التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-5-2025

ملخّص التقدير الفلسطيني

15-5-2025

كشفت محاولة اغتيال محمّد السنوار، القائد الجديد لكتائب "القسّام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، عن أوجه التخبّط في القرار العسكري والسياسي الإسرائيلي، وعن نوايا تتجاوز تصفية شخصية قياديّة إلى أهداف استراتيجية تهدف إلى نسف أي مسارات سياسية أو إنسانية مُحتملة، وإعادة تكريس منطق الحرب المفتوحة.

وكان جيش الاحتلال قد نفّذ غارات جويّة كثيفة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين، بزعم استهداف محمّد السنوار في محيط المستشفى الأوروبي بخان يونس. وتمّ إطلاق سبع قنابل، تزن كلّ واحدة منها طناً، رغم ادّعاء الجيش الإسرائيلي تأكّده من عدم وجود مُحتجزين إسرائيليين في المكان. هذه العملية، التي تذكّر بمحاولات اغتيال سابقة فاشلة، تؤكّد أن "إسرائيل" ما زالت تعتمد استراتيجية "قطع الرأس"، رغم إخفاقها المُزمن في تغيير مُعادلات المقاومة أو كسر إرادتها.

 من هنا، تحاول "إسرائيل" من خلال هذه الضربة استعادة المبادرة في حرب استنزاف طويلة منذ 7 أكتوبر، اعتمادًا على فكرة أن تصفية القيادة قد تقوّض معنويات المقاومة. لكن التجربة في لبنان وغزة أثبتت أن هذا النهج لا يؤدّي إلى نتائج حاسمة. كما يُفهم من التوقيت أن هناك نيّة لتعطيل مفاوضات تبادل الأسرى، خاصة بعد الإعلان عن توجّه وفد إسرائيلي إلى الدوحة، ما يعكس رغبة بنيامين نتنياهو في خلط الأوراق داخليًا وخارجيًا، للهروب من أزماته المتفاقمة.

بالمقابل، تعيش القيادة الإسرائيلية حالة من التآكل الاستراتيجي، وفق تحليلات خبراء بارزين، مثل عاموس هارئيل ويتسحاق بريك. وزير الأمن الأسبق، عومر بار ليف، وصَف السردية الحكومية بالكذبة الكبرى، فيما حذّر الجنرال بريك من أن استمرار الحرب دون حسم يُضعف الردع ويقود إلى سيناريو شبيه بفيتنام وأفغانستان، حيث تعجز قوّة عظمى عن هزيمة تنظيم مُقاوم.

وبالتزامن مع هذا التصعيد، يعيش قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ يواجه 470 ألف شخص "جوعًا كارثيًا"، بحسب تقرير للأمم المتحدة، في ظل انهيار كامل للخدمات الصحية والغذائية، ونفاد تام للمساعدات. أُغلق آخر مطبخ خيري في نيسان/أبريل، وانهارت قدرة المنظمات الإنسانية، كاليونيسف، على تقديم الحد الأدنى من الدعم الغذائي للأطفال والنساء.

تأتي هذه التطوّرات في ظل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، والتي يُنظر إليها كغطاء سياسي وعسكري لاستمرار دعم حكومة نتنياهو. تزامَن ذلك مع انعقاد قمّة الرياض التي لم تُثمر عن أي تحوّل فعلي، ما يُثير التساؤلات حول جديّة الوساطات السعودية والقطَرية والمصرية، في ظل هيمنة أمريكية تُبرّر استمرار الحرب تحت مُسمّيات واهية.

 إن عملية اغتيال محمّد السنوار – إن نجحت أو فشلت – تندرج في سياق إخفاق إسرائيلي استراتيجي شامل. الحرب لا تُحقّق أهدافها، والمقاومة لا تُهزَم، والكارثة الإنسانية تتفاقم. ما يتطلّبه الواقع اليوم هو وقف فوري لإطلاق النار، رفع الحصار، واستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، إلى جانب تدخّل دولي عاجل لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين من الجوع والمَرض والموت البطيء.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-05-15 17:29:08 | 25 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية