثلاً، ما زالوا مغاربة، والإثيوبيون ما زالوا إثيوبيين، والروس ما زالوا روسًا، والأمريكيون والأوربيون، وغيرهم. وهكذا، وبدرجات متفاوتة.

كما تُبرز تهافت الادعاء بديمقراطية إسرائيل، حيث لا تجتمع ديمقراطية مع احتلال، وظلم ظاهر، وتمييز فاضح حتى داخل "الجماعة" اليهودية، ولا يكفي اتخاذ حرية التعبير والتنظيم معيارًا لهذه "الديمقراطية" التي تكرس بآلياتها المختلفة الظلم والتمييز، وتمتص غضب الضعفاء. وكما يتضح من متابعة الصراعات الداخلية الإسرائيلية - وخاصة في أوقات الانتخابات وعرض الموازنة العامة على الكنيست - تبدو تلك الدولة عبارة عن مجموعة من الضباع التي تتنافس على فريسة، ولا تحفل بقواعد أخلاقية، ولا قيم دينية ولا أيديولوجية، ولا مصالح عامة. وتعتمد أساليب السباب والتشهير والتحريض إلى حد اعتبار اليسار نتانياهو خطرًا على الدولة، وتحذير نتانياهو من تجدد العمليات التفجيرية في تل أبيب والمدن الإسرائيلية إذا عاد اليسار إلى الحكم، وَوَصْم بعضهم بعضًا بالنازية ومعاداة السامية ... إلخ.

وفيما يلي محاولة لرسم خريطة لهذه الانقسامات التي تقوم على أسس متعددة: إثنية، ودينية، وأيديولوجية، تجد تعبيرًا لها في أطر سياسية مؤثرة تدافع عنها وتكرسها، وهذه هي الدلالة الهامة لتناول مثل هذه الانقسامات، إذ يمكن من خلالها فهم السياسات الإسرائيلية والتنبؤ بها، في ظل الأوزان النسبية لكل من هذه الفرق في الكنيست والتشكيلات الائتلافية المختلفة. وإلى جانب هذه الانقسامات الكبرى، توجد انقسامات فرعية عديدة طائفية بالأساس، لن يتناولها هذا المقال؛ لأنها لا تخدم هذا الهدف بجدية.

وقبل عرض هذه التقسيمات يجدر التنويه إلى الملاحظات التالية:

1 - التقسيمات الواردة هي تقسيمات تحكمية، بحسب الطبيعة الغالبة على مكوناتها، وليست قاطعة صارمة، فحزب العمل مثلاً، يتم إدراجه بين القوى الغربية، ومع ذلك فهو يشمل كثيرًا من العناصر الشرقية من اليهود العراقيين مثلاً، وبعض العناصر العربية، ولكن وجود هذه العناصر لا يغير من طبيعته اليهودية الغربية الصهيونية شيئًا.

2 - وضع الأحزاب العربية ضمن خريطة الانقسامات الداخلية الإسرائيلية لا يعني، بحال، المساواة بين أصحاب الأرض الشرعيين والمستوطنين اليهود - وهي ملاحظة لا يهتم كثير بإبرازها - ولكنه من قبيل تسهيل النظر إلى التركيبة الإسرائيلية المتناقضة.

3 - قد يوجد الحزب داخل أكثر من تقسيم، فمثلا حزب شاس هو حزب ديني، لا صهيوني، بناء على التقسيمات الدينية، ويهودي شرقي بناء على التقسيمات الإثنية، ويميني بناء على الانقسامات الأيديولوجية، وهكذا. وهذا ما يدفعنا في النهاية إلى القول بإمكان تصنيف الفرقاء الإسرائيليين المختلفين- على تعددهم وتناقضهم- ضمن ثلاثة محاور كبرى هي: معسكر اليمين، والمتدينين، والشرقيين، مقابل معسكر اليسار، والعلمانيين، والغربيين. وتميل القوى العربية إلى المحور الثاني، ولكنها خارج المحورين معًا؛ لأنها في علمانيتها الغالبة تقليدية يضرب فيها الدين (الإسلام والمسيحية) والتقاليد المحلية بجذور عميقة، وفي يساريتها تطالب بمطالب تبدو "متطرفة" بالمقارنة باليسار اليهودي، سواء فيما يتعلق بالداخل الإسرائيلي، حيث تطالب بإلغاء الطبيعة الصهيونية واليهودية، وأن تكون إسرائيل "دولة جميع مواطنيها" على التساوي، أم ما يتعلق بالأراضي المحتلة في 1967م، حيث تتسق مع المواقف الفلسطينية والعربية العامة، بل يطالب بعضها – كهدف نهائي – بدولة فلسطينية واحدة في فلسطين الكاملة ثنائية القومية وديمقراطية النظام . كما أن كلا المحورين اليهوديين ينبذانها، ويتعاملان معها كمخزن للأصوات عند الحاجة، وليس كشريك، إن لم يكن التعامل معها على أنها مصدر تهديد للدولة.

4 - التمييز بين الصهيوني واللاصهيوني هو شأن إسرائيلي داخلي، يتعلق بالمرجعيات، والخلفيات الحضارية، وتفضيل صياغات معينة لحياة الفرد داخل "الجماعة" اليهودية، وهوية الدولة، ولا ينصرف إلى مسألة اغتصاب فلسطين أو مدى شرعية وجود إسرائيل، فجميع اللاصهيونيين وحتى المعادين للصهيونية - بما في ذلك الأحزاب العربية - لا تناقش مسألة وجود إسرائيل، ولكنها تعترف بالأمر الواقع وتؤسس عليه رؤاها للهوية وكيفية الحياة في الدولة التي نشأت عن هذا الأمر الواقع. لا سيما أن هذه القضية - وجود إسرائيل- قد سقطت من جدول الأعمال العربي والدولي منذ زمن بعيد، وتم إضفاء شرعية عليها من الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية على الأقل على المستوى الرسمي.

5 - اليمين واليسار في إسرائيل يكتسبان معاني متعددة، حيث يوجد أكثر من معيار للتمييز بينهما:

- فمن حيث الهوية - وبالأخص الموقف من الدين - تبدو الأحزاب التقليدية والمتدينة أحزابًا يمينية، مقابل الأحزاب العلمانية التي ترفع شعارات حقوق الإنسان والمساواة والعالمية، وهي التي تندرج ضمن اليسار.

- من حيث التكوين الطبقي، يبدو الأمر مثيرًا للارتباك، حيث تمثل الأحزاب اليسارية الطبقات المترفة والرأسماليين الكبار في المجتمع الإسرائيلي؛ ولذا تدعو إلى "السلام" والتجمعات الإقليمية كالشرق أوسطية مقابل الأحزاب اليمينية التي لا تمثل - ولكنها تقوم على أصوات - الطبقات الدنيا، وإن كان الأمر قد تعدل خلال العقد الأخير، حيث يئست تلك الطبقات من تمثيل الحزبين اليميني واليساري الكبيرين (الليكود والعمل) لمصالحها، وأخذت تنمو الأحزاب المعبرة عنها وخاصة حزب شاس، والأحزاب العربية، وإلى حد ما الأحزاب الروسية.

ومن حيث الموقف من الصراع العربي - الصهيوني، يبدو موقف الأحزاب المتشددة في التمسك بالأراضي المحتلة في 1967م يمينًا، والأخرى يسارًا، ومع ذلك فقد طرأ تغير واضح مع بلوغ عملية التسوية الجارية منتصفها، حيث بدا بوضوح تراخي المقاومة العربية، واضمحلال الموقف السياسي الفلسطيني (نتيجة لقمع الانتفاضة وضعف المقاومة)، الأمر الذي سهَّل على اليسار الإسرائيلي المتحمس للتسوية - للتخلص من أعباء الانتفاضة بالأساس - الانتقال يمينًا، والتحالف مع قوى يمينية للفوز في الانتخابات دون خسائر كبيرة؛ وبذلك اتسعت المساحة التي تجمع الأحزاب اليهودية من اليمين إلى اليسار في الوسط مقابل الأحزاب العربية التي يمكن القول: إنها وحدها تمثل اليسار بهذا المعيار (الموقف من التسوية).

6- شهدت الانتخابات الأخيرة ظاهرة وصفها البعض بأحزاب المرآة، حيث تعددت الأحزاب المتنافسة والمتصارعة داخل كل محور من محاور التقسيم المختلفة، بحيث أصبح هناك صراع علماني- علماني كما بين شينوي وميرتس، وصراع ديني ديني كما بين شاس ويهدوت هتوراة والمفدال، وصراع بين ممثلي الروس مثل إسرائيل بعالياه وإسرائيل بيتنا، إضافة إلى التنافس بين الأحزاب العربية. ولذا فإن التصنيفات الكبرى إلى علماني وديني، أو يميني ويساري، وغيرها لا تعني بالضرورة وجود تجانس داخلي بين ممثلي كل فريق، بل لا تنفي الصراع والانقسام داخل كل طرف من محاور هذه التقسيمات.

7 - هناك أحزاب مواقفها ملتبسة كثيرًا، ويصعب تصنيفها، ومن ذلك حزب شاس، فهو حزب ديني، ولكنه لا يقوم على أصوات المتدينين، بل اليهود الشرقيين، وخاصة المغاربة، ومعظم أنصاره من التقليديين، الذين يقفون موقفًا وسطًا بين العلمانية والتدين، ولكن تجمعهم معاناة الفقر والتمييز ضد اليهود الشرقيين. وموقفه من عملية التسوية لا يمكن تصنيفه ضمن اليمين ولا اليسار؛ لأنه يتبنى سياسة نفعية ، فقد هدد بإسقاط حكومة رابين (التي كان جزءاً منها)، وانسحب منها، احتجاجًا على اتفاق أوسلو، وهدَّد بإسقاط حكومة نتانياهو (التي كان جزءاً منها) احتجاجًا على تَلَكُّئِه في تطبيق اتفاق واي ريفر، ويهدد الآن بإسقاط حكومة باراك (التي يشارك فيها) إذا انسحب من الجولان أو سلَّم القرى الفلسطينية حول القدس للسلطة الفلسطينية. وتفسير ذلك أنه يتخذ من قضية التسوية ورقة للمساومة مقابل الحصول على ميزانيات لشبكته "همعيان" أو "المَعِين أو النبع" التي تقدم خدمات تربوية واجتماعية لليهود الشرقيين، وتعتبر رأسمال الحزب في التوازنات السياسية الإسرائيلية.

الانقسامات والقوى السياسية الإسرائيلية

الانقسامات الإثنية:

ينقسم المجتمع الإسرائيلي من الناحية الإثنية إلى مجموعتين كبيرتين:

أولاً: السكان الشرعيون ويطلق عليهم فلسطينيو 1948م أو عرب 48 أو عرب الداخل. ويلاحظ في العقد الأخير تزايد الوعي القومي فيما بينهم وتزايد معدلات تصويتهم للأحزاب العربية، وخاصة مع ما حققته هذه الأحزاب من نهوض بمطالبهم في الكنيست. وأهم هذه الأحزاب: الحركة الإسلامية، والحزب الديمقراطي العربي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير.

ثانيًا: المستوطنون اليهود، وقد هاجروا إلى إسرائيل في موجات متتابعة منذ بداية القرن العشرين، وأسسوا دولة استيطانية في فلسطين، ويتعددون بتعدد البلدان والمناطق التي هاجروا منها، وتبرز من بينهم أربع مجموعات رئيسية ممثلة بأحزاب سياسية، وهي: الروس، ويمثلهم حزبا إسرائيل بعالياه، وإسرائيل بيتينو، والمغاربة، ويمثلهم حزب شاس، وحركة جيشر، والإثيوبيون وهم ممثلون في حزب شعب واحد، وأخيرًا الأوربيون والأمريكيون، وتمثلهم الأحزاب اليهودية الغربية المختلفة، وهي: العمل، الليكود، المركز، شينوي، ميرتس، الوحدة الوطنية، يهدوت هتوراة، المفدال.

عودة

الانقسامات الدينية

ينقسم المجتمع الإسرائيلي من الناحية الدينية إلى قسمين: متدينين، وعلمانيين.

 

المتدينون:

يعتبر المتدينون أقلية في إسرائيل سواء في الجانب العربي أم الجانب اليهودي، ولكنهم أقلية مؤثرة، ويزداد ثقلها النسبي مع الوقت. وينقسمون إلى عرب، وأغلبيتهم العظمى من المسلمين، وتمثلهم الحركة الإسلامية، ويهود، وينقسمون إلى: أ_ من حيث الموقف من الأيديولوجية الصهيونية التي قامت عليها الدولة إلى: متدينين صهيونيين ويمثلهم المفدال، وميماد، ومتدينين لا صهيونيين (أو حريديم/ متشددين/ أصوليين) ويمثلهم شاس ويهدوت هتوراة. ب_ من الناحية الطائفية إلى: متدينين شرقيين، ويمثلهم شاس، ومتدينين غربيين، ويمثلهم يهدوت هتوراة والمفدال.

العلمانيون:

ينقسمون بدورهم إلى عرب: ويمثلهم كل من: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحزب الديمقراطي العربي، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير. ويهود ويمثلهم أحزاب: العمل، الليكود، ميرتس، شينوي، المركز، إسرائيل بعالياه، إسرائيل بيتينو، الوحدة الوطنية، شعب واحد. ويمثل العلمانيون أغلبية المجتمع الإسرائيلي.

عودة

الانقسامات الإيديولوجية:

ينقسم الإسرائيليون من الناحية الأيديولوجية إلى قسمين كبيرين هما: اليمين واليسار.

اليمين: ينقسم بدوره إلى يمين ديني، وتمثله الأحزاب اليهودية الدينية (شاس، المفدال، يهدوت هتوراة) ويمين علماني، ويمثله كل من أحزاب: الوحدة الوطنية، وإسرائيل بعالياه، وإسرائيل بيتينو، والليكود، وجيشر.

 

اليسار: وينقسم إلى قسمين: أ_ يسار يهودي، وهو أقرب إلى الوسط منه إلى اليسار، ويمثله كل من أحزاب: ميرتس، شينوي، العمل، المركز، شعب واحد. ب_ يسار عربي، وهم بمجموعاتهم المختلفة يقعون أقصى يسار الخريطة السياسية الإسرائيلية، وخاصة بمعيار الموقف من عملية التسوية، ويمثلهم أحزاب: القائمة العربية الموحدة، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير.

عودة

عرب:

السكان الشرعيون ويطلق عليهم فلسطينيو 1948م أو عرب 48 أو عرب الداخل. ويلاحظ في العقد الأخير تزايد الوعي القومي فيما بينهم وتزايد معدلات تصويتهم للأحزاب العربية، وخاصة مع ما حققته هذه الأحزاب من نهوض بمطالبهم في الكنيست. وأهم هذه الأحزاب: الحركة الإسلامية، والحزب الديمقراطي العربي، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير.

عودة

يهود:

المستوطنون اليهود، وقد هاجروا إلى إسرائيل في موجات متتابعة منذ بداية القرن العشرين، وأسسوا دولة استيطانية في فلسطين، ويتعددون بتعدد البلدان والمناطق التي هاجروا منها، وتبرز من بينهم أربع مجموعات رئيسية ممثلة بأحزاب سياسية، وهي: الروس، ويمثلهم حزبا إسرائيل بعالياه، وإسرائيل بيتينو، والمغاربة، ويمثلهم حزب شاس، وحركة جيشر، والإثيوبيون، وهم ممثلون في حزب شعب واحد، وأخيرًا الأوربيون والأمريكيون، وتمثلهم الأحزاب اليهودية الغربية المختلفة، وهي: العمل، الليكود، المركز، شينوي، ميرتس، الوحدة الوطنية، يهدوت هتوراة، المفدال.

عودة

المتدينون:

يعتبر المتدينون أقلية في إسرائيل سواء في الجانب العربي أم الجانب اليهودي، ولكنهم أقلية مؤثرة، ويزداد ثقلها النسبي مع الوقت. وينقسمون إلى عرب، وأغلبيتهم العظمى من المسلمين، وتمثلهم الحركة الإسلامية، ويهود، وينقسمون إلى: أ_ من حيث الموقف من الأيديولوجية الصهيونية التي قامت عليها الدولة إلى: متدينين صهيونيين ويمثلهم المفدال، وميماد، ومتدينين لا صهيونيين (أو حريديم/ متشددين/ أصوليين) ويمثلهم شاس ويهدوت هتوراة. ب_ من الناحية الطائفية إلى: متدينين شرقيين، ويمثلهم شاس، ومتدينين غربيين، ويمثلهم يهدوت هتوراة والمفدال.

عودة

العلمانيون:

ينقسمون بدورهم إلى عرب: ويمثلهم كل من: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحزب الديمقراطي العربي، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير. ويهود ويمثلهم أحزاب: العمل، الليكود، ميرتس، شينوي، المركز، إسرائيل بعالياه، إسرائيل بيتينو، الوحدة الوطنية، شعب واحد. ويمثل العلمانيون أغلبية المجتمع الإسرائيلي.

عودة

اليمين: ينقسم بدوره إلى يمين ديني، وتمثله الأحزاب اليهودية الدينية (شاس، المفدال، يهدوت هتوراة) ويمين علماني، ويمثله كل من أحزاب: الوحدة الوطنية، وإسرائيل بعالياه، وإسرائيل بيتينو، والليكود، وجيشر.

عودة

اليسار: وينقسم إلى قسمين: أ_ يسار يهودي، وهو أقرب إلى الوسط منه إلى اليسار، ويمثله كل من أحزاب: ميرتس، شينوي، العمل، المركز، شعب واحد. ب_ يسار عربي، وهم بمجموعاتهم المختلفة يقعون أقصى يسار الخريطة السياسية الإسرائيلية، وخاصة بمعيار الموقف من عملية التسوية، ويمثلهم أحزاب: القائمة العربية الموحدة، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير.

عودة

القائمة العربية الموحدة:

تتشكل من الحركة الإسلامية والحزب الديمقراطي العربي وبعض القوى والشخصيات العربية.

عودة

الحركة الإسلامية:

بدأ ظهور التيار الإسلامي في إسرائيل بقوة في أوائل السبعينيات، وانقسم إلى قسمين: تيار ثوري تأثر بالثورة الإيرانية فيما بعد، وتم حظره، وتيار تكيفي تأثر بالإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي مثلته الحركة الإسلامية التي نشأت في 1983م على يد عبد الله نمر درويش. نشطت الحركة الإسلامية في المجالات الاجتماعية والثقافية، ثم انقسمت إلى قسمين على خلفية الموقف من المشاركة في انتخابات الكنيست: قسم بقيادة رائد صلاح رفض المشاركة في الانتخابات، والقسم الآخر بقيادة عبد الله نمر درويش قرر دخول الانتخابات. وفي انتخابات 1999م دخلت الحركة الانتخابات في إطار تحالف "القائمة العربية الموحدة" الذي ضم إلى جانب الحركة الإسلامية - التي تزعمت التحالف - كلا من الحزب الديمقراطي العربي، وجبهة الوحدة الوطنية. وقد حصلت القائمة على خمسة مقاعد كان نصيب الحركة الإسلامية منها اثنين.

ترفع الحركة شعار "الإسلام هو الحل"، وتسعى - كهدف بعيد - إلى إقامة دولة إسلامية في كامل فلسطين والتواصل مع الأمة الإسلامية في دولة إسلامية كبرى تحكم العالم.

عودة

الحزب الديمقراطي العربي:

تأسس في 1988م كأول حزب عربي في إسرائيل، على يد عضو الكنيست المنشق من حزب العمل عبد الوهاب دراوشة. وقد جاء تكوين هذا الحزب كثمرة لتزايد الوعي الفلسطيني بين عرب 1948م على أثر الانتفاضة، حيث انسحب دراوشة من حزب العمل احتجاجًا على سياسة وزير الدفاع آنذاك إسحق رابين في قمع الانتفاضة، وشارك في الحزب عدد كبير من رؤساء السلطات المحلية وزعماء دينيين ورجال أعمال وزعامات محلية بدوية، تحالف فيما بعد مع الحركة الإسلامية، ودخل انتخابات 1999م في إطار القائمة العربية الموحدة، وفاز بمقعدين. ويتزعمه حاليًا عضو الكنيست طلب الصانع.

يرفع الحزب - مثل بقية الأحزاب العربية العلمانية - شعار السلام والمساواة، من أجل تحقيق حق الشعب الفلسطيني في أراضي 1967م في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، وإزالة المستوطنات وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومن جهة أخرى تحقيق المساواة بين اليهود وعرب 48 في إسرائيل ونزع الصبغة اليهودية والصهيونية عنها.

عودة

التجمع الوطني الديمقراطي:

نشأ سنة 1996م على يد عزمي بشارة، ممثلاً للتيار الناصري. ودخل انتخابات 1999م في إطار تحالف سمي التجمع الوحدوي الوطني العربي مع الحركة العربية للتغيير، وحصل على مقعد في إطار هذا التحالف، كما ترشح زعيمه عزمي بشارة لانتخابات رئاسة الوزراء في 1999م، من أجل زيادة الثقل التساومي للقوى العربية في مواجهة باراك ونتانياهو معًا، وفرض المطالب العربية عليهما، وقد نجح في الحصول من باراك على وعود مكتوبة بتلبية مطالبه فيما يتعلق بالاعتراف بالقرى العربية، وتوظيف المتعلمين في الدوائر المختلفة، وتطوير التجمعات العربية، وغيرها.

يكافح التجمع من أجل تحدي الطبيعة اليهودية الصهيونية لإسرائيل، ويطالب بالاعتراف بالأقلية الفلسطينية في إسرائيل كأقلية قومية ذات حقوق جماعية، وإدارة ذاتية، خاصة في مجالات التربية والتعليم ("حكم ذاتي ثقافي").

أما موقفه من عملية التسوية، فيقترح إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة في أراضي 1967م، بما فيها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وإزالة المستوطنات، وذلك كحل مؤقت في سبيل تحقيق الحل الدائم، وهو دولة ديمقراطية علمانية ثنائية القومية في كامل فلسطين

عودة

الحركة العربية للتغيير:

تكونت عشية انتخابات 1999م، ويرأسها أحمد الطيبي المستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية، دخلت الانتخابات في إطار تحالف مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سمي التجمع الوحدوي الوطني العربي، الذي حصل على مقعدين، وبعد الانتخابات انفصلت وتقاسمت مع التجمع المقعدين.

عودة

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش):

تكونت في 1977 من حزب ركح (المنشق من الحزب الشيوعي الإسرائيلي في 1965) وشخصيات عربية ويهودية يسارية من المثقفين. وقد غلب عليها الطابع العربي الفلسطيني مع الوقت، وازداد مؤيدوها من الوسط العربي في إسرائيل، وخاصة من قطاعات العمال والمثقفين الشباب، فيما ينحصر تأييدها بين اليهود في قطاع هامشي. يرأسها محمد بركة، وحصلت في انتخابات 1999 على خمسة مقاعد. وتدعو إلى التعايش والتعاون بين العرب واليهود في إسرائيل، من منطلق المساواة التامة، وإلغاء الطابع التمييزي العنصري لإسرائيل في الداخل، والطابع الاستعماري في الخارج، من خلال انسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة في 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967، بما فيها القدس الشرقية.

عودة

حزب العمل:

أسس سنة 1968م من اتحاد ثلاثة أحزاب عمالية هي: مباي، وأحدوت هعفودا - بوعالي تسيون، ورافي، ثم تحالف مع حزب مبام في 1969م تحت اسم المعراخ (التجمع). وفي 1992م انسحب مبام، وبقي حزب العمل. وفي 1999م وفي مسعى من زعيم الحزب إيهود باراك لزيادة شعبيته، وتغيير صورة الحزب كحزب للنخبة اليهودية الغربية العلمانية، تحالف مع حركتين هامشيتين هما ميماد وجيشر، ودخل الانتخابات تحت اسم إسرائيل واحدة. وحصلت القائمة على 26 مقعدًا، منها ثلاثة مقاعد لجيشر ومقعد واحد لميماد حسب الاتفاق الائتلافي بين الكتل الثلاثة، 22 مقعدًا للعمل. وفاز زعيم القائمة إيهود باراك برئاسة الوزراء.

يؤمن حزب العمل بالفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين في فلسطين من خلال إقامة دولة فلسطينية، مع الحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي للقدس، وبقاء المستوطنات، وفرض قيود على سيادة الدولة الفلسطينية وعلاقاتها الخارجية.

عودة

ميرتس:

تكون في 1992م من تكتل ثلاثة أحزاب علمانية هي مبام وراتس وشينوي. وفي 1999م انشقت شينوي وخاضت الانتخابات مستقلة. وقد حصل ميرتس على 10 مقاعد في انتخابات 1999م، منها مقعد لأول نائبة عربية في الكنيست حسنية جبارة. ويتزعم الحزب يوسي سريد.

يؤمن ميرتس بالفصل بين الفلسطينيين وإسرائيل من خلال إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع الحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي للقدس. ويعارض الاستيطان في الأراضي المحتلة في 1967م. وتعتبر القضية الأولى لميرتس هي الحفاظ على الطبيعة العلمانية الليبرالية لإسرائيل. يؤمن الحزب أيضًا بالمساواة الكاملة بين اليهود وعرب 1948م في إسرائيل؛ ولذلك فقد احتدم الصراع بينه وبين القوى الدينية في إسرائيل وبخاصة حركة شاس.

عودة

شينوي:

تأسس حزب شينوي في 1974م، وانضم لميرتس في 1992م، ثم انسحب من ميرتس وخاض انتخابات 1999م بشكل مستقل، وذلك احتجاجًا على سياسة يوسي سريد المهادنة للأحزاب الدينية. وحصل على ستة مقاعد منفردًا.

دعا شينوي في أعقاب الانتخابات إلى تكوين ائتلاف حكومي علماني، ورفض دخول ائتلاف باراك لمشاركة المتدينين في الحكومة، وتعتبر القضية الرئيسة للحزب هي محاربة هيمنة المتدينين على الحياة العامة في إسرائيل، من خلال وزنها وثقلها التساومي في تكوين الائتلافات الحكومية. أما موقفه من التسوية فهو يؤيد الانفصال بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال إقامة دولة فلسطينية، مع الحفاظ على الاحتلال الإسرائيلي للقدس، ويعارض الاستيطان في أراضي 1967م.

عودة

شعب واحد:

تأسس هذا الحزب عشية انتخابات 1999م بقيادة عضو الكنيست عمير بيرتس زعيم الهستدروت (اتحاد نقابات عمال إسرائيل)؛ وذلك للتعبير عن مصالح العمال، في وقت تحاول فيه إسرائيل الاندماج في العولمة والخصخصة، واستطاع الحصول على مقعدين في الكنيست. وقد انضمت إليه بعض الطوائف الإثيوبية بعد يأسها من تمثيل حزب العمل لها أو تمثيل حزب المهاجرين الجدد الذي انغلق على المهاجرين الروس.

موقفه من قضايا التسوية غير واضح.

عودة

الليكود:

تأسس في 1973م من تحالف حزبي حيروت والأحرار، بهدف كسر احتكار حزب مباي (حزب العمل لاحقًا) للسلطة، وبالفعل نجح التكتل في الفوز بالسلطة لأول مرة في 1977م، بالتعاون مع القواعد اليهودية الشرقية الناقمة على سياسة حزب العمل. ثم اندمجت مكوناته في 1985م وحلت هياكلها التنظيمية، وأصبح الليكود قطبًا موازيًا لحزب العمل في السياسة الإسرائيلية الداخلية.

وفي انتخابات 1999م تشرذم الليكود وفشل في الحفاظ على السلطة، وهزم زعيمه بنيامين نتانياهو أمام منافسه إيهود باراك في انتخابات رئاسة الوزراء، وحصل الحزب على 19 مقعدًا.

آمن الليكود بفكرة "أرض إسرائيل الكاملة" ومنح الفلسطينيين في أراضي 1967م حكمًا ذاتيًّا محدودًا، وعارض اتفاقيات أوسلو، ولكنه اضطر إلى قبول الأمر الواقع، والتعايش مع عملية التسوية وإفشالها من الداخل بعد تولي نتانياهو الحكم في 1996م، واعتمد في ذلك على التحالف مع القوى الدينية، التي أصبح لها مكانة هامة في ظله، وأثار بذلك نقمة الجمهور الإسرائيلي العلماني، بما في ذلك أعضاء من الليكود الذين استقالوا من حكومة نتانياهو، وانسحبوا من الليكود نفسه بعد فشلهم في الإطاحة بنتانياهو. وتم إسقاط نتانياهو في انتخابات 1999م، وتولى أريئيل شارون قيادة الليكود كرئيس مؤقت، ويعاني الحزب من أزمة كبيرة في صياغة برنامجه، واختيار قيادة قادرة على منافسة باراك في الانتخابات التالية.

عودة

ميماد:

أنشئ حزب ميماد قُبيل انتخابات 1988م، على يد الحاخام إيهود عميطال، ويعتمد على أصوات اليهود الغربيين وخاصة الناطقين بالإنجليزية. وقد فشل في دخول الكنيست في انتخابات 1988م و 1992م و 1996م، حتى تحالف مع إيهود باراك وحزب العمل وحركة جيشر تحت قائمة إسرائيل واحدة في انتخابات 1999م، وحصل حسب الاتفاق بين هذه الكتل الثلاث على مقعد واحد في الكنيست الحالية.

يسعى الحزب إلى تكوين جمهور ديني عقلاني، والتقرب بين العلمانيين والمتدينين من خلال العقلانية والاعتدال، من أجل الحفاظ على الطبيعة اليهودية لإسرائيل. أما مواقفه السياسية فهي أقرب إلى حزب العمل، وقد أعلن زعيمه أنه منزعج من انحياز الجمهور المتدين في إسرائيل لليمين، الأمر الذي أعطى الانطباع بأن المتدينين متطرفون ومتخلفون. ومع ذلك يؤكد أن الأراضي المحتلة في 1967م مقدسة كبقية "أرض إسرائيل" بزعمه، بما في ذلك الجولان. أما مصير هذه الأراضي فيتقرر برأيه حسب المصلحة، فإذا كانت المصلحة في التمسك بها فليكن، وإلا فإنه يجب إعادتها إلى أصحابها.

عودة

جيشر:

تكونت من انشقاق عن الليكود قبيل انتخابات 1996م، وتتكون أساسًا من اليهود المغاربة العلمانيين، ويرأسها ديفيد ليفي. تحالفت مع الليكود وتسوميت في انتخابات 1996م، ثم انشقت من التحالف وتحالفت مع حزب العمل وحركة ميماد في انتخابات 1999م، تحت اسم إسرائيل واحدة، وحصلت على ثلاثة مقاعد وفقًا للاتفاق الائتلافي مع حزب العمل، وتولى رئيسها وزارة الخارجية.

تتفق الحركة مع الليكود في برنامجه السياسي، ولكنها تُولِي اهتمامها للقضايا الاجتماعية لليهود الشرقيين. ويعكس انضمامها إلى إسرائيل وحدة التحول الذي حدث في حزب العمل والتقاء اليمين واليسار في وسط قائم على الإجماع اليهودي فيما يتعلق بالحل النهائي للقضية الفلسطينية.

عودة

حزب المركز (الوسط):

تشكل في 1999م من تحالف شخصيات من أحزاب متعددة جمعتها النقمة على حكم بنيامين نتانياهو والرغبة في إسقاطه من ناحية، ومن الناحية الأخرى البحث عن مواقع أفضل في قائمة الحزب الناشئ مما في قوائم أحزابها. وترأسه وزير الدفاع المخلوع من حكومة نتانياهو إسحاق مردخاي، الذي ترشح لرئاسة الوزراء أيضًا، معتبرًا أن نتانياهو خطر على الدولة، وباراك عاجز عن إلحاق الهزيمة بنتانياهو، وذلك اعتمادًا على استطلاعات الرأي التي كانت المُوَجِّه الأساسي لسياسة الحزب وترتيب قياداته، ولكن أسهمه ما لبثت أن تراجعت لصالح إيهود باراك، وانسحب ليلة الانتخابات بعد أن بدا واضحًا فوز باراك، وحصل الحزب على 6 مقاعد في الكنيست الحالية.

جاء برنامج حزب الوسط عامًّا وفضفاضًا، وحاول الجمع بين الاتجاهات المتعارضة داخله وفي الساحة الإسرائيلية عامة، ومع ذلك نص على حل وسط إقليمي مع عدم العودة إلى حدود 1967م، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين، والإبقاء على القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، وبقاء المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية، وهي نفسها ثوابت برنامج باراك وحزب العمل والأحزاب الصهيونية.

عودة

حزب الوحدة الوطنية:

تكوَّن في 1999م من تحالف أحزاب: موليدت، وحيروت الجديد، وتكوماه، وكلها أحزاب تمثل أقصى اليمين الإسرائيلي، والمستوطنين في الأراضي المحتلة سنة 1967م، وتؤمن بشعار "أرض إسرائيل الكاملة"، وبعضها (موليدت خاصة) يؤمن بترحيل الفلسطينيين. وقد اتهمت هذه الأحزاب نتانياهو بأنه لم يعد يمثل اليمين، بسبب توقيعه اتفاق الخليل ثم مذكرة واي ريفر وشروعه في إعادة الانتشار في بعض المناطق الفلسطينية المحتلة. واعتبرت أن مثل هذه الاتفاقيات لا تقود إلى السلام ولكن إلى سفك الدماء وقد ترأس التحالف اليميني بني بيجن زعيم حزب حيروت، وترشح لرئاسة الوزراء مقابل نتانياهو. وحصل الحزب على 4 مقاعد في الكنيست..

عودة

إسرائيل بعالياه:

نشأ عشية انتخابات 1996م، بقيادة ناتان شارانسكي، ويستمد قوته من المهاجرين الروس الجدد الذين يربو عددهم على نصف مليون مهاجر، ويعانون صعوبات متنوعة في الاندماج في الحياة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، نتيجة لاختلاف اللغة والثقافة والنظرة السلبية من المستوطنين القدامى للمستوطنين الجدد، وخاصة الروس، لا سيما وقد فشلت الأحزاب الصهيونية القائمة (وخاصة الليكود والعمل) في احتوائهم. وقد استطاع الحزب الحصول على سبعة مقاعد في انتخابات 1996م، وحافظ على وزنه في انتخابات 1999م حيث حصل على ستة مقاعد، على الرغم من تكون حزب منافس هو حزب إسرائيل بيتيو. ويرجع ذلك إلى أربعة أسباب هي: أولاً_ اختلاف جمهورَيْ الحزبين، حيث يمثل إسرائيل بعالياه المهاجرين الروس أساسًا، فيما يمثل إسرائيل بيتينو جمهور يهود الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفييتي السابق أساسا، وثانيًا_ أن المجتمع الروسي يمثل مجتمعًا مغلقًا داخل المجتمع الإسرائيلي؛ ولذا فهو يتمتع بثبات نسبي في تأييد أحزابه. وثالثًا_ استمرار تدفق الهجرة اليهودية من دول الاتحاد السوفييتي السابق الأمر الذي زاد من جمهور الحزب. ورابعًا_ احتدم الصراع آنذاك بين المتدينين والعلمانيين، وبالأخص بين شاس واليهود الروس الذين لم تعترف الحاخامية العليا بيهوديتهم، وعوقت – هي ووزارة الداخلية التي سيطرت عليها شاس – اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي؛ ولذا تضامن هذا الحزب مع كثير من القوى السياسية التي كافحت من أجل الحد من هيمنة المتدينين على الحياة السياسية الإسرائيلية، وارتفعت أسهمها جميعًا، وكانت المطالبة بتولي وزارة الداخلية شرطًا مسبقًا لتأييد الحزب لإيهود باراك وهو ما تم بالفعل.

يتبنى الحزب موقفًا يمينيًّا متطرفًا من قضايا التسوية، حيث يؤكد على ضرورة التمسك بالاستيطان، وعدم إعادة الأراضي المحتلة، التي يشترط للتوصل إلى تسوية إقليمية بشأنها تحول الدول العربية إلى دول ديمقراطية. ويرجع ذلك الموقف المتشدد، بشكل عام، إلى سببين رئيسين، وهما: أولاً، محاولة المهاجرين الجدد الاندماج في المجتمع الإسرائيلي من خلال إثبات الولاء في الموضوعات المتعلقة بالصراع الخارجي؛ ولذا يتبنون موقفًا صهيونيًّا متشددًا في المسائل الخارجية. وثانيًا، مصالح هؤلاء المهاجرين الذين يقطن كثير منهم في مناطق الاستيطان في أراضي 1967م التي تعتبر أقل تكلفة..

عودة

يسرائيل بيتينو:

تشكل عشية انتخابات 1999م برئاسة أفيجدور ليبرمان مدير مكتب بنيامين نتانياهو، وهو من الشخصيات سيئة السمعة في السياسة الإسرائيلية، حيث هاجم مؤسسات الدولة مثل الشرطة والجيش والصحافة، ويتهم بأنه يعمل في المساحة الرمادية بين المشروع وغير المشروع.

تكون هذا الحزب لاستمالة اليهود الروس إلى جانب نتانياهو، بعد أن اتضح ميل إسرائيل بعالياه للتصويت لصالح إيهود باراك في الانتخابات، ومع ذلك يمثل يسرائيل بيتينو جمهورا مختلفا عن جمهور يسرائيل بعالياه، قوامه يهود دول الجمهوريات الإسلامية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق مثل بخارى. وحصل على أربعة مقاعد.

يتبنى يسرائيل بيتينو برنامجًا يمينيًّا متطرفًا فيما يتعلق بالأراضي المحتلة في 1967م والاستيطان والقدس، والتعامل مع الدول العربية، وتبنى شعار "قبضة حديدية في قفاز حرير" كمبدأ يوجه سياسة إسرائيل الإقليمية..

عودة

يهدوت هتوراة:

تكونت كتلة يهدوت هتوراة عشية انتخابات 1992م من حزبي أجودات يسرائيل، وديجل هتوراة. يعتبر حزب أجودات يسرائيل من أقدم الأحزاب اليهودية الأورثوذكسية، حيث نشأ في بولندا سنة 1912م، وقد عارض الحزب الأيديولوجية الصهيونية والدعوة إلى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كفرًا ومروقًا من الدين، حيث تأمر الديانة اليهودية بعدم إقامة الدولة بالقوة، وتعتبر ذلك اغتصابًا وقحًا للخلاص الرباني الذي ينتظره اليهود على يد الماشِيَّح، كما رفض الحزب الانتداب البريطاني على فلسطين، وقاطع التجمعات الاستيطانية التي قامت تحت حماية الانتداب البريطاني.

ولكن بمرور الوقت، ومع إنشاء إسرائيل في 1948م، سحب الحزب - وخاصة جناحه العمالي بوعالي أجودات يسرائيل معارضته وشارك في الانتخابات وفي الحكومة، لحماية مصالح أتباعه، دون أن يعترف بالدولة رسميًّا. وقد انشقت منه في أواسط الثلاثينيات جماعة نطوري كارتا التي اتخذت موقفًا مناهضًا للدولة، وما زالت تقاطع الانتخابات والمؤسسات الرسمية، وتعتبر ذكرى قيام الدولة يوم نكبة، تحرق فيه العلم الإسرائيلي وتقذف الشرطة بالحجارة‍.

أما ديجل هتوراة، فقد انشق من أجودات يسرائيل في 1988م، لأسباب طائفية دينية، حيث اعتبرت بعض الأوساط (الحسيدية) في أجودات أن الحاخام مناحم ميندل شنيئورسون المقيم في نيويورك هو الماشيح المنتظر. الأمر الذي أثار نقمة القيادات الدينية (اللتوانية).

ولكن الحزبين عادا وتوحدا في 1992م لمواجهة خطر تصاعد حزب شاس الذي يمثل اليهود الشرقيين اللاصهيونيين، خاصة وقد تم رفع نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست من 1% إلى 1.5% حينئذ. وفي 1994م توفي الحاخام مندل، فزال السبب المباشر للانشقاق.

حصل الحزب على خمسة مقاعد في انتخابات 1999م، وشارك في الائتلاف الحكومي؛ ولأن موقفه يعارض الدولة، فلم يشغل منصبًا وزاريًّا، ولكنه قبل منصب نائب وزير وانسحب من الائتلاف بسبب انتهاك الحكومة لحرمة السبت. وتعتبر مسألة تجنيد اليهود الحريديم من المسائل موضع النزاع بين الحزب والحكومات العلمانية.

أما موقف الحزب من الأراضي المحتلة في 1967م، فهو يؤيد قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة..

عودة

المفدال:

تكون في 1956م من اتحاد حزبي مزراحي وهبوعيل همزراحي، وهما من أقدم الأحزاب الصهيونية، حيث تأسس الأول في روسيا في 1902م والثاني في فلسطين سنة 1922م، وذلك من أجل جذب اليهود المتدينين الذين عارضوا الصهيونية - بوصفها مشروعًا سياسيًّا استعماريًّا علمانيًّا - إلى الحركة الصهيونية والاستيطان في فلسطين؛ ولذا يمثل هذا الحزب التيار الديني الصهيوني.

نجح هذا الحزب في بناء العديد من المؤسسات التربوية من مدارس مهنية ودينية، وحركات شبيبة وحركات نسائية، وله نفوذ في جامعة بر إيلان الدينية، وله حركة استيطانية كبيرة، ويسيطر على مؤسسات مالية ومصارف، وشركات للبناء (الاستيطاني)، وصحيفة يومية هي "هتسوفيه"؛ ولذا يمثل هذا الحزب جمهورًا ثابتًا، يتركز في المستوطنات بشكل أساسي، وتشغل المستوطنات مكانة مركزية في برامجه الانتخابية. كما يرفض إقامة دولة فلسطينية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، ويعارض الانسحاب من الجولان.

ظل الحزب يشارك في الحكومات العمالية التي هيمنت على إسرائيل حتى 1977م، ويدافع عن مصالح جمهوره في المسائل التربوية والدينية المحضة، وبعد توصل الليكود إلى الحكم في 1977م انقلب على حزب العمل، وانضم إلى حكومات الليكود. وقد دخل انتخابات 1999م وحصل على خمسة مقاعد، ثم شارك في حكومة باراك، الذي ميز منذ البداية بين المتدينين الصهيونيين الذين يحافظون على تقاليد الدولة وروحها الصهيونية، واليهود الحريديين (شاس أساسًا ويهدوت هتوراة) الذين لا يخدمون في الجيش، ويكفرون الدولة. ومع ذلك فإن كلا من الطرفين المتدينين (الصهيوني والحريدي) أوصيا أتباعهما بالتصويت لنتانياهو، تعتبر القضية المركزية للحزب هي الحفاظ على المستوطنات والميزانيات اللازمة لتمويل شبكة التعليم الرسمي ومؤسسات الحزب الثقافية والاجتماعية..

عودة

شاس:

أسسه قبيل انتخابات 1984م الأعضاء اليهود الشرقيون في حزب أجودات إسرائيل الديني اللاصهيوني، احتجاجًا على سيطرة اليهود الغربيين على الحزب، وحصل آنذاك على أربعة مقاعد، ثم تصاعد تمثيله بشكل ملفت في الانتخابات التالية إلى ستة مقاعد في 1988م و 1992م، ثم عشرة مقاعد في 1996م، ثم 17 مقعدًا في 1999م. ويمكن رد ذلك إلى الأسباب التالية: أولاً_ إحباط اليهود الشرقيين من تمثيل الأحزاب اليهودية الغربية لمصالحهم. ثانيًا_ انفتاح الحزب دينيًّا، حيث إنه لا يمثل تيارًا حريديا مغلقًا - رغم أن قيادته الروحية حريدية - ولكن يشمل متدينين تقليديين في الغالب يجمعهم الانتماء العرقي الشرقي. ثالثًا_ نجاح الحزب في تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية للجماهير الشرقية المحرومة من خلال مؤسساته التعليمية والاجتماعية التي يمولها من ميزانيات الدولة، وتوسيع قاعدته الانتخابية. رابعًا_ زيادة حدة الاستقطاب في مختلف أنماط الصراعات الداخلية خلال العقد الأخير، وخاصة الصراع العلماني - الديني، والصراع اليهودي الشرقي - اليهودي الغربي، ووقوع هذا الحزب في هذين المحورين من محاور الصراع. خامسًا_ السياسة البراجماتية للحزب والظهور بمظهر الوسط في الاستقطابات الحادة، والمشاركة في مختلف الحكومات اليمينية واليسارية من أجل الحفاظ على نصيبه في الميزانيات.

يتبنى الحزب سياسة نفعية خالصة فيما يتصل بعملية التسوية، ويتخذ من هذه العملية ورقة مساومة مع اليمين واليسار معًا للحصول على التمويل اللازم لمؤسساته. وقد أصدر قادة الحزب فتوى فضفاضة تقضي بأنه إذا ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التمسك بالأراضي المحتلة سيؤدي إلى حرب، وأن إعادة هذه الأراضي ستؤدي إلى سلام فإنه تجب إعادة الأراضي؛ لأن حياة الإنسان مقدمة على التمسك بالأرض.

2009-01-20 09:38:58 | 2528 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية