التصنيفات » ندوات

اللقاء الشبابي الفلسطيني المفتوح (لقاء دوري) مع الأستاذ مروان عبد العال



بتاريخ 18/1/2017 عُقد (اللقاء الشبابي الفلسطيني المفتوح) في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية، بحضور عدد من الشباب والشابات الفلسطينيين من سكان مخيمات بيروت والمهتمين بالقضية الفلسطينية.
وقد حاضر في (اللقاء الشبابي) الأستاذ مروان عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول الجبهة في الساحة اللبنانية، حول تطوّرات الوضع الفلسطيني عموماً، والقضايا التي تعني الشباب الفلسطيني بالخصوص.
بداية، عرّفت الإعلامية آمنة الأشقر بالمحاضِر وبموضوع اللقاء الشبابي وهدفه الرئيسي المتمثّل في تعريف الجيل الفلسطيني الشاب، في لبنان خصوصاً، بتاريخ قضية فلسطين وطبيعة المشروع الصهيوني، وتحديد أدوار معيّنة لهذا الشباب في إطار دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وانتفاضته المستمرّة ضدّ الاحتلال.
وأضافت أن هذا اللقاء الشبابي الدوري سيستضيف شخصية فلسطينية في كل مرّة، داعية الشباب الحاضرين لإبداء آرائهم حول القضايا التي تهمّهم، وخاصة في الشؤون السياسية، في ظلّ وصول دونالد ترامب إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة، الذي هدّد بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، والتي تشهد، كما الضفة الغربية، تهويداً متزايداً؛ إضافة إلى انعقاد اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت، وقبلها عقد مؤتمر حركة فتح السابع في رام الله، إلى مؤتمر باريس الأخير حول عملية التسوية في المنطقة.



بدأ المحاضِر كلامه بشرح أهمية هذا اللقاء الشبابي الذي يتم برعاية كريمة من إدارة مركز باحث ممثّلة بالدكتور يوسف نصرالله، وذلك من ناحيتين:
1 ـ ضرورة تفعيل التواصل مع الشباب الفلسطيني لأنه كان وما زال مستهدفاً لإبعاده عن قضيته الأساس، وعن صناعة الفعل السياسي والمقاوم للاحتلال.
2 ـ خطورة البعد الثقافي في الصراع مع الكيان الصهيوني، باعتباره آخر القلاع الصامدة، مع تهاوي القلاع الأخرى، لعوامل وظروف عديدة.
وبعدما أشار عبد العال إلى أنه كان أحد مؤسّسي أول منظمة شبابية فلسطينية في لبنان في العام 1975، دعا لإعادة التركيز على الشباب باعتبارهم الفئة الليّنة التي يستهدفها العدو في كلّ مرحلة، وخاصة في الجانب الفكري ـ الثقافي الذي يُعتبر القاعدة لكلّ عمل سياسي أو عسكري وغيره. فالهوية الثقافية أوسع من الهوية السياسية.
وتابع عبد العال: إن جزءاً أساسياً من الصراع كان وما زال حول الرواية الحقيقية لهذا الصراع بيننا وبين الصهاينة. ومؤخراً قال رئيس حكومة العدو نتنياهو للمسؤولين الروس إن كيانه بات حاجة للعرب في مواجهة «الإرهاب» في مسعىً منه لشطب القضية الفلسطينية من المعادلة ومن الذاكرة أيضاً.
وتحدث المحاضِر عن الأضرار البالغة التي لحقت بهذه القضية بسبب خيار التسوية واتفاقات أوسلو، والتي خلقت نظاماً سياسياً فلسطينياً ضعيفاً وفاسداً وتابعاً للاحتلال والإدارة الأميركية. وهذا ما أدّى لاحقاً إلى انقسام فلسطيني حاد ما زال شعبنا يعاني من آثاره حتى اليوم، خاصة وأنه يدرك أن لا خلاص له من الاحتلال في ظل ترسّخ هذا الانقسام السياسي والجغرافي الخطير بين فئات ومكوّنات الشعب الفلسطيني، داخل وخارج فلسطين المحتلة.
وقدّم عبد العال نموذج الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005، والذي تمّ بفعل المقاومة، لكنه أدّى إلى تكريس حالة الانقسام بين غزة والضفة في ما بعد، والتي أفاد منها كيان الاحتلال بالدرجة الأولى.
وتوقف المحاضِر عند (الإسلام السياسي) الذي كسر معادلة التسوية بالمقاومة والانتفاضة، وأعاد للقضية الفلسطينية وهجها، قبل أن يأتي الانقسام الداخلي الذي أضاع إنجازات كبرى في مسيرة شعبنا، وأحدث خللاً بنيوياً ما بين فلسطينيي الداخل والخارج، باتت تصعب محاولات معالجته يوماً بعد يوم.
ودعا عبد العال إلى الاعتماد على الذات من أجل التأسيس لنهضة فلسطينية (وعربية) جديدة، على قاعدة المقاومة ورفض خيار التسوية ومشاريع الاحتلال وبناء القدرات الذاتية واستعمالها بذكاء، من أجل الخروج من دائرة الهزيمة والتبعية وتحقيق النصر على الاحتلال وحلفائه.
وعرّج على مؤتمر باريس حول التسوية الذي انعقد مؤخراً ليخرج بقرارات تقليدية تطابق الموقف الأميركي تقريباً، ومن دون آليات للمتابعة أو لإرغام الكيان على تنفيذ القرارات الدولية الكثيرة حول فلسطين، في ما يخصّ الاستيطان أو تهيد القدس أو إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة الاحتلال...




وبرأيه، المؤتمر هدف في النهاية لحفظ دور أوروبا في المنطقة مقابل تراجع الدور الأميركي وتقدّم الدور الروسي (على خلفية الأزمة السورية). ولم يتحدث المؤتمر عن أيّ إجراءات سياسية أو اقتصادية، كما تجاهل التأكيد على حقّ العودة للاّجئين الفلسطينيين.
وأشار المحاضِر إلى أن تهديد الرئيس الأميركي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس هو لابتزاز الفلسطينيين والعرب، بأنه قد يجمّد هكذا قرار في حال سلّم الجميع بالدولة اليهودية وبالاستيطان في الضفة الغربية!
وفي الختام، دعا الأستاذ عبد العال لاستكمال مسيرة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني بهدف تجديد النضال الفلسطيني على كلّ المستويات، ولإنهاء حالة الانقسام المتمادية، ولضمان حقوق الشعب الفلسطيني في بلاده، وأوّلها حقّ العودة الذي يسعى الكثيرون لإلغائه في النفوس كما في النصوص، خصوصاً من خلال المسعى الإسرائيلي المتجدّد لتصفية وكالة الأونروا وإحالة قضية اللاجئين إلى ما يُسمى الدائرة السياسية لتأهيل اللاجئين (UNSCR).




ورداً على استفسارات بعض المشاركين في اللقاء الشبابي، أوضح عبد العال أن جذر القضية الفلسطينية سياسي وليس إنسانياً، وأن الرؤية أو الاستراتيجية المطلوبة للمواجهة تتطلب ثقافة معمّقة تشمل القيادات والكوادر الشابة المؤهّلة، لأن عدوّنا ارتكز منذ البداية على تشويه فكرنا وثقافتنا وتاريخنا بنشر وتعميم روايته المحرّفة لتاريخ فلسطين والمنطقة، ونجح في تضليل العالم في هذا المجال، لتسهل بذلك حركته السياسية والعسكرية التي مهّدت لقيام الكيان المحتل..
من هنا، فالمطلوب من المؤسسات المعنية داخل وخارج فلسطين إعادة تفعيل الاهتمام بالبعد الثقافي للصراع، وخاصة في مجال دعم وتشجيع البحوث والكتابات الجادّة التي يستطيع جيل الشباب الفلسطيني إنجازها بعمق وبمسؤولية تضاهي جهود الباحثين الغربيين أو الصهاينة في حال توفّر الدعم اللازم لهذا الشباب الملتزم والمضحّي.
وكما يعبّر المفكّر الشهيد غسان كنفاني، فقد شكّل إنشاء الجامعة العبرية في القدس عام 1920 (قبل تأسيس الكيان) جائزة نوبل أو وعد بلفور ثقافي للصهاينة قبل تنفيذ وعد بلفور السياسي المشؤوم.



وأخيراً، دعا المحاضِر الشباب الفلسطيني لأخذ المبادرة وعدم انتظار الفصائل لإطلاق أيّ تحرك أو فعل مقاوم داخل وخارج الوطن المحتل، مهما كانت الظروف المحيطة صعبة ومعيقة، والعمل على تجاوز الأحقاد والانتماءات الفصائلية والتوحّد حول قضية المقاومة والتحرير ورفض المشاريع التآمرية من أيّ جهة أتت؛ فطريق المقاومة (المنظّمة أو الفردية والعفوية بكلّ أشكالها) يبقى أقلّ كلفة من مساوئ خيارات التسوية والخنوع والاستسلام لأعداء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.. مع الإقرار بأهمية التنظيم الحزبي والحركي في إطار التصدّي الشامل والمنظّم لأعدائنا وتحقيق الأهداف الكبرى لشعبنا.


2017-01-21 11:38:39 | 6315 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية