التصنيفات » مقالات سياسية

نصّ البيان الختامي للمؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية

4 ـ 3 اسفند 1395 هجري شمسي
(24 ـ 23 جمادي الثاني 1438 هجري قمري)
(22 ـ 21 شباط/ فبراير 2017 ميلادي)


بسم الله الرحمن الرحيم
تحت شعار (معاً لدعم فلسطين)، وبهدف إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ومن أجل بلورة إجماع حولها باعتبارها رمزاً لوحدة الصفّ بين المسلمين وأحرار العالم، والشعوب المدافِعة عن الحقّ والعدالة، انعقد المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران ـ عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ـ بتاريخ 24 ـ 23 جمادى الثاني 1438 هجرى قمرى، الموافق لـ4 ـ 3 اسفند 1395 هجري شمسي، والمصادف 22 ـ 21 شباط/ فبراير 2017 ميلادي.
وقد شارك في المؤتمر، المنعقِد بدعوة من مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، رؤساء مجالس، ووفود برلمانية، وقادة مقاومة، ومفكّرون، وشخصيات بارزة، وناشطون في المجالات السياسية والثقافية والإعلامية، وأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني من عدد من الدول، عاقدين العزم على إعلان الدّعم الشامل لكافة أشكال النضال البطولي الذي يمارسه الشعب الفلسطيني الشجاع والمظلوم ومقاومته الباسلة ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدأ المؤتمر أعماله بكلمة قيّمة ألقاها سماحة الإمام الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية المعظّم، أكّد فيها على محوريّة القضية الفلسطينية للعالم الإسلامي، وأهمية دعم المقاومة بكلّ أشكالها لتحقيق الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني المناضل. بعد ذلك باشر المؤتمر أعماله بكلمات لرؤساء مجالس نيابية ووفود مشاركة، قدّموا خلالها وجهات نظرهم وآرائهم حيال سُبل دعم القضية الفلسطينية. وقد أثنت الكلمات على انعقاد هذا المؤتمر وأهمية استمرار عمله لإبقاء راية فلسطين مرفوعة. وبموازاة جلسات المؤتمر والكلمات التي أُلقِيت، شكُّلت لجان عدّة هي:
1 ـ لجنة البرلمانات ومجالس الشورى.
2 ـ لجنة حركات التحرّر الفلسطينية، والحركات الداعمة للمقاومة.
3 ـ لجنة الشباب.
4 ـ لجنة منظّمات المجتمع المدني الداعمة لفلسطين.
5 ـ لجنة الشؤون السياسية وصياغة البيان الختامي ووثائق المؤتمر.
عقدت اللجان المذكورة جلساتها في اليوم الثاني للمؤتمر، وناقشت سلسلة من الاقتراحات والتوصيات وخلصت جميعها إلى ما يلي:
حيّا المؤتمرون الروح الطاهرة لزعيم الثورة الإسلامية ومؤسّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومُلهم الوحدة وروح المقاومة والثبات، سماحة الإمام الخميني (رحمه الله) وأرواح الشهداء الأبرار والمناضلين في سبيل تحرير فلسطين، وأشادوا بالكلمة التاريخية التي ألقاها الإمام القائد سماحة آية الله العظمى الخامنئي (حفظه الله)، والتي خصّصها حصراً لقضية فلسطين وحدّد فيها برنامج عمل للأمّة جمعاء، تنفيذه يحقّق حتماً التحرير الكامل لفلسطين. وقد عدّ المؤتمرون هذه الكلمة الوثيقة الأساسية للمؤتمر. وبعدما وجّه المشاركون في المؤتمر، شكرهم الجزيل للجمهورية الإسلامية، قيادة وحكومة ومجلساً وشعباً، على استضافتهم لهذا المؤتمر وما بذلوه لإنجاحه، أكّدوا على المبادئ الآتية:
أ ـ ضرورة الحفاظ على القضية الفلسطينية باعتبارها أولى الأولويات للعالم الإسلامي والعربي، ومركز اهتمام لدى الرأي العام العالمي، والقوى الحليفة والصديقة، حتى تتحقق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بتحرير كامل ترابه.
ب ـ التأكيد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني واعتماده خيار المقاومة كطريق وحيد لتحقيق الحقوق المشروعة، وهو الخيار الذي أثبت نجاحه في تحرير جنوب لبنان وقطاع غزّة، وردع العدوّ، وتأكيد على ضرورة توحيد صفوف الأمّة الإسلامية والشعوب المحبّة للحريّة، بهدف مناصرة الشعب الفلسطيني المضطهد.
ج ـ الإشادة بانتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم، خاصة الانتفاضة الراهنة، باعتبارها السبيل الوحيد لموجهة الاحتلال الصهيوني، وتوظيف كافة الطاقات لدعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني الطامح لاستعادة حقوقه كاملة غير منقوصة.
وانطلاقاً من المبادئ المدرجة أعلاه، يعلن المؤتمرون ما يلي:
1 ـ حشد جميع الطاقات للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتهيئة الأرضية المؤاتية لإدانة الجرائم والإجراءات اللاإنسانية والممارسات غير المشروعة للكيان الصهيوني، على الساحة الدولية.
2 ـ بذل المزيد من الجهود لإنهاء سبعة عقود من الاحتلال، والتمسك بوحدة التراب الفلسطيني ببعده التاريخي (من البحر إلى النهر) وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس.
3 ـ تضافر جهود الأمة لتسوية الأزمات والصراعات في المنطقة وعالمنا الإسلامي، ممّا أدّى إلى استنزاف قدرات البلدان الإسلامية وخدمة مصالح الكيان الصهيوني؛ وإيجاد الحلول السياسية لهذه الأزمات والصراعات، مع التأكيد على دحر الإرهاب.
4 ـ مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وممارسة المزيد من الضغوط المؤثّرة على الكيان الصهيوني، لردع سلوكه اللاإنساني، وشجب إجراءات هذا الكيان المتمثلة في تبديد اقتصاديات فلسطين وفرض الحصار الظالم على شعبها، لا سيّما في قطاع غزة، ورفع الحصار عنها فوراً.
5 ـ إدانة استمرار العدوّ الصهيوني في القيام بإجراءات تهويدية للقدس وتغيير معالمها ومحاولات طمس وهويتها، وتأكيد دعم القرار الصادر عن اليونسكو، الخاص بنفي أيّ حقّ تاريخي لليهود في القدس.
6 ـ اعتبار أعمال التطهير العرقي، وارتكاب المجازر بحقّ الأطفال، والتهجير القسري لأبناء فلسطين، والاغتيالات المدروسة، والإعدامات الميدانية، مصاديق بارزة لجرائم حرب تُرتكب ضدّ الإنسانية، وتستدعي ملاحقة من يقف وراءها ومُرتكبيها عبر المراجع القانونية والقضائية الدولية؛ ومناشدة جميع الحكومات والبرلمانات والمؤسّسات الدولية القيام بمسؤولياتها القانونية والدولية من أجل النظر في هذه الجرائم والمذابح، بما في ذلك إيجاد آليّة قانونية لمحاكمة الجُناة في المحاكم الوطنية والدولية.
7 ـ تأكيد حقّ العودة لأبناء الشعب الفلسطيني إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين، كحقّ طبيعي وغير قابل للمساومة، وإجراء استفتاء للشعب الفلسطيني، يشارك فيه كلّ الفلسطينيين الأصليين من سكان فلسطين التاريخية، يقرّرون فيه مصيرهم، وذلك لتحرير كامل التراب الفلسطيني من الاحتلال الصهيوني. وهذا هو الحلّ العادل بعدما ثبت فشل كلّ محاولات التسوية والمساومة في العقود الأخيرة.
8 ـ المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة ومُلحّة من قِبل المجتمع الدولي للحؤول دون تغيير طابع وهوية مدينة القدس من الناحية التاريخية. كما أن قرار اليونسكو الأخير، بأن المواقع والمقدّسات الإسلامية في القدس هي أماكن مخصّصة لعبادة المسلمين، يشكّل مطلباً عالمياً وخطوة على صعيد تحصين هويّة مدينة القدس.
9 ـ توجيه الإدانة بأشدّ العبارات لكلّ أنواع الدعم الذي تقدّمه الإدارة الأميركية للكيان الصهيوني، بما في ذلك التصريحات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين حول نقل سفارة بلادهم إلى القدس. وفي هذا السياق يتبنّى المؤتمر الدعوة الموجّهة للدول العربية والإسلامية بإقفال سفاراتها في واشنطن، إذا ما تمّ نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
10 ـ إعلان الدعم الشامل للمجاهدين الفلسطينيين وفصائل المقاومة، والإشادة بنضالهم من أجل التحرّر، وبمساعيهم الرامية إلى رصّ الصفّ الفلسطيني وتعزيز الوحدة وإنهاء الانقسامات، مع التأكيد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والتوافق بين الفصائل حول نهج المقاومة والانتفاضة بصفتها رمزاً لتحقيق النصر.
11 ـ الترحيب بما صدر عن المحافل الدولية مؤخّراً من إدانة لبناء المستوطنات، والتأكيد على أن الكيان الصهيوني قد اعتاد دوماً على انتهاك القرارات الدولية. وعليه، يجب إرغامه على الكفّ عن هذه الممارسات وإنهاء الاحتلال فوراً، مع اعتبار أن الإجراءات المتخذّة من قِبل الكنيست مؤخّراً، لشرعنة بناء المستوطنات في الأراضي المحتلّة واغتصاب أراضي الفلسطينيين الخاصة، يتعارض مع القانون الدولي ويشكّل خطوة استفزازية تهدف إلى إشعال نار أزمة جديدة، إقليمياً ودولياً.
12 ـ اعتبار أن أيّ تطبيع مع الكيان الصهيوني يشكّل عاملاً مساعداً يؤسّس لانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، والإشادة بالجهود الدولية والتدابير التي اتخذها المجتمع المدني لمقاطعة الكيان الصهيوني، مع مناشدة البلدان قاطبة بقطع علاقاتها مع هذا الكيان واستخدام كلّ الوسائل التي تكفل عدم التعاون معه.
13 ـ التأكيد على ضرورة تقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم، وتعزيز المقاومة الساعية إلى إعداد ذاتها على جغرافية فلسطين بكلّ متطلبات المواجهة، ومطالبة جميع الحكومات والشعوب باتخاذ إجراءات عاجلة وبأسرع ما يمكن لتعزيز صمود وقدرات الشعب الفلسطيني والمقاومة.
14 ـ تجديد الإدانة للصمت الدولي حيال استمرار جريمة اعتقال آلاف الفلسطينيين من قِبل الكيان الصهيوني، ومن بينهم برلمانيون فلسطينيون، والدعوة إلى تشكيل لجان برلمانية تعمل على إثارة هذه القضية في المحافل الدولية.
15 ـ التأكيد على أن النزاعات الطائفية في المنطقة، إنما هي مؤامرة تهدف إلى إبعاد مجتمعاتنا عن القضية الفلسطينية وتغيير أولويات وترسيخ دعائم الكيان الصهيوني. لذلك تجدر مناشدة جميع أنصار الشعب الفلسطيني، ضمن العمل على لفت أنظار الرأي العام العالمي والإسلامي إلى التركيز على القضية الفلسطينية، التصدّي بوعي وبصيرة للطائفية.
16 ـ دعوة برلمانات العالم الإسلامي إلى سنّ القوانين اللازمة التي تؤكد على حقّ المقاومة ضدّ الاحتلال واعتباره عملاً مشروعاً، ودعوتها أيضاً إلى تشكيل لجان في كلّ برلمان مختصّة بالقضية الفلسطينية، مهمّتها تقديم أنواع الدعم لهذه القضية.
17 ـ التأكيد على الخطر المتزايد للسلاح النووي الصهيوني، ومطالبة المنظمات الدولية ذات الصلة بالقيام بواجباتها لنزع هذا السلاح من كيان العدوّ، ضماناً للسلام والأمن الدوليين.
18 ـ الإشادة بالمقاومة في لبنان، وبما أنجزته على كلّ الصعد، مع التأكيد على ضرورة الوقوف إلى جانبها بُغية تحرير ما تبقّى من أراض محتلة في هذا البلد، وكذلك تحرير كافة الأراضي المحتلة من قِبل الكيان الصهيوني، بما فيها مرتفعات الجولان.
19 ـ الثناء على ما تركه الإمام الخميني (رحمه الله) من إرثٍ قيّم، تمثّل في الإعلان عن آخر جمعة من شهر رمضان الكريم من كلّ عام «عالمياً للقدس»، والتأكيد على ضرورة الاحتفاء بهذه المناسبة بما يليق بها من شأنٍ وعظَمَة.
20 ـ الدعوة إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، خصوصاً المنتجَة في مستوطنات، ومطالبة برلمانات العالم بسنّ القوانين التي تخدم هذا الهدف.
21 ـ دعوة البرلمانات الإسلامية والعربية إلى إصدار التشريعات التي تحظر أيّ علاقة سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو تجارية أو ثقافية مع الكيان الصهيوني.
22 ـ التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، والمطالبة ببذل الجهود لكشف جرائم الكيان الصهيوني وفضحها أمام الرأي العام العالمي.
23 ـ تكليف الأمانة العامة بوضع آليّة لمتابعة تنفيذ هذه المقرّرات.
24 ـ ثمّن المؤتمرون عالياً صمود وثبات الشعب الإيراني العظيم وممثّليه في البرلمان في دعم القضية الفلسطينية، وحيّوا أرواح شهداء المقاومة وكلّ من ضحّى بالغالي والنفيس من أجل فلسطين، كسماحة آية الله الفقيد هاشمي رفسنجاني، الذي كان رائداً من روّاد دعم القضية. كما شكر المؤتمرون مواقف فخامة الدكتور روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعربوا عن امتنانهم وتقديرهم للدعوة التي وجّهها معالي الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي لحضور المؤتمر، ولكرم الضيافة التي قوبلوا بها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شعباً وحكومةً ومجلساً، ولجهود الأمين العام للمؤتمر وسائر القائمين على أعماله.

2017-03-14 15:01:43 | 4389 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية