التصنيفات » ندوات

ندوة حول الدور الصهيوني في التآمر على السودان




6/8/2010
حاضر السفير السوداني في لبنان، الدكتور إدريس سليمان، في مركز باحث للدراسات ببيروت، حول موقع السودان في الاستراتيجية الإسرائيلية، وخطورة التغلغل الإسرائيلي في القارّة الإفريقية والاستهدافات الحقيقية له.
وبعد تقديمٍ من مدير عام مركز باحث للدراسات، الأستاذ وليد محمد علي، حول أهمّية هذا الموضوع وعدم التطرّق له من قبل القوى السياسية أو مراكز الأبحاث بشكلٍ جدّيٍ وشامل، بدأ السفير محاضرته بمقدّمة عامّة حول موقع السودان الجيو-استراتيجي في قلب القارّة السمراء، وتمتّعه بموارد هائلة وأراضٍ شاسعةٍ جداً، تؤهّله كي يؤمّن حاجات الغذاء لربع سكّان العالم، في حال توافرت الإرادات والإمكانيات داخل وخارج السودان.
من هنا -تابع السفير إدريس - تركّزت العين المتآمرة على السودان، بهدف تفتيت هذا البلد لتسهيل عملية السيطرة الغربية-الصهيونية على مقدراته من جهة، ولجعل الكيان الإسرائيلي كنموذجٍ طبيعيٍ لدولةٍ عرقيّةٍ في المنطقة المقسّمة والمفتّتة!
وكشف السفير أن غولدا مائير، رئيسة وزراء الكيان السابقة، هي أوّل من شجّع الحركات الانفصالية في السودان، بحسب باحثين غربيين، تحدّثوا عن تمويلٍ حاليٍ متواصلٍ لهذه الحركات بالأسلحة والأموال والخبرات.
وقد تحدّث وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، آفي ديختر، عن أهمّية السودان كموقع استراتيجي وكدولة إسلامية تقف ضدّ الهيمنة الأميركية-الغربية على إفريقيا منذ التسعينات، في محاضرة له في العام 2008، داعياً إلى مواجهة الحكم السوداني ودعم كلّ من يعارضه ويقاومه!
وفي هذا السياق، يأتي اتهام عمر البشير، من قِبل القاضي أوكامبو المعروف بتبعيّته للأنظمة الغربية المهيمنة، وكذلك اللجان الدولية التي حقّقت في أوضاع إقليم دارفور، خلال السنوات الماضية.
لكنّ السفير إدريس أكّد، في المقابل، بأن كلّ اللجان العربية والدولية التي حقّقت لم تدِن السودان بتهم الإبادة الجماعية، وإنما بتهمٍ أخرى؛ في حين ظلّ التركيز الغربي-الصهيوني المشبوه على تهمة الإبادة الجماعية لتقييد السودان ورئيسه ودفعهما للتراجع والاستسلام.


وتحدّث إدريس عن الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية والتنافس المحموم بين الشركات الأجنبية وتأثيرها على المجريات السياسية في السودان، معتبراً أن تشويه سمعة السودان هو هدفٌ غربيٌ دائم، لابتزاز هذا البلد من جهة، والاستفادة القصوى من موارده وثرواته، من جهةٍ أخرى.
في ردوده على مداخلات المشاركين في الندوة، والتي تضمّنت ملاحظاتٍ على أداء الحكم السوداني بمواجهة حملة التآمر الغربي-الصهيوني، على المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية كافّة، تحدّث السفير إدريس بإسهاب عن سياسات السودان والظروف والعوامل التي تعيق أو تدفع حركته إلى الأمام.
ولفت إلى أن تقاطع الأهداف الغربية والصهيونية ساعد "إسرائيل" في استهداف السودان والتغلغل فيه، أكثر مما أثّرت حالات الضعف أو الانقسام العربي وداخل السودان نفسه. 
وتحدّث إدريس ملياً عن ثروات السودان وموارده وأنهاره الغزيرة ومواده الخام التي جعلته في الموقع الأمامي لتنافس الشركات الأجنبية الاحتكارية ومن ورائها  الدول الكبرى ومن يدور في فلكها.
من هنا، فإن تواجد القوى الأجنبية في إقليم دارفور السوداني يهدف إلى التحكّم في كلّ منطقة غرب إفريقيا عبر السيطرة على موارد هذه المنطقة وتفعيل النزاعات والصراعات فيما بين أبنائها وقواها المختلفة.


ونفى السفير السوداني أن تكون دبلوماسية بلاده قد أظهرت تراخياً في مواجهة التآمر الغربي عليها، معتبراً أنها نجحت في كشف وإفشال هذا التآمر إلى حدٍ كبير،  وأن السودان اليوم مرتاحٌ لموقفه العربي والإسلامي والإفريقي، مع اعترافه بضعف الإعلام السوداني أمام وسائل الإعلام التي تضخّم أحداث دارفور وتشوّه سمعة النظام ورئيسه البشير.
وخصّ السفير بالذّكر علاقات بلاده مع مصر، والتي تتنامى على مختلف الصعد والمستويات، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى دعم السودان في مواجهة الغطرسة الغربية والألاعيب الصهيونية؛ لأن في قوّته قوّة للعرب والمسلمين، وهو يستطيع أن يحتلّ موقعاً متقدّماً في المنطقة، بما يؤدّي إلى ازدهارها واستقلالها الحقيقي عن الاستعمار الغربي وحلفائه الصهاينة.


2010-08-10 14:05:30 | 2544 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية