التصنيفات » ندوات

حفل الإفطار السنوي لمناسبة يوم القدس العالمي 1-8-2013


أقام مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية حفل إفطاره السنوي المركزي في فندق غاليريا (الماريوت سابقاً)، لمناسبة يوم القدس العالمي، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، والذي أعلنه الإمام الخميني (قده) بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وقد حضر الحفل سفراء الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا وفلسطين، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية والثقافية ورجال الدين، وممثّلو الفصائل الفلسطينية في لبنان.

بداية الحفل كانت مع القرآن الكريم والمقرىء حمزة منعم، وتعريف من الشيخ إبراهيم بريدي
 برئيس جمعية الأخوّة والإنماء والتربية الشيخ صفوان الزعبي، الذي تحدث عن أهمية القدس لدى كلّ المسلمين، مشِّدداً على ضرورة الإعداد الإيماني والمادّي لمواجهة الكيان الغاصب للقدس.



وأكّد الزعبي أن السلفيين في لبنان يرون أن الفتنة بين المسلمين تناقض مقاصد الشريعة السمحاء، وهم يسعون لمواجهتها في شتّى الميادين.


ثم تحدث السفير الايراني في لبنان، الدكتور غضنفر ركن أبادي،





"يوم القدس العالمي" يشكّل مناسبة عظيمة لو أن الأمة التفّت حولها لكانت بألف خير، من قوّة ووحدة وعزّة ومنعة... هذا اليوم الذي أعلنه الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يمكنه أن يلعب دوراً هاماً في رسم مصير الشعب الفلسطيني، وأن يكون مناسبة مؤثِّرة لاتحاد الأمة بكافة أطيافها وأحرارها وبجميع طوائفها ومكّوناتها للدفاع عن الحقوق القانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني؛ فتعّبر عن إيمانها الراسخ وتعلن التعبئة الشعبية الشاملة في سبيل القضاء على الغدّة السرطانية "إسرائيل" واستئصالها ، ومن أجل التعهد بالولاء والثبات في مواجهة كلّ الطروحات والمشاريع الاستسلامية  ورفض كلّ الحلول الدولية التي تغفل حقوق الشعب الفلسطيني وحقّه في الحرّية والسيادة والاستقلال على كامل أرضه وأضاف: وهذا اليوم، أراده الإمام الخميني (قدّس سرّه) تظاهرةً سياسيةً تعمّ كافة مدن العالم لتطلق صوتاً واحداً ونداءً قوياً يتصاعد من حناجر الشعوب، ولتكون تعبيراً سنوياً لتجديد الموقف المبدئي لأحرار هذه الأمّة وإسلاميّيها ومصداقاً لالتزام الشعوب العربية والإسلامية بقيمها الدينية ووحدتها ورفضها لكلّ الأنظمة المرتهنة لإرادة الاستكبار العالمي، وكشفاً لكلّ الألاعيب والمؤامرات التي تُحاك لتصفية القضية الفلسطينية.


وأكّد أبادي أن الوحدة هي سرّ الانتصار على العدوّ الصهيوني عودة فلسطين والقدس الشريف، واصفاً ما يجري اليوم في سوريا من أحداث أليمة بأنه يندرج في سياق المؤامرة الكبرى التي تستهدف أمّتنا في وحدتها ومنعتها ومقاومتها لإنقاذ النظام الصهيوني وحرف أنظار الرأي العام العربي والإسلامي عمّا يجري في فلسطين والقدس من تهويد ومشاريع استيطانية واستباحة للأرض والإنسان. لكنه شدّد على أن سوريا ستخرج من هذه المحنة أقوى وأصلب دعماً للمقاومة في مواجهة العدوّ الصهيوني، وأن كلّ القرارات التي تستهدف المقاومة لن تؤثّر على عزيمتها ونهجها وقوّتها قيد أنملة.


وكانت كلمة للسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور،




 الذي تحدث عن الممارسات الصهيونية بحقّ المؤمنين، من مسلمين ومسيحيين، ومنعهم من الوصول لأداء الشعائر الدينية في الأماكن المقدّسة، إلى تنفيذ "مشروع برافر" القاضي بالاستيلاء على أكثر من 800 ألف دونم من الأراضي العربية في النقب وتدمير أكثر من 36 قرية فلسطينية وتهجير وطرد أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني، لضرب المكانة الوجودية للشعب الفلسطيني وتعزيز مشروع "يهودية الدولة"، ما يتطلّب منّا التكاتف والتنسيق وتحمّل المسؤولية التي لا يجب أن تقف عند حدود فلسطين.


أضاف: إنّ حالة الصمت التي نشهدها إزاء ما تقوم به "إسرائيل" يشجّعها على الاستمرار بمخطّطاتها، وإن مواجهة هذا الكيان لا تتمّ عبر بيانات الإدانة والشجب والاستنكار،وإنما بتحمّل المسؤولية الأخلاقية والدينية التي تفرض علينا جميعاً اتخاذ خطوات عمليّة وفعّالة لنصرة وحماية القدس ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية.

وتابع: إن برنامجنا السياسي هو التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية التي استشهد من أجلها رمز ثورتنا أبو عمّار، وأكّد عليها الرئيس أبو مازن، مع تمسكنا بحقّ شعبنا في العودة والحريّة والاستقلال وإقامة الدولة المستقلّة وعاصمتها القدس؛ فلا دولة فلسطينية بدون القدس.


ورأى أن المنطقة تمرّ بمرحلة دقيقة وحساسة، جعلتنا نمارس أكثر قناعتنا الراسخة بموقفنا السياسي الثابت والواضح من كافّة القضايا العربية، والنابعة من حرصنا على شعوب أمّتنا، مع الالتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لأيّ بلد عربي.


وتوجه السفير الفلسطيني إلى اللبنانيين قائلاً: "سنكون دائماً العامل الوحدوي بين كافة مكوّنات المجتمع اللبناني على اختلاف أطيافه، ملتزمين بالقانون والأمن والاستقرار والسلم الأهلي. ونؤكّد لكم أن هذا الموقف يحظى بإجماع وطني فلسطيني شامل وعلى كافّة المستويات القيادية والشعبية؛ وسنحافظ على الثقة المتبادلة التي تجمعنا. وأنا أطالب كل إخواننا اللبنانيين بالعمل على تحسين الظروف المعيشية لأبناء شعبنا اللاجىء في لبنان، من خلال إقرار التشريعات التي تكفل له العيش الكريم والإسراع في عملية إعادة الإعمار في مخيّم نهر البارد، لننهي هذا الجرح النازف منذ العام 2007. وعلى المجتمع الدولي والدول المانحة الوفاء بتعهداتها والتزاماتها بزيادة الدعم المالي المخصّص لميزانية الأونروا، حتى تتمكّن من تحمّل مسؤولياتها وأداء واجبها الذي أُنشِئت من أجله بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين."


وكانت كلمة للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي جاء فيها:



"القدس التي نلتقي على اسمها اليوم تقول لنا: لا أحتاج منكم الرثاء ولا أبتغي دموع الإشفاق؛ فقد وصلتُ الى التخمة من خطبكم ودموعكم ونخوتكم الكاذبة. فبعد خمسة وستّين عاماً، تحوّلت مشاهد القتل والتنكيل والتهجير صوراً مألوفة لديكم أيها المسيحيون والمسلمون... أيها الفلسطينييون والعرب من كلّ الأقطار!"


واستطرد قائلاً: "لقد حوصر مهد المسيح عليه السلام واقتحم الغزاةُ الصهاينة كنيسة المهد وكنيسة القيامة، وطاردوا تراث المسيحية وتعاليم السيد المسيح؛ وكادت بيت لحم والناصرة وكلّ مرابع النبوّة في القدس وفلسطين تخلو من أهلها الحقيقيين_ أما قبّة الصخرة ومعراج نبيّ الإسلام رمزِ السماحة والرحمة الذي قال عنه ربُّ السماوات والأرض في قرآنه الكريم: "ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى"، فقد صار مسجدُه الأقصى الذي أمَّ فيه الأنبياء وعرج منه الى السماء مسرحاً لوحشية الجنود الإسرائيليين الذين يهينون المصلّين ويقتلونهم بدم بارد في الحرم القدسي، ويعملون ليل نهار على تهديم الأقصى وتقويض بنيانه على مرأى ومسمع أدعياء الإسلام من الحكّام والدعاة والمفتين ورؤساء المنظمات والاتحادات الإسلامية، متكاملين ومتعاونين بذلك مع دعاة حقوق الإنسان الزائفين في البيت الأبيض وكلّ بيوت الظلم والقهر الرديفة في عواصم تشريع الظلم وتسويقه بلبوس الحرّية والديمقراطية."


وتابع: "أيها السادة: رسالات السماء كلّها جاءت رحمة للعالمين. هكذا تقول تعاليم السيّد المسيح، وهكذا هي رسالة الاسلام: تحيّتُها سلام وفاتحة الكتاب المقدّس (الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم)؛ والكعبة التي هي قبلة المسلمين في العالم يرى نبيّ الله (صلوات الله عليه) أن هدمها عشرات المرّات أهون عند الله من سفك دم امرىء بريء؛ وهو يرفض احتجاز هرّة، ويحذّر من المثلة ولو في الكلب العقور؛ فهل أبين من ذلك حجَّة للمقصّرين في نجدة القدس وصيانة الأقصى ومهد المسيح، وقد أمرنا ألاّ نفرّق بين رسله وألاّ نكره أحداً على دينه. تنادينا القدس أيها السادة وهي مدماة جريحة نازفة قتيلة، يفتك بها الصهاينة مستقوين بالسلاح والفيتو الأمريكي والأوروبي، ومعتمدين قبل ذلك على سلاح الفتنة؛ نقتل بعضنا فيتفرّغ الصهيوني لتدمير قدسنا واغتيال أجيالنا التي ولدت من رحم المقاومة وقد امتلأت قوّة وعزيمة وثقة بالنصر؛ فهل يصحوا المغشيّ عليهم بفعل بطر المال وفورة الحقد فيوقفوا مسلسل انتهاكاتهم لتعاليم المسيحية والإسلام؛ فلا يزوّرون رسالات السماء بوعودهم لقتلة الأطفال وأكلة الأكباد بالجنّة والحور العين... هل ينتبه المضلّلون في الشرق والغرب، وفي أكناف بيت المقدس أيضاً، إلى جرائمهم في اغتيال القدس ثانية وثالثة وعاشرة عندما يوجّهون السلاح إلى غير وجهته، وحين يستهدفون سوريا التي رفضت وترفض التفريط بالقدس والجولان وكلّ أرض محتلة، كما رفضت المصادقة على احتلال العراق أو المساومة على المقاومة: فلسطينية كانت أم لبنانية أم عراقية.

أيها السادة: القدس يحاصرها المحتلّ الإسرائيلي والنفط والإرهاب والفكر الظلامي وتخاذل الحكّام وجشع السماسرة، لكنها تقرأ في كتاب حطّين وعين جالوت ومارون الراس وعيتا الشعب وبنت جبيل، وتنتشي بنصر المقاومين الذين دحروا المحتلّ الصهيوني عام ألفين وأذلوه عام ألفين وستّة بقيادة السيّد حسن نصر الله؛ ولم يفلح العدوّ ذاته برغم جبروت السلاح والمال وتحالف قوى الشرّ في العالم واستقدام القتلة والمرتزقة من أربع رياح الأرض في إسقاط سوريا وكسر إرادتها في الحفاظ على المقاومة نهجاً ورسالة، وعلى فلسطين والقدس بوصلة، وعلى الكرامة عنواناً وراية. وها هي بعد عامين ونصف تقريباً تؤكِّد أنها عصيّة على الترهيب والترغيب، ولم تذعن لإملاءات المحتلّين الأمريكان بعد احتلال العراق، ولم تنفع معها الإغراءات من كلّ الصنوف؛ فبقيت وفيَّةً للأرض رافضةً التفريط بأيّ شبر منها، معلنة بلسان رئيسها المقاوم بشار الأسد أن المقاومة هي نهج لتحقيق التحرير والنصر، وأن دعم المقاومة واحتضانها لا يخضع لحسابات مرحلية أو مساومات تمليها المتغيّرات والأحلاف ومراكز القوّة ووعود النفوذ والرخاء. وسوريا اليوم تثق أكثر من أيّ وقت في تاريخها الحديث أنها قريبة من النصر، ليس على الإرهابيين الذين جُنِّدوا وسلّحوا وموّلوا وهرّبوا إلى سوريا من كلّ أصقاع الأرض فحسب؛ بل على الإسرائيلي وداعميه، لأن المعركة واحدة والنصر يتكامل بتحرير إرادة العرب والمسلمين وكلّ الشعوب الحرّة، وصولاً إلى تحرير القدس والأرض المغتصَبة، فيما محور المقاومة اليوم يزداد منعة وقوّة؛ فدمشق ليست وحدها، وطهران وبيروت وبغداد كالقدس في لوحة المقاومة، والصين وروسيا والهند والبرازيل وكلّ أمريكا الجنوبية وأحرار العالم الذين يحاصرون حكّامهم وحكوماتهم هم في رصيد المقاومة أيضاً. فتحيّة لشهداء المقاومة وتحية لصاحب فكرة هذا الملتقى المغفور له الإمام الخميني (قده)."


ثم ألقى النائب الدكتور علي فيّاض كلمة حزب الله، فأعرب عن تقديره لمركز باحث وأنشطته، لأن القدس هي القضية التوحيدية الأساس لهذه الأمّة، التي لا تقوم هوياتها على الثقافة المشتركة دائماً؛ بل أيضاً تتماسك هويات الأمم والجماعات بالاستناد إلى وعيها لأعدائها واستمرار دورها في التاريخ. أضاف: "يمكن أن ندرك أيّ خطر تمثّله المشروعات المذهبية التي تحاول اليوم أن تستبدل القدس بقضايا أخرى مفتعلة، واستبدال العدوّ الإسرائيلي بمكوّنات من داخل الأمة، معتبراً أن مواجهة هذه المشاريع المذهبية إنما هي جزء من المسؤوليات التاريخية الملقاة على عاتقنا حرصاً على وحدة الأمة وقضية فلسطين. وأكّد أن التحرير يستدعي حشد طاقات الجميع، بينما مشاريع المذهبية هي مشاريع إنهاك للأمة واستهداف مستقبلها؛ وهي مشروعات إلغاء وإقصاء لبعض مكوّنات الأمة، ولا يمكن أن تكون مؤتمنة على مصالحها لتناقض آلياتها مع جوهر مصالح هذه الأمّة.


وعن رؤية حزب الله لما يجري من أحداث في سوريا، أشار إلى أنها تدخل في سياق المؤامرة على سوريا والأمّة، مشيداً بالإمام الخميني ومواقفه الصلبة السياسية والإستراتيجية في وجه "إسرائيل" وأميركا؛ وكذلك مواقف خليفته الإمام الخامنئي، ومشيراً إلى أن مؤامرات "الأعراب" المستمرّة على إيران هي بسبب وقوفها مع فلسطين.


ثمّ تحدّث الوزير السابق عبد الرّحيم مراد، فشكر مؤسسة باحث للدراسات، لإتاحتها هذه الفرصة، مثمِّناً دورها الثقافي والفكري على صعيد القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين الأولى؛ فهي المنطلق، وهي الهدف؛ وستظلّ القدس هي القدس، زهرة المدائن، وستظل المدن العربية بلا عواصم ما دامت القدس مغتصبة.


أضاف: "كل يوم من أيامنا هو يوم القدس، وكلّ فكرة من أفكارنا يجب أن تكون من أجل القدس، وكلّ حراكنا السياسي العربي يضمر في داخله فلسطين والقدس. وهذا ما نقرأه في المخاض المصري الواعد، الذي قدّم نموذجاً حضارياً للتغيير السياسي السلمي، حيث استطاع الشعب أن يثبت من جديد بأنه مصدر الشرعية الأول، ولن تحجبه عن الحقيقة أيّ عواطف براّقة، سياسية كانت أم دينية، وأنه في اللحظة المناسبة قادر على تبريد الرؤوس الحامية، وتصويب كلّ اعوجاج والعودة بالثورة إلى مسارها الصحيح."

وأدان مراد كل محاولات التهويد والإستيطان، والإستماتة الأميركية الصهيونية لإنجاز حلٍّ منقوصٍ للقضية الفلسطينية، وتصوير الأمر وكأنه تنازع بين حقَّين، أو مجرّد نزاع بين فريقين، مع تجاهل صلب الموضوع ولبّ القضية، وأنها في الأصل كانت عطاء ممن لا يملك لمن لا يستحقّ. وقال: "لذلك، نحن نؤكّد على أهمية وحدة الموقف الفلسطيني، والتمسك بالثوابت الفلسطينية، ووحدة فلسطين نفسها، أرضاً وشعباً ووطناً، ووحدة الحقوق كلّها: الحقّ في العودة، والحقّ في التحرير، والحقّ في الحرية، والحقّ في استرداد كل شبر محتلّ من الأرض، لأنّ كلّ ما يقوم به العدو الصهيوني اليوم، إنما هو وليد الحالة الراهنة، ولن تُكتب له الحياة؛ فالإستيطان على تمدّده، والتهويد على شراسته، ومصادرة الأرض على شدّة إيلامها، والمشروع الصهيوني-الأميركي المشبوه بشأن تقسيم فلسطين إلى دولتين أو ما يُعرَف بحلّ الدولتين، أو الفصل بين غزّة وباقي فلسطين على خطورته الشديدة، مجرّد وضع مؤقّت وحالات مُصطَنَعة، فالدول لا تُبنى باستيراد البشر، والأرض لا يعمُرُها إلاّ أهلها الأصليون."


وتحدث القاضي الشيخ أحمد الزّين، فطالب بالكفّ عن البكاء والندب والصراخ من أجل فلسطين والقدس، وأضاف: "كفى خداعاً للشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948 وإلى اليوم، لأنه شعب ظلمته الأمّتان العربية والإسلامية، عدا ظلم الغرب وأميركا له."





وسأل: "هل من العدل أن ندعو الشعب الفلسطيني للوحدة، وأن نتغنّى بالقدس، في حين أن الشعب الفلسطيني يواجه أميركا وأوروبا والقادة العرب المنتمين إلى السياسة الغربية؟" وتابع: "آن لنا أن نعي طبيعة المرض وموطن الداء،" وسخِر ممّن يجاهرون بالعداء لإيران، في حين أن الإمام الخميني (قده) وقف مع فلسطين والقدس منذ اليوم الأول للثورة الإيرانية.


وخاطب الزّين المسلمين المتباكين على القدس، سائلاً إيّاهم عن خططهم لتحرير القدس، وعن وحدتهم وقيادتهم، مشيراً إلى أن التيّارات التكفيرية والإرهابية تتلقّى الأوامر من أميركا والصهيونية، شاكراً إيران (والإمام الخميني الراحل) لدعمها المقاومة بقيادة السيّد حسن نصر الله ولمساندتها القضية الفلسطينية، وموجِّهاً التحية إلى الشعب الفلسطيني الصابر بانتظار اللحظة التي ينتقل فيها العالم الإسلامي كلّه إلى دائرة المقاومة.


وأخيراً كانت كلمة لعضو المكتب السياسي في تيّار المردة السيّدة فيرا يمّين



حيَّت القائمين على يوم القدس العالمي، مؤكِّدة أن القدس هي قبلة المسيحيين والمسلمين وقضيتهم الأساس، برغم كلّ محاولات حرف البوصلة عنها من قبل الصهيونية والغرب وأتباعهما في المنطقة.


وذكَّرت يمّين بمواقف الرئيس سليمان فرنجية الداعمة لفلسطين والرافضة لمخطّطات توطين اللاجئين في البلدان التي هُجِّروا إليها، ودفاعه الثابت عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والعربية.
وأشارت إلى أن المسيحيّ الفلسطينيّ لم ينخرط في الجيش الصهيوني، وهو يصلّي في بيت لحم متحدّياً ومواجِهاً، حاملاً صليبه على درب الجلجلة إلى يوم القيامة.
ودعت في نهاية كلمتها إلى إعداد دراسات وأبحاث توصِّف الواقع المسيحي الفلسطيني الحقيقي، وترسم الحلول المطلوبة للنهوض به، لإنقاذ فلسطين، كلّ فلسطين، من براثن الصهيونية والإحتلال.

وفي ختام الحفل، تحدّث مدير عام مركز باحث للدراسات، الأستاذ وليد محمد علي، فشكر الحاضرين الذين لبّوا نداء القدس التي تهوَّد في كلّ يوم، مشيداً باختيار الإمام الخميني الراحل لآخر جمعة من شهر رمضان كيوم عالمي لتذكير كلّ المسلمين بأهمية وخطورة قضية القدس، وموقعها الرئيس في قلب الصراع الذي تخوضه أمتنا منذ عقود ضدّ الحركة الصهيونية الغاصبة لفلسطين والغرب المستعمِر الداعم لها بكلّ الوسائل والإمكانيات.


       

2013-08-03 14:30:25 | 2752 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية