التصنيفات » ندوات

استراتيجية روسيا لبناء السلام والحرب على الإرهاب (الدكتور ألكسندر زاسبكين - سفير روسيا الاتحادية في لبنان).


عقِدت في مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية في بيروت، بتاريخ 10/05/2017، ندوة سياسية بعنوان (استراتيجية روسيا لبناء السلام والحرب على الإرهاب)، وحاضر فيها سفير روسيا الاتحادية في لبنان، الدكتور ألكسندر زاسبكين، بحضور عدد من الباحثين والمتخصصيين الصراع العربي ـ الإسرائيلي وقضايا المنطقة.
وكان في مقدّمة الحضور، رئيس مركز باحث للدراسات الدكتور يوسف نصرالله، والسادة التالية أسماؤهم:
ـ سعادة القنصل منى اسمندر، ممثّلة السفير السوري في لبنان، علي عبد الكريم علي.
ـ سعادة النائب الوليد سكّرية.
ـ الرائد حيدر قبيسي، (ممثّل سعادة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم).
ـ الدكتور عبد الحليم فضل الله ، (رئيس المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق).
ـ الأستاذ محمد خواجه ، (عضو مكتب سياسي في حركة أمل).
ـ الدكتور عماد رزق ، (رئيس مركز الاستشارية للدراسات الاستراتيجية).
ـ العميد المتقاعد إلياس فرحات.
ـ العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط.
ـ الدكتور محمد نور الدين. (خبير في الشؤون التركية).
ـ الدكتور عباس إسماعيل. (خبير في الشؤون الإسرائيلية).
ـ الدكتور عبد الملك سكرية.
ـ السيد وصفي الأمين (مدير تحرير قسم الأخبار ـ الميادين).
ـ الدكتور سلام الأعور.
ـ الدكتور مصطفى اللداوي.
ـ الدكتور محمود العلي.
ـ الإعلامية منى سكرية.
ـ الأستاذ حسام مطر.
ـ الأستاذ بلال اللقيس.
ـ الأستاذ عدنان الساحلي.
ـ الأستاذ علي نصّار.
ـ الأستاذ كمال ذبيان.
ـ الأستاذ حسن شقير.
 ـ الأستاذ رياض عيد.
وحشد من الباحثين والمهتمين.

في البداية، قدّم للمحاضِر ولموضوع الندوة، الدكتور عماد رزق، مدير مركز الاستشارية للدراسات الاستراتيجية، بأن المنطقة تشهد تحوّلات كبيرة، تؤثّر روسيا فيها وتتأثر بها، كما هي حال الولايات المتحدة وأوروبا وإيران، وغيرها من الدول الفاعلة في المنطقة، كالسعودية وتركيا..
إن روسيا التي تحيي في هذه الأيام ذكرى انتصارها على النازية في الحرب العالمية الثانية، باتت في موقع قوي جداً على الساحة الدولية، وهي التي خرجت من صدمة انهيار الاتحاد السوفياتي وأفشلت المحاولات الغربية لإضعافها أو تطويقها بالدول والأحلاف المعادية، وباتت بعد انخراطها الفاعل في الصراع السوري في مواجهة الجماعات الإرهابية، قوّة دولية وإقليمية تحسب لها الولايات المتحدة ألف حساب، في إطار الصراع السوري وغيره من قضايا المنطقة والصراعات الدولية الأخرى.
وتابع د. رزق: سعادة سفير روسيا الاتحادية في لبنان، الدكتور ألكسندر زاسبكين، الخبير والعالم والمتخصص في شؤون المنطقة، سيتحدث عن الرؤية الروسية لما يجري في سورية تحديداً، بعد الاتفاق الدولي على إقامة مناطق منخفضة التوتر، قد تساعد في تسهيل الحلّ السياسي للصراع، وتفعّل الحرب على الإرهاب في الوقت نفسه.


تحدث السفير الروسي بشكل موجز عن مناسبة عيد النصر على النازية، في 9 مايو/أيار 1945، والذي أكد فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لا توجد قوّة على وجه الأرض قادرة على قهر أو استعباد الشعب الروسي.
ولفت السفير إلى التزوير الغربي للانتصار الروسي العظيم الذي تحقق على النازية رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بالاتحاد السوفياتي الذي كان في حلف آنذاك مع الولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة النازية.
وكان اقتراح حق النقض (الفيتو) للدول المنتصرة في الحرب خطوة حكيمة حفظت التوازنات الدولية بعد الحرب ومنعت استئثار قوّة كبرى واحدة بمصائر الدول والشعوب الأخرى..
وبرغم أن الغرب لا يزال مستمراً في محاولات توسيع هيمنته الاستعمارية أو التوسعية حتى اليوم، ويبدي استخفافاً بالقوانين الدولية والقيم والأعراف التي سلّم بها المجتمع الدولي لمنع الحروب الكبرى أو الصراعات الدموية ما بين الدول، فإن روسيا الاتحادية تجدّد الدعوة للعودة إلى الاتفاقيات والقوانين الدولية، وخصوصاً في هذه المرحلة لمحاربة واستئصال ظاهرة الإرهاب التي باتت تهدّد العالم بأسره، وليس فقط شعوب ودول الشرق الأوسط.
وشدّد السفير الروسي على ضرورة تكاتف الدول لتحقيق هذا الهدف، رغم الخلافات السياسية الكبيرة في ما بينها حول قضايا رئيسية، والتي يمكن أن تُحلّ بالوسائل السياسية والدبلوماسية، وأبرزها قضية فلسطين أو ما يُسمّى الصراع العربي ـ الإسرائيلي، الذي استنزف كثير من الموارد والإمكانيات في هذه المنطقة المهمة من العالم.
وأشار السفير في هذا الصدد إلى محاولات قوى كبرى أو إقليمية استغلال نزاعات المنطقة الراهنة لتقسيم الدول فيها إلى كيانات متناحرة، بواسطة ما يُسمّى (الفوضى الخلاّقة)؛ وهي استراتيجية مرفوضة من قِبل روسيا، التي تدعو على الدوام إلى الحفاظ على وحدة وسيادة الدول، وإرساء الحلول السياسية للنزاعات الإقليمية، مع تركيز الجهود والطاقات لضرب الجماعات الإرهابية التي فتكت بالبشر والحجر وشرّدت الناس ودمّرت البنى التحتية وتاريخ هذه المنطقة العريقة، والتي تسعى روسيا لنسج أفضل العلاقات مع شعوبها وحكوماتها الشرعية.



وفي ردود سعادة السفير الروسي على بعض أسئلة ومداخلات المشاركين في الندوة، أوضح السفير أن روسيا تدخلت في النزاع السوري لمكافحة القوى الإرهابية التي باتت تشكّل خطراً داهماً على الأمن القومي الروسي وأمن العالم، وليس لمواجهة «إسرائيل» أو غيرها على الأرض السورية؛ فالصراع المزمن في المنطقة له حيثياته وأبعاده، وليس له علاقة بالنزاع الحاصل في سورية، وتنامي خطر الإرهاب فيها.
إن روسيا لا تزال تسعى لإنجاح المسار السياسي فيما يخصّ الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وتعتبر أن لا علاقة مباشرة لإسرائيل بالتطورات السياسية أو العسكرية الجارية في سورية، وتحديداً في الآونة الأخيرة، بعد الاتفاق الذي حصل (دولياً) حول إنشاء المناطق منخفضة التوتر، والتي تمهّد لإطلاق مسار سياسي جدّي في وقت لاحق، لإنهاء هذا النزاع ووقف معاناة الشعب السوري.

وقد طرح السفير الأفكار التالية لإيضاح رؤية بلاده تجاه ما يجري في سورية والمنطقة:
1 ـ روسيا ترفض الهيمنة على الدول الأخرى، كما ترفض التبعية لأية دولة أو قوّة كبرى، مهما كان شأنها.
2 ـ هناك مخاطر جديّة من مشاريع أو مخططات لتقسيم دول المنطقة، ومن تكرار ما يسمّى الثورات الملوّنة لإضعاف الاتحاد الروسي أو تقسيمه، خدمة لأهداف الغرب التوسعية، والتي يمثّلها حلف الناتو اليوم، كما كان حاله بالأمس ومنذ عقود...!
3 ـ النزاعات الإثنية والعرقية والطائفية في المنطقة تخدم الاستراتيجية الغربية التوسعية، والجماعات الإرهابية، التي تستغلّها بعض الدول الغربية لتحقيق أهدافها.
4 ـ التحالف الدولي والإقليمي الواسع (والشفّاف) هو الأساس في نجاح استراتيجية مكافحة الإرهاب على مستوى العالم عموماً، وفي الشرق الأوسط خصوصاً.
5 ـ إصلاح وضع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي هو مطلب دولي ومحق، لكن عوامل عديدة تمنع تحقّق هذا الهدف، مع العلم بأن حق النقض (الفيتو) الذي تملكه روسيا والصين حالياً يضمن (نسبياً) عدم خرق التوازنات الدولية القائمة، أو استغلالها لظلم دول وشعوب في قارّات الأرض الخمس.
6 ـ بالنسبة للحوار الروسي مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب، فإن الأمور لا تزال في بداياتها، مع أمل بتوافق أميركي ـ روسي بما يخص النزاع السوري وعملية التسوية في المنطقة عموماً.
7 ـ روسيا ترفض تقسيم سورية أو العراق أو اليمن وغيرها، وتسعى لتحقيق أمن كلّ دول المنطقة، بما فيها «إسرائيل».
8 ـ الانتشار العسكري الروسي في منطقة عفرين في الشمال السوري لم يتم بالتنسيق مع الأميركيين، وهو حصل لتهدئة الأمور هناك وتثبيت الهدنة، وعدم انزلاق التطوّرات الميدانية نحو مواجهة تركية ـ كردية ـ سورية شاملة.
9 ـ حول أوضاع روسيا الداخلية، حصلت تحوّلات كبرى في الشؤون الاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، مع تجاوز تداعيات العقوبات الدولية التي فُرضت على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، وانخفاض أسعار النفط العالمية؛ كما تنامت الروح الوطنية والقومية واستعادت القيم الأخلاقية مكانتها في المجتمع الروسي، في عهد فلاديمير بوتين تحديداً.
10 ـ لا إمكانية لروسيا للتأثير في سياسات إسرائيل تجاه الصراع في المنطقة، بواسطة الجالية الروسية اليهودية التي هاجرت من الاتحاد السوفياتي، كما يدعو البعض، لأن هذه الجالية باتت جزءاً من المجتمع الإسرائيلي، وروسيا تضغط على جميع الأطراف لإنجاز تسوية سياسية في المنطقة، من خلال ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري، وتأثيرها المعنوي، وبواسطة علاقاتها السياسية المباشرة مع مختلف أطراف الصراع العربي ـ الإسرائيلي.



2017-05-13 11:35:17 | 5452 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية