"إسرائيل" تُهاجم إيران..التداعيات على فلسطين والمنطقة
بقلم: هاني المصري
13/6/2025
بعد تأخير أكثر من عشرين عاماً، ضرَبت دولة الاحتلال إيران لإزالة التهديد الذي تُشَكّله؛ وتَستهدف البرنامجين النووي والصاروخي؛ وهذا تطوّر نوعي كبير لا يمكن أن يحدث بدون تنسيق أمريكي – إسرائيلي. أما النفي الأمريكي للمشاركة، فيَعود للسعي لتجنّب أن يستهدف الردّ أهدافاً أمريكية.
هل يَنجح الهجوم في تحقيق أهدافه، وماذا سيكون الردّ الإيراني، وهل سيكون بداية إلى حرب إقليمية ستكون لها تداعياتها الخطيرة على العالم، خصوصاً على اقتصاده؟ هذا سيَتوقّف على قدرة إيران على ردٍ قويٍ رادع. والردّ الإيراني بدأ بإرسال عدد كبير من المُسَيّرات، التي أشارت الأنباء أنها في طريقها إلى أهداف إسرائيلية.
تأثير الحرب الإسرائيلية الغربية- الإيرانية على غزة وفلسطين
ستكون هناك تأثيرات كبيرة للحرب الذي بادرت اليها دولة الاحتلال فَجر اليوم، أوّلًا لأن فلسطين ميدان الحرب؛ و"دول الطوق" والدول العربية التي توجد فيها قواعد عسكرية أمريكية، يمكن أن تكون أهدافاً؛ وكذلك لأن الطائرات والصواريخ والمُسَيّرات تخترق أجواءها أو تنطلق منها إذا دخلَت القوّات الأمريكية والأطلسية إلى المعركة؛ وهي دخلَت بالحرب من خلال الخداع الذي قام به ترامب وإدارته قبل الضربة، وستدخل حتماً في مجال الدفاع وصدّ الهجمات الإيرانية على "إسرائيل"؛ وهذا ما ردَع ايران أن تكون هي المُبادِرة بالضربة.
وبالتأكيد ستكون الحرب محور الاهتمام الإقليمي والدولي؛ وهذا يُضعف الاهتمام المحدود أصلًا للتوصّل إلى وقف جريمة الإبادة في غزة، مؤقّتاً أو كلّياً؛ وهي حرب قد تكون قصيرة أو تمتد لحرب إقليمية. وهذا له علاقة بمدى نجاح الضربة الاستباقية بتحقيق أهدافها.
وإذا انتصرت "إسرائيل" في الحرب، سيَتعزّز "الشرق الأوسط الجديد" الذي دعا إليه بنيامين نتنياهو، ويهدف إلى جعل اليَد الإسرائيلية هي العليا في المنطقة برمّتها، التي ستَدخل العصر الإسرائيلي؛ وستقوم حكومة نتنياهو بتسريع مُخَطّطها لحسم الصراع وتصفية القضية الفلسطينية وإقامة "إسرائيل الكبرى".
وإذا هُزِمَت "إسرائيل"، فسيتم تحجيمها وبداية تدهورها وانهيارها. وإذا انتهت الحرب بسرعة، أو بدون هزيمة ساحقة بالضربة القاضية لصالح أيّ طرف، فهذا سيُحدِث نوع من التوازن في المنطقة، ويساهم بإسقاط حكومة اليمين المتطرّف في تل أبيب، وسيُعطي دفعة لنجاح المفاوضات للتوصّل لاتفاق حول البرنامج النووي، ويُساعد على تحقيق السيناريوهات الأقل.
على الفلسطينيين الاستعداد لكلّ السيناريوهات، وأخذ كلّ الاحتياطات اللازمة، الفردية والعامة، والتحلّي بالوعي والحِكمة والمسؤولية والحذر، خصوصاً أنهم لا يَملكون قدرات وإمكانيات من شأنها تغيير مُعادلة الصراع؛ أي عليهم عدم التصرّف بطريقة تساعد عَدوّهم على تحقيق الحدّ الأقصى من أهدافه، بما فيها مُواصلة الإبادة والمضي بالتهجير والضم.
2025-06-13 19:31:29 | 28 قراءة