التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-3-2020

ملخص التقديرالإسرائيلي
15-3-2020


ملخص بحث حول "العلاقات الاسرائيلية_ السودانية"
لقد أولت "إسرائيل" طيلة القرن الماضي أهمية قصوى لإقامة علاقات مع قادة وأنظمة دول عربية مختلفة. وتسعى حكومة بنيامين نتنياهو في المرحلة الأخيرة ليس فقط إلى ترقية علاقاتها مع العديد مما تُطلق عليها "إسرائيل" "الدول العربية المعتدلة"، وإنما تبذل جهدًا ملحوظًا للكشف عن هذه العلاقات والحديث عنها علنًا، سيّما بعد نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أخيرًا مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية. فالحكومة الإسرائيلية تعتقد أن كشفها عن هذه العلاقات وعقد اجتماعات علنية بين نتنياهو وقادة من الدول العربية، بعد إعلان نتنياهو عن عزمه ضم مناطق واسعة من الضفة الفلسطينية المحتلة إلى "إسرائيل"، يعني أن سعي "إسرائيل" والإدارة الأميركية إلى تصفية القضية الفلسطينية لا يؤثّر سلبًا في موقف هذه الدول من "إسرائيل"، بل يعني ضمنيًا قبول أو تأييد السياسة الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.
بدأ الإهتمام الإسرائيلي الفعلي بالسودان منذ قمة الخرطوم في عام 1967، التي عُرِفت باللآت الثلاث: "لا تفاوض، لا تصالح، لا اعتراف"، حيث أيقنت "إسرائيل" أنه لولا هذه القمة ما توحّد العرب ضدّها واعتبرتها أنجح قمة للعرب، حيث خرجت بمخرجات كان لها أثر كبير في الصراع العربي_ الإسرائيلي. وقد جاءت حرب الأيام الستة بين "إسرائيل" ومصر، التي دعم فيها السودان الموقف المصري، كواحد من الأسباب التي قادت "إسرائيل" للاهتمام أكثر بالسودان باعتباره عمقاً استراتيجياً لمصر؛ فمنذ ذلك الوقت بدأ الخبراء والباحثون الإسرائيليون في إعداد المخططات لإضعاف السودان، حيث أوضح العميد موشيه فرجي مدير (الشاباك) - الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق، في كتابه "إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان" الذي صدر في عام 2003م عن مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، مسيرة هذه المخططات منذ البداية. وفي سياق سعيها إلى تحقيق أهدافها، عملت "إسرائيل" في القرن المنصرم على تأسيس ثلاثة أحلاف في المنطقة هي: "حلف المعتدلين" و"حلف الأقليّات" و"حلف المحيط"؛ ومن الملاحظ أن السودان احتلّ مكانة خاصة في هذه الأحلاف. فقد بلورت "إسرائيل"، بقيادة دافيد بن غوريون، في خمسينيات القرن الماضي فكرة "حلف المحيط"، بُغية مواجهة مصر وإفشال مشروعها النهضوي الوحدوي بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. فقد عملت "إسرائيل" على تشكيل حلف إقليمي غير رسمي، يضم فضلاً عنها وعن دورها المحوري فيه، كلاً من الدول المحيطة بالوطن العربي، وهي تركيا وإيران الشاه وإثيوبيا والسودان، ضد مصر ومشروعها النهضوي العربي الوحدوي. وكانت "إسرائيل" قد عملت على إقامة "حلف الأقليّات" بينها وبين الأقليّات الطائفية والإثنية في الوطن العربي، لضرب العمل العربي المشترك والوحدة العربية، فكرة ومشروعاً. وكذلك سعت "إسرائيل"، مبكرًا، إلى إقامة حلف مع ما أطلقت عليه "الأنظمة العربية المعتدلة". وقد محورت "إسرائيل" استراتيجيتها في العقود الأخيرة على تحقيق التحالف مع ما يسمّى "الأنظمة العربية المعتدلة"، وادّعت وجود مصالح بينها وبين هذه الأنظمة ضد ما يُطلق عليه "الخطر الإيراني"، و"الحركات الإسلامية المتطرفة"، و"الإرهاب". وهدفت "إسرائيل" من وراء ذلك إلى طمس التناقض الأساس القائم في المنطقة بينها وبين الشعوب العربية، المتمثل في احتلال كلّ فلسطين وأراضٍ من سورية ولبنان، ورفضها الانسحاب منها، ومضيّها في تهويد مناطق واسعة من الضفة الفلسطينية المحتلة، وإعلانها عن عزمها ضمّها إليها عمليًا ورسمياً. وتعتقد "إسرائيل" أنها تمتلك فائضًا من القوّة ومن الأوراق التي تمكّنها من إخضاع ما يسمّى "الأنظمة العربية المعتدلة" إلى رؤيتها. ويأتي في مقدّمة هذه الأوراق ليس فقط علاقتها مع الولايات المتحدة، سيّما إدارة ترامب، وإنما أيضاً قوتها وخبرتها في القمع والتجسس وجمع المعلومات بالوسائل الأكثر تطوراً. ومن الملاحظ أن "إسرائيل" تؤسّس علاقاتها مع العديد من الدول العربية، سيّما دولة الإمارات والبحرين وعُمان والسعودية، على فرضية أنها، أي "إسرائيل"، لديها القدرة في المساهمة في حماية هذه الأنظمة، سواء من "الأخطار" الداخلية أو من من "الخطر الإيراني" المزعوم. وفي هذا السياق باعت "إسرائيل" إلى هذه الدول ودول عربية أخرى اسلحة ومنظومات تجسس وجمع معلومات، تستغلها هذه الأنظمة أساساً ضد شعوبها. وقامت "إسرائيل" بإرسال خبرائها إلى هذه الدول لتدريب أجهزتها الأمنية على استيعاب واستعمال هذه المنظومات؛ وإلى جانب ذلك، باعت "إسرائيل" أسلحة متنوعة للسعودية لاستعمالها في حرب اليمن. وقد أرسلت خبراء إسرائيليين إلى السعودية لتدريب السعوديين في استعمال هذه الأسلحة. وأكدت مصادر في "إسرائيل" أن الطائرة السعودية التي شوهدت في مطار تل أبيب قبل أشهر، أعادت خبراء إسرائيليين كانوا في السعودية لتدريب العسكريين السعوديين على استعمال منظومات عسكرية إسرائيلية باعتها "إسرائيل" للسعودية لاستخدامها في حرب اليمن. وقد جاء اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، برئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان في أوغندا، في الثالث من شباط 2020، في سياق التنسيق المتين بين "إسرائيل" والعديد من "الأنظمة العربية المعتدلة"، وفي مقدّمتها دولة الإمارات العربية، من أجل جذب السودان إلى خانة الدول العربية التي تقيم علاقات علنية مع "إسرائيل". وقد جاء هذا الاجتماع تتويجاً لجهود سابقة بذلتها دولة الإمارات العربية من أجل عقد اجتماع علني بين نظام البشير البائد و"إسرائيل"، اعتقاداً منها أن ذلك قد يُنقذ نظام البشير من السقوط.
في هذا البحث نتناول موضوعاً حساساً وخطيراً وذا أبعاد استراتيجية كبرى، وهو موضوع العلاقات المشبوهة بين كيان العدو الصهيوني والسودان وتداعياتها المختلفة .

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2020-03-18 10:09:05 | 822 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية