التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-2-2024

ملخّص التقدير الإسرائيلي

15-2-2024

بحث حول مؤتمر" الصهيونية الدينية في القدس"

بمشاركة آلاف الإسرائيليين، ونحو 30 وزيراً ونائباً، أقيم في القدس المحتلة، ليلة 28/1/2024، مهرجان عنصري للتطهير العرقي، تَعالَت فيه الدعوات والهتافات لترحيل الفلسطينيين من أرضهم “طواعية”، وسط تحفّظ خجول من قِبل رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وتساؤلات عن دور وموقف المحكمة الدولية في لاهاي.  وفيما تَعاقبَ الوزراء والنوّاب وقادة المستوطنين على إلقاء الكلمات الداعية لإحياء مستوطنات غوش قطيف، كان الجمهور الواسع يهتف: “أوسلو مات، وشعب إسرائيل حي”، إلى جانب هتافات طرْد الفلسطينيين و”الموت للمُخرّبين”.

المؤتمر، الذي تخلّلته رقصات الشماتة والكراهية، وحرّكته دوافع أيديولوجية وحسابات شعبوية/ انتخابية، تُخاطب أوساطاً إسرائيلية غاضبة حاقدة منذ عملية السابع من أكتوبر المظفّرة، شمل أيضاً بعض الخطوات العملية، حيث فُتح المجال لتسجيل الراغبين بالعودة لهذه المستوطنة أو تلك من بين مستوطنات “غلاف غزة”. كما فُتح الباب لتسجيل الراغبين بتحقيق “فرصة واحدة بالعمر” بالمشاركة في بناء مدينة غزة “اليهودية” داخل القطاع، كمدينة تكنولوجية مفتوحة للجميع وتوحّد كل أطياف الإسرائيليين”.

الجدير بالذكر أن 21 مستوطنة يهودية كانت قد بُنيت داخل القطاع بعد عام 1967، بمبادرة من قادة حزب “العمل” أو ما يُسمّى (اليسار الصهيوني)، خاصة إسحاق رابين ويغئال ألون، ضمن خطة “الأصابع الخمس”، وتم تفكيكها ضمن خطة “فك الارتباط”، عام 2005، من قِبل حكومة “الليكود”، برئاسة أرئيل شارون (اليمين الصهيوني)، الذي اختلفت التفسيرات بشأن قراره تفكيك المستوطنات؛ بين من يقول إنها ثمرة استنتاجه باستحالة مواصلة التمسك بمستوطنات وسط بحرٍ من الفلسطينيين، وبين من اعتبرها محاولة لصرف أنظار الإسرائيليين عن تورّطه (وولديْه) في فضائح فساد. وهذه المرّة، وبخلاف اجتماعات عنصرية دعت وسعت للترانسفير، يأتي مهرجان الصهيونية الدينية في القدس بمشاركة 12 وزيراً و 15 نائباً، وليس فقط الوزيران إيتمار بن غفير وباتسلئيل سموتريتش. فقد شاركت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، ووزير الاتصالات شلومو كارعي، ووزير الإسكان يتسحاق غولدكنوبف، ووزيرة البيئة عيديت سيلمان، ووزير “المغتربين ومكافحة اللاسامية” عاميحاي شيكلي، ووزير الثقافة والرياضة ميكي زوهر، ووزير النقب والجليل والصمود الوطني يتسحاق فاسرلاوف، وغيرهم. ويبدو أن هذا التيار العنصري في "إسرائيل" مرشّح لتحقيق المزيد من النجاح في أيّ انتخابات مُقبلة، كما هو الحال في أوروبا، حيث تزداد قوّة اليمين الشعبوي . وجاء مؤتمر العنصرية والتهجير تتويجاً لحملة إسرائيلية انطلقت غداة الحرب الإجرامية على غزة، خاصة عقب التوغّل البري، في 27 أكتوبر الماضي، وقادتها حركة “نحالا” الاستيطانية، برئاسة المتطرفة دانئيلا فايس، ورئيس مجلس الاستيطان يوسي دغان، وبدعم وزراء ونوّاب. وقبل الحرب، كانت الحملة قد بدأت في دوائر ضيّقة، عقب فكّ الارتباط، عام 2005، بدءاً من 2007، وقادها وزيرُ الإسكان السابق من “الصهيونية الدينية” أوري أرئيل، الذي كان قد نشر صورة للحرم القدسي الشريف ثبّتها في مكتبه، ويبدو فيها الهيكل المزعوم، بدلاً من الأقصى وقبّة الصخرة. وعندما سُئل رئيس الحكومة، نتنياهو، عشيّة المهرجان العنصري، عن موقفه، قال إنه “يتحفّظ من الفكرة، لكن هناك حق للوزراء والنوّاب بالتعبير عن مواقفهم”. وهو بهذا الموقف المُتلعثم والمُبهم لا يعكس فقط رغبته بمجاراة شركائه العنصريين حفاظاً على ائتلافه الحاكم فحسب، بل يُعبّر عن حقيقة جوهره السياسي المتطرف الداعي للاحتفاظ بـ “أرض إسرائيل الكاملة”، كما يتجلّى بوضوح في كتاباته وممارساته، منذ صدر كتابه الأوّل قبل ثلاثين عاماً: “مكان تحت الشمس”.

أثار مؤتمر "الترانسفير" أصداء واسعة في "إسرائيل"، حيث حَمَلَ مراقبون إسرائيليون على ما أسموه مهرجان الكراهية والعنصرية، وقالوا إنه سيضع الذخائر بيد أعداء إسرائيل ومحكمة العدل الدولية، وربما يقلّص شرعية الحرب على غزة في العالم؛ فيما جاء رفض عددٍ قليل منهم من منطلقات أخلاقية، لا من حسابات الربح والخسارة. وهذه المرّة لم تستطع "إسرائيل" الرسمية الاختباء خلف الزعم أن مثل هذا الموقف الداعي لاقتلاع السكّان الأصليين، المُنافي للعدل والأخلاق والقانون الدولي والمنطق، هو موقف ينحصر في “هوامش متطرفة”، وذلك بعد مشاركة نحو 30 وزيراً ونائباً في هذا المؤتمر العنصري في القدس المحتلة. وتحت عنوان “دولة أم عصابة”، قال المعلّق السياسي البارز في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم بارنياع، إنهم عندما يتحدّثون عن إحياء غوش قطيف وبناء مدينة غزة العبرية، فإن السؤال المطروح هو: “ماذا مع مصير المليوني فلسطيني هناك؟”.

في هذا البحث نتناول موضوع انعقاد مؤتمر العنصرية والكراهية الذي نظّمته الصهيونية الدينية المتطرفة في القدس المحتلة، بملابسات انعقاده وتداعياته المختلفة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2024-02-15 11:27:30 | 285 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية