التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-1-2023

ملخص التقدير الفلسطيني

15-1-2023

هذه المرّة  لم تكن عملية  اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، للمسجد الأقصى المبارك، في ساعة مبكرة من صباح 3 كانون الثاني الجاري، بحماية واسعة من شرطة الاحتلال، كسابقاتها، خصوصاً وأنها تعدّ أول عملية اقتحام له للحرم كوزير، وسط تصاعد الدعوات الإسرائيلية الفاشية لتغيير الوضع الراهن  في أولى القبلتين وثالث الحرمين، ما يعني تهديد هوية ومكانة الأقصى.

وفي الواقع، كان الاقتحام بمثابة امتحان لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تواجه حكومته انتقادات أممية ودولية وإقليمية غير مسبوقة (وإن كانت لم تخرج عن سياق الإدانات اللفظية والتصريحات والبيانات)؛ لكنها تُظهر حجم الاستياء، إن لم يكن النقمة العالمية والأوروبية، وحتى الأمريكية، على هذه الحكومة التي افتتحت مسيرتها السياسية بهكذا خطوة خطيرة.

فقد كشفت مصادر إسرائيلية  لصحيفة يديعوت أحرونوت أن مصر،  ومنذ عملية الاقتحام،  شغّلت جهازها الاستخباري- الدبلوماسي أمام حركة حماس، حيث أبلغ المصريون قيادة حماس بأنه مع تهنئة الرئيس المصري لنتنياهو على تشكيل حكومته، أرسل إليه إشارات تحذير واضحة.  

 بالمقابل، ثمّة تطور حصل في موقف الإمارات ــ الدولة التي مثّلت الإنجاز الكبير لنتنياهو في إدارة العلاقات الخارجية؛ وبالتالي وفّرت في نظر نتنياهو الدليل على أنه يمكن عقد سلام مع الدول العربية حتى بدون حلّ النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني؛ ودفعت بذلك القضية الفلسطينية إلى أدنى سلّم الأولويات العربية ـــ  التي قادت إلى عقد جلسة مجلس الأمن في 5 الجاري،  لمناقشة قضية بن غفير والإضرار بالوضع الراهن في الحرم.

 كما نبّه أكاديميون صهاينة، نتنياهو، أنه "إذا ما قرّر بن غفير تصعيد الوضع والصعود إلى الحرم بشكل استفزازي وواضح خلال شهر رمضان، فمن المتوقع أن يكون هناك ردود دولية حادّة أكثر. وهذه الردود الدولية مقلقة أكثر، وتأثيرها أكبر في علاقات إسرائيل الاستراتيجية، من الرد المحتمل لحماس.

 من جهة أخرى، توسعت الحملة الدولية المندّدة باقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، حيث كان الموقف الأمريكي لافتاً في هذا الإطار، إذ  انضمّت الولايات المتحدة إلى حملة الإدانة الدولية لعملية الاقتحام، وهي أعربت عن "قلقها العميق" من تصعيد بن غفير للتوترات. وأعلن السفير الأمريكي في إسرائيل، توماس نيدس، عن رفض بلاده لكافة "الأعمال الاستفزازية" في القدس.

 في الختام، يرى جنرالات صهاينة أنه بعكس مقولة "شعب يحمي نفسه"، فإن إسرائيل تعتمد على غيرها، وتحتاج إلى التعاون الدولي الواسع في المجالات الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية. وعليه، لا يوجد بديل فعلاً في كل هذه المجالات: "نحن، بيدنا، وبجهلنا، يمكننا إلحاق الضرر بالأمن القومي الإسرائيلي على جميع الصعد، ولا توجد مبالغة هنا"، حسب هؤلاء الجنرالات.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

 

 

2023-01-16 11:20:47 | 226 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية