التصنيفات » دراسات

جبهة "إسرائيل" الداخلية في قلب الحرب القادمة



يوم دراسي بمعهد بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية


أفرايم عنبار:
مر الجيش الإسرائيلي بعملية أمركة وسيطر "المنطق التكنولوجي" على حساب البراعة والإبداع.
- الإعتماد على القوة الجوية ارتبط بعبادة التكنولوجيا التي تغلغلت في الوعي العسكري الإسرائيلي.
- على إسرائيل وضع المخططات الملائمة للدفاع عن الجبهة الداخلية التي ستصبح عرضة للكثير من الأخطار.
شاؤول شاي:
- الجبهة الداخلية هي الجبهة الأساسية للمعركة وستكون المستهدفة في الحروب القادمة.
- الإستعدادات لأي معركة يتوجب أن تشمل الجبهة الداخلية.
عوزي رؤبين:
- الصوارخ الباليستية تؤدي إلى التوازن الذي يمنع حسم المعركة بسهولة.
- ما زالت هنالك مشكلة بالنسبة لمنظومات الدفاع الإسرائيلية ضد القذائف الصاروخية.
يوسف أرازي وعوديد عاميحاي:
- منظومة ناوتيلوس الدفاعية هي الأفضل لاحتياجات إسرائيل وخاصة للدفاع عن الجبهة الداخلية.
- الصواريخ هي السلاح المفضل اليوم لتهديد إسرائيل وخاصة الجبهة الداخلية.
الجنرال يائير جولان:
- نشر المزيد من صفارات الانذار وفحص نجاعتها بالاضافة إلى الفحص الدائم للملاجئ وتكثيف طرق الاتصال بالجمهور وسيتم توزيع الكمامات الواقية للسكان.
الجنرال متان فيلنائي:
- لا استبعاد من احتلال المناطق التي تطلق منها القذائف الفلسطينية ضد إسرائيل.

تقديم
يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن مسألة الدفاع عن الجبهة الداخلية في إسرائيل والإستعدادات اللازمة لذلك، وضمن نشاطات مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان، عُقد يوم الخميس الموافق 25 حزيران 2009 يوم دراسي حول الدفاع عن الجبهة الداخلية في إسرائيل، وتقوم حالياً طواقم من الباحثين بدراسة الموضوعات المتعلقة بمسألة الدفاع عن الجبهة الداخلية الإسرئيلية التي أصبحت مستهدفة بشكل خاص كما يرى الباحثون، وحرب الصواريخ فرضت نوعاً جديداً من التفكير سواء بالنسبة للصواريخ ذات الرؤوس التقليدية أو الصواريخ ذات الرؤوس غير التقليدية: "النووية، الكيميائية والبيولوجية" وهي عملياً البديل للمواجهة التقليدية، وضمن ذلك ينتقل الصراع إلى الجبهة الداخلية الأمر الذي قد يؤدي إلى تطور الحرب بسهولة إلى حرب أسلحة دمار شامل وليس حرب أسلحة تقليدية فقط.
وحرب الصواريخ هي حرب إستنزاف يحاول كل طرف من خلالها الحصول على إنجازات سياسية بواسطة إستنزاف الجانب الآخر، وغالباٌ ليس ممكناً التوصل إلى حسم للمعركة ولذلك فحروب الإستنزاف لا تلائم الجيش الإسرائيلي، ولا تتفق مع الأهداف الأساسية للنظرية الأمنية الإسرائيلية، وثبت في الحروب الأخيرة التي خاضها الجيش الإسرائيلي أنه ليس من السهل حسم المعركة في هذا المجال.
وحرب الصواريخ كحرب إستنزافية هي حرب سياسية بمعنى أن الجبهات الداخلية تستخدم كوسائل ضغط وكأهداف شرعية للتأثير على الجانب الآخر، ولكن قد لا يكون ممكناً السيطرة على هذه الحرب التي قد تتدهور وتتطور إلى حرب واسعة النطاق، والجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تكن بمستوى جهوزية ملائم على كافة الأصعدة لمواجهة مثل هذه الحرب، ولذلك يرى الكثيرون من الباحثين الإسرئيليين أن المتوجب رفع مستوى حصانة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال كافة الإمكانات المتاحة. 
البروفيسور إفرايم عنبار، رئيس المركز:
أشار إلى أهمية مسألة الدفاع عن الجبهة الداخلية في إسرائيل في ظل الظروف القائمة والأخطار المحدقة، والحاجة إلى إيجاد الوسائل الدفاعية الملآئمة حيث أن الجبهة الداخلة في إسرائيل مستهدفة وستكون كذلك في الحروب القادمة. ويرى أن الرؤى الأمنية الإسرائيلية تميل في السنوات الأخيرة إلى إتجاهات تضع الأولوية للوسائل العسكرية التكنولوجية، وإطلاق النيران عن بعد، سواء كوسائل دفاعية أو هجومية بينما تم التقليل من الإستخدامات الكلاسيكية للقوة العسكرية، وهي عمليات الإحتلال الفعلية، وتمشيط وتطهير المناطق المحتلة من القوات المعادية ولذلك هذا التوجه يؤدي إلى دفع أثمان باهظة.
ويعتقد البروفيسور أن على إسرائيل عدم إستخدام الوسائل التكنولوجية كبديل، ويشير إلى أنه خلال حرب لبنان الثانية لم يكن التفكير والتخطيط الإسرائيلي مرتباً حسب الإحتياجات بل كان هنالك إنجراف خلف التجديدات التكنولوجية دون توظيفها في المكان الملائم، ويعتقد أنه يتوجب تصحيح الإخفاقات والأخطاء المرتبطة بالفكر المبسط والمرفوض الذي إستشرى في أروقة وزارة الخارجية الإسرائيلية وهيئات التفكير في الجيش الإسرائيلي ولدى السياسيين. ويرى أن الشوائب العسكرية التكتيكية والعملياتية ربما يمكن تصحيحها سريعاً لكن اتجاهات التفكير الخاطئة من الصعب جداً معالجتها وما حدث لإسرائيل في الحرب ضد لبنان يبرز ثلاثة جوانب هامة، فالهجوم على الجبهة الإسرائيلية الداخلية المدنية كان غير مسبوق في حجمه، أربعة آلاف صاروخ كاتيوشا أو صاروخ سقطت على الأراضي الإسرائيلية والجبهة الداخلية دون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف إطلاقها، وكان هناك إجماع قومي داخلي وكان هناك تأييد دولي واسع جداً بما في ذلك تأييد غير معلن عنه من جانب الدول العربية المعتدلة، وكان هناك إحساس من إتجاه الولايات المتحدة بعدم وجود تقييدات زمنية، وهذه الظروف التي كانت مثالية أدت فقط إلى إزدياد مشاعر الفشل التي تصاعدت مع إنتهاء الحرب كذلك ضمن المشاكل الرئيسية التي واجهتها إسرائيل في مجالات الردع والإنذار، والقدرات العسكرية غطت على الإخفاقات الردعية أو الإخفاقات الإنذارية. فقبل الحرب كان لإسرائيل صورة ردعية بالإضافة إلى ذلك أنذرت شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان" من إحتمال حدوث عمليات إختطاف، مقابل ذلك فإن عمليات الجيش الإسرائيلي لم تكن على الوجه المطلوب، ومثل هذا الأمر لا يمكن تقبله بصمت، فالأمر يتعلق بمسألة أساسية، فالحكومة يمكن إستبدالها وليس الجيش، وهناك مسألة واحدة مرتبطة بتشخيص ما حدث في الحرب، فليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر، فحرب لبنان الأولى أيضاً بدأت كعملية عسكرية ثم تطورت إلى حرب. إذا كان من غير الواضح منذ البدء بأن الأمر يتعلق بحرب ولم يتم تحديد أهداف الحرب وفي هذه الحالة هنالك تأثير سلبي على تعبئة الإحتياط وعلى منظومات المعلومات الإستخباراتية وتطبيق خطط العمليات التي أعدت في الوقت المناسب وعلى المنظومة اللوجستية وعلى القيادة والسيطرة وما إلى ذلك، ثم هنالك مسألة تمسك دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي على وجه الخصوص بمفهوم القتال. منذ عملية الليطاني عام 1978 بتبني جيش الدفاع الإسرائيلي مفهوم الحرص على منع حدوث الخسائر، والإمتناع عن إصابة مواطني العدو. ويرى أن مثل هذه الحرب تناسب الديمقراطيات الغربية التي تدير حروباً غير مصيرية، وتحظى بتكنولوجيات متقدمة تسمح بالإصابة الدقيقة وعن بعد، وتساعد على التقليص قدر المستطاع من الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية وإصابة مواطني العدو، كما أن هذا الأمر قد يكون مؤثرا من الناحية العملياتية، وفي نفس الوقت يسمح بالحفاظ على معايير أخلاقية والحصول على الشرعية الداخلية وربما أيضاً الخارجية. هذا المفهوم حسب إدعاءات عنبار نجح جيداً مع الفلسطينيين ونجح جزئياً مع منظمة حزب الله، ومثل هذا المفهوم وهذا النمط يطبق دوماً من جانب إسرائيل وبالمقابل كان هناك عدو يحارب بوحشية، أي يحارب من أجل أن يقتل قدر ما يستطيع دون الأخذ بعين الإعتبار القتلى في صفوفه.
ويؤكد البروفيسور أنه دعم مثل هذا النمط من الحرب أي مفهوم الحرص على منع حدوث الخسائر، والإمتناع عن إصابة مواطني العدو، لكن منذ الحرب الأخيرة يرى أن الأفضل التخلي عن هذا النمط لإعتقاده بأن هنالك نشاطات عسكرية يتعذر دونها الحسم العسكري، ويعتقد أن هنالك نوعاً من عبادة التكنولوجيا، فخلال السنوات الأخيرة مر جيش الدفاع الإسرائيلي بعملية أمركة وسيطرالمنطق التكنولوجي على حساب البراعة والإبداعية. والتكنولوجيا عامل هام في رأي عنبار ومن الضروري تطويره واستخدامه، لكن لا يجب تحويله إلى كل شيء. حيث أن التركيز على التكنولوجيا قد يفضي إلى النظر للعدو كعامل متدني، وبأن القوات المتصلة بشبكة الإتصالات وتحظى بمعلومات استخباراتية وقدرة فائقة على الإصابة الدقيقة والمدمرة يمكنها التعامل معه بفاعلية وبصورة حاسمة تقريباً. حتى وإن تعلق الأمر بتنظيمات حرب العصابات والإرهاب، ولكن عملياً واجه الجيش الإسرائيلي عدواً محنكاً ومخادعاً ومصمماً ويملك منظومات قيادة وسيطرة محصنة وهو أيضاً لديه الإمكانيات التكنولوجية وبحوزته سلاح بسيط لكنه فعال ووسائل لإدارة الحرب الالكترونية. ويعتقد بأن الثقة بسلاح الطيران يجب أن تكون على أسس واضحة حيث أن الإعتماد على القوة الجوية إرتبط بعبادة التكنولوجيا التي تغلغلت في الوعي العسكري الإسرائيلي قبل فترة طويلة وإلى حد كبير بفعل فئات من القوات الجوية سيطرت على مراكز العصب الهامة في الأركان العامة. وإلى جانب الإعتماد على القوة الجوية تطورت في السنوات الأخيرة فكرة الإعتماد الكبير على القوات الخاصة على افتراض أن الدمج بين القوة الجوية والقوات الخاصة سيثمر في إحداث تأثير عملياتي كبير. واتضح فعلياً خلال هذه الحرب محدودية تأثير الوحدات الخاصة، وبأنها غير قادرة على أن تكون بديلاً للقوات البرية الكبيرة، هذا بالطبع إذا كان السعي إلى تحقيق حسم عسكري والقضاء على تهديد الصواريخ. والظاهرة الأخرى التي يراها هي تجذر مفهوم السيطرة من عالم المفاهيم الجوية أو البحرية إلى التفكير البري إلى حد تحوله كبديل عن احتلال الأرض، والحسم لا يتم بواسطة السيطرة أو تدمير البنى التحتية التابعة لحرب العصابات أو الإرهاب عبر تنامي وتعاظم عنصر النيران على حساب المناورة، فالجيش مر بثورة في مركزها منظومة أكثر مركزية للتشكيلات اللوجستية المناطقية بعد المشاكل اللوجيسية التي ظهرت خلال هذه الحرب وفيما إذا كان مثل هذا النظام بمقدوره التعامل مع العمليات الميدانية.
ويعتقد أنه ليس بالإمكان تحقيق منجزات عسكرية بالقوة بواسطة التكنولوجية المتقدمة والقوة الجوية والقوات الخاصة من دون مناورات ميدانية، والخطأ هو في أن قوات احتياط كبيرة توقفت عن التدريب وعن إجراء المناورات بل والتجهيز المناسب أو الإرتباط بالتكنولوجيا المتقدمة. الضباط أنفسهم لا يقرأون الأدب العسكري الذي صدر معظمه إن لم يكن كله باللغة الإنجليزية حيث أن معظم هؤلاء لا يتقنونها، وهم بكل تأكيد لا يعرفون عن قرب مؤلفيها من المفكرين العسكريين الكلاسيكيين، وبعضهم لا يوفدون للدراسات الأكاديمية في المجالات غير المتصلة بالأعمال العسكرية. والأنكى من ذلك أنهم أدخلوا في عقولهم مواد غيرعسكرية كمصدر إلهام وإيحاء. مشكلة أخرى تركت آثارها على إدارة الحرب تتصل بتردد القيادة السياسية وإعتقادها بأنه يمكن حسم الحرب من الجو وبواسطة قوات صغيرة، ولم تعلن القيادة السياسية الحرب ولم تستدع الإحتياط في الوقت المناسب ولم تأمر بشن عملية أرضية واسعة النطاق.
وبالنسبة لمشكلة حماية الجبهة الداخلية في الحرب، اتضح أنه حتى ولو صدق الخبراء بأن الخسائر البشرية التي لحقت بالجبهة الداخلية هي محدودة، وأن المجتمع الإسرائيلي أثبت بأنه يمتلك قدرة كبيرة جداً على الصمود إلا أن ذلك يشير أنه في أحيان كثيرة يعتبر المجتمع الإسرائيلي الأمن الشخصي بالنسبة للمواطنين أهم من الأمن القومي. وفي مثل هذه الحالة المجتمع لن يحتمل عدم تطوير وسائل متعددة لحماية الجبهة الداخلية. ولن تقبل توجهات تدل على"إهمال الجبهة الداخلية" أي غياب معالجة مشاكل من يقيم لفترة طويلة في الملاجئ وخاصة الأطفال والشيوخ والمرضى والمعاقين. هذا الأمر يحتاج إلى إعادة تفكير حول حماية الجبهة الداخلية قبل وخلال الحرب القادمة، ويعتقد عنبار أن االباحثين الأكاديميين يرون التطورات بشكل مختلف لأن بإمكانهم التفكير في الأمور الإستراتيجية بشكل متعمق بعيداً عن أية ضغوط، والمعروف أن عنبار يدعو إلى تكثيف التعاون بين المؤسسات العسكرية الإسرائيلية والجيش وبين مراكز الأبحاث الإستراتيجية.
ويعتقد عنبار أن على إسرائيل مهاجمة حركة حماس بشكل واسع ومكثف والدخول إلى عمق الأراضي في القطاع وحتى إبقاء قوات إسرائيلية في المنطقة طالما أن هنالك صواريخ تطلق من القطاع بإتجاه المدن الإسرائيلية، ويعتقد أيضاً بأن حل الدولتين هو برنامج إنتهت صلاحيته، ويؤكد في بحث أصدره حول الموضوع أن على إسرائيل العمل لحل يؤدي إلى إعادة الإرتباط السياسي بين المناطق الفلسطينية التي إحتلت عام 1967 وبين الدول التي كانت هذه المناطق تحت سيطرتها، والمقصود ان يكون سكان القطاع تحت السيطرة المصرية وسكان الضفة الغربية تحت السيطرة الأردنية حيث أن حل الدولتين لم يعد حلآً ممكناً، وفي حال إنعدام حل سياسي، على إسرائيل أن تعمد إلى "إدارة الصراع" لفترة طويلة الأمر الذي يتطلب مخططات إستراتيجية ملائمة، وبشكل خاص على إسرائيل وضع المخططات الملائمة للدفاع عن الجبهة الداخلية التي ستصبح عرضة للكثير من الأخطار. ويؤكد في بحثه أن الحقبة الحالية تشير إلى إبتعاد إمكانية التفاهم بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية لأن الشرخ بين الجانبين يتسع، ثم أن الجانب الفلسطيني ليس بمقدوره بناء دولة بل إن كل ما تمكن الفلسطينيون من إقامته هو كيان فاشل وفاسد دون نظام ودون قانون سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، ويرى أن المجتمع الفلسطيني بحاجة للكثير من الوقت حتى يتحول إلى مجتمع ذي مفاهيم ومواقف سياسية معتدلة، ولذلك يرى أن الحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن يتحقق قبل عشرات السنين، ولن يتحقق قبل أن تحدث تحولات ملموسة لدى الجانب الفلسطيني.
الدكتور شاؤول شاي، نائب رئيس "هيئة الأمن القومي":
تحدث عن الدفاع عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية كأحد أسس الرؤى الأمنية الإسرائيلية، والدكتور شاي شغل في السابق منصب رئيس قسم الدراسات التاريخية في الجيش الإسرائيلي، وهذا القسم يتبع وحدة التنظير والإرشاد، وضمن مسؤوليات هذه الوحدة القيام بدراسات حول العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ قيام الدولة وحتى اليوم، وضمن ذلك تقديم الإرشادات والتوجيهات للقيادات العسكرية الإسرائيلية وكتابة التاريخ الرسمي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، وشغل في السابق أيضاً منصب المحرر الرئيسي للإسبوعية العسكرية "المعسكر" (بمحانيه)، وضمن منصبه الحالي في هيئة الأمن القومي الإسرائيلي الدكتور شاي مسؤول عن قسم السياسة الخارجية وقسم السياسات الدفاعية في هيئة الأمن القومي، وهي مؤسسة تابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعلن عن قيامها السنة الماضية، وضمن مسؤوليات هذه الأقسام بلورة توقعات سياسية مستقبلية وتقديم التوصيات لرئيس الوزراء بشأن السياسات الإسرائيلية في المجالات المختلفة وبشكل خاص الموضوعات المتعلقة بالحوارات الإستراتيجية مع الدول الأخرى، والحوارات مع مجالس الأمن الوطني في الدول الصديقة لإسرائيل، كذلك تسعى هيئة الأمن القومي إلى بلورة بدائل للسياسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والدول العربية والعلاقات مع الدول العظمى والدول المهيمنة إقليمياً مثل تركيا والهند إلى جانب بلورة بدائل لسياسات خاصة بالتعامل مع المنظمات والمؤسسات الدولية إلى جانب البدائل لتوفير الطاقة لإسرائيل والإهتمام بإحتياطي الطاقة وتنويع المصادر.
يعتقد الدكتور شاي بأن على إسرائيل الإعتماد بشكل أكبر على قوة الردع وزيادة هذه القوة من خلال إيجاد الطرق الملائمة لمواجهة الحروب الجديدة التي ستكون حروباً غير تقليدية بالمفاهيم التي كانت حتى اليوم، وهذا يعني أنه بمرور الوقت أصبحت المواجهات هي مواجهات على صعيد غير متكافىء وغالباً الجيش الإسرائيلي سوف يواجه قوات من التنظيمات التي تحارب بطرق غير تقليدية، وفي هذه الحالة لا توجد للجيش الإسرائيلي الميزات التي يتمتع بها في حال خوض حرب تقليدية أمام جيش تقليدي، ويرى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية اصبحت الجبهة الأساسية للمعركة، وستكون مستهدفة في الحروب القادمة، ولذلك أصبحت في أولويات الرؤى الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وهنالك تركيز من جانب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على إيجاد الوسائل المناسبة لحماية الجبهة الداخلية، ويؤكد الدكتور شاي أن الدول المعادية لإسرائيل تدأب حالياً على تطوير الصاروخ الباليستي "BM25" الذي قد يصل مداه إلى 3500 كيلومتر، الأمر الذي يعني أن مثل هذا الصاروخ بإمكانه ضرب مواقع كثيرة في الشرق الأوسط وأوروبا، ويشار إلى أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات "BM25" يعتبر من الصواريخ المتقدمة جداً، وهنالك إعتقاد بأن كوريا الشمالية وإيران تسعيان إلى تطوير إمكانياته لتصل إلى مدى 3500 كيلومتر، وإيران حصلت على مجموعة من هذه الصواريخ لتستخدمها في إطلاق الأقمار الإصطناعية، ونجاح إيران في استخدام هذه الصواريخ الباليستية في إطلاق الأقمار الإصطناعية يعني إمكانية إستخدامها لحمل الرؤوس الحربية التقليدية أو النووية وإمكانية وصول هذه الصواريخ إلى أهداف بعيدة وتغطية كل الأهداف في المناطق الإسرائيلية.
والمعروف أن الصاروخ المذكور يعمل بالوقود الصلب، وهذا ما يعطيه دقة أكبر في إصابة الأهداف، ويضيف أن النظريات الأمنية الإسرائيلية يتوجب أن تعتمد على ثلاث نقاط أساسية: قوة الردع والإنذار المبكر والحسم السريع، وفي هذه الحالة عندما تصبح الجبهة الداخلية مستهدفة بشكل خاص، وحين تصبح الجبهة الأساسية في هذه الحالة سوف يتسع مفهوم قوة الردع وبالتالي سوف يتسع مفهوم الإنذار المبكر وعلى هذا الأساس على إسرائيل الإهتمام بشكل أكبر بأجهزة الإنذار المبكر.
ونظرية الأمن الإسرائيلية كانت تقوم بالماضي على نقل المعركة إلى أرض العدو وإستخدام قوات ضخمة تتفوق على العدو بسهولة وبشكل خاص إستخدام سلاح الطيران لضرب الأهداف الإستراتيجية بضربة سريعة وقاصمة، كذلك كانت النظرية الأمنية الإسرائيلية تقوم على مبدأ الحرب السريعة الخاطفة التي تستمر لفترة قصيرة حيث تتم تعبئة قوات الإحتياط وإحتلال أراضي العدو وضرب منشأته العسكرية والإستراتيجية، وبذلك لم تكن الجبهة الداخلية في إسرائيل معرضة لأية مخاطر تذكر أو أن المخاطر كانت قليلة جداً، بينما بمرور الوقت أصبحت الجبهة الداخلية مستهدفة وبشكل خاص في الحروب الأخيرة ثبت أنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الجبهة العسكرية، وأصبح بإمكان الجانب الآخر ضرب المواقع الإسرائيلية بسهولة مقارنة بالماضي، ولذلك فالفكر العسكري الإسرائيلي تغيّر عن السابق، ويأخذ بعين الإعتبار أن الإستعدادات للمعركة يتوجب أن تشمل الجبهة الداخلية.
المهندس عوزي رؤبين:
تحدث عن التهديدات التي قد تتعرض لها دولة إسرائيل من منظومات الصواريخ التي تملكها الدول المعادية لإسرائيل، والتكنولوجيات الدفاعية لمواجهة هذه المخاطر، ويعتبر من خبراء الصواريخ في إسرائيل، وكان مدير مشروع الصاروخ الدفاعي "سهم" (حيتس) في وزارة الدفاع الإسرائيلية، والمسؤول عن مشروع تطوير منصة إطلاق الأقمار الإصطناعية الإسرائيلية (شافيط)، وكانت ضمن مسؤولياته مراقبة ومتابعة وتنسيق النشاطات الخاصة بمديرية السور (حوماه) المتعلقة بالدفاعات الإسرائيلية لمواجهة التهديدات الباليستية وهي بالأساس التهديدات الممكنة من صواريخ باليستية، وشغل مناصب هامة في مجلس الأمن القومي، وهو مهندس يحمل اللقب الثاني في هندسة الطيران، وحصل على جائزة أمن إسرائيل مرتين لأعماله في مجال تطوير صاروخ حيتس وتطوير القمر الإصطناعي الإسرائيلي الأفق (أوفك) ويشارك رؤبين في أبحاث تتعلق بالصواريخ الباليستية والنظم الدفاعية ضمن مراكز الأبحاث المعروفة في إسرائيل ومنها مركز أبحاث الأمن القومي، ومركز بيغن –السادات للدراسات الإستراتيجية، ومراكز أبحاث خارج إسرائيل، ويعتبر من الخبراء العالمين في مجال منظومات الدفاع لمواجهة الصواريخ، ومؤخراً يتركز اهتمامه في دراسة منظومات الصواريخ في الدول العربية وإيران وضمن ذلك الصواريخ الباليستية.
يؤكد رؤبين أنه منذ العام 1967 هنالك تطور في القدرات الصاروخية لدى الدول العربية وإيران، وأنه منذ تلك الفترة أطلقت على إسرائيل 12000 قذيفة صاروخية، 1000 منها أطلقها محاربون فلسطينيون من منظمة التحرير من الحدود الأردنية بشكل خاص و6000 منها أطلقت من جانب منظمة حزب الله بشكل خاص في حرب لبنان الثانية عام 2006، و5000 من القذائف الصاروخية أطلقت من المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة وبشكل خاص من جانب حركة حماس، كذلك 40 صاروخاً أطلقت على إسرائيل من العراق عام 1991، وحالياً إيران هي الدولة الأكثر تقدماً في هذا المجال حيث أن لديها قدرات خاصة لتطوير الأسلحة الصاروخية التي تتطور بشكل دائم وبخاصة صواريخ شهاب التي وصل مداها إلى 2400 كيلومتر، ولذلك يرى أن على إسرائيل الإستعداد بالشكل الملائم لحروب غير سهلة، على إعتبار أن الصواريخ تحد من قدرات المناورة لدى الطيران الحربي الإسرائيلي، ثم أن الصواريخ الباليستية التي تملكها الدول المعادية لإسرائيل تؤدي إلى نوع من التوازن الذي يمنع حسم المعركة بسهولة.
ويعتقد رؤبين أن هدف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي تطلقها حركة حماس من قطاع غزة هوعدم السماح بأي تقدم على صعيد التسويات السياسية، بينما بالنسبة لسوريا الصواريخ الباليستية هي بديل لسلاح الجو بينما الصواريخ السورية بعيدة المدى الهدف منها إبقاء إسرائيل رهينة خشية قيامها والولايات المتحدة بمهاجمة إيران. ويرى أن مخاطر الصواريخ التي تطلقها حركة حماس على إسرائيل هي المخاطر المتعلقة بقصف الجبهة الداخلية، وهي تهديدات تكتيكية بالأساس، ولكن في حال انفجار حرب في المنطقة فسوريا وإيران من الممكن أن تقوما بقصف صاروخي مكثف بصواريخ ذات رؤوس تقليدية تطلقها على المعسكرات الحربية وعلى المراكز العسكرية الحساسة إلى جانب القصف للجبهة الداخلية، وإضافة فهذه الدول لديها القدرة على تنفيذ ضربة ثانية بالصواريخ ولا يستبعد رؤبين قيام الدول المعادية لإسرائيل بإستخدام صواريخ ذات رؤوس لأسلحة غير تقليدية أو أسلحة دمار شامل، وبهذا الصدد يعتقد بأن على إسرائيل الإستمرار في تطوير الوسائل الدفاعية الملائمة وضمن ذلك منظومات متابعة الصواريخ الباليستية وتدميرها. ويؤكد أنه مازالت هنالك مشكلة بالنسبة لمنظومات دفاع إسرائيلية ضد القذائف الصاروخية غير الموجهة والتي تستخدم من جانب حزب الله وحماس، بينما هنالك منظومات دفاع لمواجهة الصواريخ الثقيلة مثل صواريخ شهاب وزلزال وسكاد، والحلول المطروحة هي منظومات الصواريخ ضد الصواريخ من نوعية "حيتس" والتي تستخدم تكنولوجيات غير متطورة جداً ولكنها مناسبة ورخيصة التكلفة، وهنالك أيضاً المنظومات التي تعتمد على أشعة الليزر وكان هنالك مشروع إسرائيلي – أمريكي بهذا المجال وهو مشروع مدفع ليزر مضاد لصواريخ الكاتيوشا، ولكن لم يستمر العمل بهذا المشروع. ويؤكد أن الليزر هو سلاح ممتاز لهذا المجال والتجارب أثبتت فعاليته وبالذات ضد قذائف صاروخية من نوع كاتيوشا تم الإستيلاء عليها في لبنان.
وجدير بالذكر أن عوزي رؤبين هو من مؤسسي الجمعية الإسرائيلية للحماية من الصواريخ وإختصارها "عايط"، وهو يشجع توعية السكان في إسرائيل من مخاطر الصواريخ وإحتمالات الهجوم بالصواريخ على الجبهة الداخلية. والجمعية تسهم أيضاً في عملية الضغط على القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية لحث البرامج المتعلقة بحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الصواريخ، وضمن طاقم الجمعية هنالك أعضاء من الخبراء في الصواريخ والمنظومات الدفاعية، ونشاطات الجمعية تشبه نشاطات الجمعية الأمريكيةMDAA- Missile Defense Advocacy Alliance ورئيس الجمعية حالياً هو الميجور جنرال طيران هرتسل بودينجر الذي شغل في السابق منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، وتقوم الجمعية بإعداد الأبحاث وتقديم التوصيات المتعلقة بكيفية حماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتقدم الأبحاث والتوصيات لأعضاء الكنيست والوزراء وكبار الموظفين والصحفيين ولجمعية "عايط" لوبي قوي في البرلمان الإسرائيلي – الكنيست، وميزانيات كبيرة تمكنها من الضغط بشكل مستمر على متخذي القرارات بهذا الصدد حيث يؤكد رؤبين أن هنالك ضرورة العمل بسرعة لإيجاد الحلول الملائمة خاصة وأن أعداء إسرائيل يتابعون التطورات التكنولوجية بشكل دائم.
العقيد احتياط الكولونيل يوسف أرازي:
طيار وقائد بسلاح الجو الإسرائيلي سابقاً هو مهندس إلكترونيات يعمل في مجال تطوير الأسلحة منذ العام 1971، وهو من الطاقم المتابع لمشروع المنظومة الدفاعية ناوتيلوس – سكايجارد Nautilus laser system  والدكتور عوديد عاميحاي من الخبراء المعروفين في مجال منظومات أشعة الليزر والفيزياء الإلكترونية وقد عمل في السابق بسلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية – "رفائيل"، وعمل على تطوير منظومات أسلحة سرية في هذا المجال ويعتبر من المتحمسين لإستخدام المنظومة الدفاعية ناوتيلوس، وتحدث الإثنان عن استخدام منظومات الليزر الدفاعية لحماية الجبهة الداخلية الإسرائيلية حيث أن الإثنين يعملان معاً في هذا المجال، ويعتقد عميحاي أن منظومة الناوتياوس هي الأفضل ضد الصواريخ، وقد تمكنت بعد تجارب عديدة من إثبات فاعليتها ضد صواريخ من أنواع مختلفة، وهذه المنظومة تعمل بشكل تلقائي بواسطة حاسوب خاص، وتكلفتها لن تكون كبيرة بالمقارنة، والمنظومة بحجم منظومة صواريخ الباتريوت الدفاعية والغازات التي تطلقها HF هي أقل خطراً من الغازات التي تطلقها المنظومات الدفاعية الأخرى، ثم أن الأحوال الجوية تؤثر بشكل قليل على فعالية المنظومة، وتكلفة الإطلاق لليزر هي 1000 إلى 2000 دولار لكل عملية إطلاق، بينما بالمقارنه كما يقول عميحاي مع تكلفة الإطلاق الواحدة في المنظومة الدفاعية القبة الحديدية (كيبات بارزيل) هي 100000 دولار. وبهذا الصدد يؤكد العقيد أرازي أن مدفع الليزر أثبت فعاليته، وهنالك محاولات للتقليل من فاعلية هذه المنظومة بينما تكلفة منظومة الليزر أقل من وسائل دفاعية أخرى وبالذات أقل بكثير من منظومة القبة الحديدية، والناوتيلوس سوف توفر الكثير من النفقات للدولة بسبب الأضرار للممتلكات الناجمة عن إنفجار الصواريخ، وهنالك شك في قدرات منظومة القبة الحديدية على استهداف الصواريخ بنجاعة.
والعقيد طيار إحتياط يوسف أرازي والدكتور عوديد عميحاي هما من مؤسسي جمعية جديدة تدعى جمعية الدفاع عن الجبهة الداخلية – (عموتات مجين لعورف) وهذه الجمعية التي أسست السنة الماضية تسعى أيضاً إلى توعية السكان في إسرائيل للمخاطر المحدقة بهم حيال عدم تشغيل المنظومات الدفاعية ضد الصواريخ، ويسعى القائمون على الجمعية للضغط على المشرعين ومتخذي القرارات في إسرائيل لإيجاد حلول في المجال المذكور، كذلك هدف الجمعية هو العمل على تطوير منظومات أفضل لمواجهة التهديد بالصواريخ والقذائف الصاروخية في المستقبل، كذلك تضغط الجمعية بشدة لتقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية بالموافقة على تشغيل المنظومة الدفاعية ناوتيلوس. والدكتور عميحاي والعقيد أرازي متحمسان جداً لهذه المنظومة الدفاعية التي يرون بها المنظومة الأفضل لإحتياجات إسرائيل وبشكل خاص للدفاع عن الجبهة الداخلية ولمواجهة القذائف الصاروخية الفلسطينية وعلى رأسها صواريخ القسام، وكل ما هو مطلوب العمل على ملائمة المنظومة للإحتياجات الإسرائيلية وهنالك أيضاً إمكانية تطوير منظومة دفاعية متنقلة.
ويؤكد الدكتور عميحاي أن المنظومة الدفاعية ناوتيلوس والجيل الجديد منها "حارس السماء" سكايجارد  Skyguard وهو الإسم التجاري للمنظومة هي الوحيدة التي نجحت في مجموعة تجارب مكونة من 46 تجربة خاصة لمواجهة القذائف الصاروخية وقذائف المورتر "هاون" بينما منظومة القبة الحديدية (كيبات بارزيل) ما زالت في طور التجارب، وتأجلت عملية التجارب عدة مرات لعدم جاهزيتها بالشكل المناسب.
ويرى المحاضران أرازي وعميحاي أن الصواريخ هي السلاح المفضل اليوم لتهديد إسرائيل وخاصة تهديد الجبهة الداخلية الأمر الذي يتطلب التعامل مع هذا الواقع والإستعداد بالشكل الملائم، ويرى عميحاي أن نتائج الحروب الأخيرة شجعت أعداء إسرائيل على المضي قدماً والإستمرار بالتسلح بأسلحة صاروخية بينما لا توجد قرارات واضحة لدى المؤسسة العسكرية والمؤسسة الدفاعية بالنسبة لهذه التهديدات، ويرى أنها "تقصير في الدفاع عن الجبهة الداخلية". والجدير بالذكر أن الليزر الذي تعمل بواسطته منظومة ناوتيلوس هو الليزر الكيميائي في مجال الأشعة تحت الحمراء من نوع دئوتيريوم فلوئوريد وتتم عملية المتابعة بواسطة رادار خاص، والمنظومة الدفاعية ناجعة في مجال يصل إلى عشرة كيلومترات، ومن الممكن أن تقوم المنظومة بخمسين تعقباً للصواريخ بفارق ثانية بين كل عملية، والمعلومات المتوفرة حسب أقوال المحاضرين هي أن المنظومة نجحت في إسقاط جميع القذائف خلال الأبحاث التي أجريت في حقل التجارب "وايت ساندس" التابع للجيش الأمريكي، وقد أثبتت المنظومة فعاليتها في أحوال طقس متقلبة، ويجمع المحاضران على أن هنالك إهمالاً للجبهة الداخلية وتكلفة المنظومة الإسرائيلية القبة الحديدية سوف تكون مرهقة للإقتصاد الإسرائيلي هذا في حال أنه بدء إستخدامها في العام 2011 حيث أن القذيفة الصاروخية القسام تكلف ما يقدر ب 500 دولار على أقصى حد بينما قذائف القبة الحديدية تكلف 30 -40 ألف دولار.
وللدفاع عن الجبهة الداخلية هنالك حالياً صواريخ الباتريوت المطورة PAC3 وصواريخ حيتس نوذج 2 و3، وهذه الصواريخ ملائمة للدفاع بمواجهة صواريخ إيرانية أو سورية وتكلفة صاروخ الباتريوت تصل إلى 4 مليون دولار بينما صاروخ الحيتس أرخص وتكلفته تتراوح ما بين 2.5 – 4 مليون دولار، وهنالك أيضاً منظومة الدفاع صولجان الأسحار (شاربيط قساميم) التي تطورها سلطة تطوير الوسائل القتالية (رفائيل)، ويصل ثمن صاروخ شاربيط إلى 600 ألف دولار، هنالك أيضاً منظومة مدفع فلانكس ولكن نجاعة هذه المنظومة تصل إلى بضع مئات من الأمتار فقط، وهي ملائمة لحماية الأهداف الإستراتيجية مثل محطات توليد الكهرباء والمعسكرات والموانىء، ومدفع الفلانكي من إنتاج شركة ريتيئون الأمريكية ويطلق ما معدله 6000 قذيفة في الدقيقة ولإسقاط  صاروخ قسام واحد هنالك حاجة إلى 1000 قذيفة تكلف 10000 دولار.
والليزر من الممكن أن يستخدم كسلاح تكتيكي في المعارك وكسلاح إستراتيجي للردع، ومن الممكن حسب ما يرى الباحثان إستخدام الليزر لمنع وصول القذائف والصواريخ للجبهة الداخلية وتفجيرها في الجو، وكذلك يمكن إستخدام الليزر لمواجهة قذائف المدفعية والطائرات دون طيار "الزنانة"، ومن الممكن إستخدام سلاح الليزر من اليابسة أو البحر أو الجو.
الميجور جنرال يائير جولان القائد العسكري للجبهة الداخلية:
تحدث عن التمرينات الخاصة بالجبهة الداخلية، مؤكداً أن هنالك إستعدادات في الجبهة الداخلية تحسباً لأية طوارىء، وإعتقاده بأن الجبهة الداخلية مستعدة والتمرينات الأخيرة كانت ناجحة.
ويرى جولان أن منظومة صفارات الإنذار أثبتت نجاعتها في الكثيرمن المناطق، ولكن هنالك حاجة إلى نشر صفارات إنذار بكثافة أكبر حيث أنه تبين أن كل صفارة إنذار تغطي مساحة 500 متراً حتى 750 متراً بشكل أفضل حيث أن بعض المناطق لم يتمكن ساكنوها من سماع صفارات الإنذار بسبب الضوضاء العامة والضوضاء من السيارات وأجهزة التكييف، ويشير إلى أن منطقة المركز بحاجة للمزيد من صفارات الإنذار.
وسوف تتم عملية نشر المزيد منها خلال السنوات القادمة، وسوف تكثف عمليات فحص صفارات الإنذار وتوعية السكان لذلك، وستكون هنالك فحوصات بشكل مستمر لنجاعة صفارات الإنذار وبشكل إنتقائي. ويرى جولان أيضاً ضرورة الفحص الدائم للملاجىء وإعدادها لتكون بمستوى جهوزية عالية كل الوقت، وإلى جانب ذلك سوف يتم تقديم التجهيزات الخاصة للحماية العامة وذلك من خلال التعاون مع السلطات المحلية ثم ضرورة الإهتمام برجال الشرطة وعمال السلطات المحلية وعمال المستشفيات على اعتبار أن لهؤلاء مهاماً ضرورية في الجبهة الداخلية ويتوجب الإهتمام بعائلاتهم وإيجاد المناطق الآمنة لهم في حال حدوث هجوم على الجبهة الداخلية.
ويؤكد جولان أن قيادة الجبهة الداخلية تعمل على تكثيف طرق الإتصال بالجمهور وخاصة في حال وقوع الحرب وتعرض الجبهة الداخلية للقصف، فهنالك وسائل لنقل التوجيهات بشأن الإحتماء من القصف وبشكل خاص القصف الصاروخي، وضمن ذلك هنالك تفكير بزيادة عدد مراكز التوجيه والإتصال على إعتبار ان هنالك ضرورة لتطوير قدرات قيادة الجبهة الداخلية في الحصول على المعلومات اللازمة بالوقت المناسب ومنح الجمهور الإجابات والحلول الملائمة، وضمن ذلك أيضاً سوف تتم عملية تقسيم المناطق في المدن الكبرى لتسهيل نجاعة التعامل مع الجمهور ومعرفة مواطن الضعف، ويؤكد أنه ستكون هنالك شبكة إتصالات بين جميع مراكز التوجيه للجمهور، وهذه المراكز ستعمل لمتابعة أوضاع السكان وتقديم المساعدات السريعة عند أي هجوم، وستكون على إتصال بالمؤسسات المختلفة لتقديم المساعدات كالمؤسسات الطبية.
ويعتقد الجنرال جولان أنه ليس من المستبعد أن تكون هنالك مواجهات عسكرية جديدة وذلك في حال إستمرار قصف إسرائيل بالصواريخ من قطاع غزة أو حتى تدهور الأوضاع على الجبهة اللبنانية. ويرى أن التهديدات المحدقة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية كانت قليلة نسبياً وذلك لأنه بعد حرب عام 2006 تم أخذ كل ما حدث بعين الإعتبار وإعداد الجبهة الداخلية تبعأً لذلك، وبالفعل تم تطبيق نقاط عديدة في هذا المجال، ويؤكد جولان أن المناطق الأكثر تعرضاً للقصف في الجبهة الداخلية كانت المناطق بمحيط 30 كيلومتراً من الحدود مع قطاع غزة وهذا المحيط تم إعداده جيداَ لمواجهة ما يمكن أن يحدث، ويضيف أنه حسب إعتقاده فالجيش الإسرائيلي هو بمستوى أخلاقي مرتفع، وهنالك دائماً تعليمات وتوجيهات واضحة للتمييز بين المحاربين والمدنيين بينما يتهم جولان الجانب الآخر بإستخدام المدنيين وإقحامهم بالقتال.
ويؤكد أنه في المستقبل لن تكون هنالك مشكلات على غرار ما حدث خلال الحرب ضد قطاع غزة كذلك سيتم توزيع الكمامات الواقية للسكان المدنيين حتى تكون الجبهة الداخلية على إستعداد تام في هذا المجال.
متان فلنائي، نائب وزير الدفاع:
وأشار متان فيلنائي نائب وزير الدفاع بهذا الصدد أن القذائف الصاروخية هي مشكلة جديّة وبشكل خاص قذائف المورتر - هاون، ويعتقد فيلنائي أنه لا يستبعد في حال إستمرار إطلاق القذائف الصاروخية على الجبهة الإسرائيلية أن يتم إحتلال المناطق التي تطلق منها القذائف. ويرى فيلنائي أن المهام التى تقوم بها وزارة الدفاع في هذا المجال هي متعددة وبشكل خاص مسألة حماية الجبهة الداخلية التي تتطلب الكثير من الصلات بين المؤسسات المختلفة للتنسيق بينها.
أعد التقرير: تيسير أبلاسي/ مجلة البيادر السياسي، فلسطين


 

2009-07-22 09:21:26 | 1999 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية