التصنيفات » دراسات

خلاصة لبحث:الحركة الصهيونية والديانة اليهودية (رؤية جديدة)




                                                                                    بسم الله الرحمن الرحيم 


خلاصة: لقد ثولّد المزاج الشعبي السائد في الأوساط العربية والإسلامية، منذ أن تمكّنت الحركة الصهيونية من استغلال مئات الآلاف من "اليهود" لتحقيق مشروعها الإستعماري الإقتلاعي الإحلالي على أرض فلسطين وإعلان الكيان العنصري الصهيوني كدولةٍ يهودية، خلطاً كبيراً بين الحركة الصهيونية والديانة اليهودية.وهذا الخلط يثير ارتياحاً شديداً لدى الصهاينة، بل ويقدّم لهم خدمةً جليلة. فمصير الحركة الصهيونية أو مستقبل مشروعها يتوقّف على تمكّنها من أن تفرض على الآخرين القبول والإقرار بأنها (الحركة الصهيونية) الممثّل الحقيقي والوحيد ليهود العالم!فالحركة الصهيونية التي ولِدت وترعرت كمولودٍ طبيعيٍ وشرعيٍ لمرحلة الاستعمار الغربي، تميّزت بنزعةٍ تلفيقيةٍ فائقة؛ فهي امتازت بدرجةٍ عاليةٍ من الهندسة الإجتماعية التي تولّت توضيب كلّ شيء؛ من إحياء لغةٍ كانت ميّتة على المستوى الإجتماعي، إلى فبركة قوميةٍ متخيّلةٍ في أذهان منظّري الأيديولوجيا الصهيونية لمجموعةٍ من البشر المختلفين في كلّ شيء، إلاّ في الإنتماء المتخيّل لـ"شعبٍ مزعوم"، له تاريخٌ مفترضٌ موحّدٌ لموزاييك من جماعاتٍ إثنيةٍ مختلفةٍ تعتنق "الديانة اليهودية"، وصولاً لفبركة تاريخ صهيونيٍ خاصٍ لأرض فلسطين، وإن كان يتناقض مع كلّ ما أثبتته نتائج الحفريّات الأثرية حتّى اليوم!إن تمرير هذا الكمّ الهائل من التزوير والفبركة والتلفيق لم يكن بالأمر الهيّن. لذا، نجد أن منظّري المشروع الصهيوني قد توجّهوا، ومنذ البدايات الأولى للمشروع، لما يمكن أن نطلق عليه "صهينة الديانة اليهودية"؛ عبر برامج وآلياتٍ محدّدةٍ هدفت لاستغلال المفاهيم الدينية اليهودية وإفراغها من مضمونها الرّوحي؛ بما يسهّل عملية تعبئة أتباع الديانة اليهودية وتجنيدهم في صفوف الحركة الصهيونية، لاستخدامهم كأدواتٍ لتنفيذ مشروعها؛ وفي ذات الوقت، كان تركيزٌ على استغلال ظروف "مستضعفي" اليهود؛ لإقناعهم بأن مصالحهم المباشرة ومستقبلهم يتوقّفان على دعم المشروع الصهيوني القائم على فكرة القومية الخاصّة لـ"الشعب اليهودي الواحد"، المُتشكّل نتيجة لخصوصيّة معتنقي الديانة اليهودية التي يتطابق من خلالها ما هو قوميٌ مع ما هو ديني؛ فكانت فكرة "الوحدة القوميّة العالميّة لليهود"، التي ترى أن اليهود، كلّ اليهود، أينما كانوا، يشكّلون شعباً واحداً نفِي من وطنه قبل آلاف السنين، فتوقّف التاريخ وبقيت الأرض فارغة بلا سكّان، تنتظر عودة من خرجوا منها!وعاش اليهود منذ ذلك الزمان كشعبٍ مشرّدٍ بلا وطن، وعُرضة للإضطّهاد الأزلي من الآخر (الآخر هنا هم كافّة شعوب الأرض من غير اليهود). فكان أن بدأ منظّرو المشروع الصهيوني بالحديث عن "المسألة اليهودية" وعن أسطورة "أرضٌ بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض"، وأن لا حلّ إلاّ بإيجاد دولةٍ خاصّةٍ لـ"الشعب اليهودي المضطّهد"!وقد بات معروفاً لكلّ قارئٍ لمرحلة الظهور الأولى للأفكار الصهيونية، أن هذه الأفكار ظهرت أوّلاً في أوساطٍ أوروبيةٍ غير يهودية. ثم جرى تبنّيها من قبل شخصياتٍ يهودية، علمانيّة بالأساس! لكن، وبسبب تعارض الكثير من توجّهات وأهداف الحركة الصهيونية مع توجّهات وأهداف العقيدة اليهودية؛ وبسبب صعوبة خلق تاريخٍ جديدٍ لليهود، منفصلٍ عن تاريخ الدول التي ولِدوا وعاشوا فيها، وكذلك آباؤهم وأجدادهم؛ فقد عارض الكثير من اليهود المشروع الصهيوني، واعتبروا أن الدعوة للعودة إلى أرض فلسطين قبل ظهور "الماشيح المخلّص" خطيئة كبرى تلحِق الضرر الكبير باليهود واليهودية؛ فمعظم اليهود كانوا يعتقدون بأن العودة إلى أرض الميعاد يجب ألا تتمّ إلاّ عندما يأمر الإله بذلك، وأن على اليهود أن ينتظروا بصبر الإذن الإلهي بالعودة!ومن الوقائع التي تحمل الكثير من الدلائل والمؤشّرات، ما قام به الوزير البريطاني، اليهودي المعتقد، "أدوب مونتاغو"، من حملةٍ كبرى للتصدّي لـ"وعد بلفور". و"أدوب مونتاغو" كان وزيراً للماليّة في نفس الحكومة البريطانية التي كان بلفور وزير خارجيّتها. ومن المفارقات أن بلفور الذي كان من كبار داعمي الحركة الصهيونية، وكان وراء الوعد المعروف باسمه "وعد بلفور"، كان لا يخفي عداءه وكرهه الشديد لليهود، بينما كان ذلك الوزير ذو الديانة اليهودية معادياً للصهيونية؛ فهو يراها "مذهباً سياسياً مؤذياً وضارّاً وغير مقبول... وقال، وهو يعلن معارضته لوعد بلفور: إن الصهيونية لا تقف عند حدّ تعريض الحقوق اليهودية في جميع أقطار العالم للخطر، بل هي تتجاوز ذلك...إلاّ أن كلّ هذه المواقف "اليهودية" الصادرة عن جهاتٍ أو مراجع دينيةٍ يهودية، وعن شخصياتٍ فكريةٍ مميّزة، من أتباع الديانة اليهودية، تبدو غريبة منذ فترةٍ من الزمن، حيث استطاعت الحركة الصهيونية أن تتغلّب على الكثيرين من مناهضيها بين صفوف اليهود، إما عن طريق كسبهم إلى جانبها، كما حدث مع حركة "أغودات إسرائيل" التي دخلت في علاقة تعاونٍ مع الحركة الصهيونية، وشاركتها السلطة، وأصبحت تيّاراً من تيّاراتها، أو بفعل تطوّرات الصراع العربي - الصهيوني، خاصّة بعد نتائج عدوان حزيران/يونيو 1967.ولم يبق من الجماعات الدينية اليهودية من يرفض مبادئ الحركة الصهيونية والكيان الذي أقامته، إلاّ جماعات صغيرة، أبرزها جماعة ناطوري كارتا (حرّاس المدينة). ومن يجرؤ من الشخصيّات الفكرية المعتنقة للديانة اليهودية على اتخاذ موقفٍ من الأساطير الصهيونية، فإنه يُحرم رسمياً من انتمائه لليهودية!هذا العرض العام للكيفيّة التي استغلّت فيها الحركة الصهيونية أساطير التوراة، وعنصريّة التلمود، وسطوة الحاخامات على فقراء اليهود ومستضعفيهم، لا يجعلنا نصبح في الموقع المعادي لليهودية كديانةٍ لها أتباعها؛ وهكذا كنّا عبر كلّ تاريخنا. فخلافنا مع "الديانة اليهودية" هو خلاف فكريٌ يخضع لقاعدة – لا إكراه في الدين – وجادِلهم بالتي هي أحسن.إن النقطة الأساسية التي تميّز بين اليهود الصهاينة، واليهود غير الصهاينة، هي مسألة: هل يشكّل اليهود شعباً... وهل اليهودية قومية، أم هي ديانة؟!فلقد دلّت التجربة التاريخية على أن قدرة الحركة الصهيونية على تضليل يهود العالم وكسبهم لمشروعها تزداد مع تحقيق هذه الحركة للإنجازات، سواء كانت عسكرية أو سياسية. وهذا ماحدث بعد العام 1948، والعام 1976، وبعد اتفاقية كامب ديفيد وغيرها؛ فيما تنامى التيّار اليهودي الرافض للصهيونية بعد حرب أكتوبر/تشرين الأوّل 1973، وإن بشكلٍ محدود، ولفترةٍ زمنيةٍ محدودة. إلاّ أنه وبالمعنى الإستراتيجي، كانت شعوب الأمّة العربية والإسلامية عامّة، والشعب الفلسطيني خاصّة، تقاوم وتبذل الكثير من التضحيات الصادقة والجليلة لتحرير فلسطين؛ لكنّها لم تحقّق أيّة نقلةٍ نوعيةٍ في صراعها مع المشروع الصهيوني؛ الذي ظلّ مطمئناً إلى تفوّقه الإستراتيجي، بدعمٍ وإسنادٍ من قوى الإستكبار العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي كانت تستند في استراتيجيتها في العالم العربي والإسلامي على ثلاث ركائز: الكيان الصهيوني كرأس حربة؛ وكلٌ من إيران الشاه وتركيّا العلمانيّة كقاعدتي ارتكاز. واستمرّ هذا الواقع إلى أن تمكّنت الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الراحل "الخميني" (رضوان الله عليه) من دكّ عرش الشاه، وتحويل إيران من قاعدة ارتكاز للمشروع الصهيوأمريكي إلى قاعدة دعمٍ وإسنادٍ للشعوب المستضعفة، وخاصّة لشعبي فلسطين ولبنان في مواجهة العدوان الصهيوني. فدخل العمل المقاوم للمشروع الصهيوني (في لبنان وفلسطين) مرحلة نوعية جديدة، خاصّة بعد الإجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، مع ظاهرة "حزب الله " في لبنان؛ وبروز دورٍ حاسمٍ للحركات الإسلامية (حماس والجهاد الإسلامي) في الإنتفاضة والمقاومة في فلسطين.لقد بدأ التراجع التراكمي للمشروع الصهيوني، مقابل تقدّمٍ تراكميٍ لمشروع الأمّة؛ وكان من محطّاته: الإندحار الصهيوني من جنوب لبنان وبقاعه الغربي عام 2000؛ إنطلاق الإنتفاضة والتطوّر النوعي للمقاومة في فلسطين، وإجبار الكيان الصهيوني على تفكيك مستعمراته الإستيطانية وسحب جنوده من أجزاء من أرض فلسطين (قطاع غزّة)؛ الهزيمة النكراء التي ألحقها أبطال حزب الله بالمؤسّسة العسكرية الأمنية الصهيونية في يوليو/تموز 2006؛ وصولاً إلى عجز الكيان أمام صمود أبناء قطاع غزّة ومقاومتهم، رغم جرائم الحرب التي ترتكب بحقّهم، وتحويل القطاع لأكبر معتقلٍ جماعيٍ في التاريخ. هذا العجز الإستراتيجي الذي أصاب المشروع الصهيوني، وصولاً إلى استعانته بوحداتٍ عسكريةٍ أمريكية للدفاع عن دولته المصطنعة، أعاد الروح والقوّة لليهود المناهضين للمشروع الصهيوني؛ بل ودفع الكثير من الصهاينة، وبعضهم كان في مواقع رسميّةٍ حسّاسة، للتراجع عن تأييد الصهيونية وكشف مثالبها وخطرها على الديانة اليهودية نفسها.واليوم، يبرز السؤال الكبير، على مستوى النخب خصوصاً: هل أقيم الكيان الصهيوني في فلسطين لحماية اليهود، أم لتبديدهم؟ فمن أهمّ المبرّرات التي طرِحت لإقامة الكيان الصهيوني، تخليص اليهود من الخطر الأزليّ المزعوم الذي يهدّدهم في أرجاء العالم، وجمعهم في أرضٍ بلا شعب، ستكون أرض اللّبن والعسل، حيث الحياة الرغدة والهنيئة لهم! ولكن ما الذي جرى على أرض الواقع؟ التطوّرات التي شهدتها البشرية، والنموّ المطّرد لروح التسامح والنزعات الإنسانية، جعل اليهود الذين رفضوا الإنصياع للمشروع الصهيوني ورفضوا الهجرة إلى فلسطين، فبقوا في بلدانهم أو هاجروا إلى بلدٍ آخر، يعيشون آمنين في ظروفٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ متقدّمة؛ بينما من جلِبوا إلى فلسطين باتوا فاقدين للأمن والإستقرار، يتساءلون عن مصيرهم ومصير "دولتهم"، إذا ما توقّف الدعم الخارجي عنها!هذه التطوّرات والمتغيّرات دفعت بالكثير من الشخصيات اليهودية البارزة لرفع الصوت، وتأكيد رفضها الإنصياع أو السكوت عن الخديعة الصهيونية الكبرى القائلة بأن اليهودية والصهيونية صنوان؛ بل بعضهم صار يعلن بأن "الصهيونية خطرٌ على اليهودية".فكان كتاب "كيف صنعنا الهولوكوست!" لليهودي الأمريكي نورمان فلنكشتاين؛ وكتاب "التطهير العرقي" للمؤرّخ اليهودي إيلان بابيه، الذي كان حاسماً في مواقفه كما في تصرّفه، عندما ترجم رفضه للصهيونية بمغادرة فلسطين المحتلّة والذهاب للإستقرار في بريطانيا. وكذلك المؤرّخ يعقوب رابكين، اليهودي الروسي الأصل، الكندي الجنسيّة، في كتابه القيّم (المناهضة اليهودية للصهيونية)، حيث أعلن بوضوح: "إن من الخطأ، بل من الخطر أن نسمّي إسرائيل دولة يهودية! من الخطأ أن نسمّيها كذلك، لأنّ مؤسّسي الصهيونية أرادوا التخلّص من بقايا اليهودية، وبناء مجتمع غالبيّته ملحدة. لقد نجحوا فعلاً في إقامة هذا المجتمع. ومن الخطر أن نسمّيها كذلك؛ لأنّ من شأن ذلك أن يدفع كلّ يهود العالم لتأييد ما تقوم به إسرائيل. وهذا ما يجعل اليهود يدفعون الثمن في كثيرٍ من بلدان العالم".وبين أيدينا أيضاً كتاب "أزهار الجليل"، بقلم "إسرائيل شامير"، وهو الذي يعتبر نفسه فلسطينياً؛ ويرى الكيان الصهيوني كـ"دولةٍ للغزاة... لو صلبت آخر فلسطيني على كلّ الجلجلة، فلن تعود الحياة إليها. وهناك آخرون، وأحدهم المؤرّخ اليهودي الألماني "دانيال تسيل بريشار" الذي كان قد خدِع بالمشروع الصهيوني، وقدِم كمستعمرٍ إلى أرض فلسطين عام 1976، وعمل موجّهاً سياسياً في الجيش الصهيوني؛ ثم ترأّس معهد (ليوبيك) للدراسات في القدس؛ لكن تطوّرات الصراع فوق أرض فلسطين ومحيطها أفهمته الحقيقة. وفي العام 1986، قرّر ترك الكيان الصهيوني نهائياً، والإستقرار في أمستردام. وفي عام 2005، أصدر كتاب (غريبٌ في الدولة الصهيونية)، يفضح فيه الحركة الصهيونية وكيانها.ولا ننسى هنا الحركات الدينية اليهودية التي حافظت على موقفٍ ثابتٍ مناهضٍ للصهيونية، وفي طليعتها: حرّاس المدينة "ناطوري كارتا"، وحاخاماتها المميّزين الذين فضحوا الحركة الصهيونية مبكراً، باعتبارها خطراً على اليهود أكثر من كونها خطراً يهدّد الفلسطينييّن والعرب والمسلمين وشعوب العالم.وأخيراً، وليس آخراً؛ نتذكّر جميعاً المواقف التي تبنّاها "أبراهام بورغ" منذ فترة. وبورغ لم يكن شخصيّة هامشيّة في الكيان الصهيوني؛ فقد سبق وأن شغل منصب رئيس الكنيست، كما ترأّس الوكالة اليهودية؛ وأبوه من قبله كان شخصيّة مركزيّة في حزب المفدال اليميني؛ أي أنه كان قيادياً في المشروع الصهيوني، وكذلك والده. ولكنّه قرأ المستقبل في ضوء تجربة الحاضر، بعد فشل الكيان في كسر شوكة أبناء فلسطين، والمخلصين الصادقين من أبناء الأمّة؛ هو قرأ الهزيمة الحتميّة للصهيونية العنصرية، باعتبارها لا تستقيم مع التطوّر الذي تمرّ به البشرية. لذا رآها مهزومة لا محالة، وأن لا خيار آخر إلاّ خيار الدولة الواحدة في فلسطين.إن استمرار مقاومة المشروع الصهيوني ومنعه من تحقيق مخطّطاته، والقيام بوظائفه، والإستقرار فوق أرض فلسطين، سيزيد بشكلٍ مضطردٍ من أعداد اليهود الرافضين، بل المناهضين للمشروع الصهيوني. كما أن تطوير البرنامج الوطني الفلسطيني سوف يظهر الموقف الإنساني للحضارة الإسلامية الرافضة لكلّ أشكال العنصرية، والتمييز العنصري والقائلة باحترام كلّ إنسان، ودعوتها للجدال بالحسنى مع أهل الكتاب، مع دعوتهم إلى كلمةٍ سواء، لخدمة البشرية في كلّ زمانٍ ومكان. وهذا يستدعي العمل لإعادة الوضع في فلسطين إلى ما كان عليه قبل المشروع العنصري الصهيوني، في إطار دولةٍ واحدةٍ لكلّ أبنائها، مسلمين ومسيحيّين ويهود. وبهذا نسهِم في إفقاد الحركة الصهيونية أهمّ وأخطر سلاحٍ لديها؛ الأمر الذي سوف يعجّل بالنصر القادم لفلسطين والأمّة والإنسانية جمعاء،  بإذن الباري عزّ وجل.   

2009-01-20 11:03:49 | 2953 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية