التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-6-2023

ملخص التقدير الاسرائيلي

30-6-2023

ملخص بحث بعنوان: كي الوعي عبر تزوير التعليم في فلسطين المحتلة عام 1948

 أسَّست "دولة" الاحتلال سياسة "الأسرلة" استناداً إلى عدد من المحاور الأساسية، بدءاً من التعليم، ووصولاً إلى الاقتصاد، ومروراً بالتهجير الديموغرافي. ومعلوم أن "إسرائيل" تعطي أهمية كبيرة لسياسة التهويد التربوي والتعليمي؛ وهي تحاول من خلالها تغيير التركيبة التربوية الفكرية والاجتماعية للطلبة العرب الذين يعيشون في الداخل الفلسطيني المحتل؛ والهدف ببساطة هو دفع هؤلاء الطلبة إلى التنصُّل من هويتهم العربية والفلسطينية، ويتم هذا عبر تعريب المناهج العبرية المليئة بالبروباغندا الصهيونية الزائفة، التي لا تتناول القضية الفلسطينية بأي وجه من الوجوه، بل تُركِّز على تأسيس "إسرائيل" وتمجيد رجالاتها وأهدافها ومرتكزاتها الدينية والجغرافية والثقافية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، تندرج أيضاً القوة الطاغية التي يملكها العدو، والاستعداد للانتقام الشرس من قوى المقاومة، بتنفيذ سياسات العقاب الجماعي ضد المدنيين، وسفك الدماء، وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها، وإعادة الحياة قروناً إلى الوراء، والحصار والإذلال، والقضاء على مصادر الرزق، ومنع حرية الحركة ومنع الخدمات الصحيّة، وشن عمليات الاعتقال والتعذيب. وهذه كلّها أدوات يستخدمها الإسرائيلي لمحاولة هزيمة الفلسطيني نفسياً وتربوياً وثقافياً، وإشعاره بالعجز ليستسلم للأمر الواقع. وقد هدفت حكومة الاحتلال، عبر هذه الإجراءات، إلى منع الفلسطينيين من تشكيل هويتهم المستقلة، وهو ما يعني سحقهم داخلياً وعدم تمكينهم من تنظيم أنفسهم من أجل الاحتجاج والرفض في سبيل نيْل حقوقهم الطبيعية في دولتهم القومية.

لكن برغم ما يقوم به الاحتلال من إجراءات لهدم الرغبة في التعليم، من خلال خلق وقائع تنغّص على الفلسطينيين حياتهم، إلاّ أن الشعب الفلسطيني ينظر للتعليم على أنه رأس ماله الوحيد في المواجهة مع الاحتلال، فنراه يُبدع في كل المجالات. لذا يسعى الاحتلال للتخلص من كل صاحب عقلية عربية يمكنها أن تنهض بالواقع العربي في مواجهة التهويد والأسرلة. ونستذكر أنه خلال عام 2018، اغتال الموساد الصهيوني العالِم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، بتهمة أنه يساعد في صناعة وتطوير وسائل قتالية تخدم المقاومة الفلسطينية. لذلك ربما يمكن اعتبار عملية توصيف كي الوعي كحالة جدلية بسبب وجود منطقة رمادية ما بينها وبين حالة ارتقاء الوعي، على أنّ الفارق الأساسي بينهما يتمثل في أن ارتقاء الوعي يعني لجوء المقاومة إلى استخدام وابتكار أدوات جديدة للممانعة والرفض، والقدرة على التفاعل مع البيئة المحيطة والظروف المتغيرة بشكل أفضل، بحيث لا يؤدي ذلك إلى انحراف عن خط المواجهة أو تراجع عن التشبّث بالهدف الأساسي. ويكفي الشعوب المقاومة في هذه المنطقة فخرًا ما جاء على لسان عدوّها: " إن أكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا، بل هي الرأي العام في الشارع العربي".

على ضوء ما تقدم، وعلى خلفية ما يفيض به المشهد الفلسطيني في هذه الأيام المجيدة، من مظاهر اقتدار وحيوية، واتّحاد عز نظيره، شمل الجليل والمثلّث والنقب، يمكن القول، بيقين بالغ، إن مجرى المعركة على الرواية التاريخية للصراع قد تبدّل بصورة نوعية، وإن الوعي بالهوية الوطنية الفلسطينية قد نهض من سباته الطويل، وربح المعركة مبكراً؛ وفوق ذلك، قلب السحر على الساحر. وليس من شك في أن تواصل ضرب تل أبيب، وسائر أنحاء المدن والمواقع، من محيط إيلات إلى أعلى الجليل، ودخول ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، أياماً، قد أسهم في عملية كيّ الوعي بصورة معاكسة، حيث بدت "إسرائيل" القوية الحصينة، المتفوقة عسكرياً على المحيط الشرق أوسطي، كياناً غير آمن، وعرضةً للقصف الصاروخي، الأمر الذي يشجّع كل من لديه حساب مؤجّل مع كيان الاحتلال في المستقبل غير البعيد، على تكرار التجربة الغزّية، لكن بصورة أقسى مما امتلكه القطاع المنهك المحاصر، من إمكانيات متواضعة.

في هذا البحث، نتناول مسألة حركة الصراع على الموقع والهوية، بين الشعب الفلسطيني المجاهد وبين العدو، من خلال البحث في موضوع حرف وتزوير التربية والتعليم في مجتمع فلسطينيي الداخل، عبر كي وعيهم الوطني والتاريخي لتحويلهم إلى مجرّد كائنات مسلوبة الشخصية، وكل اهتمامها محصور بالطعام والشراب .

  لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2023-06-27 11:09:42 | 207 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية