التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-7-2023

 ملخص التقدير الفلسطيني

15-7-2023 

لا تزال تداعيات معركة جنين، والبطولات التي حقّقها الشعب الفلسطيني، مقابل الخيبة في أوساط القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية، تتصدّران المشهد في الأراضي الفلسطينية المحتلة (قطاع غزة والضفة الغربية) والداخل الصهيوني.

وعليه، ليس من قبيل المبالغة القول إن هذه المعركة ستدخل التاريخ باعتبارها لحظة التحوّل النوعي لتراكماتٍ تتواصل في وعي الشعب الفلسطيني، الذي انتقل من الحاضنة الشعبية للمقاومة في مخيّم جنين، إلى حاضنة فلسطينية شعبية عامة في كل فلسطين التاريخية.

وكان لافتاً في هذه العملية حجم ونوعية وكم القدرات والقوات التي شاركت فيها (سيما التكنولوجية منها للمرّة الأولى)؛ إذ استخدمت "إسرائيل" في عدوانها على مخيّم جنين أكثر من لواء كامل مكوّن من ألف وستمائة جندي، بالمدرّعات والدبابات وطائرات الأباتشي والصواريخ، وأسراب كاملة من المسيّرات العسكرية ومنظومة استخبارات هائلة.

فالعدوان شكّل فرصة ليستخدم جيش الاحتلال تكنولوجيات عسكرية جديدة، وليزجّ بجيل جديد من قوات الكوماندوس البريّة في أول تجربة حقيقية. والأكثر أهمية أنه وجد فيها أيضاً، وبحسب قراءات إسرائيلية، فرصة "لتلقين" الجيل الفلسطيني الجديد في مخيّم جنين درساً، بتعريفه على مدى "قوّة" جيش الاحتلال وإمكانياته العسكرية.

علاوة على ذلك، تعكس العملية العسكرية الأخيرة التي استهدفت جنين، رؤية قائد هيئة أركان جيش الاحتلال، هرتسي هليفي، ما يعني أن الجيش كان معنياً بها أيضاً، وليس كما روّج الكثير من المحلّلين والكتّاب، وكأنّ العملية العسكرية فُرضت على الجيش من قِبل المستوى السياسي فقط، من دون التقليل من الضغوطات التي مارستها الحكومة أيضاً. فعمليات من هذا النوع تشكّل فرصة لتجربة أسلحة جديدة.

 من هنا وُصفت عملية جنين العدوانية بأنها واحدة من أكثر العمليات العسكرية في الضفة الغربية اعتماداً على التكنولوجيا، بالتعاون الوثيق بين جهاز الاستخبارات ومشغّلي القوة الجوية والجنود على الأرض، الذين تم تجهيز معظمهم بأجهزة لوحية (تابليت).  والأهم أنها المرة الأولى التي تزجّ فيها "إسرائيل" الأنواع الانتحارية من المسيّرات، حيث أطلق جنود جيش الاحتلال، "في المجموع، ست طائرات مسيّرة من طراز ’ماعوز’ خلال العملية".

على المقلب الآخر، عمّق العدوان الغضب الشعبي العارم ضد التنسيق الأمني الفلسطيني -الإسرائيلي الذي بقي  مستمرًّا، حتى مع الساعات الأولى للعدوان على جنين.

 وفي المحصّلة، ثبت للجميع أن مخيم جنين لم يُترك وحيداً؛ بل هو شكّل نقطة استقطاب للفعل النضالي المتكامل والموحّد، مع صعود جيل فلسطيني شاب  أكثر عزماً وتصميماً وجرأة ومهارة والتزاماً بالمقاومة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2023-07-14 11:19:08 | 166 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية