التصنيفات » مقالات سياسية

هل ستصبح افغانستان دولة داعش الجديدة ؟

بقلم : الأستاذ محمد عادل عثمان


رغم انها عرفت عدم الاستقرار الامني والانفلات الدائم منذ سنوات عدة إلا أنها لم تشهد تواجد كثيف وانتشار لعناصر تنظيم ما يعرف " بالدولة الاسلامية " داعش حيث أن التنظيم الاكبر المسيطر هناك هو حركة طالبان، إلا أنه منذ ايام سمع العالم عبر الاعلام بسيطرة تنظيم داعش علي جبال "تورا بورا" من ايدي حركة طالبان تلك العملية التي تمثل بداية استيطان داعش في هذه الدولة التي تقع في  اسيا الوسطي والتي عرفت منذ عام 1979 بانتشار التيارات الاسلامية الراديكالية المسلحة منها وغير المسلحة، لذلك تمثل هذه السيطرة بداية جديدة لهذا التنظيم الذي يتعرض لضربات قوية في العراق وسوريا وليبيا وربما يكون ذلك هو السبب الرئيسي الذي دفع التنظيم إلي البحث عن منطقة جديدة لكي يبداء منها الانطلاق نحو مزيد من السيطرة والتمدد .
ظهور داعش في افغانستان :
يعرف داعش في تلك المنطقة بإسم تنظيم ولاية خراسان، رغم أن حركة طالبان هي الأقدم والأكبر في أفغانستان حيث أن التنظيم كان قد تمدد في هذه المنطقة عام 2014 ووصل عدد مقاتليه حسب روايات إلي 3000 مقاتل كانوا يتمركزون بشكل كبير في شرق البلاد علي الحدود مع باكستان،.وبشكل عام هناك صراع بين داعش وطالبان حيث أن داعش حسم جزء كبير من هذا الصراع عبر الحروب الداخلية التي  اثرت علي طالبان وحسمت الصراع لصالح داعش ، ويري التنظيم أن افغانستان اقيمت بها اول ولاية اسلامية و أنها ولاية هامة يجب أن تخضع تحت سيطرته كما أنه علي علم بأن افغانستان صدرت الكثير من المقاتلين إلي مناطق الصراع بسوريا والعراق ولذلك هي منطقة هامة بالنسبة له لانه ينظر لنفسه علي   أنه بؤرة المركز لكافة التنظيمات الجهادية حول العالم ولذلك يجب أن تخضع كل هذه التنظيمات بما فيها حركة طالبان تحت سيطرته .
تمدد داعش خطر علي دول الجوار:
وجود داعش في افغانستان ليس خطرًا علي الداخل فقط بل أنه يمثل تهديد علي دول الجوار وعلي راس هذه الدول روسيا وايران وباكستان والصين، ولذلك يرجح البعض أن نقل داعش إلي افغانستان خطة امريكية الهدف منها هو تعريض امن هذه الدول للخطر والضغط عليها وجرها إلي مستنقع الصراع مع داعش مما يمثل استنزاف إلي قواتها وقدراتها العسكرية حيث سبق لقيادات باكستانية وافغانية أن اكدت وحذرت من هذا الخطوة فمن بين هذه التحذيرات ما اشار اليه رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق "أسلم بيك" حيث ذكر أن هناك مخطط إرهابي خطير تعد له المخابرات الأمريكية في أفغانستان، يتمثل في تجميع عناصر  "داعش" الفارين من العراق وسوريا  ليواصل مزيد من الفوضي التي يرغب الامريكان في تحقيها  
ايضا الولايات المتحدة تسعي إلي استخدام عناصر داعش في القضاء علي حركة "طالبان"  التي تمثل خطر علي الوجود الامريكي في افغانستان، لذلك لجاؤا إلي البحث عن ميلشيات مسلحة تكون شبيهه بفكر حركة طالبان تقود حرب ضد الحركة تؤدي إلي استنزاف قواهم،  هذه الحرب تشبه  ما جرى تجربته في سوريا بعد أن نجحوا في استخدام مقاتلي "داعش" ضد "الجيش السوري" منذ عام 2013م، بل  ونجحوا من خلاله في تغير خريطة القوي السورية  حيث جعلوا من داعش  إحدى أقوى المجموعات المسلحة، رغم أنها لم تتمكن من أن تستولي على الجميع، لكنها استخدمت لمهمة إرهاق المجموعات الأخرى وعلى رأسها الجيش السوري .
ومن جانب اخر قد تستخدم الولايات المتحدة داعش  في التجسس عبر تعريض كلًا من الصين وروسيا وباكستان للخطر، عبر اتخاذ وجود التنظيم لإقامة عشرات القواعد في أفغانستان ولعمليات التجسس على هذه الدول، وهو ما سيعرض  أمن هذه الدول لخطر كبير
مستقبل داعش بإفغانستان
انطلاقًا من الاحداث التي تشهدها سوريا والعراق وليبيا والمعارك التي تتم ضد التنظيم هناك، اكد الكثير من الخبراء الامنيين أن داعش يبحث عن مكان اخر للانطلاق منه نحو مزيد  من المتمدد ومن المرجح أن تكون هذه المنطقة هي افغانستان، نظرًا لانها تشهد حالة من الفوضي الامنية التي تجعل منها ملاذ أمن للتنظيم كما أن الفكر المتشدد يجد ارضًا خصبة قد تجعل لداعش فرصة كبيرة للتمدد هناك اضافة إلي غضب الشباب الافغاني من التدخلات الخارجية المتكررة في البلاد  ستكون من العوامل التي ستجعل من افغانستان محل اهتمام كبير للتنظيم، فقد لوحظ  في الاونة الاخيرة وفقًا لتقارير غربية  تصاعد نفوذ تنظيم داعش المتطرف في نسخته الأفغانية، خصوصا وان هذا التنظيم اصبح يهدد وجود  طالبان المسيطرة على أجزاء من الدولة حيث كشف تقرير  للأمم المتحدة أن عدد المنضمين تحت داعش يتزايد باطراد في عدة ولايات أفغانية، حيث أن قرابة 24 ولاية في افغانستان من اصل 34 من ولاية مناصرين لداعش بل أن مصادر حكومية أفغانية أكدت  أن هناك توسّع كبير لتنظيم داعش، ووفقًا للتقارير فإن معظم المنضمين الجدد هم أفراد جرى تجنيدهم من مجموعات مسلحة بعضها كان على خلاف مع القيادة المركزية لحركة طالبان، أو أنهم يسعون إلى هوية مختلفة من خلال ابتعادهم عن الحركة. بل أن التقرير  بين أن جزء أخر من  المنضمين لداعش أنصارا لتنظيم القاعدة ومقاتلين اخرين اتو مباشرة من مناطق النزاع بسوريا والعراق، وهم يشكلون حاليا حسب حكومة كابول النواة الصلبة لتنظيم داعش في البلاد.

 

2017-10-17 14:10:02 | 1684 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية