التصنيفات » ندوات

بمناسبة يوم القدس العالمي اللقاء السياسي حول القضية الفلسطينية: بين صفقة القرن ومسيرة العودة

بتاريخ 13/6/2018، نظّم مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بالتعاون مع المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، لقاء سياسياً بمناسبة يوم القدس العالمي، بعنوان «حول قضية فلسطين: بين صفقة القرن ومسيرة العودة». وتحدث في اللقاء نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ومسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان، ومسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر.

وقد تقدّم الحضور إلى جانب صاحبي الرعاية: البروفسور يوسف نصرالله، رئيس مركز باحث للدراسات، والمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور محمد مهدي شريعتمدار، ممثّل السفير الإيراني في بيروت السيد محمد فتحعلي، إلى جانب حشد من الإعلاميين والباحثين والمهتمين ومن الشخصيات الفكرية والسياسية والأكاديمية، نذكر منهم:

ـ الشيخ حسن عزّ الدين: مسؤول العلاقات العربية في حزب الله.

ـ الأستاذ إحسان عطايا: ممثّل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان.

ـ مروان عبد العال: مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان.

ـ أبو كفاح غازي: ممثّل الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في لبنان.

ـ الأستاذ علي بركة: ممثّل حركة حماس في لبنان.

ـ الشيخ عطاالله حمود: نائب مسؤول العلاقات الفلسطينية في حزب الله.

ـ الدكتور غفاري: مدير الإذاعة والتلفزيون الإيراني في لبنان.

ـ الأستاذ إبراهيم الديلمي: عضو مكتب سياسي في حركة أنصار الله ومدير عام شبكة المسيرة الإعلامية (اليمنية).

ـ الأستاذ أبو كفاح غازي: ممثّل الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة.

ـ أبو جابر: عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية.

ـ الدكتور عبد الملك سكريّة ـ حملة مقاطعة «إسرائيل».

ـ الدكتور حيدر دقماق ـ الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين.

ـ الدكتور حسن جوني.

ـ الأستاذ سركيس أبو زيد.

ـ الدكتور مصطفى اللدّاوي.

ـ الدكتور حسام مطر.

ـ الأستاذ علي نصّار.

ـ الأستاذ هادي قبيسي.

ـ الأستاذ هيثم أبو الغزلان.

ـ الأستاذ شوقي عواضة.

ـ الأستاذة منى سكريّة.

ـ الأستاذ عمّار نعمة.

بعد عزف النشيدين الوطنيين، اللبناني والفلسطيني، تحدث نخالة فقال: إن مسيرات العودة قد قدّمت خدمة كبيرة للمشروع الوطني الفلسطيني، والذي دخل منذ فترة طويلة غياهب النسيان، وأحيت من جديد قضية اللاجئين، وإصرار الشعب على تمسكه بحقوقه التاريخية، وردعت المتآمرين، وعصفت بجدران الحصار التي أنهكت غزة وشعبها طويلاً.

وأضاف: "ما لدينا الآن من امكانيات لا يُمكّنُنا من تحقيق انتصار كبير على المشروع الصهيوني، فهو يحتاج إلى جهد أمّة بأكملها. ويأتي دور المقاومة في إبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع العدو الصهيوني، وكمحرك عملي لأمتنا العربية والإسلامية باتجاه التحرير الكامل".

وأوضح أن مسيرات العودة جاءت لتأخذ جزءاً من مهمات قوى المقاومة، ولتسهم بشكل عملي بجانب المقاومة في مقاومة الاحتلال، ولتؤكد أن الشعب يحتضن مقاومته، وهو محرّكها الأساس".

وأكد النخالة على أن "مسيرات العودة حقّقت نجاحات على مستويات كثيرة، بعضها مباشر وبعضها الآخر حفر عميقاً في الوعي الجمعي العالمي، وبعضها الآخر ستظهر نتائجه مستقبلاً.

وأشار إلى أنه "يكفي قطاع غزة فخراً أنه كان الصوت الفلسطيني والعربي والإسلامي القوي والهادر، الذي سمعته كلّ المعمورة، ليعبّر عن الرفض الكبير لخطة ترامب وتهويد القدس ونقل السفارة وتصفية قضية اللاجئين".

وأضاف: "لولا غزة لكان ذلك اليوم وصمة عار في جبين الأمّة. وقد كان دم شباب غزة المسفوح حاضرًا وبقوّة، ففرض نفسه على احتفاليتهم، واضطرّ العالم كلّه لمشاهدة ملحمة غزة، والاستماع لروايتها وهي تقف كالقلعة الشامخة في وجه الإعصار الصهيوني  والأمريكي، وتحظى بتعاطف العالم".

وتابع: إن الهدف من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو "إعلان انتصار المشروع الأمريكي ـ الصهيوني على العرب والمسلمين لما تمثّله القدس في هذه الأمّة".

وختم النخالة أنه بالرغم من الصمت العربي الرسمي، فإن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل "أفقد كلّ الاتفاقيات مع هذا العدو أيّ معنىً أو قيمة، وعرّى كلّ الذين عملوا على مشروع السلام مع هذا الكيان، وفتح مرّة أخرى أعين أمّتنا على مدى خطورة هذا الكيان في المنطقة والعالم".

ثم تحدث فهد سليمان، فقال: نحن نواجه هجوماً أميركياً متجدداً، من خلال تقديم الإدارة الأميركية لمشروع خاص بها كحلٍ نهائيٍ للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي؛ وهذا يحدث للمرّة الأولى، إذ إنها كانت تقدّم نفسها كوسيط ولو منحاز لإسرائيل.

أضاف: إذاً، واشنطن مضت خطوة نوعية إلى الأمام عندما أعلنت أنها تمتلك خطة لهذا الصراع. لكن هذه الخطة لم تُعلن إلى الآن، ولن تقدّم بمضامينها التفصيلية إلاّ بعد التحقق من شروط تنفيذها، كما تقول بعض المصادر الأميركية.

ولفت سليمان إلى أن أميركا لم تُقم أيّ اعتبار للجانب الفلسطيني، فهي لم تأخذ برأيه، ولا تنتظر موافقته؛ إضافة إلى أن الحلّ الأميركي المسمّّى بصفقة القرن لطيّ صفحة الصراع العربي ـ الإسرائيلي إنما يستند إلى ثلاث ركائز غير موضوعية وغير واقعية، وهي:

1 ـ الاتفاق الاستراتيجي الذي جرى مع عدد من الدول الخليجية، ويقوم على معادلة واضحة: الحماية مقابل المال، وأن العدوّ الرئيسي لشعوب هذه المنطقة هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية!

وتندرج في هذا الإطار الضغوط الحالية على الأردن، ليس لإلحاقها بصفقة القرن، بل لفكّ ارتباطها نهائياً مع الفلسطينيين؛ إضافة إلى إحياء مسألة العداء لإيران.

وأكد سليمان: نحن أمام مخطط استراتيجي أميركي كامل ومتكامل، وهو يختلف عمّا سبقه لأنه يستند إلى غرفة عمليات أميركية تنسجم فيها أميركا و«إسرائيل» وعدد من دول الخليج.

وحذّر أبناء الشعب الفلسطيني ممّا يجري في ميدان الصراع، «لأننا ننظر بقلق شديد لما يُحاك لنا ولشعوب المنطقة؛ وهذا يعني عودة أميركا إلى خطة الترتيبات الشاملة».

 

وبعدما أشاد بصمود الشعب الفلسطيني، لفت إلى أنه في حالٍ لا يُحسد عليها، خاصة بعد أن فقد مقوّمات وحدته الوطنية، مشيراً إلى عدم وجود غرفة عمليات مشتركة لدى محور المقاومة كي تواجه هذه المؤامرة وهذا الهجوم المتجدّد لأميركا وإسرائيل وحلفائهما.

بعده تحدث أسامة حمدان، فشكر منظّمي اللقاء موصولاً [الشكر للجمهورية الإسلامية في إيران]. وأشار في بداية حديثه إلى عدم توضيح بنود «صفقة القرن» إلى الآن؛ ومع ذلك، فإنها تضم مجموعة من البنود، أبرزها جعل «إسرائيل» دولة قائدة في المنطقة، وكذلك ضمان سيطرة أميركا، وبناء تحالف جديد بقيادتها في المنطقة، وتحويل بوصلة الصراع باتجاه العداء لإيران.

ولفت حمدان إلى أن آلية تحويل هذه المبادرة تمّت من خلال تجاوز البعد الفلسطيني الجوهري إلى إبراز البعد «الإقليمي ـ العربي».

وتوقف عند محاولة أميركا تصفية القضية الفلسطينية من خلال مسألة القدس (الاعتراف بها كعاصمة للكيان)، ومن خلال إلغاء قضية اللاجئين وضمّ الضفة الغربية في إطار المشروع الصهيوني، محذّراً ممّا يجري في الأردن، خشية من أن يصبّ في هذا الاتجاه.

وشدّد على ضرورة إعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني، مُعرباً عن تفاؤله بإمكانية تحقيق ذلك.

كما طالب حمدان بأن لا يبقى مشروع المقاومة مشروعاً خلافياً، منوّهاً بمسيرات العودة، ومتوقفاً أمام ضرورة تأمين مقوّمات صمود الشعب الفلسطيني؛ ولكن الأهم ألاّ يعطي الموقف الرسمي الفلسطيني أية شرعية للمخطط الأميركي؛ وأخيراً ضرورة مواجهة الأمور قبل أن تستفحل.

وعرض للنتائج الإيجابية التي حقّقتها مسيرات العودة خلال الأسابيع الماضية في غزة، وأبرزها تجديد إيمان الشعب الفلسطيني بالعودة. كما أنها أعادت تظهير صورة هذا الشعب المقاوم، والذي هو نقيض لكلّ سلوكٍ معادٍ لنهج وفكرة المقاومة.

ثم تحدث الدكتور ماهر الطاهر، فتوقف عند أهمية يوم القدس العالمي، والذي أطلقه الإمام الراحل الخميني، موجّهاً شكره لمركز باحث وللمستشارية الثقافية الإيرانية، ومؤكداً أن يوم القدس قد تكرّس فعلاً في وعي الشعوب العربية والمسلمة.

وتوقف عند المنعطف الخطير الذي تمرّ به القضية الفلسطينية، بعد أن رفعت أميركا سقف التحدّي. فهي تريد فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني والعربي، إضافة إلى انتقال الرجعية العربية إلى مرحلة التآمر العلني على فلسطين.

وسأل الطاهر: لماذا «صفقة القرن» في هذا الوقت، ومع هذه الإدارة الأميركية تحديداً؟ وقال: إنها بسبب تشرذم الوضع الفلسطيني وإمكانية تمرير هذه الصفقة، بنظر الأميركيين وحلفائهم.

وانتقد الرجعية العربية التي كانت تقاتل جمال عبد الناصر باسم الإسلام، وهي تلجأ اليوم إلى مقاتلة إيران باسم العروبة.

ورأى الطاهر أن «صفقة القرن» جاءت أيضاً بسبب تصاعد قوّة محور المقاومة. لذلك نرى السعي الأميركي المحموم لإنهاء القضية الفلسطينية وإنهاء هذا المحور معها.

وذكر أن المطلوب من «صفقة القرن» ليس مجرّد التوقيع عليها، وإنما إيجاد سلطة فلسطينية لا تعمل على عرقلة تنفيذ هذه الصفقة، رغم اتضاح الحقائق المذكورة.

وشدّد الطاهر على أهمية مسيرات العودة وفكّ الحصار، لأنها تحصل على الأرض وفي الميدان، ولأنها توجهت ضدّ العدو الصهيوني؛ أي أنها أعادت الاعتبار إلى جوهر الصراع مع هذا العدو، وهو حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم التي طُرِدوا منها عام 48، لأن الصراع مع الصهاينة هو صراع وجود، وأي كلام آخر هو أوهام، خاصة وأننا نستند إلى محور مقاومة يتقدّم في المنطقة، وإلى أجيال فلسطينية تثبت كلّ يوم أنها تنتمي إلى فلسطين وقضيتها حتى النهاية.

 

 

 

 

2018-06-14 12:17:31 | 2011 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية