التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-10-2022

 

ملخص التقدير الفلسطيني

30-10-2022

 

برزت، وفي زمن قياسي، مجموعات «عرين الأسود» في الضفة الغربية المحتلّة، لتفرض نفسها رقماً صعباً في معادلة المقاومة. وهي اكتسبت احتراماً وتأييداً جماهيرياً عارماً،  حتى بين فصائل المقاومة وتشكيلاتها، وأصبحت مبعث قلق أمني متنامٍ لكيان الاحتلال، يعزّزه إصرارها على بثّ حالة وعي نضالي في الشارع الفلسطيني، عبر نموذجها المترفّع عن الفصائليّة، والذي يتبنّى عقيدة وحيدة: قتال الاحتلال.

 ليس هذا فحسب؛ بل إن إسرائيل، بجيشها وقياداتها المختلفة، باتت تخشى من أن «تُنبت» مجموعة عرين الأسود، بفعل تأثيرها، خلايا مشابهة لها في مدن ومناطق أخرى، اقتداءً بهذه التجربة واستنساخاً لها.

لقد نشأت مجموعات عرين الأسود في البداية  في مدينة نابلس، وهي تضم عشرات المقاتلين المسلّحين، ولا تنتمي إلى "حماس"، أو "فتح – كتائب شهداء الأقصى"، أو الجهاد الإسلامي. فأعضاؤها، في أغلبيتهم، هم شبّان فلسطينيون، بعضهم انتمى سابقاً لـ"فتح – التنظيم"، أو “حماس”، أو "الجهاد الإسلامي"، وبعضهم أبناء لأعضاء في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. 

 يتركّز النشاط العسكري لهذه المجموعات في نابلس حالياً؛ وفي حالة واحدة (بحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي)، كانت هناك علاقة بين "عرين الأسود" وبين شاب وصل إلى يافا لتنفيذ عملية، وكان مسلّحاً بسلاح محليّ الصنع وعبوات؛ وقد قبضت عليه قوات الأمن قبل التنفيذ.

 ومنذ نشأتها تبنّت مجموعات "عرين الأسود" زياً موحّداً بملابس سوداء، مع رموز جديدة، ومنها بندقيّتان تلتقيان تحت قبّة الصخرة.

 تتلخص أهداف  مجموعات عرين الأسود،  وفقاً لبيانٍ صادر عنها، بعدد من الأمور، وفي مقدّمتها:  "المضي في طريق الشهداء- الاشتباك مع جنود الجيش الذين ينشطون داخل المدن والقرى الفلسطينية، والتشويش على روتين حياة المستوطنين، وكذلك الدخول إلى "قبر يوسف"؛ بالإضافة إلى استنهاض الشعب الفلسطيني لتنظيم احتجاجات شعبية واسعة.

وما يثير الاهتمام والمفاجأة أن للمجموعة المذكورة تأييدا المعتبر في صفوف "فتح"، وبصورة خاصة في صفوف المعارضين للرئيس محمود عباس. 

بالمقابل، تحدث تقرير إسرائيلي عن أنّ ظهور المجموعات الفلسطينية المسلّحة، والتي ستحاول تقليد مجموعتي" كتيبة جنين" في مدينة جنين، و "عرين الأسود " في مدينة نابلس، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، هي مسألة وقت، حسب تقديرات الجهات الأمنية الإسرائيلية.

وقال التقرير إنّ جهات عسكرية وأمنية أقرّت بظهور مجموعتين جديدتين، هما "وكر الصقور" في مدينة طولكرم، شمال غربي الضفة، والتي تجوّل أفرادها في سيارات حاملين الأسلحة خلال استعراض؛ والثانية في مدينة الخليل، جنوبي الضفة.

 وتُعدّ "عرين الأسود" كأنموذج فلسطيني مقاوم، ولها من اسمها نصيب. فعلى الرغم من حداثة تشكيلها، هي أوجعت الاحتلال الإسرائيلي وضربت منظومته الأمنية في غير عملية نفّذتها في مقتل؛ بل إنها أضحت تشكّل كابوساً لقادة الاحتلال، الذين يقفون اليوم حائرين وعاجزين أمام شباب فلسطيني مقاوم، يحملون إرادة قتال فولاذية ويتطلعون إلى الحريّة والانعتاق من الاحتلال.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

 

2022-10-31 11:36:34 | 263 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية