التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-4-2023

ملخص التقدير الإسرائيلي 

15-4-2023

ملخص بحث حول "أفضلية المبادرة الاستراتيجية"

كلّما ازداد تورّط الكيان الإسرائيلي في معارك وحروب واعتداءات، كلّما ازداد ضعفه وانكشافه، وبان الوهن في جبهته الداخلية من جهة، وتراجعت قدرته في مواجهة المقاومة وصواريخها الدقيقة وغير الدقيقة، والتي تستهدف عمقه الاستراتيجي والحيوي، من جهة ثانية. وفي لحظة استراتيجية مصيرية، سيجد هذا الكيان نفسه في مواجهة مفتوحة متعددة الجبهات، وغير تقليدية، مع محور المقاومة، ستغيّر وجه المنطقة برمّتها، حسب تصريحات قيادات الكيان.

فطيلة السنوات الماضية، تجهّزت قوى وجيوش محور المقاومة على سيناريو الحرب المفتوحة، مع امتلاكها زمام المبادرة في المواجهة الاستراتيجية الواسعة مع كيان الاحتلال. وهي عملت على تطوير منظومتها الدفاعية وترسانتها الصاروخية؛ وأولى التجلّيات كانت في حرب لبنان الثانية عام 2006، التي أتت بعد مضي 6 سنوات على التحرير عام 2000، حيث ظنّت "إسرائيل" واهمة أن قدرات المقاومة محدودة بما تعرفه عنها قبل عدوان تموز؛ فكانت المفاجآت، وعلى رأسها استهداف البارجة الحربية "ساعر 5"، وقصف صاروخي متواصل استمر طيلة أيام العدوان 33 يوماً. كذلك الأمر بالنسبة لحروب غزة: 2008، 2012، 2014 و2021، التي بدأت بـ 980 صاروخًا، ولم تنته اليوم بـ 3500 صاروخ، مع صعوبات حقيقية يواجهها جيش الاحتلال في التعامل مع هذا التهديد.

لقد أدركت قوى المقاومة أن الجبهة الداخلية هي نقطة ضعف الكيان، فصبّت جهودها وراكمت خبراتها لجعلها الهدف الأساس مع نشوب أي حرب مقبلة، حيث بنك الأهداف الأكثر إيلاماً وتأثيراً فيها، كالمنشآت النووية والكيمائية والحيوية. وقد وفّر الانتشار الواسع جغرافياً لمحور المقاومة أفضلية المبادرة الاستراتيجية في المواجهة الكبرى التي قد تكون حتمية، بل ضرورية في اللحظة المناسبة، حيث حزب الله في لبنان، وحركة حماس والفصائل في قطاع غزة، والجيش السوري على حدود الجولان؛ وهي خطوط التماس المباشر مع الكيان الغاصب؛ بالإضافة الى مؤازرة الجمهورية الإسلامية بقوّتها الصاروخية الضخمة، وفصائل المقاومة العراقية والحشد الشعبي، وأنصار الله في اليمن، ما يعني ترسانة عملاقة تُقدّر بمليون صاروخ موجّه إلى "إسرائيل"،      بمديات متوسطة وبعيدة المدى ودقيقة، وذات قوة تفجيرية كبيرة، ما يجعل الكيان محاطاً بزنّار من نار.

أما بالنسبة للجمهورية الإسلامية التي عملت طيلة عقود على دعم كل حركات المقاومة ومدّها بالسلاح النوعي والخبرات العسكرية اللازمة للتصنيع والتطوير، فإنها باتت تمتلك اليوم منظومة هائلة من القدرات العسكرية، لا سيما الصاروخية والطائرات المسيّرة الأولى في الشرق الأوسط، وهي تجاوزت فكرة "عدّ الصواريخ"، إذ أنشأت العديد من المدن الصاروخية تحت الأرض، لتشكّل العمق الاستراتيجي واللاعب الأكبر في الحرب الإقليمية الشاملة.

التقديرات الإسرائيلية عام 2016 قالت إن القوّة الصاروخية لحزب الله تجاوزت الحد الذي يُحتمل. فهو إضافة لامتلاكه ما يقارب 1000 صاروخ دقيق، راكم لسنوات عديدة ترسانة هائلة من صواريخ أرض-أرض، والمضادة للدروع وغيرها. وأشارت هذه التقديرات إلى أن حزب الله  "يمتلك اليوم ما بين 120 و140 ألف صاروخ قصير المدى، يتراوح مداها ما بين 40- 45 كلم، وهي تغطّي الثلث الشمالي من الكيان، بما في ذلك خليج حيفا وطبريا، مع بضعة آلاف من الصواريخ متوسّطة المدى التي تصل إلى 90 كلم، أي إلى منطقة هشارون والأطراف الشمالية من غوش دان، وبضع مئات من القذائف والصواريخ التي تبلغ مدياتها مئات الكيلومترات، بما في ذلك صواريخ سكود، التي وصلت من مخازن الجيش السوري، وتمكّنه من ضرب أي مستوطنة إسرائيلية". وكذلك الأمر بالنسبة لليمن، الذي طوّر فيها أنصار الله والجيش واللجان الشعبية منظومة صاروخية نجحت في استهداف العمق السعودي وأصابت الأهداف بدقّة، بالتزامن مع إنتاج وافر للطائرات المسيّرة التي تحلّق مئات الكيلومترات وتحمل قنابل وروؤس متفجرة.

وفي العراق، لا تزال قدرات فصائل المقاومة العسكرية والصاروخية مُحاطة بكثير من الكتمان والغموض، وهي التي أثبتت قدراتها وراكمت خبراتها في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، إضافة للطبيعة الجغرافية التي تفتح مجالات للإمدادات اللوجستية والعسكرية، في خط حدودي يصل ما بين إيران والعراق من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى، ما يشكّل جسراً لوجستيًا بين الدول الأربع.

إن الأحداث التي تشهدها فلسطين المحتلة هذه الأيام، تعيد إلى الواجهة سؤالاً لطالما شغل كبار القياديين العسكريين والسياسيين، ليس فقط في "إسرائيل"، بل في الولايات المتحدة أيضًا، حول خطورة السيناريو المحتمل إذا ما فُتحت النيران على الكيان الإسرائيلي من جبهات عدّة، يصل حجم ترسانتها الصاروخية إلى مليون صاروخ تقريباً، ومجهّزة بأحدث التقنيات الحربية، لا سيما أن قوى وجيوش محور المقاومة قد راكمت جميعها خبرات سنين من القتال، بدءاً من الحرب الإيرانية -العراقية المفروضة، مروراً بالحرب على الإرهاب في سوريا والعراق، والعدوان السعودي على اليمن، وصولاً إلى حروب لبنان وغزة

واليوم، ومع عجز القيادة العسكرية الإسرائيلية عن معالجة القصف الصاروخي غير المسبوق من قطاع غزة على العمق الإسرائيلي، تتجدد المخاوف في الأوساط الإسرائيلية من هذا السيناريو الذي لا يمكن استبعاده في أي لحظة.

في هذا البحث نتناول مساعي "إسرائيل" اليائسة لاستعادة المبادرة الاستراتيجية المفقودة في المواجهة العسكرية المعقّدة مع حركات ودول محور المقاومة الممتد من طهران إلى قطاع غزة، مع امتلاك هذا المحور أهم عناصر الصمود والتصدي المادية والمعنوية.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

2023-04-15 11:43:39 | 213 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية