ملخّص التقدير الإسرائيلي
15-9-2025
ملخّص بحث حول عزلة "إسرائيل" في المجتمع الدولي وتداعياتها الاستراتيجية
شهِد العالَم في السنوات الأخيرة تحوّلات جذريّة في المواقف تجاه كيان الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة لتزايد انتهاكاته الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني خاصّة، وشعوب المنطقة عامّة. وبلغَت هذه التحوّلات ذروتها بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي أسفَرت عن دمارٍ هائل وأزمة إنسانية غير مَسبوقة، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي. وفي هذا السياق، برزَت حركة المُقاطَعة العالمية كأداة فَعّالة للضغط على الاحتلال ومُحاسَبته، حيث طالَت المُقاطَعة مختلف القطاعات الاقتصادية، الأكاديمية، الثقافية، والرياضية، وأسهَمت بشكل مُباشِر في عزلة الكيان الإسرائيلي على الساحة الدولية، وصولاً لتخفيض تصنيفه الائتماني من قِبَل الوكالات المختصّة (موقع الرسالة، 21/12/2024).
وهذه العزلة وزيادة المَخاطِر السياسية أدّت إلى تباطؤ كبير في تدفّق الاستثمارات الأجنبية إلى الكيان. والمُستَثمرون يُراقِبون عن كَثب تداعيات مُمارَسات الاحتلال على القطاع، وحَظر المُشارَكة في المؤتمرات الدولية وقيود السفر. وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، لم تَعُد "إسرائيل" تُواجِه انتقادات سياسية فحسب، بل دخلَت العزلة مرحلة أكثر خطورة بامتدادها إلى مجالات السياحة والاقتصاد والتكنولوجيا والقضايا اللوجستية العسكرية. وعلى هذه الخلفيّة جاء "طوفان الأقصى" ليَجعَل العيون العمياء تُبصِر، والآذان الصمّاء تَسمَع، والقلوب التي جَمّدتها الدعاية الصهيونية المُزَيّفة، تعود نابضة بالرحمة والإنصاف. كما حَذّر دبلوماسيون وسُفَراء إسرائيليون سابقون من أنّ "إسرائيل" تُواجِه مرحلة خطيرة من العزلة الدولية، حيث بدأت الانتقادات والتحرّكات الدبلوماسية تَتَراكم للضغط على الدولة العبريّة. وأشار هؤلاء إلى أن الرأي العام الدولي بدأ يعكس استياءً مُتَزايداً من سياسات تل أبيب الإجراميّة تجاه غزة والفلسطينيين، ما قد يُتَرجَم مُستَقبلاً إلى عقوبات أوسع وحَظر أسلحة وإقصاء الكيان من الفعاليّات الدولية.
يقول جيريمي إسخاروف، الدبلوماسي الإسرائيلي البارز المُتَقاعد الذي شغَل منصب سفير الكيان في ألمانيا لصحيفة "فايننشال تايمز": إن الكيان " لم يُواجِه عزلة بهذه الحدّة من قَبل"؛ ويضيف: "لا أذكر وضعاً كان بهذه الدرجة من الخطورة فيما يتعلّق بمَكانتنا الدولية، والهجَمات على شرعيتنا، والانتقادات المُوَجّهة ضدّ حكومتنا. وبعض من أفضل أصدقائنا باتوا يُرسِلون الينا إشارات سلبيّة للغاية". وحذّر من أنها "عملية يُمكِن أن تتّجه نحو الأسوأ في عدّة مَسارات. نحن نعيش في عالَم مُتَرابط. لا فَرد ولا دولة يُمكِن أن يعيش في عزلة". وأفاد بأن "الرأي العام في إسرائيل بدأ يُدرك أن الأمر أعمق وأكثر انتشاراً وخطورة من أيّ وقتٍ مضى"؛ وأشار إلى مَخاطِر عقوبات إضافية قد تُفرَض، ما قد يُجبِر "إسرائيل" على التفكير في مُستَقبل تُمنَع فيه من المُشارَكة في الفعاليّات الدولية، وتخضع لحَظر أسلحة أوسع، ويتم إلغاء السفر بدون تأشيرة.
من جانب آخر، أوضَح مايكل هراري، الذي شغَل منصب سفير في قبرص، "أن سلسلة الحوادث والإدانات والتحرّكات الدبلوماسية الأخيرة هي جزء من عملية ستؤدّي تدريجياً إلى عَزل إسرائيل"؛ وقال: "يستغرق الأمر وقتاً حتى تصل إلى واقع واضح للغاية. لفَترةٍ ما، كان هناك فجوة بين الرأي العام المُعادي لإسرائيل والحكومات التي كانت أكثر تَفَهّمًا لسياستها في غزة. لكنّ الحكومات المُنتَخَبة ديمقراطيًا لا يُمكِنها تجاهل الرأي العام لفترة طويلة. إنها مسألة وقت قبل أن تَصطفّ مع الشارع". وأضاف هراري أن: "عملية التحوّل إلى دولة منبوذة صعبة الإدراك، ولا أحد يعرف حقًا متى ستَحدث. فهذه الأمور الصغيرة تَتراكم في النهاية. ومع أن كلّ واحدة منها قد لا تؤثّر على حياة الناس، إلاّ أنه عند تَراكُمِها سيَكون من الصعب تجاهلها". (روسيا اليوم، 15/8/2025).
لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا
2025-09-15 17:18:40 | 30 قراءة