التصنيفات » ندوات

الأزمة السورية ومناطق خفض التوتر "الدوافع والتحديات" - سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان الاستاذ علي عبد الكريم علي


عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية في بيروت، بتاريخ 22/05/2017، ندوة سياسية بعنوان (الأزمة السورية ومناطق خفض التوتر ـ الدوافع والتحديات)، حاضر فيها سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان، الأستاذ علي عبد الكريم علي، بحضور رئيس مركز باحث للدراسات الدكتور يوسف نصرالله، وعدد من الباحثين والمتخصصين في الصراع العربي ـ الإسرائيلي وقضايا المنطقة، ومن أبرزهم:

ـ السيد إيرج إلهي مستشار سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت.
ـ سعادة النائب الوليد سكّرية.
ـ السيد فراس حناوي : قنصل سورية في بيروت.
ـ السيدة ريم جبر: مديرة مكتب السفير السوري في بيروت.
ـ العميد المتقاعد أمين حطيط.
ـ العميد المتقاعد الياس فرحات.
ـ العميد المتقاعد محمد عباس.
ـ الأستاذ معن بشور: مفكر وكاتب سياسي قومي عربي
ـ الدكتور عماد رزق : مدير عام الإستشارية للدراسات الإستراتيجية
ـ الأستاذ أبو عماد رامز:عضو المجلس السياسي في الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين-القيادة العامة وممثّل الجبهة في لبنان
ـ الباحث الدكتور كمال خلف الطويل
ـ الدكتور عباس إسماعيل.
ـ الدكتور عبد الملك سكّرية : عضو "حملة مقاطعة داعمي اسرائيل"
ـ الأستاذ هادي قبيسي : كاتب وباحث لبناني
ـ الأستاذ الإعلامي قاسم قصير.
ـ الأستاذ ناصر سويدان.
ـ الإعلامية منى سكّرية.
ـ الدكتور مصطفى اللداوي.
ـ الدكتور سلام الأعور.
ـ الأستاذ علي نصار.
ـ الدكتور محمود العلي.
ـ الدكتورة أحلام بيضون.
ـ الدكتور محمد طي.
ـ الدكتورة صفيّة سعادة.
ـ الدكتور حسن جوني.
ـ الأستاذ نسيب شمس.
ـ المهندس محمد أبو الندى.
إضافة إلى حشد من المهتمين والباحثين والوسائل الإعلامية.

قدّم المحاضِر الأستاذ حسن شقير، الذي رحّب بالمشاركين في الندوة وسأل سعادة السفيرعن مفاعيل وثيقة أستانة على مسار الأزمة السورية، وخاصة على الدور التركي السلبي في شمال سورية، وتطوّر الأوضاع في جنوبها وشرقها، وبما قد يعيد خلط الأوراق السياسية والميدانية من جديد؟




في البداية، تحدث السفير السوري، الأستاذ علي عبد الكريم علي، بشكل مختصر عن الواقع السوري الحالي، خاصة على المستوى السياسي، لجهة الاتفاق في مؤتمر أستانة الرابع على إنشاء مناطق منخفضة التوتر، والتي ستساعد في تفعيل مسار التسوية الداخلية، في حال صدقت النوايا واقترنت بالأفعال، من قِبل الأطراف والدول المتورّطة في النزاع.
واعتبر أن هذا الاتفاق أحرج الدول الراعية للجماعات الإرهابية وباقي الجماعات المسلّحة، وخاصة تركيا والسعودية، مع إشادته بالرعاية الروسية ـ الإيرانية القوية للاتفاق، وخاصة لجهة الضغط على تركيا، والتي لا تطمئنّ الدولة السورية إلى نواياها في هذه المرحلة.
ولفت السفير السوري إلى أن حظوظ نجاح الاتفاق الأخير حول المناطق منخفضة التوتر كبيرة، رغم التحريض الذي برز في قمّة الرياض الأميركية ـ «الإسلامية» ضدّ الدولة السورية التي تقاتل الإرهاب على أراضيها، والمدعوم من كثير من الدول التي حضرت القمّة بين الرئيس الأميركي ترامب والملك السعودي سلمان.
وتابع: سيوسّع تنفيذ الاتفاق المذكور من دائرة المصالحات الداخلية في سورية، ويفعّل في الوقت نفسه من حركة الجيش السوري وحلفائه الميدانية ضد جماعات داعش والنصرة، والمتفق على تصنيفها إرهابية، على الصعيد الدولي. من جهة أخرى، قدّر السفير علي أن احتمالات توسع الاعتداءات الإسرائيلية على سورية ضعيفة؛ كما أن محاصرة حركية الدول الداعمة للإرهاب باتت مسألة واقعية، على خلفية القدرات المتراكمة لمحور المقاومة والإنجازات التي حقّقها الجيش السوري والقوى الرديفة والحليفة في مختلف المناطق السورية خلال الأشهر الماضية، والتي فاقمت من المعارك والنزاعات بين الجماعات الإرهابية داخل الغوطة الشرقية في دمشق، وفي إدلب وغيرها.



أخيراً، لاحظ السفير السوري وجود خلافات تركية ـ أميركية جديّة حول اتفاق المناطق منخفضة التوتر ودور الأكراد في الشمال السوري والدعم الأميركي العلني لهم، بما يثير مخاوف الأتراك من تطوّر قوّة الجماعات الكردية المجاورة للحدود التركية، وإمكانية تحقيق طموحاتها الانفصالية!
بعد محاضرة السفير، قدّم النائب والعميد المتقاعد الوليد سكّرية مداخلة موجزة حول الوضع السوري، أكد فيها على فشل الحرب الخارجية والداخلية على سورية في تحقيق أهدافها، سواء لجهة إخراج روسيا منها ومن المنطقة عموماً، أو بتدمير الدولة السورية وتشكيل حزام آمن (من الدول المفتّتة) حول الكيان الإسرائيلي.
واليوم، يجري العمل على فصل البادية السورية عن العراق لقطع التواصل بين البلدين ومع لبنان، لضرب محور المقاومة التي تمثّل إيران قاعدته، وذلك لخدمة الأهداف الأميركية ـ الإسرائيلية في المنطقة.



أما اتفاق المناطق منخفضة التوتر، فسيؤدي إلى توجيه طاقات الجيش السوري وحلفائه من الشمال نحو الشرق والجنوب لتوسيع رقعة لاأراضي المحرّرة وإفشال مخطط الحزام الآمن لحماية الكيان الإسرائيلي ومشاريع تقسيم سورية ككل..
ولفت النائب سكّرية إلى أن المعارك الحالية على جانبي الحدود السورية والعراقية حاسمة في إعادة وصل هذه الحدود تحت سيطرة الجيشين العراقي والسوري، وبما يؤدّي إلى إعادة إحياء «الكوريدور» الممتد من طهران نحو لبنان وفلسطين، وذلك تمهيداً للمعركة الكبرى والحاسمة مع «إسرائيل»، والتي قد تخوضها دول محور المقاومة مجتمعة، في مرحلة متقدمة من الصراع، حين تكتمل العوامل والظروف المناسبة.
وأشار سكّرية إلى حكمة القيادة السورية في التعاطي مع تطورات النزاع منذ بدايته، عبر تجنّب الانزلاق نحو مواجهة شاملة مع الكيان الإسرائيلي أو راعيته الولايات المتحدة، على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية التي تكرّرت في بعض مراحل النزاع، لإنقاذ الجماعات الإرهابية من الهزائم الميدانية الكبرى التي تلقّتها، سواء في محيط العاصمة السورية دمشق، أو في محافظة درعا والجنوب السوري، أو في المناطق الأخرى؛ ناهيك عن إفشال سورية لمشروع التدخل العسكري الأميركي في النزاع بذريعة استخدام النظام لأسلحة كيماوية في آب 2013 ونيسان 2017، سواء عبر اتفاقية نزع هذه الأسلحة التي عقِدت في حينه برعاية روسية وأممية، أو عبر عدم الردّ المباشر على العدوان الأميركي على مطار الشعيرات العسكري ـ السوري، قبل أسابيع.



أما تركيا، فهي برأي العميد سكّرية ـ في وضع لا تُحسد عليه حالياً، في ظل الخلاف المتفاقم مع الإدارة الأميركية حول الدور الكردي في الشمال السوري، فيما تعيش جماعات (داعش) التي ترعاها أميركا والسعودية لحظات صعبة مع استمرار خسائرها في الموصل وفي الطبقة والرقّة وغيرها من المناطق السورية.
وعن الدور الروسي، أكد العميد سكّرية أن روسيا معنيّة بمكافحة الإرهاب في سورية، وليس بالتصادم مع أميركا أو تركيا أو حتى الكيان الإسرائيلي، لحسابات تتعلق بالمصالح الروسية والتعقيدات السائدة في إطار العلاقات الدولية والإقليمية.
وفي الختام، أبدى النائب سكّرية تفاؤله بانتصار قريب لمحور المقاومة في سورية على الإرهاب والدول الداعمة له، وباستعادة الدولة السورية لعافيتها وقوّتها، على كلّ المستويات.
ورداً على تساؤلات بعض المشاركين في الندوة، أوضح السفير السوري أن التنسيق وحتى التكامل بين الدولتين السورية واللبنانية أمرٌ مطلوبٌ من أجل معالجة الشماكل المتأتية عن العدد الكبير من النازحين السوريين الموجودين في لبنان، حيث صدرت الكثير من المواقف المعادية لهم، والتي يجب أن تُعالج أسبابها بشكل جذري حتى تستمرّ العلاقات الأخوية والوثيقة بين البلدين الشقيقين.
وتابع: إن عدوّ لبنان وسورية واحد، وهو الكيان الإسرائيلي والإرهاب التكفيري. وتصدّي الدولة السورية وحلفائها لهذا العدو يخدم المصلحتين السورية واللبنانية. لذا، فإن التنسيق مطلوب بين البلدين، كما هو حاصل بين سورية والعراق، على الحدود بين الدولتين، بهدف دحر الجماعات الإرهابية، وذلك رغم العدوان الأميركي الأخير على منطقة «التنف» القريبة من الحدود العراقية.
أما عن عدم ردّ الدولة السورية على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، فقد أكد السفير علي عبد الكريم علي أن ردوداً حصلت في حينه، مع إدراك القيادة السورية وجود مخطط إسرائيلي ـ أميركي لاستدراجها إلى ردود غير محسوبة قد تصبّ في مصلحة الإرهابيين في سورية، والذين ينهزمون ويتراجعون في كلّ يوم أمام ضربات الجيش السوري وحلفائه، وبمساعدة روسية ـ إيرانية فعّالة.


واعتبر السفير أن سورية تواجه «إسرائيل»، التي تستثمر في دعم الجماعات الإرهابية وفي التعبئة الإعلامية والحرب النفسية، وصولاً إلى الحشود الأميركية والتركية التي تنسّق مع الكيان الإسرائيلي لإسقاط أو تفتيت الدولة السورية.
وربط السفير بين الإمكانات المتاحة والظروف المحيطة وبين أي ردّ عسكري سوري شامل وفعّال، برغم أن الردّ المحدود الذي حصل سابقاً على العدوان الإسرائيلي على محيط دمشق كان من أسباب العدوان الصاروخي الأميركي الأخير على مطار الشعيرات العسكري وسط مدينة حمص السورية.
وأدان السفير علي مواقف الرئيس الأميركي ترامب الأخيرة في السعودية، والتي لم تفاجئ سورية، وكذلك الموقف السعودي المؤيد للإرهاب ضدّ الدولة والشعب السوري، مؤكداً أن حزم القيادة السورية كان وما زال موجوداً لسحق القوى الإرهابية المدعومة إقليمياً ودولياً، مهما كانت التضحيات، على قاعدة الوحدة بين الجيش والقيادة والشعب في سورية.
عن السلاح الكيماوي، أكد السفير السوري أن الإرهابيين هم من يمتلكونه اليوم ويستخدمونه ضد الجيش السوري وضدّ المدنيين، بهدف استدراج تدخل خارجي ينقذهم من الهزيمة المحتّمة، والتي تقرّبها المصالحات الداخلية المتوسعة على امتداد الوطن السوري، وكذلك الإنجازات العسكرية في كلّ أنحاء سورية، والتي ستعود موحّدة، مهما غلت التضحيات وطال الزمن.
أما عن الدور الروسي في سورية، فلفت السفير إلى استمرار التنسيق الروسي ـ السوري ـ الإيراني في إطار خوض المواجهة المفتوحة مع جماعات الإرهاب التكفيري، وأن لا مشاكل ذات قيمة داخل هذا الحلف المتين، والقائم على منظومة من القيم والمصالح المشتركة؛ ومن مصلحة روسيا، في أيّ مرحلة، الحفاظ على سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، بعكس ما يسعى إليه أعداء سورية، في الداخل والخارج.
أما الحملات الإعلامية المتصاعدة على الدولة السورية، فهي تكشف قلق وضعف المحور الذي يواجهها ميدانياً، وهي حملات مغرضة ومرفوضة وتستند إلى الشكوك فقط وليس إلى حقائق، وهي لن تؤدّي إلى فصل الشعب السوري عن قيادته وعن جيشه العظيم.
وأخيراً، دعا السفير السوري الدولة اللبنانية إلى بدء اتصالات جديّة مع سورية، من أجل حلّ الأزمات الناجمة عن وجود النازحين السوريين في لبنان، ولمنع القوى المناوئة للدولة السورية من الاستفادة بشكل سلبي ومدمّر من هذا الوجود السوري المؤقت؛ داعياً المواطنين السوريين القادرين على العودة إلى بلادهم للمساهمة في قتال الإرهاب التكفيري ورفد الجيش السوري بالمقاتلين ودعم صمود المجتمع السوري، حتى تحقيق النصر النهائي على قوى الإرهاب والدول التي تدعمه بالسلاح والمال والإعلام.
وختم سعادة السفير السوري: سورية هي واسطة العقد في المنطقة، وسقوطها ـ لا سمح الله ـ يعني سقوط كلّ دول المنطقة أمام المحور المعادي لشعوب المنطقة؛ وهذا ما لن يحصل بإذن الله.

 

 

 

 

2017-05-24 15:43:49 | 4757 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية