التصنيفات » دراسات

ما رواء خطة ليبرمان بشأن اعتبار قطاع غزة أرضاً مستقلة




المقترح الصهيوني الجديد ليس سوى مزاولة لاستراتيجية "إسرائيل" تجاه حماس


تلخيص
بينما تنص خطة وزير الخارجية "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان على رفع مسؤولية "إسرائيل" عن غزة، تسعى "إسرائيل" لرمي المسؤولية على المجتمع الدولي وحركة حماس. هذه الخطة تسمح "لإسرائيل" بادعاء تعاونها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتقديم تنازلات في سياستها تجاه قطاع غزة، مع السماح لها في الوقت نفسه بالحفاظ على موقفها الصارم ضد غزة في حال لم تنجح الخطة.
تحليل
قدم أفيغدور ليبرمان في السادس عشر من تموز الجاري خطة تهدف إلى اعتبار قطاع غزة أرضا مستقلة وتأمين تعاون الاتحاد الأوروبي لاعادة إعمار القطاع ورفع كل المسؤولية "الإسرائيلية" عنه - بما في ذلك رفع الحصار البحري. ومن المفترض أن يعرض ليبرمان خطته على مبعوثة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي كانت قد دعت إسرائيل في السادس عشر من تموز إلى تعديل سياستها المتعلقة بقطاع غزة قبل توجهها لزيارة القطاع في السابع عشر من تموز. من جهته سارع المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إلى استنكار خطة ليبرمان معتبرا اياها محاولة لتهرب إسرائيل من مسؤوليتها تجاه القطاع وفصل غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية.
من جهة أخرى يمكن اعتبار خطة ليبرمان طريقة مبتكرة لتحقيق الغايات الإسرائيلية. حيث تعمل إسرائيل جاهدة للحفاظ على سياستها الحازمة التي تبنتها في أواخر عام 2008 تجاه القطاع أمام الضغط الدولي المتزايد. فيما تسعى الولايات المتحدة إلى تحسين صورتها في الشرق الأوسط حتى تتمكن من ايجاد يد المساعدة لسحب قواتها من العراق وأفغانستان، وهو ما دفعها لحث إسرائيل على تليين سياساتها والالتزام بمحادثات السلام. وزاد الأمر سوءا على إسرائيل اثر اعتدائها على "أسطول الحرية التركي" الذي خلّف تسعة قتلى من المدنيين الأتراك.
طبعا لا تستطيع إسرائيل أن تقبل بالمطالب الأمريكية لأنها تتعارض مع سياسة إسرائيل في التوسع الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة والذي يهدف إلى إضعاف حماس. الا ان تراجع الدعم الأمريكي لإسرائيل يشكل خطرا وجوديا عليها، لذا عندما أدركت إسرائيل أن الضغط الأمريكي ليس عرضيا أو مؤقتا، اضطرت أن تبحث عن حل للوضع بدلا من المخاطرة بفقدان حليفها الأمريكي. في المقابل قدمت الولايات المتحدة المزيد من الضمانات الأمنية لحليفتها إسرائيل كما تم إعلانه في 16 تموز.
إلى هنا رضيت إسرائيل باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لكنها حددت مطالب غير واقعية بغية إفشال المفاوضات ثم ارجاع سبب الفشل إلى الفلسطينيين. هذا التكتيك ظهر في إصرار نتنياهو على بدء مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة؛ وهذا ما يسمح لإسرائيل بإرضاء الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والإظهار للعالم بأن العناد الفلسطيني هو ما يفشل محاولات السلام. كما تبغي إسرائيل من خلال المفاوضات توسيع الخلاف الفلسطيني الفلسطيني بينما تنتقد الأطراف الفلسطينية سياسات بعضها البعض وتتنافس على المساعدة الدولية والقاعدة الشعبية. أيضا، تأمل إسرائيل من خلال هذه العودة للمفاوضات أن تعود إلى الموقع الذي أجبرت على هجره بفعل الضغط الأمريكي.
ليست خطة ليبرمان سوى خطوة مماثلة، فهي ترضي المجتمع الدولي مع إبقاء حماس في موقع الدفاع. بل هي تقدم للمجتمع الدولي ما يطلبه تماما – حل للصراع – فيما تلقي مسؤولية تنفيذ هذا الحل على عاتق الاتحاد الأوروبي وحركة حماس. ومما لا شك فيه أن إسرائيل تتمنى فشل حماس والمجتمع الدولي طمعا منها في تزايد التوتر الفلسطيني وتراجع الدعم الدولي.
هكذا نرى أن هذا المقترح الإسرائيلي الجديد ليس سوى مزاولة لاستراتيجية إسرائيل تجاه حماس. ومع وصول آشتون إلى إسرائيل، يأمل ليبرمان أن تجد في الخطة ما طلبته من تعديل في السياسة الإسرائيلية. في حال نجاح هذا، تصبح حركة حماس مسؤولة عن الخطوة التالية وتصبح إسرائيل في انتظار المجتمع الدولي للضغط على حماس لقبول الخطة. وفي حال فشل الضغط الدولي، تعود إسرائيل بحرية إلى موقفها الصارم تجاه حماس.
مركز التنبؤات الإستخبارية، واشنطن
ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية

2010-07-28 13:36:57 | 1674 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية