التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-8-2025

ملخص التقدير الاسرائيلي

15-8-2025

ملخّص بحث بعنوان: "إسرائيل" وفتنة الأقليّات في المنطقة: أهداف استراتيجية

منذ القرون الأولى للاستعمار الأوروبي، أدركَت القوى الاستعمارية أن التحريض على الفتَن، وتفكيك النسيج الاجتماعي، واللعب على التناقضات الدينيّة والمذهبيّة والعِرقيّة لدى الأقليّات داخل الدول المحتلة، هو من أنجَع الأدوات لضمان السيطرة والاستمرار في الحكم. وقد كان الاستعمار البريطاني أبرز من أتقَن هذه اللعبة القذرة، لتفتيت المجتمعات وإضعاف حركات التحرّر الوطني. ولم تَنته هذه السياسة بانتهاء الاستعمار البريطاني؛ بل ورثَتها الولايات المتحدة الأمريكية في عصر الهيمنة العالمية، بذريعة الدفاع عن  الديمقراطية وحقوق الإنسان، بينما طَبّقها الكيان الصهيوني كجزء من مشروعه الجيوسياسي التوسّعي في المنطقة على قاعدة "فَرّق تَسُد".

لقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان طوائف «الطاجيك والأوزبك» ضدّ طالبان ذات الغالبيّة البشتونيّة؛ بل شجّعت فكرة الفيدرالية الطائفية لاحقاً لضمان استمرار الانقسام. وفي العراق، بعد غزوه واحتلاله في عام 2003، مارست أمريكا، ومعها "إسرائيل"، سياسة المُحاصَصة الطائفية والعِرقية؛ وقامت  بتوزيع السلطة بين الشيعة والأكراد والسنّة؛ وكرّست النفوذ السياسي للأقليّات على حساب دولة المُواطَنة؛ كما استخدمت المُكَوّنات الصغيرة (التركمان؛ الشبك؛ الكلدان؛ الآشوريون) ضمن لعبة التوازنات. أما في سوريا، فإنها اعتمدت، وربيبتها "إسرائيل"، على الأكراد ( قسَد – قوّات سوريا الديمقراطية) لضرب «داعش»؛ لكنّها في الوقت ذاته، استخدمتهم جميعاً كورقة ضغط ضدّ النظام السوري المخلوع  وتركيا؛ ثم بدأت بالتخلّي عنهم بعد سقوط نظام بشّار الأسد وفقاً للمُتغيّرات الجيو سياسية، بسبب ضرورة استقرار سوريا حالياً، وإبعادها عن النفوذ الايراني؛ الذي يُمكِن عودته مع استمرار الفوضى فيها. وقد استغلّت "إسرائيل" الفراغ السياسي والأمني في سوريا لدفع أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمَد في المنطقة نحو التحقّق. وهي شرَعت بالتصعيد العسكري الفوري، والاستيلاء على الأراضي خارج المنطقة العازلة المرسومة منذ العام 1974، وفي ريف القنيطرة، وصولاً إلى مشارف ريف دمشق. ومن خلال مشروع "ممر داوود"، تهدف "إسرائيل" إلى إنشاء شريان جيوسياسي يَمتد من الجولان المُحتل إلى كردستان العراق، وإعادة تشكيل غرب آسيا تحت ستار تعزيز تحالفات الأقليّات وتحقيق الادّعاءات التوراتيّة. (القدس العربي، 24 تموز 2025).

ومن المُفترَض أن يمرّ هذا الممَر عبر مُحافظات درعا، السويداء، التنف، دير الزور، والبوكمال، ليصل إلى نهر الفرات، ممّا يمنح "إسرائيل" مَنفذًا بريًا استراتيجيًا يُعَزّز من نفوذها الإقليمي. كما يُنظَر إلى المشروع على أنه خطوة استراتيجية نحو تحقيق الوعد التوراتي والطموحات التوسعيّة الدينية والتاريخية (الأخبار، 17/7/2025).

وقد منحت التحوّلات التي شهدتها سوريا مؤخّراً "إسرائيل" فرصة جديدة للتمدّد الجغرافي شرقًا، بما يتماشى مع حدودها التوراتية كما وردّت في الأساطير المؤسّسة. وتُعتبَر سوريا الخاسر الأكبر في حال تحقيق المشروع عبر أراضيها، حيث يهدف لإعادة تشكيل سوريا عن طريق تفتيتها، وإضعاف الحكومة المركزية، ومَنعها من استعادة السيطرة الكاملة على أراضيها السيادية الجنوبية والشرقية. وفي السياق، دعا الشيخ حكمت الهجري، أحد المرجعيّات الدرزية الروحية في مُحافظة السويداء السورية، إلى فتح معبر دولي بين السويداء والأردن جنوبًا، وفتح الطرقات التي توصِل السويداء بمنطقة شرق الفرات شمالًا؛ وهي المنطقة التي تُسيطِر عليها قوّات حماية الشعب الكرديّة "قسَد". وهذه الدعوة من الرجل المعروف بتعاونه مع الاحتلال الإسرائيلي، جاءت مُباشَرة عقب مُغادَرة الجيش السوري والأجهزة الأمنيّة مُحافظة السويداء، نتيجة قصف الطيران الإسرائيلي المُكَثّف داخل العاصمة دمشق، كتعبير عن شعور بالانتصار على الدولة السورية بدعم إسرائيلي مباشر، وبأن الوقت حان لتمهيد الطريق لخروج السويداء عن حكم السلطة المركزية. و"إسرائيل" مُتَحَفّزة لاستمرار ضغطها على دمشق لدفعها للقبول بشروطها، وفي مقدّمتها الاعتراف بها والتطبيع معها، والتنازل عن هضبة الجولان وأراضٍ سورية أخرى في الجنوب السوري إلى الأبد (الجزيرة، 22/7/2025).

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-08-15 16:16:07 | 42 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية