التصنيفات » دراسات

رؤية الناتو 2020: الأهداف والمهام**

1. شراكة أطلسية في القرن الحادي والعشرين
 مع انتهاء الحرب الباردة وصعود قوى جديدة، يجادل البعض بأن الشراكة بين طرفي الأطلسي قد ولّى زمانها. لكننا لا نوافقهم هذا الرأي. صحيح أن إنجازاتنا ربما لا ترقى إلى مستوى طموحاتنا، بيد أن الجسم المشترك من المبادئ والأعراف والقواعد والإجراءات المتراكمة الذي بنيناه وجمعناه معاً، أو ما يسمى تراكم إنجازات الأطلسي، يشدد على التوقعات الأساسية التي رسمناها لأنفسنا وللآخرين.
 جعلت هذه المنظمة طوال ستين عامة العلاقة بين جانبي الأطلسي الشراكةَ التحولية في العالم. ذلك أن علاقة أمريكا الشمالية بأوروبا تسمح لكلا الطرفين بأن يحققا معاً أهدافاً، لأنفسنا وللعالم، ما كنا لنحققها لو كنا نعمل منفردين. وهذه الحقيقة لا تزال تميّز علاقتنا: عندما نتفق، نكون جوهر أي تحالف عالمي فاعل. وعندما نختلف، يُستبعد أن يتميّز أي تحالف عالمي بفاعلية كبيرة.
 تبقى شراكتنا حيوية كما كانت في الماضي، لكن يتعين علينا التركيز الآن على أجندة جديدة. إن البيئة الاستراتيجية التي نعيش فيها اليوم معقدة ولا يمكن التنبؤ بها. ولا تزال أمريكا الشمالية وأوروبا تواجهان خطر الإرهاب وإمكانية اندلاع صراع بين الدول الكبيرة. على أن طائفة من التحديات غير التقليدية تقتضي منا انتباهاً عاجلاً.
 تتطلب هذه التحديات منا التأكيد على التزامنا الدفاعي المتبادل ضمن طيف الأمن الواسع، وإعادة بناء مؤسساتنا وآلياتنا الأساسية، لا سيما الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
 يوجد 5 نقاط لها أولوية استراتيجية. من ذلك أنه يتعين على أوروبا وأمريكا الشمالية أن يعملا معاً على:
1. مواجهة التحديات الاقتصادية الفورية مع تهيئة اقتصاداتهم للمستقبل.
2. إضفاء مرونة على العلاقة بين جانبي الأطلسي، بحماية قنوات الاتصال بيننا وليس حماية أراضينا فقط.
3. التعامل مع المجموعة الكاملة للتحديات الأمنية التي نواجهها معاً.
4. مواصلة العمل على بناء أوروبا موحدة وحرّة وفي حالة صُلح مع نفسها.
5. إعادة إحياء جهود جانبي الأطلسي للمحافظة على كوكب يمكننا العيش فيه.
 الناتو مؤسسة لا غنى عنها، لكنها لا تكفي لتنفيذ هذه الأجندة. لذلك، يلزم وضع إطار أمريكي أوروبي قائم على التعاون المتبادل، وبناء مؤسسات أخرى. وسنعالج في تقرير مرفق الشراكة الأمريكية الأوروبية بمزيد من التفصيل.
الأولوية الاستراتيجية لأفغانستان وباكستان
 ستكون الرؤى لشراكة أكثر فاعلية ومرونة موضوع نقاش إذا فشل الحلفاء في دحر الإرهاب والقضاء على الفوضى في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان. وفي هذا الصدد، أضحت أفغانستان بوتقة للتحالف وأضحت مصداقية الناتو على المحك.
 يتعين علينا أن نكون واضحين حيال التهديد، وهدفنا واستراتيجيتنا:
o إن الأخطار الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة وأوروبا والتي لها صلة مباشرة بالمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان تشكل أكبر خطر مباشر وجسيم على أمن جانبي الأطلسي اليوم.
o هدفنا هو منع وقوع أية هجمات وضمان ألاّ تخدم هذه المنطقة من جديد كقاعدة لمثل هذه التهديدات.
o يتعين أن تكون استراتيجيتنا مؤلفة من مكونات متنوعة:
- فهم أشمل لمشاركة الناتو بأفغانستان يكون نابعاً من الفقرة التي تتحدث عن الدفاع الجماعي في المادّة 5 في 12 أيلول 2001.
- تنسيق دولي أكثر فاعلية وتكاملاً من منطلق أولويات أفغانستان، يقترن بالمشاركة السياسية للقادة المحليين.
- مقاربة تشمل المنطقة بأسرها تهدف إلى إرساء الاستقرار بباكستان وغيرها.
العلاقات مع روسيا: مشاركة وتصميم
 تعتبر الانقسامات حيال روسيا من جملة العوامل التي تحول دون بروز انسجام وفاعلية غربية أيضاً. ينبغي للغرب تطوير استراتيجية مزدوجة المسارات مع موسكو. ينبغي أن يحدد المسارُ الأول بعبارات ملموسة الفوائدَ المحتملة المترتبة على علاقات أكثر إنتاجية. وينبغي أن يوضح المسارُ الثاني أن هذه العلاقات لا يمكن أن تعتمد على التخويف أو مفاهيم أفلاك التأثير المهجورة، وأن تقوم بالمقابل على احترام القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ هلسنكي. وينبغي للناتو أن يكون وحدة متكاملة في كلا المسارين.

2. أهداف ومهمات حلف الناتو الجديد
يحتاج حلف الناتو الجديد في الأساس إلى إيجاد توازن أفضل بين المهمات في الداخل والخارج. وسيكون أداة لا غنى عنها، وإن تكن غير كافية، في التعامل مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية. لذلك، يتعين عليه توسيع إطار مهماته ويتواصل مع الشركاء على نحو أفضل. وبحسب الحالات الطارئة الخاصة، يتعين عليه الاستعداد لكي يكون الجهة الرائدة، أو الاضطلاع بدور داعم، أو الانضمام ببساطة إلى ائتلاف أوسع.
مهمات الناتو: في الداخل والخارج
 إن الناتو مشغول الآن أكثر من أي وقت مضى، لكن العديد يرى أن الحلف يسير بدون هدى. لذلك، يلزم بناء إجماع جديد على التحديات التي تواجه أمننا وعلى دور الناتو في مواجهتها.
 إذا كان المراد أن يكون الناتو حلفاً أفضل، إذا لم يكن أكبر، يتعين علينا تعديل مداه ومنطقه الاستراتيجي بطرق يفهمها ويصونها البرلمانيون وعموم الناس. يتعين علينا تغيير طبيعة قدراته، وطريقته في توليد القوات ونشرها، وطريقته في اتخاذ قراراته، وطريقته في إنفاق أمواله، وطريقته في العمل مع الآخرين.
 إن الناتو في حاجة إلى إيجاد توازن جديد بين مهماته في الداخل والخارج. وقد ظل الحلف مدفوعاً طوال السنين الخمس عشرة الماضية بالشعار "خارج نطاق المنطقة، خارج نطاق العمل". واليوم، يعمل الناتو خارج منطقته، وهو يشارك في بعثات. لكن يتعين عليه أيضاً العمل في هذه المناطق وإلاّ يقع في مشكلات.
 يواجه الناتو اليوم مجموعة مترابطة من المهمات في الداخل والخارج:
أ‌. على الجبهة الداخلية، الحلف مطالب:
- بالمحافظة على قوته الردعية والدفاعية
- بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز مرونة المجتمع في مواجهة الأخطار التي تهدد الدول الأعضاء على جانبي الأطلسي
- بالمساهمة في جعل أوروبا موحدة وحرّة وتنعم بالسلم.
ب‌. وعلى الجبهة الخارجية، الحلف مطالب:
- بالحيلولة دون وقوع الأزمات والردّ عليها في حال وقوعها
- بالمشاركة في عمليات إحلال الاستقرار
- بالتواصل على نحو أفضل مع الشركاء العالميين لتغطية نطاق أوسع من القدرات.
 تتقاسم هذه المهمات متطلبات خمسة، وجميعها يتطلب:
1. نقاشاً مكثفاً لضمان استمرار الدعم الشعبي والبرلماني
2. امتلاك قدرات متطورة يمكن نشرها
3. تآزراً أفضل بين الناتو وشركائه
4. تعاوناً أفضل بين السلطات المدنية والعسكرية
5. المواءمة بين الوسائل والمهمات المتفَق عليها.
 يظلّ الناتو المؤسسة المتفوقة على جانبي الأطلسي في الردع والدفاع. على أنه يرجَّح في سائر النواحي الأخرى أن يتولى دوراً ريادياً انتقائياً، أو يضطلع بدور مساند أو يعمل من خلال شبكة أوسع من المؤسسات. ومعرفة الزمان والمكان الذي يمكن للناتو إضافة قيمة فيه عامل حيوي في ترتيب أولوية استخدام الموارد وتخصيص الجهود.
المهمات الداخلية
 الردع والدفاع. لدعم استعداد الدول الأعضاء في الناتو بموجب المادّة 5، ينبغي:
o ضمان قوة رد تابعة للناتو تملك قدرات كاملة لتكون متاحة داخل منطقة الناتو وخارجها
o إجراء مناورات لتعزيز قدرات الدعم المناسبة داخل منطقة الناتو لتطوير القدرات التي تعرضت للإهمال طوال العقد الماضي. وينبغي لهذه المناورات أن تكون شفافة بالكامل وأن تُجرى بالحجم المناسب.
o الاستثمار في البنية التحتية الأساسية في الدول الحليفة المناسبة (وبخاصة الحلفاء الجدد) وتلقي تعزيزات الناتو (بما في ذلك قوة ردّ الناتو).
o دراسة إمكانية تخصيص أرصدة مشتركة إضافية للناتو، مثل نظام المراقبة الأرضية، في الدول حديثة العضوية.
o دراسة تشكيل فيلق آخر متعدد الجنسيات تابع للناتو يتألف من الأعضاء الجدد في أوروبا الوسطى.
 المرونة في جانبي الأطلسي. يرجّح أن يكون الناتو جهة مساندة في مزيد من الجهود الشاملة النشطة التي تُبذل لضمان الأمن الداخلي والمجتمعي في منطقة شمال الأطلسي والتي تتضمن:
o اقتراح المقاربات
o تعزيز قدرات الإنذار المبكر والدفاعات الجوية/الصاروخية
o تطوير نشاطات لمكافحة الإرهاب
o تعزيز قدرات جانبي الأطلسي على صعيد إدارة نتائج الهجمات الإرهابية أو الكوارث الطبيعية الواسعة النطاق
o الدفاع عن الشبكات الإلكترونية
o الدفاع البيولوجي
o إجراء مشاورات سياسية تتعلق بأمن الطاقة
o دمج المرونة على جانبي الأطلسي في المفهوم الاستراتيجي للناتو.
 أوروبا موحدة وحرّة وتنعم بالسلم. يوجد لدى الحلفاء في الناتو مصلحة في ترسيخ التحول الديمقراطي لأوروبا بالعمل معاً على توسيع نطاق الأمن المتكامل على مجمل القارّة الأوروبية بأكبر قدر ممكن حيث لا تندلع حروب بساط. لكنّ الوضع أصبح مختلفاً اليوم، وهو أشدّ صعوبة من وجوه عديدة من الوضع الذي استجدّ غداة انتهاء الحرب الباردة. يتعين على الغرب إبقاء أبوابه مفتوحة أمام دول أوروبا الأوسع نطاقاً. ويتعين على حكومات دول الناتو التمسك بحزم بالتزامات قمة بوخارست الخاصة بجورجيا وأوكرانيا وتنفيذ تعهداتها الخاصة بتقديم مزيد من المساعدة لكلا الدولتين على تنفيذ الإصلاحيات السياسية والدفاعية المطلوبة. وينبغي للناتو والاتحاد الأوروبي أن يعملا مع الدول في المنطقة، من خلال الجهود النشطة الرامية إلى تعزيز "المرونة الأمامية"، وإلى تهيئة الظروف التي تجعل إقامة علاقات أوثق أمراً ممكناً وتعزز في المستقبل فرص التكامل التي لا تزال اليوم مثار خلاف.
المهمات الخارجية
 الحيلولة دون وقوع أزمات والردّ عليها في حال وقوعها. إذا كان المراد أن يواصل الناتو الاضطلاع بدور فاعل في هذه المنطقة، سيكون الحلف في حاجة إلى تجمع أكبر للقوى يملك القدرات، وقابلاً للانتشار ومستمراً. وفي هذه الصدد، تعتبر المحافظة على الفاعلية العملانية لقوة ردّ الناتو مكوناً هاماً في مصداقية الحلف وينبغي ألاّ تكون خارج متناول الحكومات الحليفة. بيد أن الحلفاء استنفدوا قواهم، ولا يوجد حل سهل لهذه المعضلة. لذلك، يتعين إما زيادة الميزانيات المخصصة للأفراد والتدريب والمعدات، أو الإنفاق على هيكلية القوة القائمة مع وجوب إعادة تنظيم الجهاز الإداري لترتيب أولويات القوات القابلة للانتشار ومضاعفات القوة مثل الاستخبارات وقواعد المراقبة والاستطلاع والطائرات العمودية.
 عمليات إرساء الاستقرار وإعادة الإعمار. على الرغم من توافر العديد من هذه القدرات داخل الاتحاد الأوروبي، والناتو و"الشراكة من أجل السلام"، فهي ليست منظمة على شكل أرصدة قابلة للانتشار. لذلك، ينبغي مراعاة ضرورة تشكيل قوة إرساء الاستقرار وإعادة إعمار تابعة للناتو لتكون مكون دعم أمني متكامل ومتعدد الأطراف للمساهمة في تنظيم العمليات التي تعقب انتهاء الصراع وتدريب عناصرها وتجهيزهم، على أن تكون متوافقة مع الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي.
 تطوير التواصل مع الآخرين. تعتمد فاعلية الناتو على الشراكات المتينة. لذلك، ينبغي للحلف إقامة شركة استراتيجية حقيقية مع الاتحاد الأوروبي وإقامة شراكات نافعة مع الأمم المتحدة و"منظمة التعاون والأمن في أوروبا" والاتحاد الأفريقي؛ وتعيين نائب أمين عام للشراكة وتطوير الشراكات الحالية والتنفيذ العملاني "للمقاربة الشاملة".
الإصلاحات الداخلية
 تغيير الطريقة التي يتبعها الناتو في صنع القرارات
o تطبيق قاعدة الإجماع في "مجلس شمال الأطلسي" فقط وعند التصويت على التمويل في لجان الميزانيات.
o تطوير خيار وقائي للدول حيث يمكنها الانضمام إلى الإجماع في مجلس شمال الأطلسي على تنفيذ عملية لكن مع اختيار عدم المشاركة فيها. وفي المقابل لا تشارك هذه الدول في صناعة القرارات الخاصة بتلك العملية.
o تفويض السلطات إلى الأمين العام في المسائل الداخلية
o دمج المستخدمين الدوليين التابعين للناتو مع المستخدمين العسكريين الدوليين
o تجديد اللجنة العسكرية للناتو.
 تغيير الطريقة التي يتبعها الناتو في صرف الأموال
o استخدام مراجعة "إقامة زمن السلم" التي أعدها الناتو لتقليص حجم السلّم القيادي الثابت ووكالات الناتو أو النشاطات التي مضى عليها الزمن، وإعادة توجيه المدخرات صوب دعم المهمات.
o توسيع استخدام الأموال المشتركة لتغطية بعض التكاليف المترتبة على المشاركة غي مهمات الناتو.
o توسيع استخدام الأموال المشتركة لحيازة المعدات المشتركة اللازمة لتنفيذ العمليات
o تنسيق عمليات حيازة المعدات مع الاتحاد الأوروبي لسدّ أوجه النقص في القدرات
o تشكيل مجموعة عمل من الناتو والاتحاد الأوروبي تضم ممثلين عن الصناعة الدفاعية لبناء قاعدة صناعة دفاعية متينة ومساعدة على جانبي الأطلسي.
 التنظيم الفاعل لبناء هيكلية قيادية ثلاثية المستويات
o المستوى الاستراتيجي: "عمليات القيادة المتحالفة مع قائد أعلى أمريكي (كما هي الحال حالياً)
- "تحويل القيادة المتحالفة" مع قائد أعلى أوروبي ونائبين أحدهما مكلف بالتخطيط الدفاعي وحيازة المعدات والآخر (أمريكي يشغل منصباً آخر هو نائب قائد قيادة القوة المشتركة الأمريكية) مكلف بمهام التحويل.
- تتضمن مهمات "تحويل القيادة المتحالفة" أيضاً وضع العقيدة ونظم وبرامج التدريب من أجل مقاربة شاملة وتوفير المرونة والدفاع على جانبي الأطلسي
o المستوى العملاني: إقامة ثلاثة مقرات لقيادة القوة المشتركة في برونسوم بهولندا، وفي نابولي بإيطاليا، وفي ليزبون بالبرتغال. وينبغي لكل قيادة "قوة مشتركة" امتلاك القدرة على نشر "قوة مهمة مشتركة" فاعلة، وينبغي وجود مركزين على الأقل للعمليات الجوية مع امتلاكهما قدرة قابلة للانتشار.
o مستوى الانتشار: إقامة ثلاثة مقرات قيادة مشتركة قابلة للانتشار تحل محل أغلب القيادات الست الحالية ذات المكونات الثابتة. وإذا تطلب الأمر إقامة مقرات قيادة إضافية، ربما يتسنى تأمين الموارد اللازمة من مقرات "قوة الجهوزية الفائقة" الموجودة أصلاً في بعض الدول الحليفة. سيصار إلى استخدام مدخرات محتملة من التخفيضات في الهيكلية القيادية من قبل الناتو للمساعدة على حيازة المعدات المشتركة الخاصة بنشر القوات.
 استحداث قدرات عسكرية مناسبة
o قوات تقليدية قابلة للانتشار. إن القوات غير القابلة للانتشار قليلة الفائدة في المهمات الداخلية والخارجية. لذلك، يتعين على الحلفاء امتلاك القدرة على نشر:
- قوات مدرعة خفيفة وثقيلة
- قوات تدخل أولي، منها قوة ردّ الناتو
- قوات عمليات خاصة وقوات إرساء الاستقرار، والتي ازدادت الحاجة إليها ولكنها لا تزال غير مناسبة في الوقت الحالي للعمليات العسكرية الحديثة الطويلة المدى أو ذات الطبيعة الفريدة.
o أدوات تمكين القوة. ينبغي الموافقة على ثلاثة مضاعفات لتأمين التمويل المشترك:
- "النقل الاستراتيجي والميداني"، بما في ذلك طائرات النقل العمودية
- القيادة والسيطرة والاتصالات المعتمدة على الشبكات
- قواعد الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ذات التشغيل البيني
o برز الدفاع الصاروخي كمُكوّن مهم محتمل في الردع المستقبلي للتهديدات الصاروخية الصادرة عن إيران وربما دول أخرى. وفي حال نجحت الدبلوماسية لدى جانبي الأطلسي في منع إيران من حيازة أسلحة نووية، ربما لا يكون هناك حاجة إلى نشر أجهزة اعتراض. لكن ينبغي أن تتواصل الجهود الأمريكية والجهود الحليفة الآن لسببين. الأول هو أن هذه الجهود منطقية بالنظر إلى مرحلة الإعداد اللازمة لنشر قدرات الاعتراض. والسبب الثاني هو أنه في حال أخفقت الدبلوماسية وامتلكت إيران أسلحة نووية، يرجَّح أن يكون الردّ الدفاعي خياراً أكثر قبولاً وفاعلية من الردّ العسكري الهجومي. وفي ما يجري تنشيط الجهود الدبلوماسية، يحتاج الحلف إلى:
- متابعة الالتزامات التي قطعها في قمة بوخارست سنة 2008 والمتعلقة بدراسة سبل دمج مواقع الدفاع الصاروخي الأمريكي في أوروبا بالخطط الناتو الحالية
- تطوير خيارات لهيكلية دفاع صاروخي شامل لتوسيع غطائه بحيث يعمّ كافة أراضي الدول الحليفة وشعوبها وليس الأراضي التي يغطيها النظام الأمريكي فقط
- العمل مع الولايات المتحدة على ضمان المشاركة الروسية
o القوى النووية. نحن ندعم الهدف البعيد المدى المتمثل في التوصل إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. ولا يوجد شيء في اعتباراتنا يتعارض مع مبادرات مثل الصفر العالمي. على أنه عندما يتعلق الأمر بالتطبيق العملي، من المهم استحضار الأمور التالية:
- لطالما كان وجود الأسلحة النووية الأمريكية من الناحية التاريخية رمزاً قوياً يقرن الأمن الأوروبي بالأمن الأمريكي. لهذا السبب، يمكن أن يُنظر في أوروبا إلى قرار أمريكي أحادي بسحب الأسلحة النووية الأمريكية بأنه جهد لفك ارتباط أمن الولايات المتحدة بأمن حلفائها وبالتالي تثار الشكوك حول الغاية الأساسية من وجود الحلف الأطلسي.
- إذا كانت هذه الفكرة ستخضع للمعاينة، ينبغي لهذه المبادرة أن تكون صادرة عن أوروبا. فإذا كان الحلفاء الأوروبيون واثقين بأن الأمن الأوروبي والأمن الأمريكي المقرونَين بقوة لم يعودا في حاجة إلى وجود الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا، يُستبعد أن ترفض الولاياتُ المتحدة سحب هذه الأسلحة.
- لدى معالجة هذه المسألة، ينبغي للحلفاء كذلك دراسة المتطلبات المستقبلية والتنبّه إلى استحالة إعادة هذه الأسلحة من الناحية السياسية بعد سحبها.
- في حال أريد دراسة إجراء تخفيضات في حجم هذه الأسلحة أو إزالتها، ينبغي للحلفاء السعي لحمل روسيا على القيام بخطوات مماثلة.
 المواءمة بين المهمات والوسائل. لا يمكن للناتو توقع أية زيادة في الموارد المتاحة. ويتعين عليه تعزيز وتوفير مزيد من القدرات بالاستعانة بالموارد نفسها ومضاعفة جهوده لخفض الإنفاق القائم على الهيكلية القيادية الثابتة التي تثار الشكوك حولها أو لخفض الإنفاق على المبادرات الميدانية أو التي يتولاها الناتو والتي لم يعد تبريرها ممكناً لأن الدول تواجه ضغوطاً على ميزانياتها. وينبغي للناتو:
1. تطوير مقاربة جديدة لتحديد كيفية تمويل العمليات ونقل القدرات الأساسية.
2. زيادة القابلية للانتشار قواتها لإجمالية، وبالتالي زيادة إمكانية استخدامها، بما في ذلك هيكليته القيادية الرسمية المؤلفة من 12500 فرد.
3. البحث عن قدرات حيث يمكن الحصول على موافقة بعض الأعضاء على تجميع الأرصدة، مثل مبادرة الاتحاد سي-17 بين الدول الأعضاء الاثنتي عشرة والشركاء.
4. زيادة عدد الوحدات المتعددة الجنسيات التابعة للقوات الوطنية، منها القوات الخاصة.
5. تشكيل مجموعة عمل من الناتو والاتحاد الأوروبي لاستكمال "المقاربة الشاملة" وتنفيذها.
6. الضغط على الحلفاء لصرف إنفاق الميزانية بعيداً عن المستخدمين والبنية التحتية ونحو الاستثمار والتدريب والجهوزية.
 إعادة النظر في "نواحي التشديد" الوظيفية والجغرافية. قاوم الحلف لأسباب وجيهة "تقسيمات العمل" في الماضي. لكنّ الاستثمارات الدفاعية المتدنية باستمرار تحدث فجوات خطيرة لا يمكن ردمها في المدى القريب. لذلك، ربما يكون من المستحسن التنسيق بموازاة كل من الخطوط الوظيفية والجغرافية مع توافر مبادئ وإجراءات تنظيمية مركزية.
o ينبغي استكشاف النواحي الوظيفية للتشديد بموازاة خطوط عمليات إحلال الاستقرار/ قوات العمليات الخاصة والقوات المقاتلة الرئيسية
o ينبغي للرؤية الجغرافية النظر إلى مناطق التشديد لدى الناتو والاتحاد الأوروبي. وعلى سبيل المثال فإن الناتو مكلف بمسؤولية ضمان الدفاع الجماعي عن أراضي الدول الحليفة فضلاً عن الإشراف على العمليات في جنوب آسيا، وبخاصة في أفغانستان. وقد تولى الاتحاد الأوروبي الدور القيادي في أغلب عمليات الردّ على الأزمات في أفريقيا وهو يتولى المسؤولية عن المزيد والمزيد من البعثات في البلقان خارج منطقة الناتو نفسها.
o لا ينبغي النظر إلى الدور الوظيفي أو الدور الجغرافي بأنه حقل حصري. وبدلاً من ذلك، ينبغي اعتبار هذين الحقلين بأنهما حقلا دعم وقيادة، بحيث يدعم الشركاء على جانبي الأطلسي بعضهم بمجموعة من القدرات.

3. ملخص نتائج رؤية الناتو 2020
أخطار جديدة، عزيمة جديدة
تدخل منظمة معاهدة شمال الأطلسي (الناتو) عقدها الثاني في القرن الحادي والعشرين كمصدر أساسي للاستقرار في عالم متقلب مليء بالمفاجآت. عندما ننظر إلى المستقبل، نجد أنه يتوافر للحلف أرضية فسيحة للثقة بالنفس. فالمبادئ الديمقراطية التي جمعت شمله في المقام الأول لا تزال صالحة، والمنافسة التي احتدمت في الحرب الباردة وأثارت مخاوف ذات مرّة من اندلاع معركة نووية فاصلة قد زالت، والدور الذي يضطلع به الناتو في صون الوحدة والأمن والحرّية في منطقة أوروبا والأطلسي لا يزال مستمراً، ومكانته كأنجح حلف سياسي عسكري في العالم لم تتغيّر. على أن الإنجازات السابقة التي حققها الناتو لا تشكل ضمانة للمستقبل. ومن تاريخ يومنا هذا إلى سنة 2020، سيخضع لاختبارات منشؤها بروز أخطار جديدة، ومطالب متعددة الجوانب بتنفيذ عمليات معقدة، وتحدي تنظيم نفسه بفاعلية في عصر تعتبر فيه الردودُ السريعةُ حيويةً وحاسمة من حيث تعددها ومحدودة من حيث مواردها.
يحتاج الناتو إلى مفهوم استراتيجي جديد لأن العالم قد تغيّر بدرجة كبيرة منذ سنة 1999 عندما جرى إقرار المفهوم الحالي. والأهم من ذلك أن هجمات 11 أيلول والهجمات التي وقعت بعدها أظهرت وجود صلة فتاكة بين التكنولوجيا والإرهاب، مما أثار رداً أرسل قوات الناتو بعيداً عن موطنها، وأبرز الحاجة إلى تقاسم متواقت للاستخبارات وإلى التخطيط الدفاعي المعقد. كما أن نظام منع انتشار الأسلحة النووية العالمي يرزح تحت ضغوط متزايدة، والحوادث الناجمة عن عدم الاستقرار على امتداد أطراف القارّة الأوروبية أحيت توترات تاريخية، والأنماط المبتكرة لجمع المعلومات وإرسالها وخزنها كشفت مواطن ضعف جديدة، والمضامين الأمنية للقرصنة والمخاطر التي تهدد إمدادات الطاقة والإهمال البيئي ازداد وضوحاً، والأزمة الاقتصادية العالمية أثارت هواجس تتعلق بالميزانيات في مختلف المناطق. وفي هذه الأثناء، وصل عدد أعضاء الحلف إلى ثمانية وعشرين عضواً، مما زاد من قدرات الحلف والتزاماته. يتضح مما تقدم أن الوقت قد حان لإلقاء نظرة من جديد على مهمات الحلف، وعلى إجراءاته وخططه.
يتيح تطويرُ مفهوم استراتيجي جديد فرصة لتعريف الشعوب التي تعرف القليل عن حلف الناتو بما يمثله الحلف والتي ربما يساورها شكوك في أهميته بالنسبة إلى حياتهم. ذلك أنه برغم أن الناتو منشغل الآن أكثر من أي وقت مضى، تبقى أهميته أقل وضوحاً للعديد من الناس منه في السابق. يتعين على قادة الحلف استخدام هذه الفرصة لتسليط الضوء على مساهمات الحلف الكثيرة في الاستقرار والسلام الدولي. وبخلاف ذلك، يمكن أن يفشل الحلف في المحافظة على المساندة الشعبية وعلى الدعم المالي الذي يتعين عليه امتلاكه لأداء مهماته الأساسية أيضاً. يتعين بالمثل أن يخدم المفهوم الاستراتيجي الجديد في تحريك الإرادة السياسية، أو بعبارة أخرى، تجديد التعهدات التي التزام بها كل عضو. وبرغم أن الأخطار التي تهدد مصالح الحلف تأتي من خارجه، يمكن توهين نشاطه بسهولة من داخله. كما أن التعقيد المتزايد للبيئة السياسية العالمية يمكن أن يقوّض تماسك الحلف، ويمكن للمتاعب الاقتصادية أن تصرف الانتباه عن الحاجات الأمنية، ويمكن للمنافسات القديمة أن تعاود الظهور، وهناك إمكانية حدوث خلل حقيقي وضارّ في التوازن بين المساهمات العسكرية لبعض الأعضاء ومساهمات الأعضاء الآخرين. فلا يمكن للدول الأعضاء في الناتو السماح بأن تفعل أخطار القرن الحادي والعشرين ما لم تستطع الأخطارُ السابقة فعله: زرع الشقاق في صفوف قادته وتوهين عزيمته الجماعية. لذلك، يتعين على المفهوم الاستراتيجي الجديد توضيح ما ينبغي للحلف القيام به تجاه كل حليف وما ينبغي لكل حليف القيام به تجاه الحلف.
إرث نجاحات الناتو
زاول الحلف نشاطه في سنة 1949 عندما كانت الحرب الباردة في بدايتها مما أدى إلى بروز شرخ عميق بين الغرب الديمقراطي والشرق الشيوعي. كانت الغاية من الناتو كما نصت معاهدة شمال الأطلسي حماية حرّية أعضائه وأمنهم. ففي المادّة الرابعة، تعهّد الحلفاء "بالتشاور في ما بينهم متى رأي أي منهم أن سلامة أراضي أي من الأطراف أو استقلاله السياسي أو أمنه مهدداً". ووافق الأعضاء في المادّة الخامسة على "وجوب اعتبار أي هجوم مسلّح على واحدة أو أكثر من الدول الأعضاء في أوروبا أو في شمال أميركا بأنه هجوم عليهم جميعاً". ضمن الحلفُ إلى سنة 1989، عندما سقط جدار برلين، وحدة الغرب بدرء الأخطار المحتملة التي كان مصدرها الكتلة الشيوعية ودعم المبادئ الديمقراطية في مواجهة الإيديولوجيات الشمولية. وقد ساعدت عزيمة الحلف على إبقاء القارّة في حالة سلم وعلى تسهيل إعادة توحيد ألمانيا في نهاية المطاف وتوفير بداية جديدة لملايين الناس في أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية.
وفي التسعينيات من القرن الماضي، كان الهدف الأساسي للناتو توطيد وحدة أوروبا وحرّيتها (بالتلازم مع الاتحاد الأوروبي). وشارك لأول مرّة في عمل عسكري أدى إلى وقف عمليات التطهير العرقي في البلقان. وتمكن الحلف بانتهاء الحرب الباردة من إقامة شراكات مع خصومه السابقين، منهم روسيا، والقبول بأعضاء جدد يعتنقون القيم الديمقراطية ويمكنهم المساهمة في الأمن الجماعي للناتو. وكانت ثمرة ذلك أن أوروبا أضحت أكثر ديمقراطية وتوحيداً وتنعّماً بالسلم منها في أي وقت مضى.
جلبت إطلالة القرن الجديد معها تحديات جديدة متنوعة للحلف. ففي العقود السابقة، شددت التحضيرات الدفاعية للناتو على تعبئة القوات لردع هجوم يعبر الحدود أو صدّه. ويبقى الأعضاء قلقين اليوم من إمكانية أن تؤدي النزاعات الإقليمية أو جهود الترويع السياسي إلى تقويض الأمن على حدود الناتو. بيد أنه يتعين على الحلف التعامل أيضاً مع أخطار ذات طبيعة أكثر تفجراً وأقل قابلية للتكهن، منها العمليات الإرهابية، وانتشار التكنولوجيات النووية وتكنولوجيات الأسلحة المتطورة الأخرى، والهجمات الإلكترونية التي تستهدف نظم الاتصالات الحديثة، وتخريب خطوط أنابيب الطاقة، وعرقلة خطوط التموين البحرية الحساسة. وغالباً ما يتعين البدء بالمواجهة الفاعلة لهذه التهديدات الأمنية الغير تقليدية خارج أراضي الحلف.
   جاء ردّ الناتو على هذا الواقع الجديد على شكل مساعدة الحكومة الأفغانية في محاربتها للتطرّف الذي يؤمن بالعنف، ومحاربة عمليات القرصنة في خليج عدن، والمساهمة في وحدات حفظ الأمن المنقولة بحراً في البحر المتوسط، وتدريب قوات الدفاع العراقية وتجهيزها، والمساعدة على بناء مجتمعات أكثر استقراراً في البوسنة والهرسك وفي كوسوفا. وكما تفيد هذه اللائحة، أبرزت المستلزماتُ الدفاعية المتغيرة حاجاتٍ جديدة معها، مثل الحاجة إلى تطوير القدرات العسكرية، والحاجة إلى تبنّي مقاربة أكثر تعقيداً في الشراكات التي يعقدها الناتو، والحاجة إلى إجراء المزيد من المشاورات الأمنية المكثفة، والحاجة إلى هيكلية أكثر رشاقة وفاعلية.
يتعين أن يأخذ المفهوم الاستراتيجي الجديد في الحسبان الحاجة الملحّة إلى إدخال مزيد من التغييرات مع التمسك بالمُثُل التأسيسية التي جمعت بين أعضاء الحلف وأكسبته سمعة دولية طيبة. وهذا يستدعي الجمع بين التأكيد المتجدد والإبداع بهدف التوصل إلى المزيج المثالي بين القديم والجديد.
أساس دائم
تشكل في سنة 1967 فريق يناظر ‘مجموعة الخبراء’ اليوم بقيادة وزير الخارجية البلجيكي بيير هارمِل. لاحظ تقرير هارمِل "أنه لا يمكن التعامل مع معاهدة شمال الأطلسي في معزل عن باقي أنحاء العالم". ووصف الناتو أيضاً بأنه حلف "يكيّف نفسه باستمرار مع الأوضاع المتغيرة" وأن له وظيفتين أساسيتين أولاهما المحافظة على القوة وعلى التضامن اللازمَين لردع العدوان، والثانية هي السعي لإيجاد بيئة سياسية أكثر استقراراً على المدى البعيد. لا يزال هذا الوصف صحيحاً بعد أربعين سنة. فالناتو جزء يتطور باستمرار من إطار أمني دولي يتطور هو الآخر؛ ومهمته المتمثلة في الدفاع عن النفسي تمحورت دائماً، في جزء منها، حول أحداث تقع خارج حدوده. وحقيقة أن قوات الناتو منتشرة الآن في أماكن نائية لا تعدّ ابتعاداً عن الغاية الأساسية للحلف.
جاء المفهوم الاستراتيجي الذي أُقرّ في سنة 1999 متماشياً مع الحاجات الأمنية التي برزت خلال العقد الأول من حقبة الحرب الباردة. طرح التقرير طائفة من الأفكار التي لا تزال صحيحة إلى الآن وينبغي إعادة التأكيد عليها في مفهوم سنة 2010. تتضمن لبِنات البناء الأساسية هذه، بالإضافة إلى جملة من النقاط الأخرى، العناصر التالية:
 الغاية المركزية للناتو هي صون حرّية كافة أعضائه وأمنهم بالطرق السياسية والعسكرية.
 يجسّد الحلف الصلة بين طرفي الأطلسي التي يرتبط أمنُ أميركا الشمالية بموجبها بأمن أوروبا بشكل دائم.
 أمن سائر الحلفاء لا يتجزَّأ، وأي هجوم على واحد منهم يعتبر هجوماً على الجميع.
 يتعين أن تكون القوات العسكرية المشتركة للحلف قادرة على (1) ردع أي عدوان محتمَل عليه، (2) ضمان الاستقلال السياسي لأعضاء الحلف وسلامة أراضيهم.
 يتوقف نجاح الحلف على توزيع الأدوار والمخاطر والمسؤوليات فضلاً عن المنافع على الأعضاء بالتساوي.
 سيستخدم الناتو إلى الحدّ الأقصى صلاته بالدول والمنظمات الأخرى للمساعدة على منع نشوب الأزمات والتخفيف من وطأتها.
 دعم الاستقرار والشفافية والقابلية للتكهن وخفض مستويات التسلّح والتحقق، وهي النتائج التي يمكن التوصل إليها باتفاقات الحدّ من التسلّح ومنع الانتشار، الجهود السياسية والعسكرية التي يبذلها الناتو لتحقيق أهدافه الاستراتيجية.
 سيتمسك الحلف في سياق تحقيق غايته وقيامهم بمهماته الأمنية الأساسية باحترام المصالح الأمنية المشروعة للآخرين، ويسعى للتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
إن الحلف في حاجة إلى مفهوم استراتيجي جديد كما تُظهر هذه التأكيدات، بيد أن هذا المفهوم لا يقتضي تغييرات شاملة. فالهوية الأساسية للحلف كمنظمة تساند المُثُل الديمقراطية لا تتغير. لكنّ صورة الناتو في سنة 2020 لن تكون مشابهة لصورته في سنة 1950 أو سنة 1990 أو حتى في سنة 2010. فمع نضوج الحلف، يتعين عليه أن يهيئ نفسه لمواجهة طائفة من الأخطار الجديدة.

4. التحوّل إلى الناتو 2020
إعادة التأكيد على التزام الأساسي للناتو: الدفاع الجماعي. مع أن الالتزام الأساسي للناتو، الذي يتجسد في المادّة الخامسة من معاهدة شمال الأطلسي، لم يتغيّر، طرأ تغيّر من حيث الشكل على مقتضيات الوفاء بذلك الالتزام من حيث الشكل. ولكي يبقى هذا التعهد بدرء العدوان المسلّح عن الدول الأعضاء صادقاً، يتعين مؤازرته بالقدرات العسكرية الأساسية فضلاً عن التخطيط للحالات الطارئة وإجراء المناورات المتخصصة وجهوزية القوات وتأمين الوسائل اللوجستية الأكيدة اللازمة للمحافظة على ثقة الحلفاء مع التقليل من أرجحية وقوع الخصوم المحتملين في أخطاء حسابية.
الوقاية من الأخطار غير التقليدية. بافتراض بقاء الناتو يقظاً، تبقى إمكانية وقوع هجوم عسكري مباشر يعبر حدود الحلف شبه معدومة في المستقبل المنظور على الأقل. لكننا تعلمنا أن تهديدات أقل تقليدية للحلف يمكن أن تبرز في عصرنا من أماكن بعيدة وتؤثّر برغم ذلك في أمن أوطاننا. تتضمن هذه الأخطار شنّ هجمات باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وتوجيه ضربات إرهابية، وبذل جهود لإيذاء المجتمع من خلال الهجمات الإلكترونية أو العرقلة الغير قانونية لخطوط التموين الحيوية. للوقاية من هذه الأخطار التي ربما تصل إلى مستوى الهجوم المشار إليه في المادّة الخامسة وربما لا، يتعين على الناتو تحديث مقاربته في الدفاع عن أراضي الحلف مع تعزيز قدرته في الوقت نفسه على تحقيق الانتصار في العمليات العسكرية وفي المهمات الأمنية الأوسع خارج حدوده.
وضع مبادئ توجيهية خاصة بالعمليات التي تتم خارج حدود الحلف. برغم ما يتوافر للناتو من أرصدة، لا يشكل الحلفُ الردَّ الوحيد على كل مشكلة تؤثّر في الأمن الدولي. فالناتو منظمة إقليمية وليست عالمية، وسلطتها ومواردها محدودة ولا رغبة لديها في الاضطلاع بمهمات يمكن لمؤسسات ولدول أخرى التعامل معها بنجاح. بناء على ذلك، ينبغي للمفهوم الاستراتيجي الجديد وضع مبادئ توجيهية للناتو ترشده في اتخاذ قراراته بشأن تحديد مكان استخدام موارده خارج حدوده وزمانه.
تهيئة الظروف المناسبة للنجاح في أفغانستان. تعتبر بعثة الناتو في أفغانستان أكبر بعثة يضطلع بها الحلف منذ تأسيسه. يسهم كل حليف في هذه العملية والعديد منهم رفع مستوى مشاركته فيها مؤخراً. كما تتبرع دول الناتو بسخاء لجهود التنمية الاقتصادية والسياسية في ذلك البلد. إن الحلف ملتزم ببناء دولة أفغانية مستقرة لا تخدم كقاعدة للنشاط الإرهابي الدولي، وينبغي أن يواصل التعاون مع شركائه على تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي المهم. ومع التطلّع نحو المستقبل، تمثل تجربة الحلف في أفغانستان مصدراً غنياً بالدروس التي ينبغي تعلّمها. وفي هذا المجال، نجد أن العديد من المبادئ التي ينبغي أن ينصّ عليها المفهوم الاستراتيجي الجديد جلي. وهي تتضمن اشتراط تماسك الحلف والرغبة في تشكيل قيادة موحَّدة وإيلاء أهمية للتخطيط الفاعل وللدبلوماسية العامة ووضع مقاربة مدنية وعسكرية شاملة والحاجة إلى نشر القوات على مسافة استراتيجية لفترة زمنية طويلة.
التشاور لمنع نشوب الأزمات أو إدارتها. بالنظر إلى الطبيعة المتغيرة والتنوع المتزايد للأخطار التي تهدد أمن الدول الأعضاء، ينبغي للحلفاء التشاور على نحو أكثر انتظاماً وإبداعية بموجب المادّة الرابعة. يمكن أن تكون هذه المشاورات، التي تسلّط الضوء على وظيفة الحلف ككيان سياسي، أداة مهمة لمنع وقوع الأزمات وإدارتها في حال وقوعها بدون الحاجة إلى انتظار بروز تهديد وشيك كما هو موصوف في المادّة الخامسة. لا ريب أن المشاورات تتلاءم جيداً مع استعراض الأخطار الغير تقليدية ومع الأوضاع التي ربما تستلزم رداً دولياً عاجلاً. والمادّة الرابعة تتيح فرصة لتقاسم المعلومات والتشجيع على التقريب بين وجهات النظر وتجنّب المفاجآت البغيضة وتوضيح مسار لعمل ناجح، سواء أكانت طبيعة هذا العمل دبلوماسية أم احترازية أو علاجية أم قسرية.
عصر جديد للشراكات. يتعين أن يلحظ المفهومُ الاستراتيجي الجديد، في سياق دنوّ الناتو من سنة 2020، أن الحلف لن يعمل بمفرده على العموم. ستحتل الشركات على اختلاف أنواعها مكانة مركزية في العمل اليومي للحلف. وللاستفادة القصوى من هذه الحقيقة، يتعين على الناتو السعي لتوضيح علاقات بالشركاء الأساسيين وتعميقها، وإقامة شراكات جديدة متى كان ذلك مناسباً، وتوسيع نطاق نشاطات هذه الشراكات، وفهم حقيقة أنه يتعين التعامل مع كل شريك وكل شراكة وفقاً للشروط التي تناسبها.
المشاركة في مقاربة شاملة في التعاطي مع المشكلات المعقدة. توفر الشراكات الصحّية فرصة لكي يتوصل الحلف إلى حلول للمشكلات المعقدة التي تؤثر في أمنه. والطريقة المفضلة في أغلب الأحيان هي تبنّي مقاربة شاملة تجمع بين العناصر العسكرية والمدنية. إن الناتو حلف قوي ومتعدد البراعات لكنه لا يناسب كل مهمة بشكل مثالي بحال من الأحوال. ويمكن لمنظمات وحكومات وطنية وكيانات غير حكومية أخرى تصدّر الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف حيوية مثل التنمية الاقتصادية، والمصالحة السياسية والحاكمية المحسَّنة وتعزيز المجتمع المدني. وبحسب الحاجات التي تُمليها كل حالة، يمكن أن يخدم الناتو كمنظِّم أساسي لجهد تعاوني أو كمصدر لمساعدة متخصصة أو الاضطلاع بأي دور مكمّل.
التعاون مع روسيا.  يُنظَر إلى شراكة الناتو مع روسيا بأنها وسيلة لرعاية الأمن في المنطقة الأوروبية والأطلسية، والحلف باقٍ على التزامه بذلك الهدف. وفي هذا الصدد، يمثّل ’مجلس الناتو وروسيا‘ المنتدى الرئيسي للاتصالات بين الحلف وروسيا. صُمم هذا المنتدى، الذي لم يُستخدم بالشكل المناسب دائماً، لتوفير وسيلة لمنع نشوب الأزمات وتحليل الأحداث ومناقشة الأفكار والاتفاق على أعمال مشتركة للتعامل مع القضايا ذات الاهتمام المشترك. وبرغم أن الحلف لا يشكل تهديداً عسكرياً لروسيا ولا يرى في روسيا تهديداً عسكرياً له، لا تزال الشكوك تساور الطرفين حيال نوايا الطرف الآخر وسياساته.
وانسجاماً مع القانون التأسيسي للشراكة بين الناتو وروسيا، ينبغي أن يجدد المفهومُ الاستراتيجي الجديد التأكيدَ على رغبة الناتو في بناء نظام أمني تعاوني في منطقة أوروبا والأطلسي يشمل تعاوناً أمنياً مع روسيا. وبأخذ هذا المبدأ في الاعتبار، ينبغي للناتو انتهاج سياسة الحوار مع روسيا مع طمأنة سائر الحلفاء على أنه سيتم الدفاع عن أمنهم ومصالحهم. وفي هذا الصدد، ينبغي أن يظهر الحلفُ التزامه ’بمجلس الناتو وروسيا‘ (ويدعو روسيا إلى فعل الشيء نفسه) بالتركيز على الفرص المتاحة للتعاون البراغماتي لصون المصالح المشتركة مثل منع انتشار الأسلحة النووية والحدّ من التسلّح ومحاربة الإرهاب والدفاع الصاروخي والإدارة الفاعلة للأزمات والعمليات السلمية والأمن البحري ومحاربة الاتجار بالمخدرات.
التمسك بسياسة الباب المفتوح. توسعت عضوية الناتو منذ انتهاء الحرب الباردة إلى أن بات يضم في عضويته ثمانية وعشرين عضواً بعد أن كان عدد أعضائه ستة عشر. ولا تزال سياسة الباب المفتوح هذه آلية التقدم نحو أوروبا موحَّدة وحرّة ولا تزال تسهم في ضمان أغلب عناصر الأمن الجماعي للدول الأعضاء. ولا تزال إمكانية زيادة توسيعه ليضم دول غرب البلقان وجورجيا وأوكرانيا قيد الدرس. وعملاً بالمادّة العاشرة من معاهدة شمال الأطلسي وانسجاماً مع مبادئ توسيع الحلف، ينبغي الدفع بعملية نيل العضوية بالنسبة إلى الدول التي أعربت عن رغبتها في الانضمام إليه بعد وفائها بمتطلبات نيل هذه العضوية. ومن نافلة القول أن الناتو منظمة تطوعية بالكامل.
قدرات جديدة لعصر جديد (التحول والإصلاح العسكري). إن الالتزامات العسكرية والسياسية للناتو لن تعني الكثير ما لم تتلازم مع القدرات المناسبة. ينبغي أن يتضمن المفهومُ الاستراتيجي الجديد بياناً واضحاً يحدد الأولويات الدفاعية وأن تكون متلازمة مع مجموعة متفَق عليها من القدرات والإصلاحات الأساسية الجديدة أو المطوَّرة. ويتعين على قوات الناتو امتلاك القدرة على الدفاع عن أراضي الحلف، والاضطلاع بمهمات كثيرة المتطلبات على مسافات استراتيجية، والمساهمة في بيئة دولية أكثر أمناً، والردّ على الحالات الطارئة الغير متوقَّعة في الزمان والمكان المناسبَين. لذلك، توجد حاجة مستمرّة إلى نقل قوات الناتو من الوضعية القوية ولكن الثابتة التي ترجع إلى حقبة الحرب الباردة إلى وضعية أكثر مرونة وحركية وتنوعاً. ومع استنفاد كافة أرصدة الناتو تقريباً، يتعين على الحلف كذلك التعهد بشكل حازم بالإنفاق بطريقة أكثر حصافة من خلال طائفة من التدابير الإصلاحية وإجراءات رفع الكفاءة.
السياسة المتعلقة بالأسلحة النووية: التضامن سعياً لتحقيق السلم. طالما أن الأسلحة النووية موجودة، ينبغي للناتو مواصلة الاهتمام بقوات نووية آمنة يمكن التعويل عليها، مع تحمّل مسؤوليات واسعة على صعيد النشر والدعم العملاني عند المستوى الأدنى الذي تقتضيه البيئة الأمنية السائدة. وينبغي أن يتم كل تغيير في هذه السياسة، بما في ذلك التوزيع الجغرافي للأسلحة النووية التي ينشرها الناتو في أوروبا، من قبل الحلف ككل كما في القرارات الرئيسية الأخرى.
ينبغي أن يؤكد المفهومُ الاستراتيجي كذلك على دعم الناتو الكامل للجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وضمان التعامل مع الموادّ النووية بطريقة آمنة وسليمة، وتحقيق تقدم نحو عالم خالٍ من الخوف من الأسلحة النووية. وعلى ضوء ذلك، قلّص الحلف إلى حدّ بعيد أنواع القوات النووية دون استراتيجية وأعدادها في أوروبا وينبغي له الاحتفاء بالتشاور مع روسيا سعياً لمزيد من الشفافية وزيادة التقليص المتبادل للقوات.
المهمة الجديدة للدفاع الصاروخي. أدى درء خطر هجوم صاروخي بالستي إيراني محتمل إلى ولادة ما أصبح مهمة عسكرية أساسية في نظر الناتو. سيوفر قرار الرئيس أوباما بنشر دفاع صاروخي مرن على مراحل مظلّة أكثر فاعلية وسرعة وموثوقية من الاقتراحات السابقة. كما سيوضع الدفاع الصاروخي في سياق الناتو بشكل كامل، مع فتح باب المشاركة أمام سائر الحلفاء وكافة الشركاء المراد حمايتهم. إن الدفاع الصاروخي هو الوسيلة الأكثر فاعلية عندما يكون جهداً مشتركاً، لذلك تبرز رغبة شديدة في تعاون شامل في منطقة الحلف بين الناتو وشركائه (لا سيما روسيا).
الردّ على بروز خطر الهجمات الإلكترونية. يتعين على الناتو تسريع الجهود الرامية إلى الردّ على خطر الهجمات الإلكترونية بحماية نظم الاتصالات والقيادة لديه، ومساعدة الحلفاء على تطوير قدراتهم على منع وقوع هذه الهجمات وعلى التعافي منها، وتطوير مجموعة من القدرات الدفاعية الإلكترونية الرامية إلى الكشف والردع الفاعل.
تنفيذ إصلاحات تهدف إلى بناء حلف أكثر رشاقة. ينبغي أن يجيز المفهومُ الاستراتيجي للأمين العام ويشجعه على الدفع بأجندة عميقة الأثر تتضمن بنوداً إدارية وإصلاحية تهدف إلى بناء حلف أكثر رشاقة، وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات في الوقت المناسب، وأكثر فاعلية وأكثر كفاءة في استخدام الموارد.
حكاية قصة الناتو. في ما يُعِدّ الحلفاءُ مفهوماً استراتيجياً جديداً، لا يغيب عن بالهم كيف ستُقرأ هذه الوثيقة في كل منطقة وليس في منطقة أوروبا والأطلسي فقط. ينبغي تذكير شعوب الناتو بأن الحلف يخدم مصالحهم من خلال الأمن الذي يوفره. وينبغي للشعوب خارج منطقة الناتو أن تعرف أن الحلف وشركاءه يعملون ليل نهار على بناء عالم أكثر أمناً.

5. رؤية وغاية الناتو بين 2010 و2020
على الأرجح أن يقلّ ظهور حلف الناتو على الساحة المركزية للشؤون الدولية بين عامي 2010 و2020 مقارنة بعقوده السابقة. لكنه سيتقلّد بالمقابل طائفة من الأدوار كقائد في بعض الأحيان، وكمصدر دعم في أحيان أخرى يتقاسم دائرة الضوء مع الشركاء والأصدقاء. وسيكون في حاجة طوال الوقت إلى إبقاء عين ساهرة على الأخطار التي يمكن أن تنشأ قريباً من دياره، مع تركيز بعيد النظر على كيفية الردّ على الأخطار التي ربما تبرز في أماكن بعيدة. كان الدفاع والوفاق الدولي وجهان لعملة واحدة في نظر الحلف في الستينيات من القرن الماضي. لكنّ المطلب الأساسي التوأم للناتو في سنة 2020 هو الأمن المضمون لكافة أعضائه والمشاركة الدينامية خارج منطقته للتقليل من الأخطار.
ولكي ينجح الناتو في ذلك، يتعين أن يحصل على التزام راسخ وجهد موحَّد من جانب أعضائه. فنيل مقعد على طاولة الناتو ليس تشريفاً ولكنه تكليف مستمرّ يتعين على كل عضو القيام بواجباته. ويتعين على سائر أعضاء الحلف تجميع الموارد اللازمة لدعم تعهداته بالقدرات المطلوبة لإلحاق الهزيمة بالمجموعة الكاملة من الأخطار التي تهدد أمنه وليس احتواءها فقط.
مع استشراف المستقبل، ندرك أنه يتعين أن تستحوذ الأخطار العالمية والإقليمية على انتباه الناتو بالبداهة، على أنه يتعيّن عدم السماح لهذه الهواجس المؤقتة بأن تعرّف المنظمة. فالدافع الذي لمّ شمل أعضاء الناتو في سنة 1949 لم يكن القوى التي أثارت خشيتهم، وإنما إيمانهم بكل عضو في الحلف وبالقيم الديمقراطية التي اعتنقوها. وقد تعلّم قادة الحلف في السنين التي تلت ذلك أنه يتعين تكييف حلفهم باستمرار مع مطالب التغييرات السياسية والتكنولوجية، لكنهم تعلموا أيضاً النواحي التي يتعين إبقاؤها بدون تغيير. يتعين أن يبدأ المفهوم الاستراتيجي للناتو وينتهي بالمُثُل التأسيسية للحلف.
**رؤية الناتو 2020: أمان مطلق وديناميكيات التدخّل- فريق من الخبراء برئاسة مادلين أولبرايت
حلف الناتو، ومركز العلاقات عَبر الأطلسية، واشنطن-17 أيار 2010
ترجمة :مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية-أيلول 2010


 

2010-10-02 11:48:24 | 2358 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية