التصنيفات » دراسات

وقائع ندوة مركز سابان حول مستقبل السياسة الأمريكية-الإسرائيلية الجديدة في المنطقة


تحدثت التقارير عن فعاليات ندوة منتدى سابان الخاص بمركز سابان لدراسات الشرق الأوسط التابع لمؤسسة بروكينغز الأمريكية. وفي هذا الخصوص أشارت التقارير إلى أن الندوة قد تطرقت لملف صراعات الشرق الأوسط: فما هي أهمية هذه الندوة بالنسبة لواقع الشرق الأوسط ومستقبل تطوراته السياسية القادمة؟
* ندوة منتدى سابان: توصيف المعلومات الجارية
تعتبر مؤسسة بروكينغز من أحد المراكز التي  تجمع بين الارتباط بالحزب الديمقراطي الأمريكي وجماعات اللوبي الإسرائيلي، وبالتالي، فهي تلعب دوراً فاعلاً في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الخاصة بالديمقراطيين، هذا ويعتبر اليهودي الأمريكي مارتن أنديك –السفير الأمريكي السابق في إسرائيل- بمثابة العقل الرئيسي الذي يشرف على قسم شؤون الشرق الأوسط التابع للمؤسسة.
تقع مؤسسة بروكينغز في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وقد شهدت قبل ثلاثة أيام انعقاد فعاليات مؤتمر سابان ضمن ندوة حول مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية. وفي هذا الخصوص فقد شهدت الندوة الآتي:
• مداخلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
• مداخلة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.
تقول التقارير والمعلومات بأن ندوة منتدى سابان قد عكست حقيقة النوايا الأمريكية الجديدة، بعد لجوء الإدارة الأمريكية إلى خيار عدم الضغط على إسرائيل حول ملف الاستيطان، وأيضاً عكست حقيقة النوايا الإسرائيلية إزاء المنطقة. وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى أن إيهود باراك الذي قدم المداخلة الإسرائيلية، وإن كان زعيماً لحزب العمل، فإن الأمر سيان، وذلك لأن رموز البناء الليكودي الإسرائيلي درجوا على التعامل مع الإدارات الأمريكية الديمقراطية وذلك على أساس اعتبارات أن الليكود الإسرائيلي والحزب الجمهوري الأمريكي تجمع بينهما مفردات خطاب قوى يمين الوسط، أما العمل الإسرائيلي والحزب الديمقراطي الأمريكي فتجمع بينهما مفردات خطاب قوى يسار الوسط.
* توصيف محتوى ندوة سابان
تميزت مداخلات الندوة بالكثافة والتركيز على المنعطف الحالي، إضافةً إلى محاولة ترسيم خارطة طريق سيناريو السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية وخارطة طريق العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية خلال الفترة القادمة، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• مداخلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وتضمنت النقاط الآتية:
- التعبير عن الحزن لموت الإسرائيليين الذين لقوا مصرعهم بسبب نيران حريق الكرمل.
- تقديم الشكر لمصر والأردن لقيامهم بدعم إسرائيل في نكبة حريق الكرمل.
- التأكيد على قيام أمريكا بتوسيع دعمها لإسرائيل من أجل مواجهة المخاطر والمهددات المستقبلية بما يكفي لحماية أمن إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.
- التأكيد على استمرار أمريكا في تزويد الجيش الإسرائيلي بالعتاد والتدريب إضافة إلى سعي أمريكا لجهة إكمال وتطوير بناء شبكة الدفاع الصاروخي (القبة المعدنية) لحماية إسرائيل من خطر الصواريخ.
- التأكيد على أن إيران النووية سوف تشكل خطراً حقيقياً يهدد أمن إسرائيل وأمن منطقة الشرق الأوسط.
- التأكيد على أن إيران ليست وحدها التي تمثل مصدر الخطر وحسب، وإنما وكلاء إيران يشكلون خطراً مهدداً أيضاً لأمن إسرائيل والمنطقة.
- الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل وجيرانها العرب أصبح مصدراً للتوتر وعقبة في طريق ازدهار شعوب المنطقة.
- التأكيد على أن واشنطن سوف تسعى لبذل الجهود خلال الفترة القادمة بما يؤمن تحقيق التقدم في الملفات الخلافية الرئيسية.
- التأكيد على أن أمريكا سوف تتعاون مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل والشركاء الدوليين بما يؤدي إلى تحسين الأوضاع في قطاع غزة ويدفع عملية السلام إلى الأمام.
• مداخلة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، وتضمنت النقاط الآتية:
- التأكيد على أن وجود إسرائيل في المنطقة يمثل حقيقة، وبأنه تقع على عاتق الإسرائيليين مسؤولية سلامة وقوة إسرائيل.
- التأكيد على دور الولايات المتحدة كشريك إستراتيجي لجهة تأمين بقاء إسرائيل كدولة يهودية، وتأمين تفوق إسرائيل العسكري في المنطقة.
- المطالبة بضرورة أن تسعى أمريكا لجهة التصدي لخصوم إسرائيل وجيرانها المعتدلين.
- في حال عدم استمرار جهود عملية سلام الشرق الأوسط فإن البديل سوف يكون تصعيد الصراع بما يمكن أن يؤدي إلى احتمالات حدوث واحد من ثلاثة خيارات: نموذج الصراع الأيرلندي، نموذج الصراع البلقاني، نموذج الهاوية، ولتفادي ذلك لا بد من اتخاذ القرارات الصعبة.
- إستراتيجية إسرائيل في المرحلة القادمة سوف تتضمن: الحفاظ على العلاقات الخاصة الإسرائيلية-الأمريكية، وتعميق إسرائيل لمصالحها المشتركة مع قيادات المعتدلين العرب.
- خلق أفق الحل السياسي مع الفلسطينيين وفي نفس الوقت عملية عزل حركة حماس في قطاع غزة.
- إقامة أسس السلام والأمن على أساس مبادرة جديدة تجمع كل القضايا الجوهرية بما يضع حداً للصراع والاستمرار في محاولات إخراج سوريا من محور التطرف، وبناء نظام دفاعي ضد الصواريخ بكافة أنواعها ومنع إيران من الحصول على القدرات النووية.
- التأكيد على خيار حل الدولتين مع حل ملف حق العودة ضمن الدولة الفلسطينية وبقاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية تحت السيادة الإسرائيلية.
تمثل النقاط السابقة الخطوط العامة لما ورد في مداخلة الوزيرة كلينتون ومداخلة الوزير إيهود باراك. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن القراءة الغامضة في تفاصيل لما ورد في محتويات الندوة تشير إلى الآتي:
- النقاط الواردة في مداخلة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كانت أكثر تفصيلاً ودقة لجهة تحديد النوايا الإسرائيلية.
- النقاط الواردة في مداخلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت أكثر توضيحاً لحقيقة أن أمريكا سوف تمارس عملية انسحاب تكتيكي على طاولة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، بحيث تنخرط أمريكا في إدارة المفاوضات، وعندما تصل إلى نقطة مغلقة فإن واشنطن لن تقوم بالضغط على إسرائيل وإنما بالكف عن الضغوط وتحويل التفاوض إلى أحد البنود الأخرى.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن أبرز الذين كانوا حاضرين في هذه الندوة: زعيمة حزب كاديما المعارض تسيبي ليفني، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية الدكتور سلام فياض والذي حصل على الثناء والمديح بواسطة الوزيرة كلينتون بما فاق ثناءها ومدحها لتسيبي ليفني وإيهود باراك مجتمعين.
* القراءة الإسرائيلية لمحتوى ندوة مركز سابان
أشارت بعض التحليلات السياسية الإسرائيلية إلى ندوة منتدى سابان بأنها مثلت الحدث الذي ظلت الأوساط السياسية الإسرائيلية أكثر اهتماماً بانتظاره. وما كان لافتاً للنظر تمثل في إدراك الإسرائيليين للنقاط الآتية:
• عدم سعي الوزيرة كلينتون لجهة إلقاء اللوم على أحد الطرفين، وبدلاً عن ذلك فقد سعت كلينتون إلى مطالبة الطرفين بالاستمرار.
• سعي الوزيرة كلينتون إلى إبراز إيران وحزب الله وحركة حماس باعتبارهم مصدر الخطر.
ولكن، ما كان هاماً للغاية تمثل في إشارة الوزير إيهود باراك إلى أن إسرائيل سوف تتعاون مع أمريكا لجهة إبعاد سورية عن محور الشر. وعلى خلفية هذه النقطة، جاءت قراءة إسرائيلية تقول بأن الجمع بين محتويات مداخلة الوزيرة كلينتون والوزير باراك يفيد لجهة أن محور واشنطن-تل أبيب سوف يسعى خلال الفترة القادمة إلى اعتماد إستراتيجية مشتركة تهدف إلى عقد صفقة أمريكية-تركية، تقوم أمريكا بموجبها بالموافقة على قيام أنقرا بدور الوسيط في أزمة الملف النووي الإيراني بين طهران والدول الغربية، مقابل أن تتخلى أنقرا عن الوساطة في ملفات الشرق الأوسط، باعتبارها منطقة حصرية للوساطة الأمريكية فقط لا غير.  قسم الدراسات والترجمة: الجمل بما حمل، 15/12/2010


 

2010-12-18 12:39:24 | 1930 قراءة

التعليقات

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد
مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية