التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

31-1-2019

ملخص التقدير الفلسطيني

    *رغم تفاهمات وقف إطلاق النار التي جرى ترتيبها مع الفصائل الفلسطينية في غزة، بوساطة مصرية، قطرية، ودولية، والهادفة إلى تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، والتزام الجانب الفلسطيني بتخفيف حدّة التظاهرات، ووقف أدوات مسيرة العودة الضاغطة على الجانب الإسرائيلي، من بالونات حارقة، وإشعال للإطارات، والإرباك الليلي وغيرها، والانخفاض الكبير والملموس في حدّة المواجهات على الحدود، إلاّ أن العدو  ما زال يتذرع بأن عدم إدخاله للأموال يعود إلى عنف التظاهرات على الحدود؛ وأدّى سعيه أخيراً إلى فرض شروط على صرف الأموال القطرية إلى  رفض حركة حماس تسلّم الدفعة الثالثة من الأموال القطرية.

      فيما أكدت مصادر إعلام العدو أن نتنياهو تفاجأ برفض حماس للدفعة القطرية الثالثة من الأموال؛ في الوقت الذي تبنّت فيه حكومة الاحتلال توصيات الجيش وجهاز الشاباك بتحويل الدفعة الثالثة من أموال المنحة القطرية إلى قطاع غزة، لتجنّب التصعيد مع قطاع غزة والمحافظة على الهدوء. وتزامن قرار حكومة الاحتلال مع إعلان حركة حماس رفضها استلام الدفعة المالية الثالثة من المنحة القطرية لقطاع غزة؛ وقد أبلغت حماس السفير القطري محمد العمادي رفضها أن تكون غزة عرضة للابتزاز السياسي في المعركة الانتخابية للعدو؛ ورفض استقبال المنحة القطرية الثالثة جاء رداً على سلوك الاحتلال ومحاولاته التملص من التفاهمات التي رعتها مصر وقطر والأمم المتحدة"، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أية تداعيات لهذا الابتزاز السياسي.

    *تصدّرت المواجهات في السجون الصهيونية  مشهد الأسبوع الأخير من كانون الثاني، بعد اقتحام وحدات القمع الصهيوني لمعتقل "عوفر"، الذي الذي يقطنه قرابة 1200 معتقل فلسطيني؛ وهو ما دفع المعتقلين إلى مواجهة جنود الاحتلال وإعلان الإضراب عن الطعام، الأمر الذي لقِي تفاغلاً جماهيرياً واسعاً مع الأسرى في صمودهم، ولمنع الاحتلال من نزع مكتسباتهم، وإدخال قضية الأسرى في بازار الانتخابات الإسرائيلية القادمة.

    *في الشأن الانتخابي الصهيوني، بدا أن الخطاب اليميني الأمني - العسكري هو الخطاب المسيطر على المعركة الانتخابية؛ وهو المظلّة التي يجري تحتها النقاش، والذي حيّد حتى أحزاب يسار الوسط والوسط، مثل حزب العمل وحزب يائير لبيد، لينحصر النقاش السياسي بين حزب الليكود وحزب الجنرال بيني غانتس.

     الميزة الأخرى التي تبرز في هذه الانتخابات، والتي لها دلالاتها، أيضًا، هي تزاحم هذا الكم غير المسبوق من الجنرالات؛ فإضافةً إلى الجنرال غانتس، الذي قاد في حينه عملية "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة، هناك الوزير السابق الجنرال يوآف غالانت، الذي انشقّ عن حزب "كولانو" وانضم إلى الليكود، ووزير الأمن الأسبق، الجنرال موشي يعالون، والجنرال غابي أشكنازي؛ ومن وراء الكواليس رئيس الحكومة الأسبق، الجنرال إيهود باراك، أيضًا.

     *في هذه الأجواء جاء تعيين الجنرال كوخافي قائدًا لأركان جيش الاحتلال، ليضع الانتخابات الإسرائيلية أمام الوجهة الحقيقية التي تجري تحتها، وهي وجهة مهّد لها ورسمها بعناية بنيامين نتنياهو منذ أشهر عندما "خفّض مستوى اللهب في الجنوب" ووجّه البوصلة نحو الشمال.

ومع تعيين الجنرال كوخافي، فإنّ "إسرائيل" تتّجه نحو تعزيز التعاون الأمني والاستخباري مع دول الخليج ومصر، الذي يضطّلع فيه كوخافي بدور كبير، إلى جانب عقيدة الضربات الاستباقية التي يمتاز بها؛ والمرجّح أن كوخافي سيضع جيش الإحتلال على حافة الاشتباك، خاصة على الجبهة السورية.

     *يبدو أن المصالحة الفلسطينية والجهود المبذولة لإنجازها  لا تزال تدور في حلقة مفرغة ؛ والتراشق بالاتهامات لا يتوقف على مدار الوقت، رغم ما تواجهه القضية الفلسطينية من حصار، وسعي للقفز عليها من اللاعبين الاقليميين والدوليين؛ قيادة رام الله تصرّ على أنها الممثّل للشعب الفلسطيني والناطق الوحيد باسمه، وترفض أي سلوك يهزّ هذا الاحتكار، وتسعى إلى التوسع في مشاركة فصائل منظمة التحريرفي إطار تشكيل حكومة من فصائل المنظمة؛ وهو ما أفصح عنه حسين الشيخ منسّق الشؤون المدنية مع الاحتلال وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ؛ بقوله:

إن الظروف الداخلية والسياسية تتطلب إجراء انتخابات؛ والكلّ مُطالب أن يشارك بها، ونتمنّى من الجميع المشارك بهذا الاستحقاق الداخلي ؛ ودعا إلى تشكيل حكومة سياسية فصائلية من مكوّنات منظمة التحرير وليس حكومة وفاق وطني، والجميع مدعو للمشاركة في تشكيلها، مشدّداً على أن تشكيلها سيكون قريباً.

فيما قال صائب عريقات، أمين سرّ اللجنة التنفيذية، بأن الرئيس محمود عباس في زيارته إلى القاهرة مؤخراً ولقائه الرئيس المصري، طرح نقطة كيفية تنفيذ اتفاق 12-10- 2017، وصولاً لصندوق الاقتراع ؛ وقال عريقات إن "نقطة الارتكاز في الاستراتيجية الفلسطينية هي استعادة قطاع غزة، وليس ضياعه أو استخدامه أو قهره أو استمراره حصاره أو التغنّي به لمصالح حزبية".

    *وعلى صعيد خطة السلام الأمريكية" صفقة القرن"، كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومييو أنه تمت مناقشة أجزاء منها مع عدة دول في الشرق الاوسط، وأن جهود حكومة ترامب لإحلال "السلام" بين "إسرائيل" والفلسطينيين ستُستأنف فور انتهاء الانتخابات الإسرائيلية؛ موضحاً أنه "في نهاية المطاف سيتعيّن على الإسرائيليين والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق. لكنّنا نعتقد أن الأسس التي وضعناها ستهيّئ الظروف التي يمكننا من خلالها إجراء حوار مثمر؛ "وشدّد على ضرورة تشجيع الطرفين على الجلوس سوياً لإنهاء الجمود في عملية السلام...إن عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط تحتاج إلى تحالفات لضمان الاستقرار!

       فيما أكد سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال، "ديفيد فريدمان"، أن الإدارة الأمريكية لن تعلن بنود "صفقة القرن"  خلال الأشهر القادمة. وأشار "فريدمان" إلى أن سبب هذا القرار هو موعد انتخابات حكومة الاحتلال، واستمرار رفض القيادة الفلسطينية مشروع "صفقة القرن" .  

  

    *هاجم نيكولاي ميلادينوف، المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط، سياسات ونشاطات الاحتلال؛ خاصةً العسكرية في المناطق الفلسطينية؛ حيث أعرب في إحاطة قدّمها أمام مجلس الأمن حول الوضع الفلسطيني، عن قلقه من تزايد عمليات الاحتلال العسكرية في مناطق A و B في الضفة الغربية؛ معتبراً أن تزايد المواجهات والأحداث يزيد من العنف ويثير تساؤلات بين الفلسطينيين حول مدى وجدوى أهمية الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، ومنها اتفاق أوسلو ؛ وأشار إلى أن "إسرائيل" سمحت خلال الفترة الماضية ببناء 3100 وحدة استيطانية في مستوطنات بمناطق (ج)، وتجهّز خططاً لبناء 2500 وحدة استيطانية أخرى، وعطاءات لحوالي 650 وحدة أخرى في مستوطنات مختلفة، سيتم بناء غالبيتها بمناطق في عمق الضفة، والعديد منها في مناطق معزولة.  واعتبر أنه، وبمرور الوقت، تتضاءل فرص إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومتصلة بشكل منتظم من خلال الحقائق على الأرض.

وأضاف "يجب أن لا نسمح لربع قرن من الاستثمار في عملية السلام وبناء الدولة، أن يذبل ويضيع تحت ضغط العنف والتطرف والمعاناة، يجب احترام الاتفاقيات والمبادئ التي تم إقرارها خلال الـ 25 سنة الأخيرة من قِبل الجميع؛ فالسلام فرصة للجانبين"!

   *في القدس، تتواصل بوتيرة عالية اجراءات العدو للنيل من مكانة المسجد  الأقصى وفرض سياسة الأمر الواقع ؛ فيما تستمر سياسة التهويد( الأسرلة)  عبر خطوات متتاليه، حيث صدر قرار دولة الاحتلال بإغلاق مدارس "الأونروا" في القدس، اعتبارًا من مطلع العام الدراسي القادم؛ وكانت وسائل إعلام قد كشفت، في تشرين الأول الماضي، عن مخطّط لبلدية الاحتلال في القدس، يهدف إلى سلب جميع صلاحيات الأونروا وإنهاء عملها وإغلاق جميع مؤسساتها في المدينة المحتلة، بما في ذلك المدارس والعيادات ومراكز الخدمات المعنيّة بالأطفال؛ بالإضافة إلى سحب تعريف شعفاط كـ"مخيّم للاّجئين" ومصادرة الأرض التي أقيم عليها المخيّم.

   *في محاولة للقفز عن مسار التسوية مع الفلسطينيين ودعم توجّهه بعدم ربط التطبيع بتسوية القضية الفلسطينية، كما ورد في المبادرة العربية؛  يبذل نتنياهو جهوداً كبيرة لشقّ مسار التطبيع، حيث  كشف رئيس حكومة العدو، عن معلومات جديدة بشأن التقارب مع الدول العربية؛ فخلال حفل تسليم قيادة الجيش للجنرال أفيف كوخافي،  قال نتنياهو لرئيس هيئة الأركان المنتهية ولايته الفريق غادي أيزنكوت: " حوّلنا إسرائيل إلى قوّة عالمية صاعدة! فأنت كنت شاهداً على ذلك أثناء لقاءاتك مع رؤساء أركان الجيوش العربية؛ و"لقد كنت جزءاً من تقرّب دول عربية من إسرائيل، عبر لقاءاتك مع رؤساء أركان جيوش عربية "؛وبفضل قدراتنا الاستخباراتية والتكنولوجية والميدانية، وطّدنا علاقاتنا مع العالم العربي. دول إسلامية بارزة تقترب منّا. هذه الدول تعلم أن إسرائيل ليست عدواً، بل سنداً".

جدير بالذكر أن بنيامين نتنياهو، كان قد قال أكثر من مرّة إن عملية "تطبيع" تجري مع العالم العربي، دون تحقيق تقدّم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين!

وأضاف: "اليوم نحن نمضي إلى هناك (التطبيع) دون تدخل الفلسطينيين، وهو أقوى بكثير لأنه لا يعتمد على نزواتهم؛ الدول العربية تبحث عن روابط مع الأقوياء، نقاط القوّة في الزراعة تعطينا قوّة دبلوماسية" ؛ وبرّر نتنياهو هذا التطور بحاجة "العالم العربي إلى التكنولوجيا والابتكار"، مشيراً إلى أن "هناك صلة متنامية ما بين الشركات الإسرائيلية والعالم العربي".

    *بشأن وقف كافة المساعدات الأمريكية للفلسطينيين؛ كشف أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عن فحوى رسالة أرسلتها القيادة الفلسطينية، بتعليمات من الرئيس عباس، إلى الإدارة الأمريكية؛ والتي قال فيها: إنكم ما دمتم تصرّون على تنفيذ قانون ما يسمّى "مكافحة الإرهاب" في الكونغرس، والذي يخوّلكم برفع قضايا ضد الدولة التي تتلقى منكم مساعدات، فنحن لا نريد تلقّي أي مساعدات منكم؛ وبيّن عريقات أن أمريكا قطعت في العام 2018 ؛ 844 مليون دولار، بدءاً بقطع 359 مليون دولار عن وكالة الأونروا، لتدمير قضية اللاجئين، و231 مليون دولار كانت تقدّم عبر الوكالة الأميركية للتنمية الـusaid، و90 مليون دولار عن مستشفيات القدس وأمور أخرى.

      وقد أبلغت السلطةُ الفلسطينيّة الإدارة الأميركيّة، أنه ابتداءً من شهرشباط، لن تقبل أيّ دعم مالي أميركي، و ذلك  بسبب  قانون صادق عليه الكونغرس العام الماضي، يمنح المحاكم الأميركية الصلاحية بالاستحواذ على الأموال من أيّ كيان يتلقّى دعماً من الولايات المتحدة؛ بالإضافة إلى أنّ القانون يسمح للمواطنين الأميركيين بمقاضاة السلطة الفلسطينية بتهمة "دعم الإرهاب"، حتى لو كان ذلك في الماضي.

فيما عبّر جيش الاحتلال عن قلقه من تضرّر التنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وذلك في أعقاب القانون الأمريكي الجديد، والذي يقضي  بإلزام السلطة بتعويض ضحايا العمليات من الأمريكيين الذين رفعوا دعوى قضائية ضد السلطة في المحاكم الأمريكية.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2019-01-30 12:57:20 | 1199 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية