التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-4-2024

مُلخّص التقدير الإسرائيلي

15-4-2024

مُلخّص بحث حول "مستقبل العلاقات التركية - الاسرائيلية ما بعد حرب غزة"

قبل هجوم حركة حماس في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأوّل من العام الماضي، ومن ثمّ الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة التي تَلَت الهجوم، كانت تركيا و"إسرائيل" تَستعدّان لفتح صفحة جديدة بينهما. فالرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأعلن أنهما بحثا موضوع التنقيب عن الطاقة في المتوسط، وأنهما سيَتبادلان الزيارات في المرحلة المقبلة. كما أن وزير الطاقة التركي، أرسلان بيرقدار، كان يستعد لزيارة "إسرائيل" لمُناقشة التعاون في مجال الطاقة، وطرْح مشروع تركيا لنقل الغاز من "إسرائيل" إلى أوروبا عبر تركيا. تلك اللحظة "التاريخية" التي كانت أنقرة وتل أبيب تَنْتظرانها بشغف، صارت مع حرب غزة في مهب الريح، لا سيما مع انتقال تركيا من سياسة إظهار الحياد إلى دعم "حماس"، خاصة بعد إعلان الرئيس أردوغان أن "حماس" ليست منظّمة إرهابية، وإنما حركة تَحرّر وطني؛ ومن ثمّ تصعيد الخطاب ضدّ "إسرائيل"، عندما وصفها بمُجرمة حرب، مُعلناً أنه لن يتواصل بعد اليوم مع نتنياهو؛ وهو ما أدّى إلى نشوب حرب تصريحات بين الجانبين، وتبادل سَحْب الدبلوماسيين بدون الإعلان عن قطع العلاقات رسمياً بينهما. وبالتالي إذا كان من الطبيعي أن تترك حرب "إسرائيل" على غزة تداعيات على علاقات "إسرائيل" بدول المنطقة، فإن ثمّة اعتقاداً بأن الذي دفع تركيا إلى التصعيد الكلامي ضدّها أمران أساسيان: الأول، أن "إسرائيل" ذهبت بعيداً في أعمال قَتْل المدنيين، وقصف المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والمنشآت، مُخَلّفة عشرات آلاف الضحايا، بينهم آلاف الاطفال والنساء، وسط رفض لكلّ المناشدات العالمية لوقف إطلاق النار، مُستندة في ذلك إلى دعم أمريكي أعمى لها؛ وهو ما وضع العالَمين العربي والإسلامي في حَرَجٍ شديد، وسط مخاوف من توسيع نطاق الحرب، ودخول المنطقة في مسار مجهول. والثاني، تطوّر الرأي العام في الداخل التركي، وزيادة الغضب الشعبي، الذي وصل إلى حد توجيه حلفاء الرئيس أردوغان، على رأسهم حليفه التاريخي، زعيم الحركة القومية، دولت بهجلي (الذي أعطى "إسرائيل" مهلة 24 ساعة لوقف إطلاق النار، وإلّا فإن تركيا ستتّخذ خطوات ضدّها)، انتقادات له، وهو ما وضع أردوغان في حَرَج شديد، لا سيما مع حزبه (العدالة والتنمية)؛ فضلًا عن عموم قاعدته الشعبية، الأمر الذي يتمتّع بأهمية كبيرة لديه، خاصة في أجواء إجراء الانتخابات المحلية التركية.

ومع تصاعد حِدّة المواجهات المسلّحة بين "إسرائيل" وحركة حماس، أبْدت تركيا اهتماماً خاصاً بالانخراط في الجهود التي تُبْذَل من أجل احتواء تلك المواجهات ووقف العنف والبحث عن سُبُل للوصول إلى تسوية للقضية الفلسطينية. وبالتالي، طُرِحَ السؤال: هل الأزمة المُستجدّة في العلاقات التركية- الإسرائيلية، بسبب حرب غزة، هي أزمة طارئة وعميقة، أم أنها ستجد طريقها إلى الحل لاحقاً؟

في الواقع، إذا كان من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الحالي، لا سيما مع استمرار "إسرائيل" في عملياتها الحربية الإجرامية ضدّ غزة، ورفضها أي وقف لإطلاق النار، فإن ثمّة عوامل كثيرة تدفع للاعتقاد بأن هذه الأزمة لن تؤدّي إلى قطيعة كاملة ونهائية بين الجانبين؛ فحَجْم المصالح بينهما كبير جداً، لا سيما مع وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى قرابة 9 مليارات دولار؛ وكذلك بسبب حجم المشاريع التجارية الضخمة المطروحة، خاصة في مجال الطاقة، فضلاً عن التحوّلات الجارية في السياسة الخارجية التركية، والتي تجسّدت في التقارب التركي مع دول الخليج العربي ومصر، وسط اعتقاد بأن هذه التحوّلات ستشمل "إسرائيل" أيضاً بعد أن اتّخذ الجانبان خطوات مهمّة في هذا السياق. ويُضاف إلى ما سبق حسابات تركيا بأن وصول العلاقة مع "إسرائيل" إلى القطيعة سوف يؤثّر سلباً على العلاقات التركية - الأمريكية التي تعاني أصلاً من خلافات كثيرة. لكن الثابت أن حرب غزة وضعت العلاقات التركية - الإسرائيلية أمام امتحان صعب سيُلقي بتداعياته المتوسطة المدى، على الأقل، على مُستقبل عملية تطبيع العلاقات بين الجانبين.

على الصعيد الإقليمي، شكّلت حرب الإبادة الصهيو أميركية في غزة ضربة قوية لشعبية تركيا، وخاصة شعبية أردوغان بين الجماهير العربية التي رأت في تركيا أردوغان حَبْل نجاة للعالم العربي "السنّي" من خذلان أنظمته المتواطئة وحُكّامه الخانعين. فقد شكّلت الحملة الإعلامية التي رافقت حكم "الطيّب أردوغان"، والتي كانت في أغلبها موجّهة نحو العالم الإسلامي عموماً، ومكوّنه العربي "السنّي"  خاصة، غطاءً سميكاً من الزعامة، وصولاً إلى اعتباره خليفة جديداً للمسلمين. وكانت تركيا قد استفادت بقوّة من المأساة السورية، ومن المأساة الليبية، ومن نزاعات الخليج، ونَجَحت في فرض نفسها قوّة إقليمية في البحر المتوسط وفي المشرق العربي. فقد أسهم الصعود الاقتصادي والتسليحي العسكري للأتراك في مُساندة جهودهم ومساعيهم التوسعية الناعمة في المنطقة، التي يعتبرونها مجال نفوذهم التاريخي الحيوي، في الطريق لاسترجاع أمجاد الإمبراطورية الطورانية العثمانية.

لقد انتظرت الشعوب العربية والإسلامية موقفاً قوياً من تركيا في مواجهة العدوان على غزة؛ لكن النظام التركي اكتفى بالتصريحات والخطب والإدانات اللفظية، حاله كحال الأنظمة العربية الرجعية. بل إن تقارير جديّة كثيرة كشفت عن فضيحة حجم التعاون والتبادل التجاري القوي بين أنقرة وتل أبيب، بما في ذلك المواد الغذائية والمياه والأسلحة والمُتفجّرات، في قلب المذبحة الجارية ضدّ أهل القطاع، قتلاً وحصاراً وتجويعاً. وهذا يعني أنّ تركيا فَضّلت المحافظة على مصالحها الاقتصادية والعسكرية مع الكيان المحتل؛ كما فَضّلت ، من خلال موقفها السلبي من المأساة الغزاويّة، الالتزام باتفاقيات انضمامها إلى حلف شمالي الأطلسي الذي مَوّل عسكرياً حرب الإبادة في فلسطين من خلال الأسلحة والمعلومات والمُرتزقة.

في هذا البحث نتناول موضوع إشكاليات العلاقة الحَسّاسة بين تركيا، بزعامة الرئيس أردوغان، وكيان الاحتلال الصهيوني، بزعامة مُجرم الحرب نتنياهو، على خلفية تطورات حرب غزة وما وصلت إليه من تطورات إنسانية وجيوسياسية خطيرة ، مع التداعيات والاحتمالات الممكنة في المستقبل.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2024-04-15 13:36:15 | 141 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية