التصنيفات » ندوات

الاتفاق الكوبي ـ الأميركي خلفياته وأبعاده


بتاريخ 23/4/2015 عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية في بيروت، ندوة سياسية حاضر فيها سفير كوبا في لبنان حول الاتفاق الكوبي ـ الأميركي بشأن إنهاء الحصار الأميركي المفروض على كوبا منذ ستة عقود، والتداعيات المحتملة لعودة العلاقات بين البلدين على كوبا، كما على دول أميركا اللاتينية والدول التي ترتبط كوبا أو الولايات المتحدة بعلاقات وثيقة معها؛ فضلاً عن دول منطقة الشرق الأوسط.
بدأت الندوة التي حضرتها شخصيات سياسية وأكاديمية من فلسطين ولبنان والعراق، بتقديم من مدير مركز باحث للدراسات، الأستاذ وليد محمد علي، أشاد فيها بالثورة الكوبية، التي تفاعلت مع قضية الشعب الفلسطيني مثل بقية شعوب دول أميركا اللاتينية، داعياً إلى وحدة المقاومين للاستعمار الأميركي على مستوى العالم.


بدأ السفير الكوبي في لبنان، رينيه سيبالو براتس، محاضرته بتقديم التحيّة إلى الحاضرين وإلى الشعب اللبناني وشعوب المنطقة الرافضة للسياسات الأميركية الظالمة بحقّ الشعوب، ومنها الشعب الكوبي الذي يكنّ عداء شديداً لأميركا لن يزول مع أيّ اتفاق حصل أو سيحصل معها في المستقبل، لأن هذا الشعب من أكثرشعوب العالم فهماً للعقلية الأميركية الاستعمارية. وقدّم السفير لمحة تاريخية حول الثورة الكوبية التي انتصرت في العام 1959، شارحاً المراحل الرئيسية من المقاومة ضدّ الاستعمار الإسباني لكوبا والتدخل الأميركي الذي خلفه، والتي استندت إلى وعي الكوبيين وقوّة إرادتهم والتخطيط الذي مارسه ثوّار كوبا الأوائل (تشي غيفارا ـ فيديل كاسترو، خوسيه مارتي...).
وتحدث السفير براتس عن الحوار الذي بدأ مؤخراً مع الولايات المتحدة، وبطلب من إدارة أوباما، مؤكداً أنه مجرّد حوار حول قضايا معقّدة وعديدة ما تزال تعيق استئناف علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، مع أهمية هذا الحوار والمواقف السياسية الصادرة بشأنه قبل وبعد بدء الحوار، وخاصة في قمّة الأميركيتين الأخيرة.


وأشار إلى أن الحصار الأميركي لم يُرفع عن كوبا بعد، اقتصادياً ومالياً، وأن التطبيع الكوبي مع أميركا ما تزال دونه عقبات جمّة، لأن إدارة أوباما لم تغيّر في استراتيجيتها العدوانية تجاه كوبا، بل هي فقط غيّرت تكتيكها الفاشل بفرض الحصار والعزلة، لتعتمد تكتيكاً آخر تراهن على نجاحه، عبر الاندفاع نحو كوبا، بوسائل ناعمة، سياسياً وفكرياً واجتماعياً، علّها تنجح في ضرب الإرادة الكوبية، الشعبية والسياسية، الرافضة للاستعمار الأميركي، لافتاً إلى استمرار إدارة أوباما في الضغط على قادة كوبا من خلال قضية حقوق الإنسان (التي تُثار سنوياً عبر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)، أو من خلال "استفزاز" أوباما للدولة الأكبر، صديقة الثورة الكوبية، فنزويلا، بإعلانه أن فنزويلا تشكّل تهديداً للأمن القومي الأميركي(!)، ما دعا كوبا إلى إصدار موقف مدين لهذا الإعلان، وذلك مع بداية الحوار الأميركي ـ الكوبي الأخير.


وفي ردّه على أسئلة ومداخلات المشاركين في الندوة، أشاد السفير الكوبي بالتأييد الفلسطيني والعربي للقضية الكوبية ولثورة الشعب الكوبي، مقدّماً التوضيحات الآتية:
1 ـ كوبا كاسترو لن تخضع أبداً للهيمنة الأميركية، وستنتصر في معركة الفكر كما انتصرت في معركة السلاح مع الإمبريالية التي تتسلّط على الشعوب الفقيرة في العالم وتنهب ثرواتها.
2 ـ التجربة الكوبية المميّزة مستمرّة على كلّ الصعد: إقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ولن تتأثر بالإعصار الأميركي السياسي الجديد.
3 ـ كوبا ستستمرّ في دعمها لحركات المقاومة والتحرّر في العالم، وخاصة في فلسطين التي كانت بنداً رئيسياً في كلمة مندوب كوبا لدى الأمم المتحدة مؤخراً.
4 ـ الشعب الكوبي بأجمعه يؤيّد الثورة وقيادتها، كما كشفت الاتخابات العامة الأخيرة، وهو سيستمر في عدائه المطلق لأميركا، كما ظهر من ردود فعله البارة بعد الاتفاق الأخير على فكّ الحصار وإطلاق السجناء الكوبيين الخمسة من السجون الأميركية [مع فرح الشعب بإطلاق هؤلاء الثوّار].
5 ـ سياسة (العصا والجزرة) لن تنفع مع دول وشعوب أميركا اللاتينية، التي تتمتع بوعي سياسي عميق، وتدرك الأهداف الحقيقية للاندفاعة الأميركية الأخيرة تجاه كوبا.


وختم السفير الكوبي محاضرته بالإشارة إلى رسالة من فيديل كاسترو، قائد الثورة الكوبية ورئيس كوبا السابق، بأنه لا ولن يثق بالولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن الشعب الكوبي هو صاحب شعار (ننتصر أو نموت) وأنه وُجد لينتصر فقط، وقد أصبح عرفاً قائماً بحد ذاته.




2015-04-24 13:52:56 | 7057 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية