التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

28-2-2023

 

ملخص التقدير الإسرائيلي

28-2-2023

ملخص بحث حول التصدعات المستجدة في المجتمع الإسرائيلي

 

حذّر أفرايم غانور، الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، في مقال له بصحيفة "معاريف"، من تداعيات الأزمات والهزّات المختلفة التي تضرب مجتمع الكيان بلا توقّف في العقد الأخير، والتي تعمّق الشروخ فيه وتخلخله من معركة لأخرى، بما ينذر بعواقب وخيمة.  وأكد غانور أن "العقد الأخير يعدّ كواحدة من الفترات الأكثر ظلامية والأصعب في سجل التاريخ السياسي والاجتماعي لإسرائيل، والذي برزت فيه أزمة الزعامة". وذكر أنه لأوّل مرّة منذ قيام الكيان، كان رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، أُدين بتلقّي الرشوة في ظروف خطيرة، والغش وخيانة الأمانة؛ وكلّ ذلك بعد أن أُدين الرئيس الثامن لإسرائيل، موشيه كتساف، بجرائم الاغتصاب، وأفعال شائنة وتحرّش جنسي. ونوّه الخبير بقوله: ممّا زاد هذه الظلمة، الجرائم الثلاث في لائحة الاتهام ضد رئيس الوزراء نتنياهو، بينما هو الآن يتولّى منصبه؛ فكان ذلك بمثابة الزيت الذي رُشّ على شعلة الكراهية التي نشبت بين المعسكرين". وأوضح أن "هزّات الانتخابات التي لم تتوقف في نهاية العقد الماضي، ساهمت جداً في زيادة الشرخ الاجتماعي الذي تعمّق من حملة انتخابية إلى أخرى؛ وهذا الشرخ شقّ الجمهور، ودهور الكنيست نحو دَرَكٍ أسفل لم يشهد له مثيلاً، وخلق أجواء عشيّة حرب أهلية، وأجواء دولة تعد لنهايتها تنازليا".

ولفت غانور، إلى أن الأجواء التي خلقتها أزمة كورونا عام 2020، بكونها ستوحّد الجمهور، حينما انضمّ بيني غانتس وحزب العمل بشكل طارئ لنتنياهو، "لم تصمد طويلاً.  فقد أدّت حملة الانتخابات في الكنيست الـ 24 إلى إنهاء الولاية الطويلة لنتنياهو، في أعقاب انضمام حزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، إلى كتلة التغيير، وخلق ارتباط بينيت مع يائير لابيد وغانتس و"العمل" و"ميرتس"، وحزب "القائمة العربية الموحّدة"؛ وهو ما عدّ بعداً آخر ومختلفاً في السياسة الإسرائيلية". وأكد أن العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021، والذي استمرّ 11 يوماً، والذي أطلِق عليه إسرائيلياً "حملة حارس الأسوار"، "جعل منظومة العلاقات مع العرب داخل إسرائيل أكثر تفجراً؛ والحكومة الجديدة التي قامت هنا بمساعدة " القائمة الموحّدة"، أثارت الخواطر”.  وفي خلفية كل هذا، تجري محاكمة نتنياهو على تهم الفساد المنسوبة إليه، "وبالرغم من كل هذا تم انتخابه مرّة أخرى في انتخابات الكنيست الـ 25 لرئاسة الوزراء. ورأى الخبير الإسرائيلي أن المعطيات سابقة الذكر، تؤكد أن "صورة هذا العقد باتت أكثر اسوداداً وتثير القلق والمخاوف"، مضيفاً: "كثيرون جداً ممّن شاركوا في حروب إسرائيل وقدّموا الخدمة العسكرية الكاملة بنيّة أن يكونوا مخلصين لدولة اليهود التي يتحمل فيها الجميع العبء بشكل متساوٍ، سيفهمون لماذا هذا العقد هو الأكثر ظلمة".

إن السياسات التي ستطبّقها الحكومة الصهيونية الجديدة على الصعيد الداخلي، وعلى صعيد العلاقة مع الشعب الفلسطيني، ستنطوي على تداعيات وتناقضات يمكن أن تنهي عمر الحكومة قبل انتهاء مدّتها القانونية. ونتنياهو يعي خطورة هذا المسار على مصالح إسرائيل؛ لكنه يدرك أيضاً أن الشراكة مع قوى اليمين الديني هي وحدها التي تمنحه طوق النجاة من المحكمة والسجن؛ لذلك وجد نفسه في أزمة خيارات صعبة. فمن المتوقع أن يحاول المناورة والحفاظ على الصيغة الائتلافية الحالية ما دامت حكومته قادرة على مواجهة تبعات التداعيات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لسياساتها.

أما إذا فشل في احتواء هذه التداعيات والصراعات والتناقضات، فإنه قد يبادر إلى حلّ الحكومة الحالية، وفكّ الشراكة مع قوى اليمين الديني، بعد تمرير قانون "التغلب"، أو القانون الفرنسي الذي يمنحه فرصة الإفلات من المحاكمة، ويتّجه بعدها نحو القوى الحزبية العلمانية للتوافق معها على تشكيل حكومة بديلة؛ مع العلم بأن بعض القيادات اليسارية العلمانية دعت إلى وقف محاكمة نتنياهو وتشكيل حكومة بمشاركته، على اعتبار أن هذا هو السيناريو الوحيد الذي يمكن أن ينقذ الكيان من تبعات توجهات قوى اليمين الديني المشاركة في الحكومة الحالية.

في هذا البحث نتناول موضوع تفاقم الشروخات العميقة والمزمنة التي تُنهك جسد الكيان، على شتّى المستويات، وتأثيراتها وتداعياتها المختلفة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

 

2023-02-27 14:54:50 | 234 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية