التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-9-2025

ملخّص التقدير الإسرائيلي

30-9-2025

ملخّص بحث: "إسرائيل" ودور الطاقة في الصراع الإقليمي"

تشهد منطقة الشرق الأوسط، في مُعادَلة أمن الطاقة الدولي، تصاعدًا ملحوظًا في حدّة التوتّرات؛ وهو تصاعد لا يمكن اختزاله في كَوْنِه انعكاساً لصراعات جيوسياسية أو عسكرية فحسب، بل يتجاوز ذلك ليَكشِف عن بُعْدٍ أكثر جوهريّة يتعلّق بمُحاوَلة السيطرة البعيدة المدى على منابع الطاقة الأساسية، وفي مُقَدّمتها الغاز والمياه. وإذا ما نظَرنا إلى خريطة احتياطات الطاقة العالمية، نجد أن روسيا تتصدّر المرتبة الأولى، تليها إيران ثم قَطَر. وفي ظلّ سعي أوروبا الحثيث لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي، باتت هذه المنطقة محَط أنظار القوى الغربية، باعتبارها المُوَرّد البديل الذي يمكن أن يَسُدّ جزءاً من الفجوة في احتياجاتها. غير أن المُفارَقة التي تبرز هنا تكمن في الرؤية الأوروبية لأمنها القومي، إذ تعتبر أن “حارس البوّابة” لتدفّق الغاز من الشرق الأوسط إلى دُوَلِها هو "إسرائيل"، ليس لأنها تمتلك أكبر الاحتياطيات، بل لأنها تُقَدّم نفسها كقوّة إقليمية ضامِنة لمُرور الإمدادات وحماية المَمَرّات الحيويّة والمَعابِر البحريّة. وبهذا المعنى، تتحوّل "إسرائيل" في الحسابات الأوروبية من مجرّد فاعل سياسي - عسكري إلى عنصر أساسي في المُعادَلة الاستراتيجيّة لأمن الطاقة العالَمي. والتوتّرات العنفيّة الأخيرة ليست سوى واجهة لصراع أعمق يتجاوز حدود النزاعات التقليدية، ويتعلّق بمُحاوَلة التسلّط على مَنابِع الطاقة والتحكّم بمَساراتها المستقبلية. وكلّما ازداد الطلَب الأوروبي على بدائل للغاز الروسي، ازدادَت أهميّة المنطقة كمَصدَر وكمَمَرّ في الوقت ذاته. وهو ما يُفَسّر مُحاوَلات القوى الكبرى إعادة رسم خرائط النفوذ بما يضمن بقاء خطوط الإمداد تحت سيطرة حُلفاء موثوقين. لكن هذا التوجّه يطرح بدوره مُعضِلات معقّدة: إذ إن ربط أمن الطاقة الأوروبي بقدرة "إسرائيل" على فرْض هيمَنتها في المنطقة يزيد من هشاشة الاستقرار الإقليمي، ويجعل الطاقة أداة صراع بدَلاً من أن تكون عامل تعاون. كما أن تجاهل دور القوى الإقليمية الأخرى، مثل إيران وقَطَر ومصر وتركيا، في مُعادَلة الطاقة قد يؤدّي إلى صدامات إضافيّة بدَل بناء تفاهمات مُشتَركة. وفي ضوء ذلك، يُصبِح من الصعب تصوّر أن المفاوضات السياسية وحدها قادرة على تهدئة الوضع. فالقضية لم تعُد محصورة في صراع حدود أو نزاعات آنيّة، بل أصبحت جزءًا من سباق عالَمي لإعادة توزيع النفوذ على مَصادر الطاقة. وهنا تكمن خطورة المرحلة، بحيث تُخْتَزَل الحلول في تعزيز قوّة كيان الاحتلال على حساب الآخرين، ممّا يُفاقِم حالة الاستقطاب، ويجعل أيّ تسوية أكثر تعقيدًا. وما يجري اليوم في المنطقة ليس مجرّد تصادم سياسي أو عسكري، بل هو جزء من إعادة ترتيب جيواستراتيجية الطاقة على الصعيد العالمي (المسرى، 14/9/2025 ).

كلّ هذا يؤكّد حجم الأهميّة التي توليها القوى الدولية لمنطقة الشرق الاوسط (التي تضم المنطقة الممتدّة من تركيا شمالًا إلى اليمن والصومال جنوبًا، ومن ليبيا ومصر غربًا إلى إيران شرقًا؛ وتتوسّع لتشمل الجزائر والمغرب وقبرص وأفغانستان).  كما تُـظهِر حجم التعقيد في الواقع السياسي والديني والاجتماعي الذي تشهده القضية الفلسطينية ودول الطوق العربية، ممّا يُعَرّض الجميع لاهتزازات سياسية وأمنية واضطرابات خطيرة، تستفيد منها الدول الكبرى في رسم سياساتها وتنفيذ مشاريعها ومصالحها الحيويّة، وفي تأمين خطوط نقل إمداداتها من النفط والغاز على امتداد العالَم (الجزيرة نت).

وفي ظلّ غياب حلول سياسية دائمة، وتغوّل إسرائيلي توسّعي لا يعرف حدوداً ولا يعترف إلّا بشرعية القوّة، يبقى أمن الطاقة عرْضة للتقلّبات والمَخاطر، ويظلّ الاقتصاد العالَمي في حالة تأهّب دائم لأيّ شرارة جديدة قد تندلع في هذه المنطقة الحيويّة التي هي قلْب العالَم كلّه.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-09-29 12:35:55 | 31 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية