التصنيفات » دراسات

الديمقراطية والمرأة في فكر الشهيد الدكتور فتحى الشقاقى




 

بقلم : الأسير / عبد الرحمن ربيع شهاب

التاريخ: 9-12-2009


الفهرس
1-    المقدمة.
2-    المقدمة النظرية.
أ‌-       الديمقراطية الليبرالية.
ب‌-    الديمقراطية الإجرائية.
ت‌-    حقوق المرأة وواجباتها في الفكر الغربي.
3-    الموروث الثقافي الإسلامي في فكر د . فتحى الشقاقى.
4-    صدام الفكر الغربي مع الموروث الثقافي.
5-     موقف د . فتحى الشقاقى من المركبات الديمقراطية.
أ‌-       سلطة الشعب.
ب‌-    سلطة القانون.
ت‌-    التعددية.
ث‌-    تبادل السلطة.
ج‌-     الحريات.
ح‌-     المجتمع المدني.
خ‌-     خاتمة الباب.
6-    قضية المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى.
أ‌-       ضد التقسيم الطيفي.
ب‌-    ضد التقسيم الفكري.
ت‌-    ضد التقسيم الإقليمي.
ث‌-    حقوق المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى.
-        المواطنة.
-        المشاركة السياسية.
-        التمثيل السياسي.
ج‌-    واجبات المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى
-        واجبات ذاتية.
-        واجبات موضوعية.
ح‌-    خاتمة الباب.
7-    حديث د . فتحى الشقاقى.
8-    الخاتمة.
9-    المراجع.
بسم الله الرحمن الرحيم
1-    المقدمة:-
لقد جاء الحديث حول المصطلحات الديمقراطية في العالم العربي الإسلامي متزامناً مع الحملات الأوروبية على العالم الإسلامي كما أن قضية المرأة والتي جاء إنصافها في الفكر الغربي متأخراً إلا أنها أُلحقت إلى مشروع خلق حالة التحدي التي تزامن فيها التفوق الحضاري الغربي مع عصر الانحطاط الإسلامي.
وقد طرح د . فتحى الشقاقى مجموعة من الأسس للتعامل مع هذه المرحلة التاريخية من حياة الأمة الإسلامية ومن أهم ما طرحه هو ضرورة تجاوز أزمة التحدي الغربي الحديث، ولذلك وفي ذكرى ارتقائه ومن أقادمه أردت أن أوفي هذا الصرح العظيم بعضاً من حقه عليّ بأن أغوص في أعماق فكره أزيل ركاماً وأن على هذا الصدف والحلي التي نطق بها قبل أكثر من عقد فرأيت أن أبحث من خلال الإجابة على سؤال بحثي كيف يرى د . فتحى الشقاقى تجاوز أزمة التحدي الغربي الحديث في موضوع الديمقراطية وكذلك المرأة؟
فلقد قررت في بحثي هذا أن أبحث في الإنسان المفكر وأبتعد قليلاً عن الإنسان التنظيمي الذي كان يصرخ فينا من منفاه كي نعمل للقضية المركزية وإبقاءها محوراً مشتعلاً يستنهض الأمة ويوحدها من خلال فلسطين.
إنني أفترض في إجابتي على هذا السؤال المطروح أن د . فتحى الشقاقى حلق في رسم الصورة التي لا يمكن إلا أن يصل إليها العالم الإسلامي لأن تجاوز هذه الأزمة هو شرط للنهوض وهو من خلال العودة إلى منابع الإسلام الأصلية. فأكشف من خلال بحثي هذا أن د . فتحى الشقاقى قبل أن يتجاوز أزمة التحدي الغربي الحديث تجاوز أزمة الموروث الثقافي الإسلامي الحالي الذي لم يكن موروث خسارة بل ميراث عصور انحطاط وتخلف لا يمكن أن تبدأ دوره العالمية الثانية بدون تجاوزها ولا يمكن أن تكون أبداً ميراث مرحلة الحكم العضوض أساساً لبناء مشروع خلافة راشدة على منهاج النبوة يرضى عنها ساكن الأرض وساكن السماء كما واستبشر فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا يمكن أبداً للمبنى التنظيمي والسياسي الذي انتصر عليه الغرب وأُقيم على أنقاده مشروع إفساد بني إسرائيل الثاني أن يكون نفسه المبنى الذي يشكل أساس تثير علوهم هكذا ستجد د . فتحى الشقاقى يغوص في التاريخ يأخذ الصبر ويتجاوز الانحطاط الحالي ليرقى بمشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لا شك أن مشروع تأسيس حركة الطلاب الإسلاميين كان ينظر إليه د . فتحى الشقاقى على أنه البداية لزرع بذرة هذا المشروع لكن هناك سؤالاً سيبقى مطلوباً الإجابة عليه وهو:-
ما هو المبنى التنظيمي والسياسي المطلوب من الحركة الطلابية تكوينه كي تصبح قادرة على استيعاب كل ما طرح د . فتحى الشقاقى ؟
هذا ليس مجال بحثي هنا ولكن أدعو إخواني العمل الحثيث على الإجابة على هذا السؤال.
2-    المقدمة النظرية:-
كي تكون على بصيرة من الأمر الذي نتحدث عنه ولكي نحدد المصطلح بشكل دقيق أردت أن أعرّف مجموعة المصطلحات التي أراد د . فتحى الشقاقى تجاوزها والتي تمثلت في التحدي الثقافي والفكري الحديث.
ولذلك أريد أن أعرّف الديمقراطية الليبرالية والديمقراطية الإجرائية وحقوق المرأة وواجباتها في الثقافة الغربية.
أ‌-       الديمقراطية الليبرالية:-
الديمقراطية الليبرالية خرجت من تحت يدي جون لوك "john Locke" وجيمس مديسون "James Madison" وقد رأت في الدولة سلطة عليا بينما المجتمع هو سوق أو شبكة العلاقات بين الأفراد وفي مفهومها فإن الليبرالية تقدم مصالح الأفراد والتي تراها مجتمعه بمثابة الإرادة العامة ومصلحة المجتمع (habermas,1996.21).
ففي نظر الليبرالية تعتبر الديمقراطية أداه لتحصيل مجموع مصالح فردية ولا تعتبر أن من حق الدولة تحديد المصلحة العامة إلا ضمن رؤية لحساب مصالح الأفراد متراكمة فهي ركزت على المعنى الضيق للمصلحة الفردية.
كما اعتمدت مفهوم توزيع القوة (power) من خلال إضعاف قوة الدولة أمام المجتمع وعدم سيطرتها عليه أما تعريف المجتمع فليس هناك مجتمع لدى الليبرالية بل مجموعة مجموعات تتدافع لكسب مصالحها الذاتية (barber,1984.143) اعتمدت الليبرالية مبدأ العلمانية حيث فصلت الدين عن الدولة وتعاملت مع حرية الأديان بشقيها حرية التدين وحرية عدم التدين فلقد وصفت الأديان ضمن جماعات التنافس من خلال فهمها للتعددية الدينية ولكن بعيداً عن الدولة من هذا نجد أن الليبرالية في العالم العربي الإسلامي اصطدمت بثقافة المجتمع المسلم من عدة نواحي فهي أولاً عرفت الإنسان ضمن مصلحته الأنانية فقط وهذا يتناقض مع الفهم الإسلامي الذي يرى في الإنسان المركب من الروح والطيف "وهديناه النجدين" (البلد 10)¬، "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها" (الشمس 8-7).
كما أنها اصطدمت بفهمها للمشاركة السياسية والتمثيل السياسي التي اعتبرتها أنها شر لا بد منه من خلال اعتبارها أن العقد الاجتماعي ليس هو الوضع الطبيعي بالفهم الديني المعتمد على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" والفهم الإسلامي بوجوب إيجاد الإمارة كفرض كفائي، وأما التمثيل السياسي فقد اعتبرت أن الإنسان السيئ يختار الأصلح وهذا يتناقض مع الفهم الإسلامي "كيفما تكونوا يولى عليكم" أما مسألة تعريف الأمة على أنها مجموعات تعمل لمصالحها الذاتية فهذا لا ينسجم مع مفهوم وحدة الأمة والدين الذي يرى في الإنسان يفضل المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية.
أما مسألة توزيع القوة فإن هذه المسألة التي تتوافق مع الإسلام وقد حلها الإسلام بشكل أفضل من الليبرالية من خلال فصل السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية على طول التاريخ الإسلامي ونزع التعليم من يد الدولة حيث أن أهم ما فعله الإسلام هو حل مشكلة القوة power وذلك بعدم تركيزها فالإسلام نزع من الدولة أنيابها التشريع والتعليم والسوق ووضع ركيزة الوقف " د . فتحى الشقاقى " الأمر الذي دمرته الدولة القطرية الحديثة في بلادنا.
ب‌-    الديمقراطية الإجرائية:-
إن أول من تحدث عن الديمقراطية الإجرائية شمبيتر "Schumpeter" وتم توسيعها فيما بعد على يد داهال "dahal" وكلاهما اعتبرها مجموعة من الإجراءات تهدف إلى تسليم السلطة إلى طرف يدير شؤون البلاد يتم اختياره من قبل الشعب وقد وضع لها سبعة شروط:-
1-     إعطاء السلطة الموظفين منتخبين (Schumpeter 1993.49).
2-     إجراء انتخابات حرة ونزيهة (نفس المصدر).
3-     كل الشباب لهم الحق في الترشيح (نفس المصدر).
4-     كل الشباب لهم الحق في الانتخاب (نفس المصدر).
5-     حق المواطن التعبير عن رأيه بحرية (نفس المصدر).
6-     حرية المعلومات وحفظها حسب القانون (نفس المصدر).
7-     حرية الأحزاب السياسية والتجمعات لكل المواطنين (نفس المصدر).
ويرى شمبير أن أهم مميزة من مميزاته الديمقراطية الإجرائية هو انتخاب الممثلين في العملية السياسية واعتبر أن هذا الأمر مقتصراً على بناء منظومة إدارية للحكم.
ولا يعتبر الديمقراطية عقدية شاملة (محمد بشير الخضراء 447) كما أن شمبير أيضاً لا يعتبر أن هناك تناقض بين الديمقراطية والدين ولا يرى مانعاً من تعريف الجماعات السياسية لنفسها بأي طريقة تشاء ويؤكد على أن الدين لا يتناقض مع الديمقراطية (رجا بهلول 60-61) هذا المفهوم الذي يعتبره الغنوشي ناقص حيث يرى أن الديمقراطية الإجرائية خاوية من القيم وأن الغرب قد ملأ الديمقراطية بقيمة ولذلك يعتبر أن من المناسب أن نملأها بقيمنا الإسلامية والمقصود هنا بالديمقراطية الإجرائية وليس الليبرالية.
وكذلك فإننا نجد أن ديمقراطية شمبير الإجرائية تتنازل عن اعتبار العلمانية مركب أساسي من مركبات الديمقراطية وذلك لأنه يعتبر أن الديمقراطية تطورت في الغرب بموازاة تطور العلماني ولذلك فإن العلمانية ليست شرطاً ملازماً لتطبيق الديمقراطية (Quinn, 1997.256).
ث‌-    تطور قضية المرأة في الفكر العربي:-
مفكري العقد الاجتماعي في القرن الثامن عشر أكدوا على إنهاء سلطة الأب وذلك لأن جون لوك رأى أن أساس السلطة المطلقة استمد شرعيتها من الدين المسيحي الذي أعطى البابوية حق تمثيل إرادة الآلة على الأرض وهذا عَكَسَ نفسه على فهم العمل السياسي الفلسفي والديني من خلال سلطة الرجل وذكورية المناهج.
انطلق لوك في نقده لهذه السلطة من خلال نقده لروبوت فلمر (robot filmier) والذي تبنى فكرة الأبوية فقد ركز لوك على نقد النص التوراتي في وصيته للإنسان "بأن تحترم أباك" معلقاً أن النص "وأن تحترم أباك وأمك" وهكذا ينسف فكرية الأبوية ولكن لوك بعد أن استخدم ذكر احترام الأم في التوراة لنسف السلطة المطلقة لم ينسف السلطة المطلقة للأب في العمل السياسي على عائلته بل لم يصالحها وهذا يؤكد كم كانت المرأة خارج الفكر السياسي والفلسفي لدى لوك وأكثر ما توصل له هو إعطاء المرأة دور داخل العائلة من خلال إطلاق مصطلح "مملكة المرأة" ومنع الرجل من التدخل في المجال التربوي في المنزل وهكذا يبقى الرجل يمثل العائلة في الفعل السياسي أما جون حاك ردستو فقد حدد دور المرأة في كتابه "Emilius" بأن المرأة تعيش في عالم آخر يمثل إمبراطورية النعومة وأن عنوانها الشكوى وأوامرها ناعمة وتهديدها لا يعبر إلا عن اندفاعات عاطفية وأكثر من ذلك فقد حَرَم المرأة من حق تعليم أبناءها واعتبر الابن الأحسن هو لدى الأب الأحسن والزوج الأحسن هو المواطن الأحسن.
وفي كتابه "the social contract" اعتبر أن علاقة الرجل بالمرأة علاقة غير مسيطر عليها لأن المرأة مُشَكَلة بطريقة خاصة فقط لإمتاع الرجل حيث عنفها يعكس إغواءها وتواضعها يشكل قِناعها ورغباتها ليست لها حدود.
أما هويس اعتبر أن الفكر السياسي ليست من وظيفة المرأة ولذلك يجب أن تكتفي بتعليم سطحي فقط والتعليم اعتبره روستو ليس مهماً لها.
أما آدم سميث فاعتبر أن تعليم المرأة هو من باب الترف الذي لا فائدة منه.
•         حركات مساواة المرأة "feminism":-
منذ نهاية القرن الثامن عشر بدأ الحديث عن ضرورة إعطاء المرأة وظائف تتناسب مع التغير البيولوجي لها عن الرجل وهكذا ناضلت المرأة ضد المؤسسة الرجولية لأكثر من قرن والتي وصلت قمتها بتحقيق حق الانتخاب لها والذي كان حقاً رسمياً يخلو من أي جوهر يرتبط بالفعالية السياسية فالمقارنة مع الأساس الفلسفي للدولة الحديثة الناشئ عن العقد الاجتماعي فنجد أن جميع ما حصلت عليه المرأة من حقوق ليس له أساساً فلسفياً بل نتيجة متغيرات ظرفية وفي بعض الأحيان كانت حاجة الرجل لخروج المرأة مثلاً للعمل هو الذي أعطاها حق العمل على إثر الثورة الصناعية وزيادة متطلبات سوق الخدمات والحاجة لقوى عاملة أكثر والتي وضعت المرأة تحت رحمة صاحب العمل.
كما أن حق الانتخاب للمرأة التي حصلت عليه نهاية القرن 19 بداية بينوزيلاندا وفنلنداهي دول ليست في المركز الأوروبي بل منعزلة أو الأكوادور في الجنوب الأمريكي ففي أغلب الأحيان حازت المرأة على الانتخاب لظروف محلية ارتبطت بتشجيع نساء مستوطنات أو تغير فجائي في النخبة السياسية وليس كحق مجرد لها كامرأة ناهيك من حقوقها في العمل التي حصلت عليها نتيجة متطلبات أطفالهن وليس لأجلهن هن.
باختصار كلما كان هناك حاجة للمرأة في مكان ما كانت تتقدم لتسد ثغرات ومن أجل منافع استهلاكية وليس ما تقدم للمجتمع كامرأة وكأنثى كما أنه ليس كحاجة لإكرام نصف المجتمع الذي تمثله ولذلك كان دورها يقع في مزاحمة الرجل والاحتكاك به في مكان عمله.
3-     الموروث الثقافي الإسلامي في فكر د . فتحى الشقاقى:-
أربعة عشر قرناً من التراجع في الفكر السياسي الإسلامي الذي بدأ بالتحول في نظام الخلافة من راشدة على منهاج النبوة إلى ملك عضوض، جعل المفكرين الإسلاميين وعلى الأمة يضعون الحلول للمشكلات التي تواجه الملك العضوض ولعّل هذا ما جعل الماوردي يشكل نقطة تحول فاصلة في وضع أسس واقعية تتنازل عن التطلع للمُثل الإسلامية في بناء منظومة سياسية إسلامية قادرة على استيعاب الأيدلوجية الإسلامية، فأسس لمبنى نظام يقر بولاية الاستيلاء التي تعترف بشرعية السلطان المتغلب.
وتعتبر الأهم من طريقة تعيين السلطان هي أن يكون ملتزماً بحماية الأمة هذا المفهوم الذي وضعه الماوردي لمرحلة معينة في التاريخ الإسلامي ما زال سائداً إلى يومنا بل الأخطر أن جيلاً من الحركة الإسلامية ما زال يراهن على هذا النمط من القيادة والنظام السياسي كما أوضحه د . فتحى الشقاقى في دراسته التاريخ لماذا (د . فتحى الشقاقى تشرين أول 83) فعندما هزمت أمتنا تلك الهزيمة الصدمة على يد نابليون بونابرت الذي هاجم أمتنا في ظل منتهى عجزها عن الاجتهاد والتجديد فيما الغرب كان يمر في قمة تفوقه الحضاري فقد كانت تلك الحملة هي أخطر التحديات التي واجهها العالم الإسلامي منذ ظهوره (نفس المصدر) فلم يكن العالم الإسلامي بعمومه فقط يعيش هذا الغياب بل الكثير من الحركات الإسلامية أيضاً عاشت هذا الغياب عندما لم تدرك الشرط الموضوعي الذي تحدث عنه د . فتحى الشقاقى والذي يفترض من أمة هزمت أن تهب لتبحث من جديد في شروط وجودها وتدرس تاريخ أمتها الممتد تحلله وتنتقده وتعيد الترتيب والصياغة لتتعرف على مواقفها الحالية، ثم تنطلق إلى آفاق المستقبل (نفس المصدر).
فلا يكفي أن تقدم الحركة الإسلامية شهداءها في الدفاع أمام الغزو لتأكيد أصالتها وإن كان هذا إنما يدل على القدرة والعزة لهذا الدين على التجاوز والفعل فبالرغم من الدور العظيم الذي قامت به الحركة السلفية في تشكيل أول الرد على التحدي الغربي فقد كان من الصعب عليها أن تتجاوز أزمة التحدي الغربي الحديث وذلك لتخلفها عن إدراك الشرط الموضوعي الأمر الذي أدى إلى فقدهم لسلاح مهم وخطير في المعركة الكبرى (نفس المصدر).
أكثر من ذلك يرى د . فتحى الشقاقى أنه لا يمكن أن تكون الحركات الإسلامية أدركت الشرط الذاتي لوجودها إذا لم تدرك الشرط الموضوعي بل ستبقى تعيش حالة الاغتراب ودوامة انهيار القيم وفوضى المفاهيم ومن ثمّ اليأس في أحيان كثيرة (نفس المصدر).
وهكذا لم تستطع إيقاف النكسات لتصحو على نكبة 67 ولتصحوا أمتنا على نعي مرحلة بأكملها نهاية قاسية قادت إليها مرحلة طويلة من التبدد والضياع (نفس المصدر).
من المؤكد لدى د . فتحى الشقاقى أن عدم إدراك الشرط الموضوعي وعدم دراسة التاريخ وعدم النقد وعدم العودة إلى الأصول الإسلامية بمعنى إعادة البعث الإسلامي على الأرض كان عاملاً حاسماً في استمرار الضياع والغياب فكانت نتيجة طبيعية أن نرزخ تحت وطأة التحدي الغربي الحديث طالما لم تتجاوز أزمة التراث وأزمة العقل المسلم الذي أفقد إرادة النهوض والتحدي من خلال بناء ثقافي وسياسي لم يكن ميراث حضارة بل ميراث تخلف وانحطاط.
وسوف يبقى هذا الضياع ما لم نتجاوز ذلك بالعودة إلى التاريخ في أن المبنى السياسي والثقافي الذي هزم أمام الهجمة لا يمكن أن يكون صالحاً لعملية العالمية الإسلامية الثانية لا يمكن أن يكون موروث الحكم العاطل صالحاً لبناء خلافة راشدة على منهاج النبوة ولا يمكن لفتاوى علماء واجهوا إشكاليات بناء إسلامي يتهاوى أن تستنسخ نفسها لإقامة المشروع الجديد ومن جديد فليس من الحكمة أن نتحدث عن فتوى الإمام أبي حامد الغزالي بخصوص تفضيل سلطان ظالم مئة عام على عام بدون سلطان ونحن نعيش غياب سلطان يعترف بالإسلام ليس منذ عام بل منذ مئة عام ونحن نعيش مرحلة الحكم الجبري لذلك لا شك أن على الحركة الإسلامية التي تسعى لإعادة البعث الإسلامي أن تكون قادرة على بناء مشروع يواجه التحدي الغربي المعقد كي يستطيع أن يسحب البساط الحضاري من تحت أقدامه لصالح أمة تملك منظومة من القيم تستطيع أن ترث الدورة الحضارية من بعده فلا يمكن أن تنتظر انهيار المشروع الغربي برفع شعار الإسلام هو الحل بدون أن تقدم إجابة للسؤال القائل: كيف سيكون الإسلام هو الحل من خلال تجاوز عقد الماضي من تاريخنا وتراثنا وتجاوز أزمة التحدي الفكري الغربي من خلال مواجهته بالإجابة الفكرية على الأسئلة التي عجز عن الإجابة عليها.؟
4-     صدام الفكر الغربي الموروث الثقافي:-
لقد كانت الحملة الصليبية التي قادها نابليون هي نقطة البداية في أخطر التحديات التي واجهها الوطن الإسلامي منذ ظهوره (نفس المصدر) فمنذ تلك اللحظة حتى الحرب العالمية الأولى كانت مرحلة تدمير الحائط الإسلامي الصلب الذي يمنع الغرب من السيطرة على مكامن الثروة في العالم ويشكل تهديداً أصيلاً له ولقيمه وبنيان نظامه ولذلك استخدم حرابه العسكرية وبعثاته التبشيرية ومدارسه العلمانية ضمن هذه الهجمة العريضة والمتواصلة وكان أخطر أدواتهم بناء المجتمع الذي هزموا روحياً وفكرياً وعملوا كأداة لعلمانية الغرب وأطروحاته السياسية القومية وبالذات ضد وطنهم (عز الدين إبراهيم، يوليو 1980)، لقد جاء الغرب ليقدم للعالم الإسلامي وصفته التي صلحت لواقعه في النهوض، في عملية صراع على مدار قورن بين الكنيسة العلم في الغرب، بين السلطة الدينية والسلطة السياسية أراد الغرب أن يقدم لنا نتائج معركته مع الدين المسيحي كوصفة لإفراج العالم الإسلامي من أزمته الثقافية والفكرية في الواقع لقد صدمنا الغرب بتفوقه الحضاري فيما كنا نرزخ تحت أدنى دركات التخلف كما يراها د . فتحى الشقاقى (عز الدين إبراهيم، تشرين ثاني 1983) مما أدى إلى تقسيم النخبة إلى خمسة مجموعات.
•         المجموعة الأولى:-
المسلمون التقليديون الذين بقوا غياباً عن اكتشاف الذات والظروف الموضوعية وبقيَّ يأمل بالخلاص القادم على يد سلطان يبعثه الله لينقذ الأمة من الضياع على أمل أن يقدم الموروث المهزوم إجابة على أسئلة التحدي.
•         المجموعة الثانية:-
المسلمون السلفيون المحافظون كالوهابيين والمهدية والسنوسية والذين كانوا أول رافض للحملة الفرنسية وذلك لأنهم كانوا موجودين قبل مجيء هذه الحملة على مصر وقد ركزت على محاربة البدع والفساد كما فتح باب الاجتهاد الذي كان مغلقاً منذ قرون ولكنهم ركزوا على الشرط الذاتي واعتبروا أن كل مشاكل المسلمين تكمن فقط من ضعف العقيدة ولكن هذه الحركة لم تدرك الشرط الموضوعي الداعي إلى مراجعة التاريخ وبناء المنظومة السياسية الإسلامية الجديدة فقد كانت تعيش هي أيضاً أسيرة لتراث التخلف ولم تقدم مشروعاً حضارياً جديداً يعيد البعث الإسلامي ولم تقدر على تجاوز التحدي الغربي الحديث حيث لم تكن الحركة الفكرية التي تستوعب ما يطرح الفرد من فكر وأيديولوجية.
•         المجموعة الثالثة:-
المسلمون السلفيون المتنورون وهذه الحركة أدركت الظرف الذاتي والموضوعي والتي تطورت إلى جيل البعث الذي بدأ بالبنّا ولكنه تعرض لضربة قاسية عام 1954 على يد المد العلماني الذي استعان بالعسكر.
•         المجموعة الرابعة:-
العلمانيون وهم الذين رفضوا الإسلام كبعث حقيقي وكسلطة حقيقية واقتربوا من الفكر الغربي بفصل الدين عن الدولة هؤلاء استعانوا بالعسكر للوصول إلى السلطة حيث اختاروا الطريق السريع للوصول إلى السلطة ولكن هذه الأفكار تبعث خارج المجتمع وفي أوساط شريحة تمثل أقلية ولكنها دعمت أنظمة دكتاتورية رغم تناقض ذلك مع أسس الفكر الغربي إلا أن هذه المجموعة سقطت شعاراتها على إثر الهزائم التي تعرضت لها الأمة في ظل تمكنهم كانت الهزيمة الساحقة لهم بنكبة فلسطين عام 1948 فانتهت أيضاً على يد العسكر ولم تحقق شيئاً من أهدافها.
ولقد كانت هذه النخبة بأفكارها الليبرالية أول بديل منظم عن الإسلام ولكنها لأنها أنظمة نصف استقلال وتبعية وظفت قشور من الديمقراطية الليبرالية بما يُتوافق مع استمرار التبعية للسوق الأوروبي وما يوفر لها من مصالحاه الخاصة فقد جاءت نكبة فلسطين عام 1948 لتثبت التالي:-
-        عدم وعي الأنظمة الليبرالية لطبيعة الصراع (د . فتحى الشقاقى 1979).
-        عدم قدرتها على المواجهة مع العدو للنهاية (نفس المصدر).
-        عجزها عن تحقيق التحديث ضمن استقلال وطني حقيقي (نفس المصدر).
-        عدم أصالتها وتردئها على المجتمع الإسلامي.
•         المجموعة الخامسة:-
المسيحيون المغتربون والمتغربون وهؤلاء ربطتهم مصالحهم بالغرب كما المجموعة الرابعة فقد قادوا عملية العلمنة كمشروع لحل غربتهم في الوطن الإسلامي من خلال علمنة المؤسسات والأسس التي يقوم عليها المجتمع والدولة.
-        النخب الفكرية والسياسية بعد سقوط القدس:-
أما بعد هزيمة 1967 وصعود الصوت الإسلامي والصحوة الإسلامية فقد تميزت هذه المرحلة بوجود ثلاث تيارات فكرية أساسية في العالمين العربي والإسلامي.
•         التيار الأول/ التيار اليساري:-
وإن كان د . فتحى الشقاقى يعتبر أن هذا تعبير غير محدد فلم تنجح هذه الأيدلوجية في التحول إلى حالة وجدانية شعبية بسبب خوائها الروحي وماديتها المفرطة، ولكن وحدت مشروعيتها عربياً بسبب تقديمها بعض الإجابات المغرية على الأسئلة المطروحة أي على التحديات التي فرضها الغرب المستعمر مثل أسئلة الثورة والاستعمار والتخلف إلاّ أنها فشلت في النجاح بعيداً عن المظلة السوفيتية ومع انهيار الاتحاد السوفييتي أخذت الانقسامات إلى عدة تيارات يسارية منها الليبرالية مغسولة من عناصرها الثورية وبعضها الآخر تحول إلى خدمة الأنظمة والأرجح أن تبقى تياراً فكرياً فلسفياً معزولاً ونخبوياً (د . فتحى الشقاقى 1/10/94) لقد أخطأت التيارات اليسارية في تقدير الشرط الموضوعي والنفسي للنهضة لأنها نقلت جوهر الانفصام في شخصية الإنسان العربي كما أخطأت في الإدراك للشطر الذاتي عندها لم تكتشف الذات وتعمل على بعثه وتجديد الإنسان بالبعث الروحي بالمفاهيم والقيم الأخلاقية (د . فتحى الشقاقى 28/7/1995) ولذلك لم يكن استجابة مناسبة للتحدي الغربي الحديث.
•         التيار الثاني/ الحركة القومية:-
وتعززت هذه الحركة الفكرية بقوة الأنظمة التي تثبت هذه الأفكار ولكن هذا التيار الذي جاء كرد فعل على القومية التركية وجدت نفسها في مواجهة مع الإسلام عبر تبنيها الفكر الليبرالي والعلمانية حتى آلت إلى القبول بواقع التجزئة والمصالحة مع الاستعمار كما أن روح التنافس مع الحركة الإسلامية قادها إلى الابتعاد عن المشترك وهو التحدي الغربي (د . فتحى الشقاقى 1/10/1994).
لقد كانت حركة تميل أحياناً إلى الاعتماد على الشرط الذاتي من خلال استدعاء المخزون الديني العميق في نفوس الأمة واستثماره الجهاد من أجل الدفاع عن الأمة ونتيجة لجهودها لا نحن عرفنا أصولنا ولا أصول الفكر الغربي ( د . فتحى الشقاقى 28/7/1995).
هكذا يرى د . فتحى الشقاقى أن كلا التيارين واجها أكبر الصعوبات على مذبح التراث وكان موقفها من التراث ومن عقيدة الشعب أي الإسلام هو التحدي الأساسي لها ولذلك بقيت منحصرة في نخبة تعززت بالأنظمة الدكتاتورية والتي شكلت وعاءاً لهذه الأفكار إلى أن انحصر كلياً في الدولة القطرية.
•         التيار الثالث/ التيار الإسلامي الحركي:-
والذي بدأ تشكله التنظيمي مع عشرينات القرن الماضي فهو تيار أدرك الشرط النفسي الذاتي والذي يمثل شرط البعث الروحي للأمة مع تحفظ د . فتحى الشقاقى على الجزم بأنها أدركت الشرط الذاتي لأنه يعتبر أن عدم إدراك الشرط الموضوعي بالقطع يمنع من إدراك الشرط الذاتي حيث لا يمكن اعتبار إنسان يعيش في عيوبه أنه مدرك لذاته.
إذاً تيار الحركة الإسلامية والإخفاقات والانتكاسات كان أكثرها ناتج عن عدم إدراكها للشرط الموضوعي في التراث وعدم عرضه على سنن التداول الحضاري فلقد كانت المشكلة الحقيقية في الوعي الإسلامي تكمن في عجزه عن تقديم الإجابة على أسئلة الحريات والمواطنة وحقوق الإنسان والمفاهيم الاقتصادية وذلك نتيجة لتوقف الاجتهاد عن الوعي الفقهي الإسلامي ولذلك كان هناك انقطاعات في مسيرة تحوله الأيديولوجي (د . فتحى الشقاقى 1/10/1994).
ولكن الفكر الإسلامي اليوم عندما بدأ ينفتح على الأسئلة المدنية والحضارية وتفاعله مع حركة الواقع سياسياً واجتماعياً يعتبر هو أهم الخطوات في التقدم على إدراك الشرط الذاتي والموضوعي وتجاوز أزمة التراث (د . فتحى الشقاقى نفس المصدر).
-        مستقبل العلاقات بين التيارات:-
يؤكد د . فتحى الشقاقى على التفرقة بين الجزء المتغرب من التيار القومي المتقوي بالخارج والمتحالف مع الدولة القطرية وبين التيار القومي المناضل ويدعو هذا التيار إلى قراءة الحركة الإسلامية خاصة أنه يتعرض مثلما تتعرض له الحركة الإسلامية لخطر يهدد وجوده وليس مفاهيمه فقط كما يدعوا الحركة الإسلامية لفعل نفس الشيء وفتح حوار جدي فالعروبة والإسلام لم تنفصلا إلاّ مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ومع مزيد من التدخل الخارجي الذي عزز انقسام نخبة الأمة وبناء علاقة قائمة على النفي (د . فتحى الشقاقى 24/10/1994).
هذا الحوار والعمل المشترك هو من أجل خلق جبهة عريضة من قِبل العُنصرَيِن الرئيسيين داخل الأمة في مواجهة نظام القطرية والتبعية لإعادة تقرير مصير الأمة وبناء مستقبلها فلا يتجاذبان الأمة باتجاهين متناقضين الأمر الذي يؤدي إلى التدمير الذاتي (نفس المصدر)، ولكنه يشدد على ضرورة أن يتخلص الخطاب القومي من العلمنة بمعنى فصل الدين عن الدولة والتي تشكل له مشكلته الأساسية مع الأمة وذلك لأن القومية العربية تختلف في نشأتها وتطورها عن القومية الغربية وكذلك في مضمونها كما الإسلام فإنه يختلف عن الكنيسة في مضمونه ودوره وآلية عمله (نفس المصدر) كما يشدد على ضرورة أن يتخلص الخطاب الإسلامي من طابعة الشعاراتي والنزول إلى استنطاق المشاكل وفهم حقيقتها وتقديم حلول مدروسة وناجحة من خلال الاستغراق في معترك التنحية وغيرها من المجالات التي وإلى وقت قريب اعتبرها الإسلاميون خارج نطاق اختصاصهم وتركها فقط للتيار القومي المذكور (نفس المصدر).
وأخيراً يركز د . فتحى الشقاقى على دور المثقف بشكل عام في هذه المعركة والذي ينبغي أن يكون بمثابة المعلم والضمير والنفس اللوامة للناس والمجتمع أول من يقاوم وآخر من ينكسر بل مطلوب منه أن لا ينكسر أبداً لأنه المعبر عن الهوية عندما يفرط السياسي بالثوابت ويتجاوز مصلحة الأمة ويساوم على الجميع من أجل المحافظة على إمبراطوريته الرثة التي يقف على قمتها لذلك لا يجوز للمثقف أن يسير في ركاب السياسي ولا السياسي في ركاب العسكري (نفس المصدر) إنه يتطلع إلى نهاية هذا المخاض العسير الذي ستنتهي بالتأكيد إلى خطاب إسلامي يقدم وعياً مطابقاً للعالم بشخصه ويقدم إجابات مقنعة لأزمة المنطقة إن لم يكن لأزمة العالم وحينها لن نرى في الاشتراكية أو الماركسية أيديولوجية مملكة الشر بل وجهة نظر في سياق فلسفة وحركة التاريخ تلقي الضوء على جوانب من حياة الإنسان ولن نرى في هذا السياق في القومية العربية كفراً وبدعة إذا استطعنا فصلها عن العلمانية (د . فتحى الشقاقى 6/10/1994).
 
5-     موقف د . فتحى الشقاقى من المركبات الديمقراطية:-
بداية يرفض د . فتحى الشقاقى ما وقعت فيه الحركة القومية من الهجوم على قيمنا الروحية وتمكين الثقافة الغربية عندما رفضت الاستجابة لنداءات الثوار العظام كالسيد جمال الدين الأفغاني وانقادت للفكر الليبرالي الأوروبي في الجدل الكلامي حول الإسلام والعقل والإسلام والعلم والإسلام والتطور، الإسلام السياسي الدين والدولة، الإسلام والديمقراطية (د . فتحى الشقاقى 28/7/1995)، كل هذا يراه يندرج تحت وطأة عدم إدراك الشرط الموضوعي للنهضة من خلال تحديد جوهر العصر الأوروبي وبالتالي جوهر التحدي الغربي الحديث هكذا يرى د . فتحى الشقاقى أن الانزلاق بالشرط الموضوعي لهذا الجدل من الخطأ الكبير ولكن إذا كان الحوار ندي مع الفكر الغربي ومن خلال اكتشاف الشرط الذاتي النفسي فيؤدي بالتأكيد إلى إجراء عملية التبادل الحضاري معه.
إن القرآن الكريم يزخر بالمبادئ النامية التي تضع أسساً للمجتمع القومي والدولة العظيمة غير المطلقة ولا الشمولية وفي هذا الإطار يمكن الحديث إذاً عن الديمقراطية كآليات إجرائية بهدف استيعاب  ما توصل إليه الإنسان من تقنية وطرائق العمل السياسي الإداري فهذا لا يتناقض مع ثوابتنا الإسلامية (د . فتحى الشقاقى 6/10/1994) وذلك في إطار ما تم الحديث عنه سابقاً حول مشكلة الليبرالية والعلمانية يرى د . فتحى الشقاقى أننا أول ضحايا غياب الديمقراطية وأن مشكلة بعض الإسلاميين تكمن في تركيزهم على المصطلح أكثر من تركيزهم على الجوهر والمضمون لأنه يرى أن الشورى تعني احترام الأمة وهذا مبدأ إسلامي لا يمكن القفز عنه (د . فتحى الشقاقى 6/10/1994) ويعتبر أن ليس لمصلحة أحد حضور الديمقراطية مثلما الإسلاميين وسيبقى من مصلحتنا الحفاظ عليها في احترام إرادة الأمة واحترام الدستور الذي ترتضيه الأمة (نفس المصدر) ويرى أن كثيراً ما نقع أسرى لمقولات فكرية وفقهية ليست من صلب العقيدة ولا الثوابت لا تمتلك قدسية ما ولكنها بفعل التقادم التاريخي وسطوة الموروث ضغطت على العقول وتحولت إلى عبء ترزخ تحته الجماعة الإسلامية (د . فتحى الشقاقى 25/11/1994).
وحول ضرورة تعامل الفكر الإسلامي مع الواقع يرى د . فتحى الشقاقى أن الأيدلوجية لا تنبع من فراغ ولا هي ردة فعل تحولات سياسية ولكن يعتبر أن الأفكار تكون موجودة ومتداولة ولكن التغيرات هي التي ترفعها إلى مرتبة التأثير الأيدلوجي بالأصح فإن ملاءمتها للتعامل مع المتغيرات هو الذي يجعلها أيدلوجية (د . فتحى الشقاقى 1/10/1994) ولكنه دائماً يؤكد على أننا نعيش أزمة تحدي غربي تتطلب منا جهوداً لتجاوز هذه الأزمة التجاوز الذي يراه يرتبط مباشرة بالوعي لهذا التحدي ويأخذ على كثير من الإسلاميين بساطتهم وسذاجتهم في التعامل مع هذا التحدي وفي حين هم يواجهون تحدياً فكرياً يتطلب دراسة فمثلاً في انتقاده للجبهة الإسلامية في الجزائر لا يعتبر فشلها نابع فقط من انقلاب العسكر على صندوق الانتخابات بل يعتبرها افتقدت للتنظيم وللدور السياسي الفاعل الذي كان يمكن أن يؤهلها لطرح بدائل مؤثرة غير العنف وهذا يؤكد على أن د . فتحى الشقاقى كان يرى أملاً في البديل الذي قدمته الجبهة للتغير بغير وسيلة العنف ولكنها حسب رأيه أصيبت بالشلل لافتقادها للدور السياسي الفاعل بل يعتبر أن جزءاً هاماً من أول مجلس شورى للجبهة الإسلامية لزم بيته ليس فقط هرباً من بطش السلطة ولكن لأنه يفتقد إلى نظرية إسلامية واضحة للعمل السياسي وهذا العجز هو الذي أعطى فرصة أكبر لخيار العنف (د . فتحى الشقاقى 31/1/1994) نجد كثيراً د . فتحى الشقاقى يؤكد على مسألة المة وفلسطين كركيزتين للحكم على التحالفات والبرامج ويعتبر نفسه أنه وجد قاسماً مشتركاً وبرنامجاً وطنياً يمكن أن نخوض على أساسه النضال ضد المؤامرة التي تواجهنا ويعتبرها مهمة الإسلامي وغير الإسلامي ولا يجوز أن يفرط الإسلاميون بالوطنين ولا الوطنيون يفرطون بالإسلاميين لأنه لا يوجد فصيل قادر على خوض المعركة بمفرده (د . فتحى الشقاقى 25/9/1994) وحول مصطلح الأمة يؤكد على الحوار الإسلامي مع القومي واليساري للتعاون فيما اتفقنا عليه من قواسم مشتركة ويراهم جزء لا يتجزأ من الأمة خاصة من لا يجنحون للالتصاق بالغرب والتبعية له (د . فتحى الشقاقى 1/10/1994) وحول أهل الذمة يعتبر هذا المصطلح ليس لإسقاط نعوت سلبية لغير المسلمين في المجتمع الإسلامي ولكن هذا المصطلح يحمل في طياته رحمة ورأفة بغير المسلمين ويؤكد على حق جميع المسلمين وغير المسلمين المواطنين بالمواطنة داخل المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية (د . فتحى الشقاقى 24/10/1994) إلى هنا أكتفي بمقدمة لعرض فكر د . فتحى الشقاقى في مصطلحات الديمقراطية وسأتعرض إليها واحدة واحدة حسب مصطلحات الديمقراطية الإجرائية.
أ‌-       سلطة الشعب:-
سلطة الشعب هذا المفهوم الديمقراطي الإجرائي يُرى أنها سلطة الموظفين المنتخبين الذين هم مندوبين عن الشعب ولكنها لا تحدد لهم أي عقيدة يحكمون على أساسها كما تم إيضاح ذلك سابقاً.
أما نظرة د . فتحى الشقاقى لهذا المفهوم فيعتبر أنه من المسّلم به أن السادة في التشريع هي لله ولكن يبقى للإنسان سلطة البناء على هذه الشريعة الإلهية والتفعيل والتقنين لمبادئها وقواعدها وأصولها والتفريغ لكلياتها كما أن للإنسان سلطة الاجتهاد فيما لم ينزل به شرع سماوي شريطة أن تظل السلطة البشرية محكومة في إطار فلسفة الإسلام في التشريع (د . فتحى الشقاقى 28/7/1995).
وأما حول الدستور الذي يتم على ضوئه التشريع فبدايةً يرى د . فتحى الشقاقى أن القرآن ليس كتاب قانون بالمعنى الدستوري ولكنه يتقدم كأساس يقدم الأسس والمبادئ التي يقوم عليها الدستور ولكن صياغة الدستور يعتبره من حق الأمة وبهذا الرأي يتقدم الدكتور د . فتحى الشقاقى إلى صدارة التيار المتقدم من التيارات الإسلامية فهو يعتبر أن الأهم هو احترام إرادة الأمة من خلال المرجعية الواحدة والدستور الذي قبلته بحريه (د . فتحى الشقاقى سبتمبر 1990) فهو يرى أن التشريع يجب أن يكون بيد الأمة ويمثلها وليس بيد الدولة وذلك بالطبع في ظل سيادة الشرع فالسيادة لله وللشريعة ولكن الأمة هي مصدر السلطات ولا يوجد نائب عن الله يحكم كما يشاء (نفس المصدر) وكذلك فإن سلطة الأمة هذه يرى أنها يمكن أن تكون عبر برلمان (نفس المصدر(.
ب‌-    سلطة القانون:-
سلطة القانون في النظام الديمقراطي مطلوبة لحماية المجتمع من تغول السلطة ومن ضياع الحقوق ويرى الثقافي أن الخليفة في النظام الإسلامي هو سلطة تنفيذية خاضع للقانون ومكلف بتنفيذ حكم القضاء وهو ليس بالمعصوم ولا مهبط الوحي ولا من حقه الاستئثار بتفسير الكتاب والسنة (د . فتحى الشقاقى 28/7/1995)
ت‌-    التعددية:-
التعددية المقصود بها في النظام الديمقراطي هو التعامل مع جميع الأطروحات والأفكار والأحزاب بشكل متساوي والتعامل بتسامح مع الآخرين، وفي هذا فقد كان خطاب د . فتحى الشقاقى متسلحاً معترفاً بالتعددية وهذا الاتجاه ساد في الحركة الطلابية التي تلتزم بخطة الفكري وما زالت الحركة تعمق هذا التوجه وتؤصل المشروعية السياسية والاجتماعية والدينية وما يزال يحكم خارطة التحالفات والعلاقات التي بنتها وتبني (أبو طه 1998).
ومن هنا طرحت أيضاً الحركة الطلابية التعددية داخل الإطار الإسلامي الواحد وتحديداً التعددية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي (نفس المصدر 1920).
كما أن قبول الحركة الطلابية بالآخر كان ملموساً أكثر مما هو على الصعيد النظري فلم تجري مشاحمات بالقوى الأخرى بنفس الكثافة التي جرت بين الفصائل الفلسطينية الأخرى (البرغوثي 70.2000).
أما رأي د . فتحى الشقاقى فيرى أن على التيار القومي والديمقراطي، قراءة الحركة الإسلامية دون الإحالة على الخارج فالحركة الإسلامية مطالبة بنفس الشيء ومطالبة بإعادة تقييم بعض التجارب القومية والديمقراطية وتعميق تحالفاتها السياسية مع القوى الوطنية (د . فتحى الشقاقى 1994)، كما يرى أن التعدد هو الذي حفظ الإسلام وحفظ الأمة وهو الذي أعطى الحضارة الإسلامية القدرة على استيعاب الحضارات والأديان والقوميات (د . فتحى الشقاقى 6/10/1994).
•         تبادل السلطة:-
بداية تبادل السلطة يتم بطريقتين إما بانتهاء المدة القانونية للدورة البرلمانية أو عن طريق إسقاط الحكومة والنظام الديمقراطي تجدد المدة القانونية للسلطة التشريعية والتنفيذية فهي ليست سلطة مؤيدة وإما إسقاط الحكومة ففي النظام الديمقراطي يتم بإرغام الحكومة على الاستقالة عن طريق الضغط الشعبي والمجتمع المدني أو عن طريق تصويت برلماني بإقرار قانون إسقاط الحكومة عبر سحب الثقة عنها وفي كل هذه الأحوال يحصل تبادل سلطة.
أما رأي د . فتحى الشقاقى في هذا الموضوع فهو يؤمن بتبادل السلطة في إطار اعتراف الجميع بمرجعية الأمة الواحدة والتي هي تحدد سلطتها (د . فتحى الشقاقى سبتمبر 1990) بل يرى أن من الواجب إسقاط الحكم أو الخليفة الذي يتسلط في الحكم فينقل عن القرطبي في تفسير "وشاورهم في الأمر" أن الشورى من قواعد الشريعة وغرائم الأحكام ومن لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب وهذا مما لا خلاف فيه (د . فتحى الشقاقى 28/7/1995).
الموقف الأكثر تقدماً له هو قبوله بتداول السلطة مع من يدعون إلى استبدال الحدود بعقوبات مدنية بدلاً من الرجم والجلد إذا لم يستخدموا العنف ويحترموا إرادة الأمة بدون استخدام قوة أو إقصاء (د . فتحى الشقاقى سبتمبر 1990) ويرى أن هذا الكلام مبدئياً وليس تكتيكي وذلك حتى يدفع الإسلاميين للإبداع وعدم الجمود والركود (نفس المصدر).
•         الحريات:-
الحريات المطلوبة للديمقراطية الإجرائية هي حرية المعلومات والأحزاب والتعبير، هنا يربط د . فتحى الشقاقى فلسطين بوجود الحريات فهو يعتبر وجود الالتزام بفلسطين يمنح أكبر مشاركة شعبية على المستوى العربي والإسلامي والفلسطيني ويعتبر أن فلسطين ستبقى رمزاً دالاً على حريتنا أو عبوديتنا واستقلالنا أو تبعيتنا ونهضتنا وتخلفنا (د . فتحى الشقاقى 1994).
ويعتبر أن الإسلاميين هم المظلومون بعدم وجود الحريات السياسية وتشكيل الجمعيات والأحزاب ويرى أنه كما نطالب بحقنا في الممارسة السياسية بعيداً عن أي ضغط أو قمع يجب أن نحترم حق الآخرين في ذلك ضمن إطار احترام الأمة وموروثها ومقدساتها والدستور الذي ترتضيه (د . فتحى الشقاقى 24/10/1994).
•         المجتمع المدني:-
المجتمع المدني هو مجموعة المنظمات والجمعيات والنقابات التطوعية التي لا ترتبط بالدولة ولا تأخذ تحويلاً أو أنها تأخذ تحويلاً رمزياً بحيث تبقى مستقلة القرار ومنفلتة من تغول الدولة.
وأما رأي د . فتحى الشقاقى في ذلك فهو يرى أن الأمة الإسلامية امتلكت أعظم مجتمع مدني في التاريخ حيث يرى أن مؤسسة العلماء استطاعت أن تحمي المجتمع من تغول الدولة وأن تحفظ نسيجه متماسكاً وهي تشرف على التشريع والقضاء والتعليم والوقف وعلاقات أوثق بالسوق (البازار)، بل كانت كمرشد الجيوش في الحرب الجند كانوا يتعلمون على أيدي العلماء بل كان المجتمع المدني الذي امتلكناه مستقلاً بيده أيضاً التعليم والصحة والوقف والمسجد (د . فتحى الشقاقى 28/10/1995)، كما يرى أن الإسلام حلَّ مشكلة تركيز القوة (power) عندما نزع من الدولة أنيابها والتي هي التشريع والتعليم والسوق ووضع ركيزة الوقف (نفس المصدر).
•         خاتمة الباب:-
في هذا البحث وجدت أن الدكتور د . فتحى الشقاقى لم يقف أمام المصطلحات بل تعمق لفهم أزمة العقل الإسلامي والعربي وكذلك لفهم أزمة التحدي الغربي وفي إطار هذا الفهم درس الإجابة على مصطلحات الغرب وإن كان يبدو لي من خلال حديثه عن الأمة، أنه يتجاوز أزمة الحركة الإسلامية التي وقفت أمام مصطلحات وشعارات ورثتها عن واقع إسلامي متخلف، كان قد صاغها التاريخ والفكر الإسلامي كمتغيرات ثم تحولت إلى ثوابت ومقدسات يتطلب النهوض بالأمة تجاوزها وإن كان يرى أن الحركات الإسلامية المعاصرة تحاول أن تمتلك الوعي بالعالم على المستويات العلمية والفكرية والسياسية والاقتصادية بعد أن كان هذا الوعي محدوداً بأسباب الجهل والتخلف وحداثة عهد هذه الحركات بالعمل السياسي وتحاول أن تمتلك الوعي بالذات عن طريق إعادة النظر في الفكر الإسلامي نفسه بعد أن كانت أسيرة لمقولات فكرية وفقهية ليست من صلب العقيدة ولا من الثوابت وليس لها أي قدسية (د . فتحى الشقاقى 25/11/1994) في النهاية يعتبر د . فتحى الشقاقى أننا نعيش مخاضاً عسيراً سينتهي بالتأكيد إلى خطاب إسلامي يقدم وعياً مطابقاً للعالم بشخص مهم ويقدم إجابات مقنعة لأزمة المنطقة إن لم يكن لأزمة العالم (د . فتحى الشقاقى 6/10/1994).
6-     قضية المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى:-
يرى د . فتحى الشقاقى أن المرأة  المسلمة هي أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة عندما تتجه نحو فريد من الوعي لمشكلاتها ولدورها فإن عليها أن تتفاعل مع إطارات الحركة الإسلامية المتقدمة (سيد أحمد 1997-115) ويرى أن النموذج الذي تقدمه المرأة لا يعكس فقد مثالاً للمرأة بل أن المرأة تلد ما هو أعظم من الرجال فهن يلدن المثال والقدرة والتاريخ الذي يتعلم فيه الرجال كيف يصيرون (د . فتحى الشقاقى مارس 1993) فهو يرفع المرأة إلى مستوى قد رضا عنه التاريخ وليس فقط صناعة السياسة كما يرى أن المرأة المسلمة المجاهدة في فلسطين والمرأة الأسيرة بالذات قد قدمت عناوين للمرأة عناوين جديدة لم تطرح من قبل فملأت ساحات فارغة بمضمون جديد، قبلهن كان عنوان الحركة النسائية هو المرأة وبعدهن صار عنوانها الإنسانية (نفس المصدر)، هكذا يرى أنهن نجمات على جبين الأمة تصعد مع حركة تصعد في زمن يصعد (نفس المصدر) ولذلك فهن فوق كل طروحات المدارس التي قبلهن وضد التقسيمات الأخرى فهو لم يصالح قضية المرأة كأم ولا كعاملة في مصنع كما رآها الفكر الغربي بل كصانعة للتاريخ ومؤثرة في مسيرة الأمة بل مسيرة الإنسانية.
أ‌-       ضد التقسيم الطبقي:-
المرأة المسلمة لا تقبل بالتقسيم الذي أرادته الاشتراكية على أساس طبقي من امرأة برجوازية وامرأة استقراطية أو كخادمة فقيرة د . فتحى الشقاقى يرى أنها منفصلة عن قيم الطبقية وأهداف الطبقية وعن سلوك الطبقية فقيم المرأة المسلمة تجاوزت هذا الفهم وهو فهم التحدي الغربي وترى أن أخلاقها أخلاق الإسلام وأهدافها أهداف الحركة الإسلامية (د . فتحى الشقاقى إبريل 1980).
ب‌-    ضد التقسيم الفكري:-
أشد ما تعرضت له المرأة من انتقاد استهدف قيمها هو إدخالها في جدولة التصور لها من خلال تقسيم المرأة بين رجعيه وتقدميه فالتي تتمسك بقيمها تتهم بأنها رجعية بينما المهزومة أمام الهجمة الغربية والمتمسكة بالقيم الغربية وسلوكها تتصف بالتقدمية والذي يراه د . فتحى الشقاقى للمرأة المسلمة هو أن تتجاوز هذا التحدي الغربي من خلال وقوفها على الأسس الصارمة لقيمنا وخطنا التاريخي في نفس الوقت الذي تتفاعل فيه مع عصرنا تفاعلاً نقدياً وواعياً واعتبار الرجعية هي الهزيمة والتراجع أمام الهجمة وهي الرجعية التي جرّت علينا كل هذا التخلف الحضاري (نفس المصدر).

ت‌-    ضد التقسيم الإقليمي:-
المفاهيم المتخلفة وغير الإنسانية قسمت الناس بما فيها المرأة إلى مدنيين (أهل مدن) وريفيين (أهل ريف) في تحليلها للروابط بين الناس فاعتبرت أهل الريف هم الأكثر تمسكاً بالروابط والقيم الإنسانية فيما أهل المدن يستهترون بالروابط الإنسانية والقيم الإسلامية ولكن حسب د . فتحى الشقاقى هذا التقسيم لا ينطبق على المرأة المسلمة التي هي ضد هذا الزيف لأن المرأة المسلمة هي أطروحة الأصالة فالمرأة المسلمة في المدينة تعود إلى قيمها ومشاعر الأخوة فهي تشعر بعبء المرأة المسلمة في الريف وتحاول أن تتقدم لمواقعها لحل بقية مشكلات التخلف المدني لديها ولتجعلها أكثر وعياً وقرباً من المفاهيم الإسلامية (نفس المصدر).
ث‌-    حقوق المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى:-
-        المواطنة/
أسوأ ابتلاء يراه د . فتحى الشقاقى هو إهدار حقوق المرأة مع أنه يرى أن المنهج الإسلامي السليم يعطيها كامل الحقوق فيما يتعلق بها حيث تستطيع ضمن المنهج الإسلامي وبسهولة أن تبدي رأيها فيحق من يشاركها حياتها وتستطيع بسهولة أن تأخذ حقوقها الشرعية الإسلامية كاملة أكثر من ذلك هي ليس دورها فقط تربية أبنائها بل تقوم بدور تصويب الرجل وتغير مفاهيمه (د . فتحى الشقاقى إبريل 1980).
وكما رأينا قبل قليل أن المرأة المسلمة فوق كل التقسيمات الطبقية والفكرية والإقليمية لأن دورها كمواطنة مشاركة في الفعل في كل الطبقات وهي التحرر من الجاهلية وقيمها ومفاهيم الغرب باقترابها من أهداف الحركة الإسلامية المعاصرة وممارستها (نفس المصدر).
-        المشاركة السياسية/
المشاركة السياسية هي بالواجبات الملقاه عليها وحقها في المشاركة في بناء مجتمع جديد فالمرأة المسلمة مشاركتها في المعاهد العلمية والسياسية ليس هدفه الاحتكاك بالرجل بل هدفه الفعل والوقوف لاستغلال الفرصة التي يقدمها العلم لبناء الذات الإسلامية والوقوف من العصر وقفه نقدية ووسيلة لدعم الحركة الإسلامية وإنجاز أهدافها (نفس المصدر).


-        التمثيل السياسي:-
أعظم تمثيل في الفصل السياسي هو ما تقدمت به زهرات الحركة الطلابية فقد كان لهن التمثيل في أصعب الفعل الذي تطلبه منهن الواجب عندما تشربن أفكار د . فتحى الشقاقى فكنَّ المتميزات في مواقع الأمر وكن المتميزات في الاستشهاد حتى أصبحنّ رموزاً تقصر الهامات أن تتحدث عنهن.
ويخاطبهن د . فتحى الشقاقى ويذكرهن باللواتي كنّ حول الرسول صلى الله عليه وسلم نسيبة بنت كعب التي قال عنها الرسول عليه الصلاة والسلام يوم أُحُد: "كلما تلفت حولي رأيتها تقاتل دوني"، ويذكرهن بالربيع بنت معوذ التي قالت كنا نغزوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنسقي القوم ونرد الجرحى والقتلى، هكذا يرى أن المرأة المسلمة تمثل نموذجاً للحالة العلنية للحركة النسائية ويواجهن بالقدوة الحسنة حركات الصالونات والمؤتمرات التي لا تصنع سوى تجمعات ثرثارة لها شكل وزينات (د . فتحى الشقاقى 1995).
•         واجبات المرأة في فكر د . فتحى الشقاقى:-
عندما يرى د . فتحى الشقاقى توزع المسلمين إلى مطالبين بإغلاق المرأة في البيت وعدم إخراجها حتى للمسجد وآخرين يركزون على الإعجاب بقيام المرأة بدور التربية والتعليم وتجاوزها للتحدي الغربي عند ذلك يطالب د . فتحى الشقاقى بالاكتفاء عند هذا الحد بما حصل من  مديح والتوقف عنه وإنهاء مرحلة الإعجاب والمديح لها، والانتقال إلى مرحلة المسؤوليات فالمرأة التي يراها أهم تيارات الحركة الإسلامية المعاصرة يجب عليها أن تنطلق إلى مسؤولياتها (د . فتحى الشقاقى إبريل 1980)، ولهذا الغرض يُقَسم د . فتحى الشقاقى واجبات المرأة المسلمة في الحركة الإسلامية المعاصرة إلى واجبات ذاتية وواجبات موضوعية.
أ‌-       واجبات ذاتية/
الواجبات الذاتية ترتبط ببناء الذات وذلك بحسم المعركة النفسية من إغراءات الجاهلية وذلك عن طريق فهم ووعي للمفاهيم الفكرية التالية:-
1-     فهم أننا نحن أطروحة الأصالة والآخرين هم قطع من التاريخ في مرحلة تخلفنا فيها وليس لهم مستقبل (نفس المصدر).
2-     نحن أطروحة الانتصار على النفس والشهوات والآخرين يمثلون الهزيمة والتراجع (نفس المصدر).
3-     نحن أطروحة تهدف لفهم واستيعاب أزمتنا التاريخية وأسباب تخلفنا وانحدارنا بينما هم يمثلون الكون وإشارات الهزائم وعلاماتها منذ أكثر من قرن (نفس المصدر).
4-     نحن أطروحة الإيجابية – إيجابية التمسك بالقيم الخالدة من إسلامنا بينما هم يمثلون السلبية والأدعية لاحتواء فكر الغير (نفس المصدر) وهذا يتطلب التزام بالإسلام كأمر من الله وكصورة التزمن بها نساء عظيمات ومن هنا تحتاج الحركة الإسلامية إلى حد واسع لتحسم نهائياً لصالحها معركة التحول الإسلامي للمجتمعات (سيد أحمد 113). 
ب‌-    واجبات موضوعية/
يقع على المرأة في الحركة الإسلامية فهم التحدي الغربي الحديث وتجاوز أزمته وعلاج المسألة المدنية التي هزمنا بها في وقت كان قد ابتعدن عن أصالتنا ولذلك على المرأة المسلمة أن تقوم بالواجبات التالية:-
-        أن تقف ضد السياسات التربوية والتعليم غير الإسلامية وأن تكشف زيف المناهج التربوية والتعليمية الغربية فهي كأم وكمدرسة أمامها تحديٍ لرفع راية الإسلام في وجه العلمانية بكل اتجاهاتها القومية والوطنية والاشتراكية (نفس المصدر).
-        عليها أن تقف مع الخيارات الإسلامية في مجال العمل فلا تختار إلاّ ما يقبله الإسلام فذلك هو الوسيلة أمامنا لهز المؤسسات غير الإسلامية القائمة وعليها في نفس الوقت ألاّ تُهمل بيتها لأنه هو مهمتها الأصلية نحو بناء منزل إسلامي ومنطقة إسلامية في مجتمع مسلم (نفس المصدر).
-        أن تتقدم بقوة في مجالات العمل الاجتماعي إن كان من خلال محو الأمية الكتابية وكذلك الأمية الثقافية ومكافحة الفقر في الأحياء والمدن واقترابها من الجماهير وآلامها تمهيداً لترشيدها ووضعها في الصف الإسلامي الأصيل (نفس المصدر).
ج‌-     خاتمة الباب:-
في انتقاده لحركات المرأة الغربية يؤكد د . فتحى الشقاقى على أن أزمة الخروج من قبل المرأة للتعليم لم تكن أزمة إسلامية ولكن المشكلة أن المرأة المسلمة مشكلتها مع المؤسسات التعليمية التي بُنيت على أساس قواعد الفكر العلماني التي تتعارض مع طرح الإسلام (د . فتحى الشقاقى – إبريل 1980) وكذلك مسألة نزع الخمار المقصود بها ليس الخمار الذي تحدث معظم العلماء عن عدم ضرورته فقهياً وإنما الهدف هو الوصول لخلع أكثر من هذا حتى تعرية المرأة تماماً (نفس المصدر).
أما موضوع المساواة فيعتبر د . فتحى الشقاقى أنه لا يوجد له أي مستند حضاري أو بيولوجي أو تاريخي حتى في الغرب نفسه وكان المقصود أصلاً امتهان المرأة فخروجها لمجالات العمل المختلفة حتى تصبح عاملة في بار أو خادمة في طائرة أو سكرتيرة (نفس المصدر) كما رأينا في مقدمة البحث.
وأخيراً يرى أن قضية المرأة صيغت لنا بصياغة كانت هي القضية الأهم في جوانب الهجمة الغربية على المجتمع الإسلامي لتفقد المرأة أنوثتها ثم إنسانيتها ثم كرامتها ثم دينها وينتهي إلى تدمير البيت المسلم والمجتمع المسلم ولكن انتهت قضية المرأة والواقع الإسلامي سيفرض قيماً جديدة ومسائل جديدة مختلفة وأهدافاً جديدة كذلك (نفس المصدر).
7-     حديث د . فتحى الشقاقى:-
في هذا الباب أريد أن أدع الشهيد/ د . فتحى الشقاقى وحده يتحدث إلينا قائلاً/
"إن المعضلات التي عانى منها الفكر العربي عامة وانعكس على الوضع الفلسطيني ومحاولة نفي الآخر حيث ظن كل اتجاه وأحياناً كل فصيل أنه يمتلك الحقيقة الكاملة وأنه ليس بحاجة إلى ما عند الآخرين من وجهة نظر وآراء مما كان يعود إلى التحجر والجمود من ناحية وزرع بذور الخصومة والاستعداء، كما إن مسألة نفي الآخر تقود إلى تضخيم الذات واعتقاد كل طرف أنه ينطبق على القضية ويجسدها وهذا يعني إلغاء القضية لمصلحة الذات" (د . فتحى الشقاقى ب 1994).
"وضمن المراجعة مع الذات ومع الآخر لا بد من العمل على إزالة التناقض الوهم بين العروبة والإسلام كما ينبغي للعروبي أن يرى في الإسلام هويته المميزة وعمقه الحضاري الذي لا ينفك عنه بعد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية فمن الضروري الانتقال بهذه القضية من المركزية العربية وتوسيعها إلى الدائرة الإسلامية فالارتباط مع الدائرة الإسلامية يستند إلى جذور عقيدية وإلى الموروث الديني المشترك وإلى مكانة المقدسات في فلسطين في نفوس الشعوب المسلمة" (نفس المصدر).
"وفي المقابل على الصعيد الفلسطيني يجب أن تقوم التنظيمات والقوى الفلسطينية للتبصر في مواطن الضعف التي تعيق مسيرة شعبنا في جهاده وكفاحه من أجل استرداد وطنه وكرامته وهويته وهو أمر يتطلب مقداراً كبيراً من التجرد وإيثار القضية المقدسة على مصالح التنظيم وتغليب مصلحة الشعب على مصلحة المؤسسة فالتنظيمات كلها ليست سوى أشكال وجدت من أجل العمل على دور التحرير وليس وجودها مقدس ولا يجوز لها أن تركن للثبات التنظيمي أو للصفية المؤسساتية والمبادئ أهم بكثير ممن يحملونها والشعوب ستستمر في العطاء والتضحيات مهما توقفت على الطريق بنىً وقوىً أو تهالك الأفراد تحت ثقل الحمل وعجزوا عن الوصول لا بد أن تصل" (نفس المصدر).
"إذاً علينا أن نحدد مسطرة ثابتة تحكم العناصر الثابتة في المنهج الإسلامي وفي مسيرة جهادنا وهذا لا يتناقض مع واجبنا في تعزيز روابطنا وتحالفنا مع القوى الوحدوية المعادية للصهيونية بل يمتنها ويجعلها قائمة على أسس ثابتة ويعطيها الضمانات بأن تحالفاتنا لن تميل مع عصف رياح المتغيرات في السياسات" (د . فتحى الشقاقى أ 1994).
"في المسألة التنظيمية لا بد من حوار داخلي بداخل كل فصيل، حوار يستلم التطورات المهمة على مختلف الصُعُد ويستلهم تراث الشعب والأمة بحيث يحصل على فكر نقدي وتجديدي وحقيقي وهذا يتطلب وعاء متجانساً لأن العلاقة بين الفكر والتنظيم هي "علاقة جدلية" فليس بالإمكان حمل الفكر الثوري بوعاء أو تنظيم غير ثوري، وليس بالإمكان حمل فكرة صحيحة وسليمة بوعاء أو تنظيم غير صحيح يعاني من الأمراض العديدة (نفس المصدر).
8-     الخاتمة:-
لقد وجدت في بحثي هذا أن الدكتور/ د . فتحى الشقاقى منذ الثمانيات في القرن الماضي عندما تحدث عن الشرط الذاتي والشرط الموضوعي لنهوض الحركة الإسلامية، أن د . فتحى الشقاقى بقي دائماً يركز على هذين الشرطين يؤصل لذلك عندما يتحدث عن سيد قطب وعن مالك بن نبي حيث يعتبرهم جناحي الحركة الإسلامية من خلال اكتشاف سيد قطب للشرط الذاتي والإبحار فيه واعتبار أن الحركة الإسلامية أدركت هذا الشرط وقدمت النموذج الحي لمواجهة التحدي الغربي الحديث بشكله العسكري لكنها لم تقف كثيراً أمام الشرط الموضوعي الذي اكتشفه مالك بن نبي والذي يرتبط بدراسة سنن النهوض والهبوط، سنة التاريخ وسنة التداول الحضاري الذي يتطلب رداً فكرياً ندياً للغرب ويتطلب الإجابة على كل الأسئلة التي يتحدانا فيها، ليس من خلال الانفلاق لأن تحديث ثقافي وصناعي تكنولوجي لا نستطيع أن نغلق أبوابنا أمامه أو أن نضع رؤوسنا في التراب لأنه يقتحم علينا أرضنا وسماءنا وخبزنا اليومي ويؤكد د . فتحى الشقاقى على أن هذه الإجابة على التحدي تتطلب إعادة النظر في الموروث الثقافي للأمة الإسلامية ودراسة السيرة، ليس للمتعة والانبهار أمام ما قدمه الأسلاف ولا من خلال الترف الذهني في مناقشة الخلافات الفلسطينية التاريخية حيث لم تعد المشكلة اليوم خلافاً بين الفرق الإسلامية لأن الأمة ودينها وعقيدتها وهويتها الآن مهددة من خلال قوة ثقافية وعسكرية وبوليسية تتطلب إعمالاً جديداً في النص وتفعيلاً حركياً في الواقع ونحن على ثقة أن ديننا فيه الإجابة على كل التحديات الفكرية والسياسية والفلسفية وكذلك العسكرية.
لقد وجدت د . فتحى الشقاقى يتجاوز أزمة الديمقراطية والمرأة من خلال سباق المشروع الغربي الذي قدم لنا هذه المسائل جامدة وأراد نقلها لنا كما تطورت تاريخياً في صراعه بين البرجوازية والإقطاع ثمّ صراع الرأسمالية التي اعتبر نتائجها بعض مفكريه نهاية الأيدلوجية أو نهاية التاريخ، لقد وجدت د . فتحى الشقاقى المفكر يجرد مركبات الديمقراطية ومشكلة المرأة من الإرث الغربي المثقل للتطور الإداري والتنظيمي والسياسي الذي توصلت إليه البشرية في القرون الثلاثة الأخيرة الثقل الذي تمثل بالعلمانية بشكل أساسي، ذلك الموروث الغربي الذي لا يمكن أن ننسخه ونجعله موروثاً للبشرية.
إن صراع الكنيسة مع البرجوازية هو موروث غربي خاص بالكنيسة في الغرب ولذلك نحن نرفض ربط نفس الدين عن الدولة "بالعلم" من خلال تعريف ذلك "بالعلمانية" ولذلك فإن تجريد العلم من موروثه المثقل هو وضع حجر الأساس على طريق تجاوز التحدي الحضاري وعدم إغفال أن الشرط الموضوعي للنهوض هو الوقوف بوضوح أمام سنن التبادل الحضاري وتطبيق تلك السنن على الأمة الإسلامية والغرب.
ولا يغفل د . فتحى الشقاقى الوحدة العربية الإسلامية كأساس لمواجهة التحديات وهذا يطلق مشروعاً سياسياً ضمن مبنى سياسياً أصيل للتحالفات الأصلية التي لا تتغير بالعواطف والتي يقدم فيها الإسلاميون والقوميون ضمانات لإعادة دراسة الآخر من جديد وعدم النفي والإقصاء وهذا على أساس "تعالوا إلى كلمة سواء" لتغير المنكر والأمر بالمعروف ولا منكر أكبر من بيع الأوطان.
9-     المراجع:-
أ‌-       المراجع العربية/
-        أبو طالة أنور (1998) حركة الطلابية الإسلامية في فلسطين الأصول الايدولوجيا- التحويلات" رسالة ماجد بهلول رجا (2000) دولة الدين ودولة الدنيا. رام الله ومواطن.
-        البرغوثي إياد (2000) الإسلامي السياسي في فلسطين. رام الله والقدس للإعلام.
-        سيد أحمد رفعت (1997) رحلة الدم الذي هزم السيف الأعمال الثاملة للمرحوم عز الدين إبراهيم. القاهرة ومركز يافا للدراسات والأبحاث.
-        عز الدين ابراهيم (1979) الخميني الحل الإسلامي والبديل - المختار الإسلامي.
-        عز الدين ابراهيم (إبريل 1980) "المرأة المسلمة تيار جديد – مهام جديدة" المختار الإسلامي العدد 15.
-        عز الدين ابراهيم (يوليو 1980) "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية، لماذا" المختار الإسلامي العدد 3.
-        عز الدين ابراهيم (تشرين ثاني 1983) "التاريخ لماذا؟" الطليعة الإسلامية العدد 11.
-        عز الدين ابراهيم (مارس 1993) "كلمة إلى جماهير الشعب" من أرشيف الحركة الطلابية الإسلامية.
-        د . فتحى الشقاقى (أ.1994) "لقاء التيارات الإسلامية والقومية والديمقراطية" من سيد أحمد رفعت رحلة الدم الذي هزم السيف – الأعمال الكاملة للد . فتحى الشقاقى ، القاهرة مركز يافا للأبحاث والدراسات.
-        عز الدين ابراهيم (ب.1994) "من أجل مراجعة نقدية للتجربة الفلسطينية" مجلة فتح. دمشق.
-        عز الدين ابراهيم (94-1-31) "العنف ليس خياراً للإسلاميين" مجلة الشراع. بيروت.
-        عز الدين ابراهيم (1994-9-25) "مشاكل المعارضة الفلسطينية" صحيفة الرأي.
-        عز الدين ابراهيم (1994-15-1) "عن الأمة وقضاياها" صحيفة الوطن الكويتية.
-        عز الدين ابراهيم (1994-15-6) "عن فلسطين والجهاد الإسلامي" صحيفة الحياة.
-        عز الدين ابراهيم (1994-10-24) "القواسم المشتركة بين القوميين والإسلاميين" صحيفة المجد الأردنية.
-        عز الدين ابراهيم (1994-11-25) "إستراتيجية العمل الإسلامي" صحيفة كيهان العربي.
-        د . فتحى الشقاقى (1995) "كلمة تضامن مع السجينات الفلسطينيات في سجون العدو" من أرشيف الحركة الطلابية.
-        عز الدين ابراهيم (1995-7-28) "الأصولية والعلمانية" الحياة.
-        عز الدين ابراهيم (سبتمبر 1995) "الحركات الإسلامية وتطورات القضية الفلسطينية" مجلة الهدف.
-        الخضرا محمد شبير (بدون تاريخ) النمط الخليفي في القيادة الشبابية العربية. بيروت مركز دراسات الوحدة العربية.

ملاحظة / كل اسم تجده تحت عنوان " عز الدين ابراهيم " هو اسم مستعار يعنى د . فتحى الشقاقى والعكس
ب‌-    المراجع الإنجليزية/
-          Barber .B.R (1994) "Aconceptual   fram: politics in the participatory mode" in strong democracy university of California press, ch 7, pp 139-162>
-          Habermas, J (1996) "three normative models of democracy" in democracy and difference (ed) selyla benhabib prenceton university press>
-          Quinn. P (1997) "political liberalism and their exclusion of the religious in weithman. P (ed) religious and contemporary liberalism notre dame: university of notre dame press, pp 138-161.
-          Schmitter and karl. T (1993) "what democracy is … and is not" in diamondal and plattner. M. F (eds) the global.
-          Resurgence of democracy Johns Hopkins university press. Pp. 39-5.
________________________________________
مركزالأسرى للدراسات


2009-12-10 13:30:38 | 2170 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية