ملخّص التقدير الإسرائيلي
30-4-2025
ملخّص بحث حول المواجهة التركية – الإسرائيلية في سوريا
ترغب "إسرائيل" في مواصلة هجماتها الرامية إلى زعزعة استقرار سوريا. أما تركيا، كحليف قوي للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، فستدعم إعادة إعمار سوريا وتنميتها. ولذلك، يرجّح أن يستمر التجاذب بين الجانبين على الساحة السورية في المدى المتوسط. وليس من المُمكن لإسرائيل، التي "تُحارب" على أربع جبهات، وتُعاني من إرهاق مواردها البشرية، وتقلّص اقتصادها بنسبة 20%، وتصاعد كلفة حربها إلى 400 مليار دولار، أن تستمر في هذا الوضع المتأزّم لسنوات طويلة أخرى. وبالنظر إلى الميزانيات الاقتصادية المتدهورة في العالم أيضاً، يبدو من الصعب على الولايات المتحدة الاستمرار في تمويل حرب "إسرائيل" الأبديّة. ونظراً لأن بنيامين نتنياهو سياسي يعتمد وجوده على الحرب، فإن سقوطه من السلطة سيؤدّي إلى انسحاب "إسرائيل" من مناطق الحرب والصراع. ويمكن لتركيا، باقتصادها الأقوى، وبيئتها المُتماسكة، الصمود في هذه المعمعة لفترة أطول. وكلا الطرفين يُحاذر الانزلاق لمواجهة مباشرة، بسبب تعقيد المشهد وتشابك التحالفات والمصالح. ويقع نطاق نفوذ تركيا في شمال وشمالي غربي سوريا (عفرين، إدلب، ريف حلب، تل أبيض، رأس العين)؛ بالإضافة إلى قواعد عسكرية في ريف حلب، وإدلب، والحسكة؛ فيما نفوذ "إسرائيل" يقع في الجنوب والجنوب الغربي (القنيطرة، درعا، محيط دمشق)؛ إضافة إلى "نشاطات" في البادية، مع الاحتفاظ بقواعد ونقاط مُراقبة ونقاط استخباراتية في الجولان، والقيام بتنفيذ ضربات جويّة استنسابية.
وعلى الصعيد العسكري، تستخدم تركيا جيشها بشكل مباشر في عمليات، مثل "درع الفرات"، "غصن الزيتون"، و"نبع السلام". وهي تدعم فصائل المعارضة المسلّحة، خاصة (الجيش الوطني السوري ثم هيئة تحرير الشام). وتعتمد "إسرائيل" على سلاح الجو والمخابرات في تنفيذ ضربات دقيقة، كما على "الوكلاء المحلّيين"، أو التنسيق غير المُباشر معهم في الجنوب. والطرفان يملكان أجهزة استخبارات نشطة داخل سوريا، مثل (جهاز الاستخبارات الوطني) التركي، ويدير ملفّات الشمال، وجهاز الموساد الإسرائيلي الذي يركّز على الجنوب، ومُتابعة شتّى النشاطات فيه . وعلى الصعيد السياسي، فإنّ تركيا مُتحالفة مع روسيا (ضمن تفاهمات أستانة وسوتشي)؛ وهي تُنسّق مع أمريكا بخصوص الأكراد، وتعمل على منع قيام كيان كردي مستقل. وتُنسق "إسرائيل" مع روسيا، وتملك تحالفاً استراتيجياً مع أمريكا، وتحاول منع تموضع أي شكل من أشكال المقاومة. وكلٌ من تركيا و"إسرائيل" تَستشرفان شكل النظام المُقبل أو الترتيبات الأمنيّة النهائية في سوريا الجديدة. فتركيا تريد منطقة آمنة خالية من قوّات سوريا الديمقراطية "قسد"؛ بينما تريد "إسرائيل" ضمان خلوّ الجنوب السوري من أي تهديد مهما كان نوعه أو مستواه؛ عِلْماً أن "إسرائيل" سَعت وتسعى دائماً لتقسيم سوريا أو إضعافها كدولة مركزية قويّة؛ وهي كانت تميل تاريخيًا إلى فكرة أن "سوريا الضعيفة أفضل من سوريا المركزيّة القويّة". ولهذا، فمصلحة "إسرائيل" الدائمة هي في حكم لا مركزي أو فيدرالية تُضعِف دمشق، وإبقاء التنافر القومي والطائفي والمذهبي بين مُكَوّنات المجتمع السوري (كرد، علويّون، سنّة، دروز، إلخ..). وفي حال قيام نظام جديد غير مُعادٍ لإسرائيل، أو أكثر براغماتية من النظام السابق، فإنّ تل أبيب قد تعمل على: تطبيع تدريجي خلف الكواليس، وتفاهمات أمنيّة، مُقابل دعم دولي للنظام الجديد، أو حتى تفاهمات اقتصادية لاحقًا (مثل مشاريع طاقة عبر الأردن أو الخليج).
إن "إسرائيل"، حتى الآن، تعتبر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، مُجَرّد إرهابي سلَفي تابع للقاعدة، أو مُجَرّد "حصان طروادة" سياسي؛ وبالتالي هي تسعى لأن تتشكّل مرحلة ما بعد سقوط الأسد في إطار تسوية دولية، تضمن بناء النظام السوري الجديد من خلال ضمانات أمريكية وروسية وأوروبية بأن سوريا الجديدة لن تتحوّل إلى ساحة تهديد لمصالح "إسرائيل" الأمنية والاستراتيجية البعيدة المدى.
لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا
2025-04-30 13:06:09 | 10 قراءة