التصنيفات » دراسات

لماذا يعتبر الوقت لصالح "إسرائيل" وجهة نظر بعيدة المدى حول تحديات الأمن الصهيوني






 


07 شباط 2009
    

          
– فهرس المحتويات –


1. ملخص تنفيذي ................................................................... 3
2. تشخيص الحالة: ما هي مشاكل "إسرائيل" الأمنية؟ ................................ 4
3. المراهنة على نجاح الولايات المتحدة ............................................. 6
4. خاتمة ............................................................................ 7





بطـاقـة التـعـريـف بالـتـرجـمـة

العنوان الأصلي

لماذا يعتبر الوقت لصالح "إسرائيل"
وجهة نظر بعيدة المدى حول تحديات الأمن الصهيوني
المؤلف د. ماكس سينغر
جهة الإصدار مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية
تاريخ الإصدار 04 شباط 2009
عدد الصفحات 07 صفحة
جهة إصدار الترجمة مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية
تاريخ إصدار الترجمة 07 شباط 2009


لماذا يعتبر الوقت لصالح إسرائيل
وجهة نظر بعيدة المدى حول تحديات الأمن الإسرائيلي

 برغم التهديدات الحالية الفلسطينية والعربية والإيرانية، لا يزال هناك أمل في تمتع الأجيال الإسرائيليون القادمون بدولة يهودية ديمقراطية يعمها الأمن والسلام. فيما يتعلق بالسياسة، يمكن لإسرائيل بل ينبغي عليها أن تفترض أن الولايات المتحدة ستتولى أمر رد خطر الجهاديين عن  إسرائيل والغرب خلال العقد القادم. بناء على هذا قد يتحسن الوضع الاستراتيجي الإسرائيلي مع انخفاض معدل الهجمات الانتحارية إلى معدلات معقولة ومحمولة، ومع تمكن إسرائيل من حد اللجوء إلى العنف للدفاع عن نفسها، ومع ضمان استقرارها الداخلي. المسألة الأساسية هي تحرك الولايات المتحدة لاضعاف الأنظمة التي تدعم الارهاب في المنطقة والتي تتلقى بدورها الدعم من كل من كل من إيران والسعودية، وكل الحقائق تدعو إلى الرهان على قدرة الولايات المتحدة على تحقيق هذا.
من الجيد الآن، مع وصول إدارة جديدة إلى الحكم في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، أن يتم تقييم للحالة الأمنية الإسرائيلية على المدى البعيد. في السابق، كان بعض الإسرائيليين يدعمون السلام بحجة عدم وجود خيارات أخرى. صحيح ان هذه الحجة قوية لكنه للأسف نفس المبرر الذي يعتمده من يبيع الناس حبوبا يزعم أنها تشفي من الزلازل.
هذا المقال يصف كيف يمكن لإسرائيل أن تتأقلم مع الزلازل الأمنية الدبلوماسية التي تواجهها. بعيدا عن الخيارات الدبلوماسية الخطيرة والبائسة التي كانت تسعى لها مثل الشرق الأوسط الجديد (اتفاق أوسلو) أو استراتيجية الانسحاب الاحادي، والآن الحصول على سيادة كامل الأراضي الإسرائيلية – هناك متسع ضئيل للأمل.
نتكلم هنا عن واقع في المستقبل البعيد، أي بعد عدة أجيال أو قرون من الزمن. لا يزال هناك أمل في تمتع الأجيال الإسرائيليون القادمون بدولة يهودية ديمقراطية يعمها الأمن والسلام. الواقع أن هذا ليس أمرا مضمونا، وهذا يعتمد بشكل جزئي على تصرفات الإسرائيليين وعلى تطور الأمور التي ليس لإسرائيل أثر كبير فيها. الا ان هذا الحلم أكثر واقعية بكثير من حلم هرتزل باقامة دولة يهودية في إسرائيل.
مما لا شك فيه ان التوجه العالمي لما بعد يتمثل بالسلام والديمقراطية. فهذه أوروبا والدول الحديثة في آسيا أصبحت ديمقراطية، وكثير من الدول الأخرى تسعى نحو الديمقراطية. من الصعب التصديق أن الاسلام المتطف يمكنه أن ينتصر على العالم أجمع. ان مستقبل هذه الفئة سيؤول إلى الزوال تماما كما حصل مع الفاشستية والشيوعية. عندها يمكن للفئة الواقعية في المجتمع الفلسطيني أن ترفع صوتها وتسمعه للعالم.


انها تواجه بعض العمليات الارهابية المنخفضة المستوى مثل عمليات اطلاق الصواريخ على أراضيها والعنليات الانتحارية؛ وهذا ما يدعو جيش الدفاع الإسرائيلي إلى بعض العمل المتسخ للحد من الارهاب الفلسطيني. وهيذا يشمل العمل المستمر لجيش الدفاع وأجهزة الأمن الإسرائيلية في جوديا وسماريا والمشروع العسكري المتقطع في غزة والذي وصل للتو إلى آخر مراحله. كما تواجه إسرائيل بعض المخاطر الأخرى مثل العقوبات الاقتصادية الدولية بعزلها عن العالم، والسلاح النوي الإيراني، والانقسام والدوار أو الانهيار الداخلي الذي تعاني منه خاصة بفعل ابقاء عينها على ما يضطرها اياه أمنها من تصرف تجاه الفلسطينيين والعالم.
ستتم مناقشة كل واحدة من هذه المشاكل فيما يلي. الواقع أن الحالة الامنية الإسرائيلية ساءت لدرجة دفعت إسرائيل إلى البحث عن سبيل للخروج من هذه الحالة. هذا لا يمنع أن إسرائيل قد تمكن من المضي قدما مهما كلفها الأمر – بعيدا عن المحاولات القديمة التي لم تنجح مثل اتفاق أوسلو. بكل تأكيد، ومن عدة نواحي، إسرائيل اليوم أفضل بكثير من أسلافها قبل 20 أو 60 أو 100 عام من الزمن (على الرغم من أن اتفاق أوسلو ودوافع الانتشار الحديث لمذهب الجهاديين يمثلان تراجعا كبيرا في القضية).
ما الذي يجعل إسرائيل داخل البقعة التي هي فيها؟ وما هي التغيرات التي قد طرأ على الضغوط التي يرزأ تحتها الإسرائيليون؟
السمة الأساسية الأولى والأبرز في الحالة الإسرائيلية هي تحركات الشارع العام والشارع السياسي الفلسطيني. باختصار، يسعى الفلسطينيون إلى تدمير إسرائيل، وبالتالي ان أي تنازل أو تقدم من طرفنا لن يثني الفلسطينيين عن عزمهم على تدمير إسرائيل. ثانيا، يتصف الفلسطينيون بنظام سياسي فاسد وقيادة ضعيفة؛ وستستمر الأوضاع الفلسطينية المزرية بالرغم من كل المساعدات التي يتلقوها الا بعد أن يتعلم الفلسطينيون كيف يتمتعوا بقيادة سياسية بارزة. هذا الضعف السياسي الداخلي يفسد المستوى المعيشي للفلسطينيين كما يزيد من صعوبة التكيف الواقعي مع وجود إسرائيل. في الوقت نفسه يساهم هذا الضعف في حرية إسرائيل في التصرف كما تشاء للدفاع عن نفسها ضد الفلسطينيين.
الفلسطينيون لوحدهم لا يشكلون مشكلة كبيرة، لكن الدعم الذي يتلقوه من العالم العربي والاسلاي يزيد من حجم الخطر الذي يتهددنا بسببهم. والواقع أن هذا الدعم لا يستند إلى الدافع القومي العربي أو الاسلامي لجعل حياة الفلسطينيين أفضل، لكنه يرجع بشكل كبير إلى عدم رغبة العرب والمسلمين في استيلاء طرف غريب على أرض آبائهم وأجدادهم والى الشعور العام ببغض الولاات المتحدة والغرب في العالم العربي. بدوره يعتمد الدعم العربي والاسلامي للفلسطينيين على الوضع السياسي في العالم. اليوم على سبيل المثال تراجع الرفض العربي للولايات المتحدة والغرب بفعل خوف العرب من طموحات الهيمنة الإيرانية على المنطقة.
السمة البارزة الأخرى للوضع الإسرائيلي هي الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية؛ وهذا العامل يتأثر بالرد الأوروبي على القوة السياسية المسلمة في العالم وعلى الجاليات المسلمة في الداخل الأوروبي. وتتأثر المواقف الأوروبية أيضا يالعلاقة الأوروبية مع الولايات المتحدة ولدرجة ما بمسألة معاداة السامية. والموقف الأوروبي يلقى دعما لا بأس به من الأمريكيين والإسرائيليين.
ان المنظور الأوروبي لإسرائيل وللقضية لا يمثل بأي شكل من الأشكال تقييما موضوعيا للأ,ضاع، هو مجرد رد سياسي يتأثر بالوقائع والمصالح السياسية للدول الأوربية. سيستمر الدعم الأوروبي للفلسطينيين إلى أن يصير هناك تغيير جذري في السياسة الأوربية بشكل عام فيما يتعلق بالمسلمين وبالجهاد وبتمويل فئة من الفلسطينيين لابقائها غريمة للسلطة. كما يعتبر صانعو القرار السياسي أن الموقف الأوروبي له أهمية لذا لا يمكن للولايات المتحدة غض النظر عن الضغوطات الأوروبية ضمن الجهود الأمريكية لحماية إسرائيل.
العنصر الأبرز في الحالة السياسية الراهنة في الشرق الأوسط هو جهود الاسلاميين في حث المسلمين على الجهاد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب؛ مقابل الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد هذه الجهود. في الوقت نفسه، هناك انقسام كبير بين فريق قيادة إيران وفريق عربي سني مناهض للهيمنة الإيرانية يتمثل بالمملكة العربية السعودية ومصر والأردن. اذا نجحت الولايات المتحدة، تتحسن الأوضاع الإسرائيلية؛ اذا لم تنجح الولايات المتحدة تتراجع الأوضاع الإسرائيلية. وقد أعلن الرئيس الأمريكي أوباما في خطاب توليه الرئاسة أن الولايات المتحدة تواجه هذا التحدي؛ معبرا عنه بالحرب ضد الشبكة.
 


هل ستتمكن الولايات المتحدة من وضع حد للجهاد المنتشر في هذا الجيل؟ ربما نعرف الاجابة النهائية عن هذه المسألة خلال السنوات الثلاث أو العشر القادمة. اذا حكمنا بأن الوضع الإسرائيلي بعد ثلاث سنوات سيكون أسوأ مما هو عليه الآن نكون نجزم ضمنيا بأن الولايات المتحدة ستفشل في منع الجهاد من الانتشار. هذا يعني أن تحسن الحالة الإسرائيلية رهن بجهود الولايات المتحدة في تقليص عدد الحكومات الداعمة للارهاب إلى الصفر.
نحن لا نلغي هنا احتمال فشل الولايات المتحدة. من المعقول أن ميزان الأمور لن يتغير خلال خمس أو عشر سنوات من الآن، لكن من المعقول أيضا أن خمس أو عشر سنوات ستكون كفيلة بحسم مسألة نجاح الولايات المتحدة. بأية حال من الخطأ أن تفترض إسرائيل أن الولايات المتحدة ستفشل أو أن تبني إسرائيل سياستها بناء على افتراض ان الحكومات الداعمة للارهاب (مثل إيران وسوريا والمملكة العربية السعودية) ستكون أقوى بعد ثلاث سنوات مما هي الآن. فيما يتعلق بالسياسة ينبغي على إسرائيل أن تتوقع نجاح الولايات المتحدة في تحقيق تلك الغاية وأن تجهز نفسها بناء على هذا.
تتمتع الولايات المتحدة بسلطات اقتصادية وعسكرية أقوى من عدة دول مجتمعة. هذا إلى جانب الديمقراطية التي هي في الوقت نفسه سبب في تفوق الولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا وفي استمرار الحيوية والديناميكية التي تتمتع بها أمريكا. وهي الوحيدة بين القوى الغربية التي تتمتع بنمو ديمغرافي ربما يعادل مع نهاية القرن الحالي نصف معدل النمو السكاني في الهند والصين. وفيما يشير المفكرون والقادة السياسيون في الولايات المتحدة إلى تزعزع قومي داخلي، لا يزال السكان الأمريكيون يفتخرون بأنفسهم وبنظامهم الديمقراطي الحر. الولايات المتحدة لم تهزم يوما ومن الخطأ الاعتقاد بأنها قد تهزم في المستقبل – حتى لو سلكت الطريق الخطأ لوقت طويل وتسببت بالضرر للكثير من حلفائها.


الصورة الأشمل اليوم هي تأثر العرب والمسلمين برغبتهم في قدرة السلام الجهادي على هزم الولايات المتحدة. وهناك رأي شائع في أوروبا أنه من الخطر مكافحة التدخل الاسلامي في السياسة الداخلية والخارجية. الا ان إسرائيل لديها كل ما يدعو للاعتقاد بأن رغبة المسلمين تلك لن تكلل بالنجاح. من المرجح أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتغلبون على هذا التحدي خلال السنوات الثلاث أو العشر القادمة. كما لا شك بأن سقوط المؤسسة الجهادية العالمية سيغير الأوضاع السياسية إلى الأفضل.
يمكن لإسرائيل خلال السنوات الثلاث أو الخمس القادمة أن تقوم بأكثر من مجرد وضع حد للعمليات الانتحارية كما حصل عام 2002، عليها أن تقوم بتوظيف تكتيكات هجومية فاعلة مثل الحملة الأخيرة على غزة، وأن تحافظ على استقرارها الداخلي ورضا شعبها عنها فيما يتعلق بمحاربة الفلسطينيين، وعلى الولايات المتحدة أن تزاول عملها على اضعاف الأنظمة الموالية للارهاب، عندها تصبح إسرائيل بحال أفضل بكثير مما هي عليه اليوم. تبقى المسألة الأخيرة هي السعي الإيراني للحصول على السلاح النووي ولاستخدامه للقضاء على إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر. يبقى هذا التحدي الأخير أمامنا.

تم...

2009-02-12 10:32:47 | 1947 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية