التصنيفات » مقالات سياسية

تقرير استخباراتي – تقييم استراتيجي لعملية الاغتيالات الإسرائيلية داخل إيران

تقرير استخباراتي – تقييم استراتيجي لعملية الاغتيالات الإسرائيلية داخل إيران

13/6/2025

▪️النوع: تقدير موقف – تحليل نوايا وقدرات.
▪️الجهة المُستهدَفة: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
▪️الجهة المُنَفّذة: "إسرائيل" (بمُساعدة استخباراتية/لوجستية أمريكية)
▪️التاريخ: 13 يونيو 2025

- أوّلًا: طبيعة الضربة الإسرائيلية
نمَط العملية:
العملية تَندرج ضمن العمليات المحدودة عالية التأثير High-Impact Limited Strike، حيث تمّ استهداف شخصيات قياديّة بارزة (عُلماء – قادة أمنيّون)، بأسلوب يُشبه ما تُنَفّذه "إسرائيل" ضدّ حزب الله في سوريا ولبنان.
الهدف الرئيسي:
ليس تدمير منشآت أو تحقيق تفوّق ميداني، بل ضرب الروح المعنويّة عبر الإرهاب النفسي، وإيصال رسالة بأن "اليد الإسرائيلية طويلة"؛ وهو أسلوب اغتيال معنويات قبل أن يكون اغتيال أفراد.
الضربة الإعلامية والنفسية:
تمّ استغلال العملية لضخّ حملة إعلامية مُكَثّفة (غربيّة/عبريّة)، تصفها بأنها "اختراق أمني استثنائي"، بينما النتائج المادية المُباشرة ما زالت غير مؤكّدة، خصوصاً تجاه المنشآت النووية.

-ثانياً: البرنامج النووي الإيراني – هل تضرّر؟
المُنشآت المُحَصّنة:
وفقاً لمصادر موثوقة، فإن معظم البنية التحتيّة النووية الإيرانية مَدفونة تحت الأرض بعمق يصل إلى 80 مترًا أو أكثر (نتانز، فوردو، أصفهان).
المواقع المُستهدفة حتى الآن:
ما تمّ قصفه حسب الصوَر والتقارير هي مَبانٍ سطحية إدارية أو تكميلية، لا تُمَثّل العمق التقني الأساسي للبرنامج، ممّا يُرَجّح عدم تحقّق ضرر فعلي في القدرات التخصيبية أو الهندسية النووية.
الضرر الحقيقي:
قد يقتصر على اغتيال عُلماء مُحَدّدين (إن تأكّدت هويّاتهم)، وهو لا يؤثّر جوهريًا على البرنامج، لأن الكوادر البديلة مُدَرَّبة، والنظام مؤسّسي، وليس قائماً على أفراد.

ثالثاً: أثَر الضربة داخليًا – العقيدة الانتقامية الإيرانية
تحوّل داخلي ملحوظ:
الضربة أدّت إلى توحيد الصفوف داخل إيران، وتراجُع الأصوات الناقدة، حتى داخل التيّارات الإصلاحية. بدا أن الحرس الثوري هو الرابح سياسياً من العملية.
الردّ المُنتَظر:
التاريخ الإيراني يَشهد أن كلّ ضربة بهذا الحجم لا تمر دون ثأر واضح. التوقّع الأكثر ترجيحًا:
-محاولة اغتيال قادة عسكريين أو سياسيين إسرائيليين.
-ضرب أهداف إسرائيلية خارج فلسطين (أفريقيا – أوروبا – الخليج – كردستان العراق).
-استخدام أذرع إقليمية (حزب الله – أنصار الله – الحشد الشعبي) لضربات مُحَدّدة تحمل بصمة "الردّ الذكي".

رابعاً: الدور الأمريكي – من التخطيط إلى التنصّل
المعلومات الاستخبارية:
كلّ المؤشّرات تُشير إلى أن "إسرائيل" لم تُنَفّذ الضربة بمُفردها، بل استفادت من معلومات استخباراتية أمريكية دقيقة، خصوصًا ما يتعلّق بتحرّكات الشخصيات المُستهدفة وأوقات التبديل الأمني.

الموقف الأمريكي الاستراتيجي:
رغم المُشاركة غير المُعلنة، فمن غير المُتَوَقّع أن تتورّط واشنطن عسكريًا حالياً. والراجح أنها ستعتمد سياسة "الدعم الخفي، والتهرّب العلني"، وترك "إسرائيل" تُواجِه الردّ الإيراني وحدها، كما حدَث بعد اغتيال سليماني.

تقدير استخباري نهائي:
1. "إسرائيل" حَقّقت هدفًا نفسياً وتكتيكياً، لكنها لم تُسَجّل نصرًا استراتيجياً.
2. الردّ الإيراني قادم لا محالة، وقد يكون مُتَدرّجًا أو مُفاجئًا، لكنّه سيستهدف الهَيبة.
3. الأيام القادمة ستُحدّد ما إذا كانت الضربة زمني شرارة "تثبيت ردع" أم "تفجير جبهة مفتوحة".
4. منسوب الخداع الاستراتيجي الأمريكي بلَغ ذروته.. وردّ الفعل الإيراني قد يَطال العمق الأمريكي أيضًا إن تَفاقم الوضع.

2025-06-14 14:44:50 | 38 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية