التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-10-2025

ملخّص التقدير الإسرائيلي

30-10-2025

ملخّص بحث حول الاتفاق السعودي - الباكستاني وتداعياته على "إسرائيل"

منذ عام 1951، ومباشرةً بعد سقوط الإمبراطورية البريطانية وتقسيم شبه القارّة الهندية بين الهند وباكستان، وَقّعَت الرياض واسلام آباد معاهدة صداقة. وكان تعاونهما العسكري دائماً نشطاً. فالمملكة العربية السعودية لديها المال، ولكن لديها قوّات عسكرية محدودة؛ بينما تفتَقر باكستان إلى الأموال، ولكن لديها جيش فَعّال (ومُتَشَعّب). وبالتالي كان مُقَدّراً عليهما أن يتّفقا (شبكة bbc). وقد أحدَث الاتفاق الأخير بينهما تأثيراً شبيهاً بزلزال صغير. جاء الإعلان عنه في وقتٍ أصيب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته بهستيريا وغطرسةٍ قاتلة، إذ أرسلوا قنابلهم إلى قلب قَطَر، الحليف الوفيّ للولايات المتحدة، بعد أن دَمّروا غزة وقصَفوا لبنان وسورية واليمن وإيران... ممّا أدّى إلى تأجيج مخاوف لدى دول خليجية تتعلّق بمدى التزام الولايات المتحدة بالدفاع عنها، لا سيما ضدّ التصرّفات الإسرائيلية الجنونيّة.

تُمَثّل الاتفاقيّة الدفاعيّة الاستراتيجيّة الجديدة نقطة تحوّل من حيث تنصّ على أنّ أيّ اعتداء على أحَد البلَدين يُعتَبر اعتداءً على كِلَيْهِما؛ وبالتالي فإن تهديد حدود أحَدِهما يُنظَر إليه كخطَر على كيان الآخر. (صحيفة اللواء اللبنانية). وتُظهِر هذه العلاقة الوثيقة أن السعودية ترى في باكستان شريكاً استراتيجياً يُوَفّر لها الأمن الإقليمي والقدرة على الوصول إلى الأسواق الآسيويّة؛ فيما تُوَفّر باكستان للسعودية فرصة لتعزيز دورها الإقليمي في مواجهة التحدّيات القادمة عليها.

ومن ناحية أخرى، يمكن للاتفاق أن يُسهِم في إعادة تشكيل المنظّمات الإقليمية، مثل منظّمة التعاون الإسلامي، لمواجهة التهديدات المشتركة التي تُواجِه الأمّة الإسلامية. وقد يدفع هذا الوضع أيضاً دوَلاً مثل إيران وتركيا إلى تعزيز استراتيجيّاتها التعاونيّة في مواجهة التحدّيات الإقليمية والخارجية (المرجع السابق).

كذلك، الاتفاق المذكور يحمل رسائل واضحة إلى واشنطن بتذكيرها بأنّ حلفاءها في الخليج لم يعودوا مُرتاحين للاعتماد المطلق على مظلّتها لوحدها، خاصّة وأنهم يعتبرون أنّ أميركا باتت ترى في إسرائيل الحليف الأوّل والوحيد، ما يُبَرّر بحثهم عن بدائل تمنَحهم استقلاليّة أكبر؛ وإلى إسرائيل بالتأكيد، بأنّ السعودية لم تَعُد عارية استراتيجيًا، وأنها باتت مُرتَبطة بشريك يمتلك سلاحًا نوويًا، ولو بصورة غير مباشرة. والشقّ العسكري ليس سوى وجه واحد للاتفاق، إذ إن المجال مفتوح أمام مشاريع اقتصادية واسعة: من الطاقة والمعادن إلى البنية التحتيّة والتكنولوجيا. والسعودية، التي تسعى إلى تنويع اقتصادها في إطار "رؤية 2030"،  ترى في باكستان شريكًا يُوَفّر لها أسواقًا جديدة وممرّات نحو آسيا الوسطى. أما إسلام آباد، الغارقة في أزمة اقتصادية حادّة، فهي تحتاج إلى الاستثمارات السعودية والتمويل الخليجي كأحد شرايين البقاء. وبهذا المعنى، يمكن قراءة الاتفاق كبنية فوقيّة أمنيّة لتعاون اقتصادي طويل الأمَد.

وفي السياق، أكّد الباحث الإسرائيلي يوئيل غوجانسكي في يديعوت أحرونوت، أن الاتفاقيّة تُرسِل إشارات مباشرة لإسرائيل ضمن السياق الإقليمي المُتَوَتّر، مع استمرار الغموض حول تفاصيل الالتزامات الأمنيّة والتعاون النووي بين باكستان والسعودية. واعتبر ان الاتفاق يعكس استمرار التعاون بين الرياض وباكستان أكثر من كونه نقطة تحوّل استراتيجيّة حقيقية، خاصّة في البُعد النووي الذي لم يُذكَر صراحة في نصّ الاتفاق. ويضيف أن سنوات من التلميحات حول "مظلّة نوويّة" باكستانية للسعودية لا تزال تُثير التكهّنات؛ إلّا أنّ باكستان تُصِرّ على أن أسلحتها النووية مُخَصّصة لردع الهند فقط؛ بينما قد تَعتَبر السعودية هذه الورقة دعماً استراتيجياً محتملاً في المستقبل.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-10-30 12:53:08 | 18 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية