ملخّص التقدير الإسرائيلي
15-5-2025
ملخّص بحث حول (مخاوف "إسرائيل" من قدرات الجيش المصري الحديثة)
رغم معاهدة "السلام" التاريخية بين مصر و"إسرائيل"، فإنّ المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية لا تُخفي قَلقها من تعاظم قدرات الجيش المصري. في العقد الأخير، شهد الجيش المصري تطوّرًا نوعيًا في تسليحه، شمل مُقاتلات فرنسية وروسية، غوّاصات ألمانية مُتطوّرة، ونظم دفاع جويّ ذات مدى بعيد. هذا التنوّع، إلى جانب استقلالية القرار السياسي المصري المُتزايدة، يدفع "إسرائيل" إلى إعادة تقييم توازن القوى في المنطقة.
المخاوف الإسرائيلية لا تستند فقط إلى القدرات الماديّة، بل أيضًا إلى العقيدة القتالية المصرية التي لا تُقصي "إسرائيل" من قائمة السيناريوهات المُحتملة. وتكثيف المناورات العسكرية المشتركة، خاصة مع روسيا وفرنسا، يُظهر جاهزيّة مصريّة متقدّمة.
في المقابل، تسعى "إسرائيل" إلى تعزيز شراكاتها في البحر المتوسط، وتكثيف المُراقبة الجويّة والاستخباريّة، وتوجيه رسائل ردع غير مباشرة، مع الحفاظ على التعاون الأمني مع القاهرة. فهي تُدرك أن السلام لا يعني غياب القلق، وأن الاستقرار لا يُترجم دائمًا إلى اطمئنان طويل الأمد.
لم تُخفِ قوى الاستعمار العالمية استهدافها للمنطقة العربية والإسلامية عبر سيناريو الفوضى الخلّاقة، وتقسيمها إلى دويلات عِرقية وطائفية، لضمان أمن "إسرائيل"؛ وهو ما طَرَحه شمعون بيريس، رئيس حكومة الكيان الصهيوني الأسبق منذ سنوات تحت مُسمّى "الشرق الأوسط الجديد". ورأينا مؤخراً كيف انتهزت "إسرائيل" مُجريات الأحداث في سوريا، وسقوط نظام الرئيس بشّار الأسد، وانهيار الجيش السوري، وسارعت – خلال ساعات قليلة – لاحتلال جبل الشيخ، ومناطق داخل الدولة بحجّة تأمين حدودها؛ وهو ما يؤكّد أن قوى الإرهاب والتطرّف والميليشيات لا تستطيع أن تقود الدول، ولا تعبأ بضرورات الأمن القومي، لأنها غير مسؤولة، ولا تُدرك متطلبات الدولة الوطنية بمعناها الأعمق، ولا تنسجم مع توجّهاتها التي تتبنّى مفهوم دولة الخلافة.
إن انهيار سوريا، وتفكيك جيشها، كما حدَث مع العراق خلال الغزو الأمريكي عام 2003، يؤكّد الإصرار على تنفيذ مخطّط تقسيم المنطقة، حتى الحصول على "الجائزة الكبرى"، وهي مصر.
من ناحية أخرى، علّق رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء نصر سالم، على التحذير الذي أطلقه اللواء الاسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، بأن المصريين سيدفنون الإسرائيليين في حال الحرب معهم. ونوّه بأن تصريحات الجنرال الإسرائيلي هي تعبير واضح عمّن ذاق ويلات الحرب وتحذير للقيادة الإسرائيلية وتحذير للشعب الإسرائيلي بأن أيّ حرب مع مصر ستكون لها عواقبها، ليس على "إسرائيل" فقط، ولكن على المنطقة بالكامل. وأشار اللواء نصر سالم إلى أن هناك أيضاً تحذيراً من وزير الخارجية المصري في الوقت نفسه، فهذا يعني أن هناك تحت الرماد نيراناً مُشتعلة يجب أن يحسب الجميع لها ألف حساب قبل أن تنتشر وتُشعل المنطقة بالكامل. وأكّد أن هناك بالفعل مخاوف حقيقية وتحذير من قيام الحرب، ويجب على "إسرائيل" أن تتفهّم هذا جيّداً، وأن صبر المصريين لن يطول، ولن تتحمّل مصر كلّ هذا التجاوز من جانب "إسرائيل"، سواء كان في حق الفلسطينيين، أو في تهديدها للأمن القومي المصري. وقال اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري والاستراتيجي وأمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، بأن تحذيرات الجنرال الإسرائيلي من قدرات المصريين العسكرية تأتي في وقتٍ له دلالاته بعد الإخفاق الشامل الذي مُنِي به جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنّها ضدّ المقاومة الفلسطينية في غزة. فعلى الرغم من سقوط أكثر من 50 ألف شهيد و100 ألف جريح، نسبة الأطفال والنساء فيهم عالية جداً، لم يُحقّق جيش العدو أي هدف من أهدافه العسكرية. وأضاف أن الإخفاق الإسرائيلي يضع إشارات واضحة لا تُخطئها عين، بأن أيّ مواجهة مع الجيش المصري الذي يتمتّع بكفاءة قتالية عالية لن تكون بالطبع في صالح "إسرائيل" ولا جيشها المُنهك، الذي تكرّر فشله في قطاع غزة المحدود بمساحته الصغيرة. ومن أهم أسباب قوّة الجيش المصري أنه لم يعتمد يومًا على المُرتزقة الأجانب، وإنّما على المصريين أنفسهم.
لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا
2025-05-15 17:31:14 | 29 قراءة