التصنيفات » دراسات

واقع المخيمات الصحراوية لفلسطينيي العراق»




 
دراسة يصدرها قسم الأبحاث والدراسات في تجمع العودة الفلسطيني (واجب)
اعتمدت الدراسة على المادة التي قدمها الصحفي ماهر حجازي
المسؤول الإعلامي لرابطة فلسطينيي العراق
تحرير الباحث إبراهيم العلي
 
 
مقدمة:
شهدت القضية الفلسطينية منذ بداياتها العديد من الأحداث الدامية ردَّ فعل على الاحتلال البريطاني ووليدته العصابات الصهيونية التي مارست شتى أنواع الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني الآمن على أرضه وارتكبت بحقه أكبر عملية تهجير قسري جماعي عرفتها البشرية لتنشأ بهذه الجريمة مشكلة اللاجئين.
استضافت الدول العربية المجاورة لفلسطين ما يقارب ثمانمائة ألف لاجئ تم تهجيرهم من قراهم ومدنهم، وكان من حظ العراق الذي تربطه بالشعب الفلسطيني أواصر الأخوة والدم حوالي أربعة آلاف وثلاثمائة فلسطيني باتوا لاجئين فيه راضخين لتقلبات وأهواء الحكومات العراقية المتعاقبة, فعاشوا بين مدِّ القرارات الصادرة عنها وجزرها، واستمر بهم الحال كذلك حتى سقوط العراق في يد المحتل الأمريكي عام ألفين وثلاثة 2003 الذي انعكست نتائجه على أوضاعهم سلباً فأصبحوا ضحايا للعنف الطائفي ورمايات مدافع الاحتلال وطائراته، ليضطرهم إلى البحث عن المنجى والخلاص فما كان أمامهم سوى معاودة اللجوء, إلا أنهم هذه المرّة لم يجدوا مضيفاً لهم سوى خيام نصبت على حدود صحارى الدول العربية المجاورة، ليصطدموا بواقع جديد يملؤه البؤس والشقاء.
تأتي هذه الدراسة بغرض التعريف بالمخيمات الجديدة من خلال عدة محاور تناولت التعريف بها من حيث الموقع وعدد اللاجئين، وعرض الواقع المعيشي للاجئين وما يقدم إليهم من خدمات إعاشيّة وصحية وتعليمية وعمليات الترانسفير الجديد لهم إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.
كما رصدت التفاعل الإنساني والإعلامي تجاه قضية هؤلاء اللاجئين، وقدمت التوصيات والاقتراحات لعلها تستطيع إيصال صوتهم للعالم الذي نام عن أنات أطفالهم وصريخ مرضاهم واستغاثة نسائهم وضعفائهم.
 
مدخل تاريخي:
نال القطر العراقي ما نال بقية الأقطار العربية من اللاجئين الفلسطينيين المشردين نتيجة الترانسفير الصهيوني الذي طبق عليهم فكان نصيبه منهم ما يقارب أربعة آلاف وثلاثمائة لاجئ، تكفلت برعايتهم وزارة الدفاع العراقية بدايةً بعدما رفضت السلطات العراقية إدراجهم ضمن سجلات وكالة الغوث.
أنشأت السلطات العراقية مديرية شؤون اللاجئين الفلسطينيين في العراق التي عرفت اللاجئ الفلسطيني بأنه الإنسان الذي هاجر من بلده المحتل عام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين 1948م ودخل العراق وأقام فيه قبل الخامس والعشرين من أيلول (سبتمبر) لعام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين 25/9/ 1958.
إن جعل الفلسطينيين تحت رعاية الحكومة العراقية أدى إلى خضوعهم للتقلبات السياسية التي سادت العراق في فترة ما قبل الاحتلال الأمريكي له، كما أن تحديد اللاجئ بالفترة الواقعة ما بين عامي ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين وألف وتسعمائة وتسعة وخمسين 1948 و1959 أدى إلى استثناء الفلسطينيين الذين قدموا إلى العراق بعد هذه الفترة من سجلات الحكومة العراقية، بالإضافة إلى عدد كبير من الفلسطينيين الذين قدموا من الكويت إبان حرب الخليج عام ألف وتسعمائة وواحد وتسعين 1991.
 
أثر الاحتلال الأمريكي على الفلسطينيين في العراق:
  بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق سنة 2003 بعيد الاحتلال الأمريكي ما بين خمسة وثلاثين إلى أربعين ألف فلسطيني، تعرض أكثرهم إلى عمليات تهجير قسري جديدة اتسمت باستهدافهم بالقتل والاختطاف والاعتقال والتعذيب حتى الموت, ومصادرة ممتلكاتهم من منازل وسيارات ومحالَّ تجارية, وقد اتبعت عدة أساليب لترهيب الفلسطينيين من خلال الاقتحامات والمداهمات والقصف للتجمعات الفلسطينية بالهاون والمدفعية التي قام بها أحيانا جيش الاحتلال الأمريكي وأحياناً أخرى الفئات العراقية المتقاتلة, ولم تقف الأحداث عند هذا الحد فقد جرى الترويج وتجيير وسائل التحريض الإعلامي ضد الفلسطينيين من خلال تشويه الحقائق وكيل التهم لهم بالمسؤولية عن عمليات قتل عراقيين وتفجيرات في مناطق في العراق, حيث عرضت عدة فضائيات عراقية مشاهد لفلسطينيين يعترفون تحت التعذيب بمسؤوليتهم عن تفجير في منطقة بغداد الجديدة من العام ألفين وستة 2006 الماضي, الأمر الذي ثبت زيفه بعد براءة المتهمين.
أدت هذه الأحداث الدامية بحق الفلسطينيين إلى هروب الآلاف منهم من بيوتهم وتوزعهم في عدد من الدول العربية ممن قبلت استضافتهم, أوممن تمكنوا من الدخول بشكل غير قانوني بعد رفض هذه الدول لهم, ولا سيّما بعد تمنُّع الحكومة العراقية عن تجديد وثائق سفرهم.
بالإضافة لأعداد من اللاجئين تمكنوا من الوصول إلى السويد وقبرص والبرازيل والهند وكندا والنرويج والصين ودول أمريكا اللاتينية, واليوم تقدر أعداد من تبقى في العراق قرابة خمسة عشر ألف لاجئ, وهذا العدد مرشح للانخفاض نتيجة لاستمرار هجرة الفلسطينيين بحثاً عن الأمان المفقود هناك فقد سجل عام ألفين وسبعة 2007 استشهاد خمسة وأربعين فلسطينيا في العراق مقابل استشهاد مائة وواحد وتهجير ألف ومائتين في عام ألفين وستة 2006, والجدول التالي يوضح عدد الذين استشهدوا من فلسطينيي العراق منذ الاحتلال ولغاية عام ألفين وسبعة 2007 على يد الجماعات الطائفية.
السنة عدد الشهداء
2003 11
2004 20
2005 25
2006 101
2007 45
"جدول يبين عدد الذين استشهدوا من فلسطيني العراق منذ الاحتلال ولغاية 2007"
 
المخيمات الصحراوية الحدودية
اضطر الفلسطينيون إلى اللجوء من جديد بعد الأحداث الدامية التي شهدتها العراق بسبب الاحتلال الأمريكي ليصطدموا بواقع أليم يعيشون فيه ذل اللجوء والتشرد من جديد.
توزع اللاجئون على أربعة مخيمات, اثنان منها على الحدود السورية العراقية, وهي الوليد والتنف والثالث داخل سوريا في الشمال الشرقي منها وهو الهول والرابع دخل الصحراء الأردنية وهو الرويشيد وقد تفكك هذا المخيم بعد أن تم ترحيل غالبية سكانه إلى كندا والبرازيل.
 
 
 
 
«مخيم الهول»
يقع مخيم الهول في مدينة الحسكة شمال شرق سورية ويبعد مسافة 700 كيلو متراً عن العاصمة السورية دمشق، في بيئة صحراوية ذات أعاصير ورياح قوية وارتفاع درجات الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً, بالإضافة إلى انتشار العقارب والأفاعي والحشرات الضارة.
أسس هذا المخيم في المثلث السوري التركي العراقي على بعد (75 كم) من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال سوريا على مسافة (1 كم) من قرية الهول من محصلة الذين خرجوا من العراق على أثر الأحداث الدامية التي شهدتها مناطقهم.
سكن هذا المخيم بدايةً مائة وثمانية وسبعين لاجئ من الأسر التي توجهت للالتحاق بسكان مخيم الرويشيد والذين منعتهم السلطات الأردنية من ذلك فأقاموا في منطقة طريبيل داخل الحدود العراقية في إسطبلات للخيول تعود للجيش العراقي حتى شهر أيار (مايو) من عام ألفين وستة 2006، الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية الفلسطيني آنذاك د. محمود الزهار الجمهورية العربية السورية والتقى بالرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وأجرى معه محادثات تتعلق بالشأن الفلسطيني كان من أهم ما نتج عنها السماح لهؤلاء اللاجئين بالدخول إلى الأراضي السورية ليستقر بهم المكان في مخيم الهول.
ثم اخذ عدد اللاجئين يزداد حتى وصل إلى ثلاثمائة وأربعة وعشرين لاجئاً موزعين على الشكل التالي:
الفئة العدد
الرجال 53
النساء 64
الشبان 33
الفتيات 16
مواليد 1992- 1999 71
مواليد 2000-2007 71
مواليد جديدة 16
المجموع 324
"جدول أعداد اللاجئين ـ مخيم الهول"
 
يسكن المخيم الآن ستمائة وخمسون لاجئاً فلسطينياً نتيجة انضمام مئات اللاجئين الفلسطينيين من العراق إلى المخيم, قادمين من داخل سورية بعد حصولهم على موافقات بذلك, ولا تزال الأعداد في ارتفاع مستمر.
 وتشرف على إدارة المخيم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تقدم خدمات معينة للمخيم, بالإضافة إلى بعض الجهات الفلسطينية الفصائلية ومنظمات العمل الأهلي الفلسطيني.
 
الجانب المعيشي والخدمي:
سكن لاجئو مخيم الهول بدايةً في الخيام إلى أن تم التعاون بين المفوضية العليا للاجئين ومنظمات العمل الأهلي الفلسطيني وحركة حماس لبناء بيوت من البلوك المسقوفة بألواح من المعدن والخشب, والتي وزعت عليهم فيما بعد على الشكل التالي:
• الأسرة الكبيرة المكونة من أكثر من أربعة أفراد لها غرفتان وحمام ومطبخ.
• الأسرة المكونة من ثلاثة أفراد فما دون لها غرفة وحمام ومطبخ.
• الشباب لكل واحد منهم غرفة والحمامات مشتركة, وغرفهم متطرفة عن الأسر.
تم تزويد المخيم بالمياه من خلال ثلاثة أو خمسة خزانات لمياه الشرب، لكنها كلسيّة وغير نظيفة سببت الكثير من الأمراض للاجئين كأمراض الجهاز البولي والأمراض الهضمية.
كما يعاني اللاجئون نقصاُ في الكميات الغذائية المقدمة لهم شهرياً, ومن تأخير توزيع هذه الحصص عن مواعيدها, وقد نفذ اللاجئون اعتصاماً للمطالبة بتحسين ظروف معيشتهم وطالبوا بتسليمهم حصصهم التموينية في مواعيدها الثابتة.
حددت المخصصات الشهرية للاجئين (كغ / الفرد) كما يلي:
 
(1كغ) أرز (1كغ) سكر (100غ) شاي (2/1كغ) عدس
(100غ) ملح حمص فول رُبُّ البندورة
(8 قطع صغيرة) جبنة (2علبة) سردين صابون (2/1كغ) حليب
"جدول مخصصات الفرد الشهرية ـ مخيم الهول"
 
يعمل معظم سكان مخيم الهول بما فيهم حملة الشهادات الجامعية في الزراعة وتربية الماشية وبعض الأعمال الحرة خارج المخيم في قرية الهول ومدينة الحسكة.
سجل عدد من الإصابات بالتسمم والإسهال بين اللاجئين نتيجة لمواد غذائية فاسدة مقدمة إليهم من مفوضية اللاجئين, وكانت أكثر خطورة لدى الأطفال حيث أدت إلى وفاة طفل حديث الولادة.
يشتكي اللاجئون من قلة أو ندرة المساعدات المالية المقدمة لهم, إذ لا توزع عليهم المفوضية أية مساعدة مالية, حيث يجبرون على بيع قسم من حصتهم الغذائية خارج المخيم لشراء ما ينقصهم من احتياجات أخرى.
اعتمد اللاجئون على ما يسمونه سياسة الاكتفاء الذاتي من خلال زراعتهم لأراض داخل المخيم بالبندورة والباذنجان وغيرها, وتربية المواشي والدجاج, وقام أحد أبناء المخيم بصناعة ألعاب للأطفال.
ويضم المخيم مشغلاً للخياطة وقاعة للكمبيوتر.
غادرت أسر فلسطينية مخيم الهول إلى السويد والدنمارك وفرنسا وكندا وهذه حالات لجوء إنساني نتيجة لأوضاعهم الإنسانية الحرجة, في حين ينتظر الباقون مصيرهم الذي لا يزال مجهولاً.
 
الجانب الصحي:
1. يفتقر المخيم للرعاية الصحية التي تتلائم مع الوضع المعيشي المتردي, حيث يوجد في المخيم مستوصف يفتقر إلى وجود الطاقم الطبي المتخصص القادر على سد حاجة اللاجئين من حيث العلاج الصحي وتوفر الأدوية, الأمر الذي أدى إلى حدوث وفَيات بين الأطفال.
2. يتلقى اللاجئون العلاج أحيانا في المشافي الحكومية وأحياناً على نفقتهم الخاصة مما يثقل كاهلهم مادياً, كما يحتاج المخيم لوجود سيارة إسعاف للتعامل مع الحالات الطارئة.
3. ينتشر بين اللاجئين عدد من الأمراض البيئية, كالتهابات المجاري البولية نتيجة لتلوث المياه التي يستخدمونها في الغسيل والشرب,وكذلك أمراض القلب والأمراض النفسية نتيجة المعيشة الصعبة.
 
الجانب التعليمي:
 تم استيعاب الطلبة في ثلاث مدارس حكومية سورية بقرية الهول للمرحلتين الابتدائية والإعدادية, حيث يوزع الطلاب على الشكل التالي:
 
المرحلة الابتدائية والإعدادية 85
مرحلة التعليم الجامعي ( لا يتمون دراستهم) 5
شهادات جامعية ( خريجون) 3
"جدول الطلاب – مخيم الهول"
 ترانسفير بحلة جديدة:
• بدأ العالم المتحضر بالحل العملي الذي رآه لقضية اللاجئين بعد طول تفكير, فأعلن ما يزيد عن ثلاثين دولة استعدادها لقبول اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها, منها استراليا وفلندا وتشيكيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا وفرنسا ونيوزيلندا ودول أخرى غيرها لتبدأ بذلك عمليات توطين جديدة مستترة تحت أسماء شتّى كاللجوء الإنساني وما شابه، وفعلا فقد شهدت المخيمات الصحراوية الحدودية حملات ترحيل طالت الكثير من سكانها, ففي مخيم الهول تم ترحيل الأسر المدرجة أسمائها:
• ترحيل اللاجئ (رائد موسى العظمة) وهي حالة إنسانية إلى السويد، حيث كان قد أصيب بجروح جراء سقوط قذائف الهاون على مجمع البلديات في بغداد عام ألفين 2000, وأسرته مكونة من زوجته وأربعة أولاد، حيث غادرت طائرتهم عبر مطار دمشق في الأول من كانون الثاني عام ألفين وتسعة 1/1/2009.
• ترحيل أسرة اللاجئ (مجيد حسن) إلى الدنمارك, التي وافقت على استضافة مجيد وأسرته المكونة من ثمانية أفراد في الحادي عشر من آذار عام ألفين وتسعة 11/3/2009.
• ترحيل تسعة وعشرين لاجئاً إلى كندا في الثلاثين من أيلول عام ألفين وتسعة 30/9/2009.
• ترحيل مجموعة أخرى مكونة من اثنين وعشرين لاجئاً إلى كندا في الثامن والعشرين من تشرين الأول عام ألفين تسعة 28/10/2009 .
• ترحيل تسعة لاجئين من مخيم الهول إلى كندا في الخامس و العشرين من تشرين الثاني عام ألفين و تسعة (25/11/2009 ) .
• ترحيل مجموعة أخرى مكونة من اثنين وأربعين لاجئاً إلى استراليا في الثاني من كانون الأول عام ألفين تسعة 2/12/2009م.
• ترحيل مجموعة أخرى مكونة من اربع عائلات ً إلى استراليا في السادس عشر من كانون الأول عام ألفين تسعة 16/12/2009م.
• ترحيل مجموعة إلى كندا  في السابع و العشرين  من كانون الثاني عام ألفين و عشرة 27/1/2010 م.
 
أبرز أحداث المخيم:
•        إصابة مائة لاجئ من الرجال والنساء والأطفال بالتسمم نتيجة اللحوم الفاسدة التي وزعت عليهم بتاريخ 20/9/2000م, مما استدعى طلب المساعدة الطبية من المستشفيات الحكومية في الحسكة.
•        امتناع اللاجئين عن استلام المساعدات الشهرية احتجاجاً على عدم إيجاد حل لمشكلتهم في هذا المخيم الصحراوي, ولتحسين أوضاعهم والخدمية والاجتماعية والصحية رغم الوعود بحلها سريعاً وذلك في الحادي عشر من آب عام ألفين وسبعة 11/8/2007م.
•        وصول 65 لاجئ جديد إلى المخيم من مخيم التنف بعد أن تم إغلاقه في 1/2/2010م.
 
«مخيم التنف »
 
يقع مخيم التنف على جانب الطريق الدولية بين بغداد ودمشق, على مسافة خمسمائة متر من نقطة التنف الحدودية السورية العراقية, في بيئة صحراوية وعرة حيث تنتشر الحشرات والزواحف القاتلة, وترتفع درجات الحرارة صيفاً وتنخفض شتاء حيث البرد القارس والسيول الجارفة.
أنشئ مخيم التنف الصحراوي في شهر أيار من عام ألفين وستة 2006 من مجموعة لاجئين فلسطينيين تقترب من ثلاثين لاجئاً إلى الحدود السورية, بقصد التوجه إلى مخيم الهول، إلا أنهم منعوا من ذلك وبقوا في المنطقة الحدودية بين سورية والعراق لعدة أيام في العراء, حتى أُعلن عن إقامة المخيم هناك, فأخذت أعداد اللاجئين تزداد تدريجياً حتى وصلت إلى ثلاثمائة وأربعين لاجئاً, ثم ارتفع عددهم إلى أكثر من ثمانمائة لاجئ نتيجة ازدياد أعمال العنف ضد الفلسطينيين في العراق, إلا أنه عاد ليتناقص إلى ستمائة وستين لاجئاً نتيجة لترحيل العديد منهم إلى دول أوروبا وأمريكا اللاتينية.
 
 
الأسر الأفراد المتزوجون الولادات الوفَيات الخيام
154 52 35 45 6 160
"جدول يبين فئات السكان ـ مخيم التنف"
 
الجانب المعيشي والخدمي:
تشرف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على إدارة هذا المخيم الصحراوي وتأمين احتياجات اللاجئين وعلى جميع المستويات من (خيام، مياه، علاج صحي، غذاء...).
إلا أن اللاجئين يعانون ظروفاً مأساوية تتمثل في ما يلي:
1. المساعدات الغذائية المقدمة لهم لا تكاد تكفيهم, حيث يعانون من نقصٍ في الخضراوات والفواكه, وأحياناً تقدم لهم معلبات فاسدة أدت إلى تسمم بعضهم.
2. يعيش اللاجئون في الخيام التي لا تقي حر الصيف وبرد الشتاء, وقد قسموا الخيمة إلى غرفة استقبال وأخرى للنوم وحمام ومطبخ.
3. لا تقدم لهم المفوضية مساعدات مالية, وهذا الأمر يشتكي منه جميع اللاجئين والذين يجبرون على أن يبيعوا حصتهم التموينية لشراء ما ينقصهم.
4. نقص في كميات الوقود المستخدم في التدفئة شتاء, وكذلك تأخير مواعيد استلامه مما يدفع اللاجئين إلى تسول الوقود من الشاحنات العابرة عبر الطريق الدولية بين بغداد ودمشق, والذي أدي في إحدى المرات إلى وفاة طفل دهساً.
5.يعاني اللاجئون من عدم وجود مطافئ حريق تسد حاجة المخيم بأكمله, حيث يستخدمون الأتربة والمياه لإطفاء الحرائق التي نشبت أكثر من مرة.
6.يستخدم اللاجئون مياه للشرب والغسيل معاً وهم يشتكون من نقص الكميات المخصصة لهم يومياً وأحياناً لا توزع عليهم, كذلك يعتقد اللاجئون أن هذه المياه غير صالحة للشرب وقد سببت للعديد منهم أمراضاً كالحصى والرمال.
7. مولدات الطاقة الكهربائية لا تكفي لتغطية حاجة المخيم من الكهرباء والتي يستخدمها اللاجئون في التبريد والإنارة والحرارة وغيرها, كما تقطع الكهرباء عدة ساعات في اليوم.
8. يشتكي اللاجئون من نقص أسطوانات الغاز التي يستخدمونها بالطهي, حيث لا تقدم لهم إلا نادراً مما يجبرهم على شرائها بأثمان باهظة جداً.
9. سجل خمس وثلاثون حالة زواج في المخيم وخمس وأربعون حالة ولادة جديدة في إصرار وتحدٍّ للوضع الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون في التنف دون توفر الحد الأدنى لمثل أمور كهذه.
10. تعرض المخيم لعدة سيول جارفة نتيجة الأمطار الغزيرة والتي دخلت الخيام وأطاحت بممتلكاتهم, كذلك تساقطت الثلوج فسوت الخيام بالأرض حينها اضطر اللاجئون للمبيت في العراء.
 11. تعرض المخيم لـست حرائق أدت إلى تدمير خيام بجميع محتوياتها, وكذلك إلى إصابات بشرية بالاختناق وضيق التنفس وقد راح ضحيتها لاجئة فلسطينية إثر احتراق خيمتها حيث تفحمت جثتها وهي حامل ولها طفل عمره ثلاثة شهور.
 
الجانب الصحي:
• تولى مسؤولية ملف العلاج الصحي الهلال الأحمر الفلسطيني, حيث يوجد مستوصف في المخيم عبارة عن خيمتين مجهزتين بتجهيزات بسيطة يشرف على العلاج الإسعافي والمعاينة, أما الحالات التي تحتاج للعلاج في المشافي فتحوَّل إلى مشفى فلسطين في مخيم اليرموك بدمشق.
• يعاني مستوصف المخيم نقصاً في المعدات الطبية وأجهزة الفحص والتحليل, فهو لا يستطيع أن يقوم بدوره على أكمل وجه في حال حدوث أمر طارئ (حريق مثلاً), ويشكل الملف الصحي الهم الأكبر لدى اللاجئين والمبرر الوحيد للخروج من المخيم لأيام.
• بعض اللاجئين أجريت لهم عمليات جراحية ويحتاجون لإعادة فحص في المشفى لكنهم لا يتمكنون من ذلك.
• تنتشر بين اللاجئين أمراض الكلى والحصيّات, وفقدان الذاكرة, والبواسير وحالات هستيرية وحالات نفسية معقدة عند الكبار والصغار وأمراض فقر الدم بسبب نقص التغذية ـ ولا سيما عند الأطفال ـ وحالات إجهاض عند الحوامل وأمراض العين خصوصاً عند الكبار نسبياً في حدود ستين عاماً يحتاجون للعدسات الطبية.
• وفَيات متعددة بين اللاجئين من مختلف الأعمار نتيجة سوء الأحوال الصحية والمعيشة.
• يتم تحويل المرأة الحامل إلى المشفى في الشهر الثامن من الحمل من أجل الولادة.
 
الجانب التعليمي:
من أوجه تكيف الفلسطينيين مع الواقع الجديد هو نجاحهم في إقامة مدرسة, هذه المدرسة ليست من الجدران وإنما عبارة عن ستة صفوف من الخيام وفسحة كبيرة, وقد نقلت المدرسة من منتصف المخيم إلى نهايته وأعيد بناؤها بشكل أفضل وذلك للزيادة في عدد الطلاب.
يدرس في المدرسة أساتذة من أبناء المخيم مقابل مرتب تدفعه لهم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم, وتقتصر الدراسة فيها على مرحلة التعليم الأساسي وفق المنهاج السوري المقرر, وقد أجرى الطلاب والطالبات في الشهادة الإعدادية امتحاناتهم داخل سورية.
كما يجرى للشباب والشابات دورات مهنية في الخياطة والحاسوب وغيرها في معهد وكالة الغوث (DTC), وتوجد في المخيم خيام خصصت لتكون حضانة ورياضاً للأطفال وفق إمكانيات الحد الأدنى.
 
يتوزع الطلاب في المخيم على النحو التالي:
 
الفئة العمرية طلاب حضانة رياض أطفال المجموع
العدد 180 11 41 232
"جدول أعداد الطلاب – مخيم التنف"
 
ترانسفير بحلة جديدة :
يبين الجدول التالي توزيع سكان المخيم على الدول التي استقبلت اللاجئين الفلسطينيين من مخيم التنف:
 
الدولة العدد
تشيلي 116 لاجئاً
السويد 298 لاجئاً
سويسرا 11    لاجئاً
هولندا 4   أسر
كندا 4   أسر
أيطاليا 160 لاجئاً
فرنسا 3  أسر
بلجيكا 4   أسر
النروج 148 لاجئاً
المجموع 15 أسرة و724 فرداً
"جدول ترانسفير ـ مخيم التنف"
 
أبرز أحداث المخيم:
• إصابات بشرية في اندلاع حريق هائل في مخيم التنف جراء انفجار عدد من اسطوانات الغاز في الربع والعشرين من نيسان عام ألفين وسبعة (24/4/2007).
• بيان صحفي للاجئين يتضامنون فيه مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الصهيونية في السادس من أيار عام ألفين وسبعة (6/5/2007).
• إصابات بنقص التغذية لدى الأطفال نتيجة سوء التغذية وارتفاع درجات الحرارة ونقص السوائل والمياه الصالحة للشرب في التاسع من أيار عام ألفين وسبعة ( 9/5/2007).
• بيان صحفي للاجئين يطالبون فيه حركتي فتح وحماس بإنهاء الاقتتال في غزة وتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الصهيونية في التاسع عشر من أيار عام ألفين وسبعة (19/5/2007).
• اندلاع حريق تسبب أدى إلى ثلاث حالات حروق طفيفة, وثلاث عشرة حالة اختناق, وقد تضررت إحدى عشرة أسرة فلسطينية جراء الحريق الذي التهم قرابة ثلاث وثلاثين خيمة بجميع محتوياتها, كما بلغ عدد اللاجئين المتضررين من الحادث واحداً وأربعين فرداً في السادس من تشرين الأول عام ألفين وسبعة (6/10/2007).
• بيان صحفي للاجئين يرحبون فيه بالعرض السوداني باستضافتهم وينفون رفضهم له, حيث ذكرت وكالة الأنباء الإنسانية (أيرين) نقلاً عن أحد اللاجئين بأنهم يرفضون الذهاب إلى السودان وذلك في السادس عشر من تشرين الأول عام ألفين وسبعة (16/10/2007).
• ترحيل المجموعة الأولى المؤلفة من ثمانية وثلاثين لاجئاً إلى تشيلي في الخامس من نيسان عام ألفين وأربعة (5/4/2008).
• ترحيل ثمانية وثلاثين لاجئاً من أصل مائة وستة عشر وافقت تشيلي على استضافتهم في العشرين من نيسان عام ألفين وثمانية (20/4/2008).
• بيان صحفي للاجئين يرفضون فيه العودة إلى العراق في ظل التدهور الأمني في السادس من آب عام ألفين وثمانية (6/8/2008).
• اللاجئين الفلسطينيين عند الحدود السورية العراقية يوجهون رسالة استغاثة لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة الأستاذ إسماعيل هنية في الرابع والعشرين من تموز عام ألفين وثمانية (24/7/2008).
• ترحيل ستة وثلاثين لاجئاً إلى السويد عبر مطار دمشق الدولي في الثالث عشر من تشرين الأول عام ألفين وثمانية (13/10/2008).
• ترحيل تسع أسر إلى السويد في السادس والعشرين من تشرين الأول عام ألفين وثمانية ( 26/10/2008).
• تعرض مخيم التنف لموجة من الأمطار الغزيرة أدت إلى تشكل سيول جارفة أضرت بممتلكات اللاجئين في السابع والعشرين من تشرين الأول عام ألفين وثمانية ( 27/10/2008).
• اندلاع حريق في الرابع من كانون الأول عام ألفين وثمانية (4/12/2008), وقد أدى الحادث إلى احتراق خيمتين بجميع محتوياتهما.
• نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد بحر قام بزيارة تفقدية للمخيم واستمع لمشاكل اللاجئين ووزع عليهم مساعدات مالية في الثامن والعشرين من نيسان عام ألفين وتسعة (28/4/2009).
• رابطة فلسطينيي العراق ودعت ستة وخمسين لاجئاً رحلوا إلى السويد في السادس من أيار عام ألفي وتسعة (6/5/2009).
• احتراق ست خيام وتضرر ساكنيها إثر نشوب حريق في السابع من أيار عام ألفين وتسعة (7/5/2009).
• ترحيل إحدى عشرة أسرة من مخيم التنف والهول إلى السويد بتاريخ (1/6/2009).
• ترحيل ستة وخمسين لاجئاً إلى السويد في التاسع والعشرين من حزيران عام ألفين وتسعة (29/6/2009).
• اعتصام للاجئين احتجاجاً على أوضاعهم المأساوية في الأول من آب عام ألفين وتسعة (1/8/2009).
• ترحيل مائة وثمانية وأربعين لاجئاً إلى النرويج على ثلاث مجموعات في الفترة ما بين الرابع والحادي عشر من آب عام ألفين وتسعة 2009.
• ترحيل خمسين لاجئاً إلى بريطانيا في الثاني من شهر تشرين الثاني عام ألفين وتسعة (2/11/2009).
• زيارة وفد برلماني بريطاني للمخيم نظمها مركز العودة الفلسطيني في لندن بالتنسيق مع رابطة فلسطيني العراق.
• ترحيل ثمانية عشر لاجئاً إلى ايطاليا في السادس من شهر كانون الأول عام ألفين وتسعة (16/12/2009).
• ترحيل مجموعة أخرى مكونة من ست و خمسين لاجئاً إلى ايطاليا في الثالث عشر و من كانون الثاني عام ألفين وعشرة  (13/1/2010).
• ترحيل مجموعة أخرى من اللاجئين إلى السويد في االسابع و العشرين من كانون الثاني عام ألفين وعشرة  (27/1/2010).
• أغلقت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لهيئة الأمم المتحدة , مخيم التنف الصحراوي بين الحدود السورية العراقية بتاريخ (1/2/2010م) بعد ترحيل ما يقارب (65) لاجئاً فلسطينياً من هناك إلى مخيم الهول في مدينة الحسكة حيث ينتظرون تسفيرهم إلى السويد بعد موافقة الأخيرة على استقبالهم.
 
 
 
«مخيم الـوليد»
أقيم مخيم الوليد الصحراوي مع بداية العام ألفين وسبعة 2007 في صحراء الأنبار العراقية عندما غادرت مجموعة جديدة من اللاجئين الفلسطينيين تقدر ثمانين لاجئاً في الثالث من كانون الأول عام ألفين وستة (3/12/2006) بغرض الانضمام إلى إخوانهم في مخيم التنف بعد تلقيهم رسائل التهديد بالقتل, إلا أن الحظ لم يحالفهم ومنعوا من ذلك, إلى أن تمت ولادة هذا المخيم، واستمر نزوح الفلسطينيين بهذا الاتجاه بمعدل أربعين لاجئاً أسبوعياً حتى وصلت أعدادهم إلى ألف وخمسمائة وتسعة وأربعين لاجئاً.
يقع مخيم الوليد ضمن بيئة صحراوية داخل الحدود العراقية, حيث الأرض الوعرة والتي تنشر فيها العقارب والأفاعي والحيوانات المفترسة.
كما يخضع المخيم للتقلبات المناخية, مما يجعله عرضة للعديد من الكوارث البيئية كالسيول والأعاصير والعواصف الرملية وتساقط الثلوج, بالإضافة للحرائق الناجمة عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة, والتي أدت إلى أضرارٍ جسيمة من الناحية المادية وخلفت إصابات بشرية في صفوف اللاجئين.
بالإضافة إلى ما ذكر من عوامل طبيعية تجعل الحياة في المخيم شبه مستحيلة يفتقد سكان المخيم إلى الأمن ، فقد تعرضوا لعدة اقتحامات من الشرطة العراقية وقوات الاحتلال الأمريكي وسط إطلاق أعيرة نارية واعتقال بعضهم وتعريضهم للتعذيب والإهانة وإحداث اضطراب في المخيم وإخافة اللاجئين ولا سيما النساء والأطفال.
 
الجانب المعيشي والخدمي :
  يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الوليد أوضاعاً مزرية وصعبة للغاية داخل مجموعات من الخيام قدمت لهم مع بداية تأسيس الصليب الأحمر الدولي وعشائر منطقة الأنبار وحركة حماس للمخيم, في الفترة التي سبقت قيام منظمة الإغاثة (i.c.s) على تأمين احتياجات اللاجئين من مواد غذائية وخيام وخدمات وغيرها بموجب عقد بينها وبين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وعلى الرغم من هذه الإعانات الوافدة إلى المخيم فلا يزال اللاجئون هناك يعانون من نقص المواد الغذائية وصلت أحياناً إلى حد الانقطاع, مما هدد بحدوث مجاعة, كما أن قلة الحصة الشهرية للفرد والتي تقتصر على المعلبات, أدت إلى ضعفهم جسدياً, نظراً لافتقار هذا النوع من الغذاء إلى المواد ذات القيمة الغذائية العالية التي تؤمن لهم مستوىً جيداً من التغذية.
أضف إلى ذلك أن النقص في كميات مياه الشرب الصحية المخصصة للفرد, والتي تصل إلى حد الانقطاع أحياناً, ووجود خزانات مياه تحتوي رسوبيات تلوث المياه أدى إلى تسجيل حالات تسمم بين اللاجئين.
كما يعاني اللاجئون من ضعف الطاقة الكهربائية في المخيم والتي تنقطع عنهم لساعات طويلة، وقلة المرافق العامة التي أصبحت مشتركة بين النساء والرجال والأطفال, ووسائل الأمان كالمطافئ وسيارة الإسعاف وغيرها.
إن وقوع المخيم بعيداً عن المدن جعل رجاله يعانون من البطالة, الأمر الذي أوقعهم في حالة شديدة من الفقر؛ فلا هم يستطيعون العمل ولا تقدم لهم أية مساعدات مالية.
 
الجانب الصحي:
يتميز مخيم الوليد بتردي الوضع الصحي فيه نتيجة لما يعانيه الطاقم الطبي من نقص في العدد والمعدات الطبية ومستلزمات العلاج والأدوية، فقد أدى تسلم اللاجئين لوجبات غذائية فاسدة وتلوث مياه الشرب لظهور ثلاث وعشرين حالة تسمم بينهم.
  وقد توفي العديد من كبار السن في المخيم نتيجة تدهور حالتهم الصحية وعدم تلقيهم العلاج المناسب,
بالمقابل فان موقع المخيم بالقرب من الطريق الدولية بين بغداد ودمشق يشكل خطراً على حياة اللاجئين حيث توفي طفل دهساً بسيارة.
ومن العوامل التي أدت إلى تدهور الحالة الصحية للكثير من اللاجئين, والتي أدت في بعض الأحيان إلى حدوث الوفَيات بينهم البيئة الصحراوية إضافةً إلى عدم توفر الكفاءات الطبية المتخصصة وخلو المخيم من الأدوية والمستلزمات الطبية.
 
الفئة العمرية الأطفال الشباب كبار السن المجموع
العدد 3 1 15 19
"جدول الوفَيات – مخيم الوليد"
 
الجانب التعليمي:
مع بداية تأسيس المخيم لم تكن هناك مدرسة, أما اليوم فتوجد مدرسة مكونة من مجموعة من الخيام يتراوح أعداد الطلاب فيها مابين مائتين وعشرين ومائتين وستين طالباً.
 
ترانسفير بحلة جديدة:
  قبل عدد من الدول استضافة مجموعات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الوليد معظمهم من النساء الأرامل والمرضى, وقد غادروا على الشكل التالي:
الدولة العدد
النرويج 75
الأردن 3
البرازيل 8
هولندا 26
السويد 65
الدنمارك 24
أيسلندا 29
أمريكا 35
بريطانية 25
فرنسا 21
"جدول الترانسفير الجديد للذين تم نقلهم من مخيم الوليد"
 
 
الدولة رومانيا سلوفاكيا
العدد 57 102
" جدول الترانسفير الجديد / لم يغادروا - مخيم الوليد"
 
بقي الآن عشرات الأسر تعاني مرارة اللجوء والتشريد لا تعلم إلى أين تكون الوجهة القادمة.
 
أبرز أحداث المخيم:
• قوات الاحتلال الأمريكي تداهم المخيم وتعتقل اللاجئَين لؤي سامر طاهر البالغ من العمر سبعة وعشرين عاماً وحسام صدقي البالغ من العمر واحداً وثلاثين عاماً, وأطلقت سراحهما بعد أن احتجزتهما لاثنتي عشرة ساعة في العشرين من تموز عام ألفين وسبعة (20/7/2007).
• الشرطة العراقية تقتحم مخيم الوليد وتعتقل اللاجئ حسين محمد أحمد عنوة وضربته في السادس والعشرين من آب عام ألفين وسبعة (26/7/2007).
• قوة مشتركة من الشرطة العراقية وجيش الاحتلال الأمريكي تداهم مخيم الوليد وتعتقل عشرة شبان في الرابع والعشرين من أيار عام ألفين وثمانية (24/5/2008).
• وفد من لاجئي مخيم الوليد يزور السودان للاطلاع على أماكن سكناهم بعد موافقة السودان على استضافتهم على أراضيه في الثاني من آذار عام ألفين وتسعة (2/3/2009).
• اندلاع حريق وحدوث إصابات في الممتلكات فقط في التاسع من تشرين الثاني عام ألفين وسبعة (9/11/2007).
• لجنة مخيم الوليد تنفي وجود إصابات مُعدية بالسل بين اللاجئين وتحذر من حظر صحي عليهم في العشرين من تشرين الثاني عام ألفين وثمانية (20/11/2008).
• نشوب حريق أدى إلى تضرر أسر بأكملها في السابع عشر من شباط عام ألفين وثمانية ( 17/2/2008).
• اللاجئون الفلسطينيون يعتصمون تضامناً مع قطاع غزة في وجه آلة الحرب الصهيونية في الرابع من آذار عام ألفين وثمانية (4/3/2008).
• مغادرة مجموعة من اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الممتدة مابين الرابع و العشرين من شهر كانون الأول و الأول من شباط عام ألفين و عشرة .
 
 
صور من التفاعل الإعلامي والإنساني:
• شهدت قضية فلسطينيي العراق والمخيمات الصحراوية بالذات تفاعلاً إعلاميا وإنسانيا لم يرقَ إلى المستوى المطلوب, فقد أصدرت العديد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية عدة بيانات دعت من خلالها إلى إنهاء مأساة فلسطينيي العراق منها:
• عدّت منظمة العفو الدولية في بيان لها أنّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم أكثر المجموعات عرضة للهجمات، مشيرة إلى أنّهم يعانون من التهديد والتعذيب والقتل والعيش في ظل ظروف قاسية في مخيمات بالقرب من الحدود السورية، وأوضحت المنظمة في تقرير نشرته تحت عنوان «العراق: انتهاكات حقوق الإنسان ضد اللاجئين الفلسطينيين»، أنّ فلسطينيي العراق يتعرضون منذ العام ألفين وثلاثة 2003 للاختطاف على أيدي الجماعات المسلحة، مضيفة أنّ العديد منهم «تركوا منازلهم بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وهم يختفون حالياً في العراق، أو إنهم عالقون في معسكرات بالقرب من الحدود العراقية ـ السورية، ويعيشون في ظل ظروف قاسية جداً».
• وصفت مسؤولة ملف الحماية في العراق بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ميشيل ألفارو أوضاع زهاء ألف لاجئ فلسطيني تقطعت بهم السبل في مخيم يقع بمنطقة عازلة قرب الحدود العراقية السورية بأنها خطيرة، وحثت السلطات السورية على تسهيل الانتقال إلى المخيم، وذكرت ميشيل ألفارو أن هؤلاء اللاجئين يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءاً، إذ إن الحرارة الشديدة ونقص المياه والرعاية الطبية تجعل حياة اللاجئين "جحيما".
• وصفت لجنة إغاثة فلسطينيي العراق واقع أكثر من ألفي لاجئ فلسطينيين من العراق يعيشون في المخيمات الصحراوية على الحدود السورية العراقية بأنه "قتل بطيء وظلم واقع عليهم"، مطالبة الهيئات والمنظمات الإنسانية في العالم بالتحرك العاجل لإنهاء مأساتهم.
• دعت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية جامعة الدول العربية للقيام بواجباتها تجاه فلسطينيي العراق, وعدم تركهم محصورين ومعزولين في الصحراء على الحدود السورية العراقية، وطالبت المنظمة في بيان أصدرته في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام ألفين وثمانية (25/11/2008)، الأمين العام لجامعة الدول العربية والمسؤولين العرب بالعمل على إنهاء معاناة آلاف اللاجئين الفلسطينيين والمستمرة منذ أواخر عام ألفين وستة 2006 في كل من مخيم الوليد في صحراء الأنبار العراقية ومخيمات التنف على الحدود السورية العراقية ومخيم الهول في مدينة الحسكة السورية، وكذلك الفلسطينيين ممن بقوا في العراق ولا سيما في مجمع البلديات الفلسطيني في العاصمة العراقية بغداد.
• اللاجئون الفلسطينيون في مرمى النيران: وفقاً لتقرير جديد صدر عن منظمة العفو الدولية، يُعد اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون في العراق الضحايا المخفيين للنـزاع الدائر هناك, فهم تعرضون للتهديدات والتعذيب والقتل ويعيشون في ظروف مروعة في مخيمات للاجئين كمخيم الوليد المُقام بالقرب من الحدود السورية. ويتناول التقرير الذي يحمل عنوان "العراق: ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد اللاجئين الفلسطينيين " انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العام ألفين وثلاثة 2003، ويسلط الضوء على تقاعس الحكومة العراقية والقوة المتعددة الجنسيات عن العمل من أجل حمايتهم.
• وقد صرح مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية بأن "الفلسطينيين يعدّون اليوم من الجماعات الأكثر استضعافاً في العراق. إذ يجري تعقبهم واختطافهم وتعذيبهم وفي بعض الحالات قتلهم من دون أن تُتخذ أية خطوات فعالة لحمايتهم".
• ومنذ العام ألفين وثلاثة 2003، اختطفت الجماعات المسلحة عشرات الفلسطينيين، الذين يتم العثور على جثثهم في وقت لاحق في المشارح أو ملقاة في القمامة على قارعة الطرق، وكثيراً ما تكون مشوَّهة أو تظهر عليها آثار التعذيب. وأُرغم العديد من الأشخاص الآخرين على الفرار من منازلهم بعد تلقي تهديدات بالقتل. وبعضهم يختبئ حالياً داخل العراق أو يتضوَّرون في مخيمات بالقرب من الحدود العراقية السورية، حيث يعيشون في ظروف قاسية للغاية.
• وقدَّر المركز الإعلامي الفلسطيني الدولي لدراسات الشرق الأوسط عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في العراق منذ العام ألفين وثلاثة  2003بأكثر من ثلاثمائة وعشرين شخصاً. ولكن هذا الرقم التقديري ربما يكون أقل من الرقم الحقيقي.
•  إن الفلسطينيين يعدون أقلية تستهدفهم أيدي المليشيات المسلحة لأن بعض العراقيين يتصورون أنهم حظوا بمعاملة تفضيلية في ظل حكم صدام حسين. ونظراً لكونهم غير عراقيين ومعظمهم من العرب السنة، فقد اشتُبه في أنهم يدعمون أو يتعاطفون مع العراقيين السنّة المتورطين في التمرد ضد الحكومة وضد القوة المتعددة الجنسيات, وهو ما يفتقر إلى البراهين بل وتؤكد كثير من الدلائل عكس هذه الادعاءات وتوضح أن المسألة هي مسألة تطهير طائفي ليس أكثر.
• اللجنة العربية لحقوق الإنسان في باريس تطالب في بيان صادر عنها في السادس من تشرين الأول عام ألفين وسبعة (6/10/2007) بإنهاء مأساة اللاجئين في المخيمات الصحراوية عقب نشوب حريق في مخيم التنف, وتضم اللجنة العربية لحقوق الإنسان صوتها للأهالي المنكوبين, وتطالب الجمعيات الخيرية والحقوقية والحكومات المعنية والمفوضية العليا للاجئين للالتفات لوضعهم والإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة لحل مشكلتهم التي امتد زمنها.
• فضائية الجزيرة تعرض حلقة بعنوان "فلسطينيون تحت خط الاستواء" في برنامج تحت المجهر يتضمن لقاءات مع عدد من اللاجئين الفلسطينيين من العراق في البرازيل في التاسع من أيار عام ألفين وثمانية (9/5/2008).
• فضائية الحوار تبث برنامجاً يتحدث عن واقع فلسطينيي العراق.
• فضائية القدس تنفذ حملة إعلامية لتفعيل ملف المخيمات الصحراوية ولا سيما مخيم الوليد, فقد بثت عدداً من البرامج المباشرة خلال شهر تموز عام ألفين وتسعة 2009م.
• حلقات إذاعية عبر إذاعة القدس حول معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق والمخيمات الحدودية.
• مقال صحفي حول معاناة فلسطينيي العراق ضمن سلسة تنشرها رابطة فلسطينيي العراق بعنوان (راصد).
 
 
 
التوصيات والنتائج:
• العمل على توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق وفي أي مكان يوجدون فيه, وتثبيت وضعهم لاجئين فلسطينيين في العراق يكفل جميع حقوقهم بشكل قانوني.
•  التأكيد على احتفاظ اللاجئين الفلسطينيين بحقوقهم في التعويض عن الخسائر المادية والمعنوية  والممتلكات وتثبيت ذلك قانونياً.
• أن تتحمل السلطات العراقية مسؤوليتها في تأمين حماية اللاجئين الفلسطينيين في العراق.
• رفض معاملة اللاجئ الفلسطيني في العراق معاملة اللاجئ السياسي؛ لأنه يعد انتقاصاً من حقوقه ويشكل عائقاً له في العديد من القضايا (وهو مشروع مقترح الآن).
• حث الأونروا على شمول اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق وخارجه بالتسجيل في سجلات الأونروا وتزويدهم بإحصائية المفوضية السامية لشؤون للاجئين لعام ألفين وثلاثة 2003.
• العمل على لم شمل الأسر الفلسطينية المهجرة من العراق.
• مساعدة اللاجئين الموجودين في المخيمات الصحراوية, وتأمين مستلزماتهم الضرورية وتقديم المساعدة المالية لهم لحين إنهاء معاناتهم.
• مطالبة منظمة التحرير الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين من العراق لحمايتهم وصون حقوقهم.
• حث الدول العربية على استقبال اللاجئين الفلسطينيين من العراق بشكل مؤقت لحين عودتهم إلى أرضهم فلسطين.
• تفعيل الملف الإعلامي لقضية فلسطينيي العراق على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي.
• العمل على زيادة الوعي الشعبي والقانوني حول محنة اللاجئين الفلسطينيين في العراق.
• إدراج قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق على سلّم أولويات المؤسسات العاملة في مجال حق العودة.
ومن خلال العرض المقتضب لأحوال اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الجديدة نستنتج أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق لم يكونوا سوى الضحية التي مثل بها الجلاد الأمريكي والصهيوني وإن اختلفت الأيدي ، وأن المجتمع الدولي بأسره يعدّ مسؤولاً ومقصراً عن تأمين الحماية لهم, وعن تطبيق القوانين التي سنها أصلا لحماية المدنيين أثناء الحرب حسب معاهدات جينيف.
 وبالمقابل فإن الحلول التي هرع إليها ساسة العالم من خلال البدء بترحيل اللاجئين إلى بعض الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية لا يشكل الحل المطلوب اتجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، فهي بمثابة رصاصات الرحمة الموجهة إلى من نجا منهم من حمم طائرات الاحتلال الأمريكي ومدافعه.
فالفلسطينيون يؤكدون أنهم ما زالوا متمسكين بحقهم في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها في فلسطين، رافضين كل أشكال التوطين والإبعاد، ولئن استطاعت قوى الغدر نزعهم من محيطهم العربي وإبعادهم إلى خلف المحيطات فإنها لن تستطيع نزع الفلسطينيين من قلوبهم التي تحيا على ذكراها جيلاً بعد جيل.
 

2010-03-04 13:41:15 | 1883 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية