التصنيفات » دراسات

مركز أورشليم: ورقة بحثية حول الجولان ومستقبل الحرب والسلام مع سوريا



برغم تأكيدات الخبراء الإستراتيجيين والعسكريين بأن قيمة مرتفعات الجولان الإستراتيجية والعسكرية بالنسبة للأمن "الإسرائيلي" قد انتهت تماماً بفعل تطور تكنولوجيا الصواريخ وحرب المقذوفات، فإن تل أبيب ما تزال تحاول إيجاد المبررات التي تتيح لها الالتفاف والمناورة على طاولة المفاوضات وعلى هذه الخلفية فقد أصدر مركز أورشليم للشؤون العامة ورقة بحثية أعدها الخبير العسكري "الإسرائيلي" الجنرال المتقاعد غيورا أيلاند.
استعراض التحليل:
القسم الأول: اتفاق السلام مع سوريا: الحقيقة – الوهم:
ويقول الباحث أيلاند أن توقيع اتفاق سلام بين سوريا و"إسرائيل" وارد إذا وافقت إسرائيل على الإنسحاب من مرتفعات الجولان إلى خط 4 حزيران 1967، بما يؤدي إلى وضع يد السوريين على شواطئ طبرية، ويرى الباحث أن مثل هذا الاتفاق ممكن في وجود شرط إضافي هو وقوف واشنطن إلى جانب سوريا. ويرى أيلاند أن مثل هذا الإتفاق يجب أن يتضمن أربعة مكونات هي:
1. تحويل كل مرتفعات الجولان إلى السيادة السورية.
2. إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا و"إسرائيل".
3. حل مشكلة المياه.
4. الإهتمام بالترتيبات الأمنية الهادفة لتعويض "إسرائيل" عن فقدان هذه المنطقة.
يرى أيلاند أنه بغض النظر عن الكيفية التي يمثلها هذا الإتفاق من المنظور "الإسرائيلي"، وبغض النظر عن علاقته بالترتيبات الأمنية المستقبلية، فقد حدث توجه خطير خلال الأعوام الأخيرة عن طريق تعزيز الإعتقاد أن اتفاق السلام السوري – "الإسرائيلي" ستكون له تأثيرات على سبعة جوانب إضافية أخرى في المنطقة وهي:
• علاقة اتفاق السلام السوري – "الإسرائيلي" بإحداث التباعد بين سوريا وإيران.
• علاقة اتفاق السلام بإضعاف حزب الله ومنعه من التسلح.
• علاقة اتفاق السلام السوري – "الإسرائيلي" بتقديم المساعدة على المسار الإسرائيلي – الفلسطيني.
• علاقة اتفاق السلام السوري – الإسرائيلي بدفع سوريا إلى إغلاق مكاتب حركة حماس في دمشق.
• علاقة اتفاق السلام السوري – الإسرائيلي بتحسين علاقات إسرائيل مع العالم العربي.
• علاقة اتفاق السلام السوري – الإسرائيلي بتقوية وتعزيز الدعم الدولي "لإسرائيل".
يشير الباحث إلى أنه يوجد كذلك من يقول أن تخلي إسرائيل عن الجولان سيعرضها للخطر.
التغير في توازن القوى:
يقول أيلاند أن توازن القوى بين سوريا و"إسرائيل" قد تغير وتبدل كثيراً خلال الفترة الممتدة من حرب 1973 حتى الآن. وأصبح تفوق سوريا الكمي يعادل تفوق "إسرائيل" النوعي، إضافة لذلك، فقد أصبحت سوريا تملك المزيد من القدرات الصاروخية أرض – أرض، بما يتيح لها الوصول إلى أعماق أي هدف في إسرائيل كما أصبحت سوريا تملك قدرات كيميائية تستطيع استخدامها بفعالية ضد إسرائيل.
القسم الثاني: المفهوم الأمني الإسرائيلي الحالي:
أشار أيلاند إلى سبعة نقاط تتعلق بمفهوم "إسرائيل" لخوض القتال ضد سوريا باعتبارها تشكل النقاط التي تتيح تعظيم المزايا النسبية للجيش الإسرائيلي والنقاط هي:
1. الافتراض بأن الحرب مع سوريا هي في الوقت نفسه حرب مع لبنان.
2. خط الدفاع الحالي الموجود في الجولان هو الأفضل طالما أنه يسمح لإسرائيل بالدفاع عن المرتفعات باستخدام قوة صغيرة نسبياً.
3. حسم الحرب مع سوريا يتطلب من إسرائيل تدمير أكبر ما يمكن من القدرات السورية.
4. حسم الحرب بشكل مضطرد وسريع مع سوريا يتطلب من إسرائيل القدرة على المناورة لجهة توسيع دائرة التهديد والخطر ضد سوريا.
5. يجب على إسرائيل أن تمنع سوريا من استخدام الأسلحة الكيميائية سواء عن طريق توجيه الضربات أو الردع.
6. يجب على إسرائيل أن تمنع سوريا من الحصول على أي مكاسب على أرض إسرائيل في نهاية الحرب.
7. إسرائيل غير قادرة على منع الهجمات بنيران صواريخ أرض – أرض إضافة إلى النيران السورية ضد المناطق الاستراتيجية الإسرائيلية وبالتالي يتوجب على إسرائيل حشد أكبر قدر ممكن من الموارد لتقليل فعالية النيران المواجهة ضدها.
ويستنتج أيلاند قائلاً أنه ما من سبيل أفضل من تحقيق الحسم السريع وهو أمر لا يمكن أن يتم إلا إذا وجد الإسرائيليون طريقة لتحييد القوات السورية الرئيسية.
القسم الثالث: أهمية العمق الإستراتيجي:
يقول أيلاند أن الخصائص الجيو-ستراتيجية تظل عاملاً رئيسياً في تحديد قدرة أي بلد في الدفاع عن نفسه:
• بريطانيا لم تخضع للإحتلال ليس لأن جيشها قوي ولكن لأنها محاطة بالبحر.
• لم ينجح لا الاتحاد السوفيتي ولا الولايات المتحدة في فرض السيطرة على أفغانستان بسبب حجمها وطبيعتها التضاريسية.
تأسيساً على ذلك تواجه "إسرائيل" حالياً تهديدات من جانب حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، وهذه التهديدات ليست بسبب قوة حزب الله أو حماس وإنما بسبب العوامل الجغرافية التي تسمح لهما بضرب العمق الإسرائيلي باستخدام الأسلحة البدائية.
يضيف أيلاند قائلاً أن تهديد حماس وحزب الله يشكل خطراً على إسرائيل يتمثل في قدرة حزب الله على ضرب العمق الإسرائيلي وهي القدرة التي لا يتمتع بها الجيش المصري الذي تفصله عن إسرائيل مسافة 280 كلم الفاصلة بين حدود إسرائيل وقناة السويس.
القسم الرابع: الترتيبات الأمنية التي تمت مناقشتها عامي 1999-2000:
يشير الباحث إلى أن هذه الترتيبات ضمن النقاط الآتية:
فكرة الترتيبات الأمنية تستند على وجهتين:
- تخلي "إسرائيل" عن الجولان سيترتب عليه سحب القوات الإسرائيلية إلى أسفل المرتفعات، ولكن المنطقة ستكون خالية من السلاح والقوات السورية سيتم سحبها بعيداً.
- ستحصل "إسرائيل" على محطة إنذار مبكر في جبل حرمون بما يمكنها من تحديد أي انتهاك للاتفاق.
أما عن عوامل ضعف الترتيبات الأمنية، فيقول الباحث أن الترتيبات الأمنية المقترحة في التسعينات تتميز بالآتي:
تستند على خمسة افتراضات تتميز بالخطورة وهي:
- في حالة اندلاع الحرب سيبدأ كل طرف من المكان المحدد له التمركز فيه.
- إن الإنذار سيصدر في الوقت المناسب.
- التفسير الصحيح سيتم وفقاً للانتهاكات.
- إسرائيل ترد بشكل سريع على أي انتهاك.
- القوات الإسرائيلية ستنفذ خطة التقدم والسيطرة على خطوط المواقع المتقدمة.
التعامل مع التهديدات المتغيرة وتتضمن:
- زيادة فعالية الدروع المتقدمة والصواريخ المضادة للطائرات.
- احتمالات التنمية الحضرية والعمرانية في مرتفعات الجولان.
- احتمالات الخطر الاستراتيجي السوري.
وقد أشار الباحث إلى أن الترتيبات الأمنية السابقة التي تم التوصل إليها في الماضي لم تعد قادرة على توفير الغطاء الكافي لنقاط الضعف المشار إليها.
القسم الخامس: الأوضاع والظروف المتغيرة منذ عام 2000:
وضمن هذا القسم ركز الباحث أيلاند على ثلاثة جوانب هي:
1. التغيير الذي حدث في القدرات العسكرية السورية وذلك على أساس اعتبارات أن القدرات السورية أصبحت أكثر قوة عما كانت في الماضي.
2. بروز أهمية دور المسرح اللبناني: على أساس اعتبارات أنه لم يكن يلعب في الماضي الدور الذي يلعبه اليوم وبالتالي فإن الترتيبات الأمنية السابقة لم تغط المخاطر والتهديدات المحتملة القادمة من المسرح اللبناني.
3. الواقع الاقتصادي الجديد: خلال المفاوضات السابقة تم الاتفاق على أن تقدم أمريكا تعويضاً في حدود 17 مليار دولار "لإسرائيل" ولكن هذا المبلغ لن يكون كافياً وفقاً للحسابات الاقتصادية الراهنة.
القسم السادس: التداعيات الدبلوماسية والعسكرية للانسحاب من الجولان:
يقول أيلاند أن انسحاب إسرائيل من الجولان سيؤثر على الجوانب الآتية:


• دبلوماسية إسرائيل إزاء الملف الفلسطيني.
• سيغلق الباب أمام الإسرائيليين إزاء اللجوء للخيارات البديلة كاستئجار مرتفعات الجولان – تقاسم السيادة عليها.
• إضعاف قدرة إسرائيل في السعي لإضعاف العلاقات السورية – الإيرانية.
• الترتيبات الأمنية والعسكرية ستقيد حرية إسرائيل في العمل ضد ما يمكن أن ترى أنه يشكل خطراً على أمنها.
قسم الدراسات والترجمة/ موقع الجمل الإخباري

2009-04-14 12:30:24 | 1938 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية